المحرر موضوع: الأفعى التي لدغت المسيحيين في الموصل عام 1959 ورقدت، ثم إستيقظت ولدغتهم مرة ثانية عام 2014، هل ستُقلع أنيابها بعد تحرير المحافظة، أم ستنفخ سمومها وتجهزعلى بقاياهم ؟؟؟  (زيارة 1897 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل صباح دمّان

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 407
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الأفعى التي لدغت المسيحيين في الموصل عام 1959 ورقدت، ثم إستيقظت ولدغتهم مرة ثانية عام 2014،         هل ستُقلع أنيابها بعد تحرير المحافظة، أم ستنفخ سمومها وتجهزعلى بقاياهم ؟؟؟
بقلم : صباح دمّان
وقد أُعلنت بشارة إنطلاق عمليات تحرير مدينة الحدباء التاريخية والبلدات المتناثرة حولها، تعود بي الذاكرة إلى عقود خلت عندما إنبثقت ثورة  14 تموز عام 1958 بعد سقوط النظام الملكي، وحققت إنجازات كبيرة على الصعيد الزراعي والصناعي والتجاري والعمراني وفي كافة المجالات الأخرى، الأمر الذي أثار حفيظة بعض القوى المعادية لتطور وتقدم العراق، فبدأت ماكنة الإعلام المشبوهة بتهيئة الأجواء لإجهاض تلك الثورة الفتية.
وسنحت الفرصة حين إستغلت بعض التنظيمات القومية عقد مؤتمر لأنصار السلام في الموصل عام 1959، لإعلان التمرد على الحكومة المركزية في بغداد، بقيادة أمر موقع الموصل العقيد الشواف، بتشجيع وتمويل من بعض الحكومات العربية ودول غربية، فأخذت إذاعة محلية في المدينة تنشر البيانات العسكرية وتناشد بقية القوات المسلحة بالعصيان.
وبعد القضاء على تلك الحركة الإنقلابية، إنهارت الأوضاع الأمنية ووقعت أحداث دموية مؤسفة، إرتكبت خلالها جرائم بشعة لا تُقرها الشرائع السماوية ولا التقاليد الإجتماعية، وسرت شائعات بأن جماعات غوغائية وأخرى مشبوهة إخترقت الجموع الغاضبة المؤيدة للزعيم قاسم وقامت بتلك الأفعال التي إقشعرت لها الأبدان.
وحينما هدأت الأمور وعاد الإستقرار، دبَّ النشاط في تلك الأحزاب القومية من جديد، خاصة بعدما تغير المسار السياسي لقائد الثورة، فطفت على السطح مخلفات الماضي، وبدأت عملية إغتيالات واسعة في المدينة شملت القوى الوطنية المتهمة بالشيوعية والمسيحيين بشكل خاص، فقتل من قتل وهرب من الموت من هرب إلى بغداد ومدن أخرى، وكانت عائلتي من ضمن المهاجرين إلى العاصمة .
 ومن سخريات القدر أن أجهزة الشرطة في المدينة كانت تتعاون مع القتلة، فتكتب تقاريراً ساخرة عن جرائم الإغتيال تقول" ألقينا القبض على الجثة والقاتل مجهول الهوية . "
 وهكذا دفع المسيحيون الموصليون الثمن باهضاً لعمل لم يرتكبوه وجريمة لم يقترفوها، غير كونهم الحلقة الأضعف في مجتمع متدين، فيه المتسامح وفيه المتزمت الذي يحترم الأقوياء ويضطهد الضعفاء من الديانات الأخرى.
وفي بغداد كان الزعيم قاسم قد إتخذ إجراءات متسرعة بإبعاد الضباط المخلصين، وفسح المجال أمام بعض الشخصيات المناهضة له للتغلغل إلى مراكز حساسة، حين أظهروا ولائهم له وتأييدهم المخادع لسياسته، فرفعوا شعارات مضلِلة من أجل الإلتفاف عليه وتهيئة الظروف الملائمة لإسقاطه. وهو الأمر الذي مهَّد الطريق لتنفيذ حركة 1963 التي وجهت ضربة موجعه للقوى الوطنية ذهب ضحيتها المئات، ووضع الألاف في السجون والمعتقلات ودخل الشعب العراقي في نفق مظلم ، لم يرى النور بعده ليومنا هذا .
