المحرر موضوع: تركيا في طريقها نحو الإنهيار والسقوط (3)  (زيارة 993 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل مهدي كاكه يي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 216
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
تركيا في طريقها نحو الإنهيار والسقوط (3)

د. مهدي كاكه يي

بعد إنتهاء الحرب الباردة وإختفاء الإتحاد السوفيتي والتطورات الإقليمية في منطقة الشرق الأوسط، حصلت تغيرات كبيرة في العلاقات التي كانت تربط الولايات المتحدة الأمريكية بِتركيا وظهرت تضارب واضح بين مصالح الدولتَين. التواجد المباشر للقوات الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط  (على سبيل المثال في جنوب وغرب كوردستان والعراق ودول الخليج الفارسي) وإختفاء الإتحاد السوفيتي، قلّلا من الأهمية الإستراتيجية لتركيا بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية. كما أن تسلّم الحُكم في تركيا من قِبل حزب إسلامي (حزب العدالة والتنمية) يهدد المصالح الأمريكية في المنطقة و قد يقود الى نشر الإرهاب والعنف في منطقة الشرق الأوسط والدول الغربية. مساندة الحكومة التركية الإسلامية لِداعش وجبهة النصرة الإرهابية والمجموعات الإرهابية الأخرى ومحاولة تركيا العمل على الإتيان بأنظمة حُكم إسلامية لِتحكم دول الشرق الأوسط وإحياء الإمبراطورية العثمانية، كل هذا يؤكد على الخطر الكامن الآتي من النظام التركي، الذي  يهدد الدول الغربية ودول الشرق الأوسط وبقية دول العالم.

أخذت تركيا في الآونة الأخيرة بالتقرّب من روسيا وهذا التقارب يُشكّل خطاً أحمراً بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية، حيث أنّ تركيا عضوة في حلف الناتو وأنّ أي تحالف روسي – تركي يهدد المصالح الأمريكية في المنطقة. محاربة تركيا القوات الكوردستانية في غرب كوردستان التي هي حليفة للولايات المتحدة في محاربتها للإرهاب ومحاولة تركيا إحتلال غرب كوردستان، سواءً عن طريق الإحتلال العسكري المباشر أو عن طريق مرتزقته المؤلفة من القوى الإسلامية الإرهابية والقوى العربية السورية العنصرية، تتعارض مع الإستراتيجية الأمريكية في محاربة الإرهاب، حيث أنها تًربِك وتعرقل الحرب الأمريكية ضد المجاميع الإرهابية وهذا ما لا يسمح به الأمريكيون.

بالنسبة للمشكلة السورية، تريد تركيا إزالة الحكم الهلاوي (العلوي) في سوريا و إستلام الحكم فيها من قِبل جماعة إخوان المسلمين الرديفة لحزب العدالة و التنمية التركي. لهذا الغرض بدأت حكومة أردوغان بمساعدة التنظيمات الإسلامية الإرهابية في سوريا لإيجاد نفوذ لها في توجيه مسارات التغيير في سوريا و في محاولة منها لمنع السكان الكوردستانيين من التمتع بحقوقهم في الحرية و الإستقلال في غرب كوردستان، بينما الولايات المتحدة الأمريكية لا تريد إستلام الحكم في سوريا من قِبل أحزاب إسلامية متشددة و إنتشار الفوضى في بلد يجاور إسرائيل.

الخلاف التركي – الأمريكي يدور أيضاً في مسألة إزاحة الرئيس المصري السابق مرسي عن الحكم من قِبل الجيش المصري و كذلك في مسألة الإتفاق المؤقت بين الدول الغربية و إيران حول البرنامج النووي الإيراني. كما أن تقويض النظام الديمقراطي في تركيا من قِبل الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان و محاولته خلق نظام إسلامي شمولي ودكتاتوري وتدخّله في شئون القضاء وخنق حرية التعبير والصحافة، كلها لا يلتقي مع القيم والتوجهات الأمريكية والذي بِدوره يخلق هوة كبيرة في العلاقة بين الحانب الأمريكي والتركي. كل هذه العوامل وعوامل أخرى لا يتسع المجال في سردها في هذا المقال، تجعل العلاقات الأمريكية – التركية متوترة وسيئة وتدفع أمريكا الى إزاحة أردوغان عن الحكم و خلق "ربيع تركي" على غرار العراق وتونس وليبيا ومصر وسوريا.

الدول الأوروبية بِدورها يتعارض جانبٍ من مصالحها مع المصالح التركية. تنطبق العوامل المعرقلة للعلاقات الأمريكية – التركية المذكورة أعلاه مع تلك العوامل التي تقف عقبة في طريق العلاقات الأوروبية – التركية. بالإضافة الى تلك العوامل المذكورة، فأن مسألة المهاجرين السوريين والعراقيين والكوردستانيين الذين يهاجرون عبر تركيا الى دول الإتحاد الأوروبي والتي تؤثر سلباً على إقتصاد هذه الدول وعلى الحياة الإجتماعية لشعوبها، تُشكّل تهديداُ كبيراً على الأمن الوطني لِدول الإتحاد الأوروبي من خلال إندساس إرهابيين وأشخاص مجرمين ضمن اللاجئين ودخولهم الى هذه الدول وقيامهم بعمليات إرهابية وإجرامية فيها والعمل على زعزعة الأمن الوطني والسلم الأهلي في هذه الدول. هذه المشاكل التي تخلقها تركيا لِدول الإتحاد الأوروبي، تساهم في خلق علاقات سيئة بيت تركيا ودول الإتحاد الأوروبي.

