مــَن ْ سيقتص من هادري دم الشهيد البصراوي نزار ألياس القس بطرس؟
شوكت توسا هكذا تباعا تتعرّى حقيقة و نوايا الطائفيين المخبـّأه تحت أغطية رؤوسهم الملّونه ,ليزاح في نفس الوقت اللثام عن خيوط ما وراء لعبة تحريم الخمر والعرق , فهي في حقيقتها أبعد وأعمق من أن نختزلها بمنع شرب الخمر وشعبنا بكل أطيافه يعيش لحظات بهجة ما يحققه شبابه البواسل من إنتصارات ضد براثن التطرف الديني الداعشي , بينما البعض يتهيأ لبسط أدوات تنفيذ مشروعه ما بعد داعش السلفيه , مما يدل على أن ظاهرة الداعشيه لا تقتصر على الوسط السني كما يشاع ,بل لها حظوظا وحواضن مماثله ان لم نقل أوفر في عقليات البعض من معممي الشيعه ومقلديهم ومن الرافعين رايات محاربة التطرف الداعشي انفسهم ,إذ أن كلاهما مكلّف وطاله التحفيز لخوض تسابق اقتتالي من اجل فرض واقع مذهبي يمهد لحكم طائفه دون أخرى بدماء الناس ثمنا لها .
ولكي يـُسبَغ على دناءة هكذا مشاريع هالة من الشرعيه , يعلن أزلامهم وجوب الإقتصاص بالقتل بحق المعترض على قانون الفقيه الشيعي الذي يمنع الخمر مثلا بنفس طريقة إفتاء الداعشي السلفي بقطع راس الرافض لقوانينه وسبي وإغتصاب الصبيات ,لم يكن السهم المسموم الذي أطلقه القاضي محمود الحسن أول الغيث ولن يكون الاخير ما دام في برلماننا العراقي طائفيون بصّامون بالعشرة على تمرير قوانين تفتح أبواب تحليل القتل وتفجير المحلات كما فعلوا بالأمس و عادوا اليوم فإغتالوا المواطن البصراوي نزار الياس القس , وفجروا محل مواطن آخر في بغداد , رسالة شر واضحه منهم تلاها القاضي بعد ان عززتها ايادي البرلمانيين المؤيده لها ثم تبعتها تهديدات البرلماني المعمم علي العلاق بمقاضاة النواب الثلاثه ( فائق الشيخ علي وجوزيف صليوه ومشعان الجبوري ) بتهمة معارضة قانونهم وفضح دوافعه ,و السيد المعمم علي العلاق يتغافل بانه و زميله القاضي محمود الحسن هم السبب المباشر في اراقة دم الشهيد البصراوي نزار الياس .
ان سبب اعتراضنا على هذه الظاهره المخيفه ليس بتلك البساطه والمزاجيه التي يتوهم البعض متصورا ً بان سبب نقدنا لها هو منع الناس من شرب العرق والسكرلحد الثمالة او بإعتدال ,كي نأتي و نختزل جوهر المشكله في القسم الظاهر والشكلي منها , ان الذي اقدم عليه مروجو هذا القانون المجحف هو بداية فعليه غير حميده سبق وسوق مثلها لجس النبض , وعندما أحس ولاة الفقه بان خصمهم الطائفي في حالة تقهقر يولي أدباره , سارعوا بالشروع الجاد هذه المره الى اثارة الحمله التي لو تم السكوت عليها فان المخفي والقادم منها لن تختلف تعاسته ومأساته عما افتى به وارتكبه الدواعش المتقهقرين , ثم مالذي سيمنع مقلدي العمامات غدا او بعده من إصدار ما يحرم تداول بيع شاي الوزة وسيلان او طبخه ويسمح لشاي سخت ايران فقط, او أن يصدر القاضي محمود الحسن فتوى بمنع فتح الاسواق والمحلات في اوقات الصلاة والخطب في الحسينيات , وهل غريب على الفقيه إصدار فتوى بمنع ارتداء الفتيات الجامعيات البنطلون ؟ ليس هنالك ما يمنعهم من ذلك ما دام في برلماننا من صنف العقليات التي تبصم بالعشره على تقييد الحريات بينما يطمطمون على جريمة قتل المواطن البصراوي المسيحي وتفجير محل تجاري في بغداد , كما فعل المعمم علي العلاق مهددا البرلمانيين المعارضين لقانونهم, و لو سألنا السيد العلاق او زميله الحسن, ماذا لو كان قتل المواطن المسيحي داخل محله التجاري قد تم على يد السلفيين في محافظة الانبار مثلا ؟ هل كنتم سكتّم كما انتم الآن ساكتون ؟ من المؤسف ان يكون لمثل هذه الأصوات الطائفيه مؤيديها واصداءها المقرفه في البرلمان وفي صفوف بعض الاوساط الشعبيه.