وبعد سقوط النظام السابق عام 2003 ، تكرر ذلك السيناريو في معظم أنحاء الوطن، ولكن بأساليب متباينة ومن قبل جماعات تكفيرية ملثمة وأخرى متطرفة تحمل أجندات طائفية، قامت بقتل وتهديد وإختطاف وتهجير المسيحيين وإغتصاب دورهم وممتلكاتهم، في الوقت الذي يعلم فيه الجميع بأننا أصحاب الأرض الأصلاء ومكون مسالم لا ناقة لنا بما جرى من أحداث ولا جمل .
 مع إحترامي لأبناء أم الربيعين الكرام وعشائرها الأصلية وإستثنائي من جرفهم تيار داعش، فخانوا العهد وغدروا بجيرانهم وأصدقاء طفولتهم وشركاء وطنهم، يبدو أن زلزال سقوط  محافظة نينوى عام 2014، قد أيقظ تلك الأفعى الخبيثة من سباتها بعد 55 عاما، لتلدغ بحقد ما تبقى من المسيحيين الصابرين وبقية المكونات المغلوبة على أمرها في مدينتهم التاريخية وفي بلداتها العريقة، من الذين رفضوا مغادرة أرض أباءهم وأجدادهم  طيلة العقود الماضية .
 وفي خضم المشهد الأمني الغامض لعمليات التحرير والرؤيا الضبابية للمستقبل أمامنا، نخشى إستمرار ذلك الوحش الإسطوري بملاحقتنا وهو ما زال ينهش بكيان شعبنا منذ عقود وقرون، ونترقب بقلق بالغ ماذا سيحل ببلداتنا بعد عمليات تحرير نينوى في أجواء صراع قومي وطائفي وعرقي متجذر في الأرض، وإتفاق مكونات وأحزاب وتحالفات لتوزيع الأدوار وتقسيم الغنائم، إضافة إلى أطماع السلطان العثماني ومحاولته فرض إرادته وتحقيق أحلامه بمساندة عدد من الدول العربية وبعض الشخصيات العراقية المتنفذة، يرافق كل ذلك غموض الموقف الأمريكي . هذه التناقضات ربما ستفضي إلى مواجهات خطيرة خلال وبعد عملية التحرير ونشوب معارك جانبية لا سامح الله، تكون المكونات الصغيرة وقود نيرانها، فتضيِق الخناق على ما تبقى من المسيحيين القابعين على الحافات الأخيرة من وطنهم الشهيد، وقد تُعجِل في رحيلهم . وبذات الوقت أتمنى أن أكون مخطاً في تشاؤمي، فيتم تحرير مدينة الموصل وكافة بلداتها بسواعد القوات الأمنية دون خسائر بشرية ودمار الدور والبنية التحتية، فيعود كافة أبناء شعبنا الذين شردهم داعش إلى بيوتهم وأعمالهم ومزارعهم ليعيش الجميع بسلام وإستقرار وأمان.
 لقد دخل شعبنا منذ عقود مرحلة الإنقراض من وطنه، وفي دول الإغتراب فقدان هويته، وفي مجتمعاتها إضمحلال تراثه وتلاشي تقاليده وزوال لغته، والمهجرون عالقون في المخيمات يبكون دماً ويعيشون مهانة، بينما نحن ما زلنا في نقاش طوباوي ممل، وتراشق إعلامي مخجل على ((( التسمية ))) ، أدت بنا إلى التشرذم والتشتت والضياع، لأن البعض ما زال يؤمن بنظرية مبتكرة حديثاً تقول " بأننا أشقاء ولكن، إسمكم غير موجود في سجلات النفوس، ولا تملكون أرضاً في دوائر الطابو، لذا لستم شركاء لنا في إرثنا "، وفي الشعارات " أنتم موجودون معنا "، بينما الكل يؤمن بأننا شعب مسيحي واحد بكافة مسمياته الجميلة وجذوره التاريخية العريقة التي نعتز بها جميعاً، وما يفرقنا لا يصمد أمام المشتركات الكثيرة بيننا . " رحم الله إمرء عرف قدر نفسه "       
  17- 10-2016