إبتزاز تركيا لِدول الإتحاد الأوروبي بمحاولتها إستغلال الهجرة الراهنة الى هذه الدول، لفرض إلغاء تأشيرة الدخول للأتراك الى دول الإتحاد الأوروبي، هو عامل آخر يعمل على تدهور العلاقات التركية – الأوروبية، حيث تريد تركيا إطلاق 70 مليون شخص، وهو مجموع سكان تركيا وشمال كوردستان المحتلة و إغراق دول الإتحاد الأوروبي بهذا العدد الكبير من البشر والذي سيتسبب في زعزعزعة إقتصاد هذه الدول وإستقرارها و يهدد الأمن الوطني لها من خلال إنتقال وإستقرار أفراد ومؤيدي المجموعات الإسلامية التركية الإرهابية وأفراد المجاميع الإرهابية الأخرى بكل حرية وبشكل قانوني في هذه الدول وقيامهم بعمليات إرهابية وإجرامية فيها وبذلك ينتشر الإرهاب والفوضى والعنف والإجرام في الدول الأوروبية وتختفي الرفاهية التي تعيشها شعوبها ويتدهور العلم والتطور والفن وكل المعالم الأخرى للحياة فيها. إحتلال تركيا لِشمال قبرص وعلاقاتها المتدهورة مع بعض الدول العضوة في الإتحاد الأوروبي مثل اليونان وبلغاريا وأرمينيا، تؤثر أيضاً سلباً على علاقات تركيا مع الإتحاد الأوروبي. 

بالنسبة للعلاقات التركية الإسرائيلية، هناك تضاد في مصالح الدولتَين، حيث تحاول تركيا إنهاء الحكم الهلاوي (العلوي) في سوريا و إستلام الحكم فيها من قِبل الجماعات الإسلامية، حيث بدأت الحكومة التركية بالتدخل العسكري المباشر في غرب كوردستان وسوريا وبِتقديم الدعم المادي والعسكري للتنظيمات الإسلامية الإرهابية في سوريا لِمنع تحرر غرب كوردستان وكذلك للإطاحة بالنظام السوري الحالي. من جهة أخرى فأنّ إسرائيل تعارض إستلام الحكم في سوريا من قِبل قوى إسلامية و إنتشار الفوضى في بلد يجاورها. ليست في مصلحة إسرائيل وجود حكم إسلامي في تركيا والذي قد يقود الى هيمنة القوى الإسلامية على الحكم في دول منطقة الشرق الأوسط  وإنتشار الفكر الإسلامي المتشدد والمتزمت فيها والذي سيُشكّل تهديداً للأمن الوطني الإسرائيلي.

الحكومة التركية الإسلامية جاءت للحكم من خلال الإنتخابات والذي يعني أن أكثرية الأتراك ذوو ميول إسلامية وعليه فأن قيام تحالف إستراتيجي بعيد المدى بين إسرائيل وتركيا، ليس في مصلحة إسرائيل ولذلك تبحث إسرائيل عن حلفاء إستراتيجيين في المنطقة للحفاظ على وجودها وأمنها الوطني.

شعب كوردستان هو الحليف الطبيعي لإسرائيل، حيث تلتقي مصالح الشعبَين. إسرائيل هي الدولة الوحيدة في منطقة الشرق الأوسط التي لها نظام ديمقراطي وكونها دولة متقدمة علمياً وصناعياً وقوية عسكرياً. من جهة أخرى فأن لٍكوردستان موقع إستراتيجي مهم ولها جذور حضارية عميقة في المنطقة وأن أكبر منابع المياه  في الشرق الأوسط تقع في كوردستان، بالإضافة الى أن بواطن أرضها تحتفظ بكميات هائلة من البترول والغاز والمعادن. هكذا فأنّ تحالف إسرائيل مع كوردستان سيحقق لشعوب الشرق الأوسط الكبير تقدماً عظيماً في مجالات العلوم والصناعة والإدارة وغيرها وتصبح هذه الدول دولاً متقدمة ومزدهرة، تلعب دوراً محورياً في إدارة سياسة المنطقة والعالم. من هنا تلتقي المصالح الكوردستانية مع المصالح الإسرائيلية في المنطقة، حيث أنه للحفاظ على أمنها الوطني و مواصلة التطور والتقدم، فأن من مصلحة إسرائيل، أن تستقل كوردستان وبقية شعوب المنطقة، لتتخلص من الأخطار الخطيرة التي تواجهها من قِبل العرب والمسلمين، حيث بتحرر كوردستان في المنطقة، ستتغير موازين القوى لصالح إسرائيل. هكذا فأن إلتقاء المصالح هو السبب الكامن وراء الدعوة الى تعاون إستراتيجي بين كوردستان والشعوب المُستعمَرة الأخرى من جهة وإسرائيل من جهة أخرى.



غير متصل اخونا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 377
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
السيف اصدق اقوالا من الكتب
مع الاسف الواقع التركي على خلاف ما قرأت