غير متصل Michael Cipi

  • عضو مميز متقدم
  • *******
  • مشاركة: 5233
    • مشاهدة الملف الشخصي
أخي صباح
رَقــّا د تاوِر ، لا كـيـثِ لــْـمَـطـْـﭘـويِ ( رقاق الخـبـز المكـسـور ، لا يمكـن إلـتحامه )
من جانب آخـر ، في مقابلة لسيادة المطران ميلس مع إمرأة نازحة من الموصل وهـو يواسيها ويزرع أمل الرجـوع فـيها ، قالت له :
جارنا منـذ 40 عاما ، جاء وقال لـنا : أخـرجـوا من بـيـتـكم بملابسكم فـقـط ، فـلـقـد صار مُـلـكاً لي ... هل نرجع ونـنـتـظـر 40 سنة أخـرى كي نخـتار جاراً جـديـداً ونـطـمئـن له ؟

أخي العـزيـز :
إنها جـينات وراثية ذات صفات عـدوانية ، والراهـب منـدل يقـول :
إنْ لم تـظـهـر في جـيـل ، إنـتـظـرها فـستـظـهـر في جـيل آخـر .
إقـرأ التأريخ ..... !

غير متصل اخيقر يوخنا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 4981
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رابي صباح دمان
شلاما
اتفق كليا مع رابي مايكل سيبي
واعتقد ان الحل الوحيد  هو استحداث محافظة مسيحية خالصة وبحماية دولية وعدا ذلك  فهو بمثابة النوم مع الافاعي و تخدير انفسنا بحسن النيات  باستغفال ما يضمره العدو وما قد  يعود او ياتي به عقود اتية
والحبل على الجرار

غير متصل Michael Cipi

  • عضو مميز متقدم
  • *******
  • مشاركة: 5233
    • مشاهدة الملف الشخصي

غير متصل سالم يوخــنا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 503
    • مشاهدة الملف الشخصي
ستبقى تلك الافاعي تترصدنا ما لم تسحق رؤوسها و تدك أوكارها . من ناحية أخرى , المناطق الامنه لن تكون امنه بل أنها ستكون حقل رمايه للمتربصين و الطامعين بأرض اجدادنا , الله المستعان .

غير متصل صباح دمّان

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 407
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني

أخي مايكل.... تحياتي الطيبة
تقول الحكمة بانه لولا فسحة الأمل في قلب الإنسان لأمست الحيام  جحيماً لا يُطاق ... ولكن هذا الامل قد يتضاءل ويذوي حينما يكتنفه الظلام من كل مكان ، وقد يتحقق بشكل غير متوقع يفاجئ حتى من كان يحلم به إذا توفرت الظروف الموضوعية لولادة مفاجئة وكان هنالك من نفخ الحياة فيها ... وبذات الوقت  لا يخفي عليك أخي أن الدول الكبرى ليست جمعيات خيرية تنثر الاموال وتوزع الصدقات ، بل لها ميزان الذهب تقيس به مصالحها ... فتضع تلك المكونان في كفة والأخرين في الكفة الأخرى وترى مركز الثقل ...  فإن وجدت بأن هذه المكونات تخدم مصالحها وتحقق أهدافها ولا يمكنها تحقيق ذلك من الغير بثمن أقل ... ستخلقها وتحميها وتدافع عنها، ولكن ماذا لدينا لنقدمه لها لا يمكنها الحصول عليه من شريك مهم وقوي أخر... بقناعتي حتى لو هُجر كل المسيحيين واليزيديين والشبك ، ماذا سيفعلون غير ضجيج وسائل الإعلام ... ؟ وها هم المسيحيون المهجرون في دول الجوار، ماذا فعلوا لهم ... ؟ الموضوع يتعلق بالمصالح الإقتصادية... السياسة الدولية أخذ وعطاء ... وتبادل منافع ... اظن أنك تشاركني الرأي ... ومثال شبيه لما ذكرته بلغتنا " لا يصلح العطار ما أفسده الدهر"
مع خالص سلامي وإعتزازي

غير متصل صباح دمّان

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 407
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني

أخي إخيقر ... سلامي وتقديري 
شكراً لمرورك الكريم وأنا بدوري احترم وجهة نظرك ... ولكن
لنفرض جدلاً بأنه تم إستحداث محافظة سهل نينوى وليس محافظة مسيحية، لأن نسبة السكان المسيحيين أقل من الشبك واليزيدية والتركمان وغيرهم.... 1. اي هم الاكثرية ونحن الأقلية ..... 2. الخارطة الجغرافية لبلداتنا متداخة مع غيرها ولا يمكن فصلها فكيف ستحدد دون موجهات ونزاعات .... 3. اية قوات يمكنها إحاطة وحماية هذه المحافظة المتداخلة مع غيرها وإلى متى ؟ ومن سيضمن سلامة أهلها ومستقبل أبنائها وهي على مرمى مدفع هاون أو قناص؟ وهل سيوافق العرب والكورد على إستحداثها إن لم تكن تحت جناح أحدهما لأنها أرض يعتبروها مستقطعة من أراضيهم ، فإن أصبحت تابعة للكورد ستكون معادية للعرب وبعكسه في خضم الصراع على المناطق المتنازع عليها... 4. كيف سيكون موقف المسيحيين في الموصل وعنكاوا ودهوك وغيرها من المناطق التي يتواجد فيها المسيحيون وكيف سيعاملون؟ وتساؤلات كثيرة أخرى لا مجال لذكرها في هذه المداخلة ...
لست متشائما ولا متشائلاً ولكني أعبر عن وجهة نظري من تجارب التاريخ لأربعة عشر قرناً من الإضطهاد والتنكيل والقتل والمطاردة.....وهل الأفكار المتطرفة والظلامية في تراجع أم وثوب ... ؟ وقد أخذت تلك الأفكار ننتشر وتتفاقم وضرب الإرهاب قلب أوروبا وعواصمها وولايات أمريكية  .... فهل سيسمحوا لنا بالعيش جوارهم  بأمان وسلام بالرغم من إرادتهم ؟ نتذكر ما حدث في سنجار وماذا يجري في سوريا منذ قرابة الثلاث سنوات أين المسيحيون فيها ؟ ونتمعن بما حصل في أوروبا وأمريكا وسيحصل ؟     أتمنى أن أكون مخطئاً.
تقبل إمتناني ومودتي

غير متصل صباح دمّان

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 407
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
عزيزي سالم يوخنا
سلامي وتحياتي
شكرا لمرورك المشكور والتعبير عن وجهة نظرك التي تعبر عن الحقيقة المطلقة في جزئها الثاني  التي تذكر فيها أن حماية هذه المحافظة هي عملية مستحيلة ، أما في شطرها الاول نتمنى أن " تسحق رؤوسها وتدك أوكارها ".... ولكن من سيفعل ذلك يا أخي ... إن كان وجودها يخدم مكونات وأحزاب وحكومات إقليمية وغيرها ... إن رحلت داعش كما رحل بن لادن والزرقاوي ، فقبل دفنها سيظهر أبناؤها وورثتها مثل ( داحق وساحق وماحق ....) مسلسلات تلفزيونية ( اكشن)  إلى الساحة وربما سيكونون  أكثر شراسة  ودموية وإضطهاد  من أسلافهم ..... وهكذا تستمر حلقات ذلك المسلسل التاريخي الطويل الذي ربما نسينا بعض حلقاته المأساوية " من قتل وذبح وصلب وإغتصب .....؟    أتمنى أن يتحقق الحلم الجميل لبعض أشقائنا بولادة كيان للبلدات المسيحية في الشمال مهما كان نوعه وشكله ولونه .....
مع أمنياتي الطيبة