لم ينتظر المعممون من مؤيدي هذا المشروع ومعهم مقلديهم قليلا لحين إكتساب قانونهم السيئ الصفة القانونيه القطعيه , فسارعت ميليشيات احزابهم الطائفيه ومافياتها التي ينتمي اليها ويسترجل بقوتها القاضي محمود الحسن و زميله علي العلاق , الى تفجير محل بيع مشروبات في بغداد بعد ان أرتكبوا جريمة قتل المواطن البصراوي الآمن نزار الياس لانه يمتلك اسواق و محل بيع المشروبات , أليس هذه بمثابة رسالة قتل متعمد مدعومه فقهيا لكل من ينادي بالدوله العلمانيه ولكل من يتجرأ منافسة مافيات هذه الاحزاب الدينيه التي تستخدم صفتها الدينيه للاستحواذ على المال .
ان هذه الامورالمخجله مجتمعة تكشف لنا مدى الشر الذي تضمره خيوط اللعبه واطرافها المتصارعه لمستقبل العراق ,كل ما نخشاه كعراقيين, أن تكون نهاية مسلسل اقامة الخلافه الداعشيه هي بداية مسلسل فرض ولاية الفقيه , بمعنى أن كل الدماء التي سفكها ابناء العراق كانت من اجل استبدال صخام اسود بصخام اخر أخضر .
أما بخصوص ما قالته السيده البرلمانيه ميسون الدملوجي عندما انتقدت خطاب السيد محمود الحسن , وهي مشكورة على ذلك لكنها فاتها ان تضيف على نقاطها السته نقطة سابعه مهمه جدا توضح فيها بأن بيان القاضي الحسن كان سببا ودعوة علنيه الى ارتكاب جريمتين في البصره وبغداد ....حيث تقول في معرض انتقادها للقاضي البرلماني محمود الحسن :
انتقادي الاول انه لم يحترم حرمة شهر محرم، ودفع الناس دفعاً للدفاع عن الملاهي والخمور خلال هذا الشهر الحرام بعد أن كان شهر محرم محصناً روحياً واجتماعياً ولم يجرؤ احد يوماً عن تحدي هيبته أو انتهاك حرمته.
انتقادي الثاني انه حول مجلس النواب الى موضع سخرية. وبدلاً من إجراء إصلاحات حقيقية للحد من الفساد الإداري والمالي، وتوفير فرص عمل، جر الحسن وغيره المجلس الى موقف لا يحسد عليه بين جمهور ينتظر منه كل شيء الا هذه المادة العرجاء في قانون لن يمر بكل الأحوال. وللعلم، أنا أقف بقوة مع تنظيم بيع الخمور ووضع رقابة وضوابط صارمة عليها.
الانتقاد الثالث انه حول أنظار الناس عن الاقتتال في الموصل، وانتصارات قواتنا البطلة، ورسم لنفسه صورة هزلية من بطولة فارغة من خلال مادة أضيفت للقانون خلسة، ولم تكن موجودة في أصل القانون. وأنا أشكك علناً بالأغلبية التي زعم رئيس مجلس النواب انها صوتت على المادة، علماً ان المادة مررت دون أن يتم احتساب الأصوات.
والانتقاد الرابع ان إقحام هذه المادة على القانون أضرت بالاقتصاد العراقي، وبدلاً من ان تجبي الدولة ضريبة على المواد المستوردة، فتحت المادة باباً للتهريب، والسوق السوداء، والاتجار بالمخدرات.
والانتقاد الخامس يبدو ان الحسن لا يفهم طبيعة المجتمع العراقي الذي لن يقبل ابداً ان يفرض الدين عليه فرضاً، بل يتمسك العراقيون بمعتقداتهم بإرادتهم الحرة.
والانتقاد السادس ان الحسن انتهك عدداً من مواد الدستور، ومنها حرية العقيدة، ومنع الإكراه، بالإضافة الى اليمين الدستورية التي أداها كل النواب ومنهم الحسن، على صيانة الحريات العامة والخاصة، الا انه من الواضح لا يعرف معنى هذا القسم.
هذه انتقادات ستة لدور الحسن ومعه رئيس مجلس النواب في تشريع هذه الفقرة المخالفة للدستور، وليذهب محمود الحسن الى ما يشاء من محاكم. وأنا أعرف يقيناً ان الحسن ومن مثله لن يلجأوا للمحاكم، وانما يسلطون علي وعلى غيري من الأحرار حملة تسقيط جبانة وتشويه سمعة لا أول لها ولا آخر، وبأسماء وهمية.
ميسون الدملوجي
24 تشرين الاول 2016
يبقى أمل العراقيين الشرفاء والمحبين لوطنهم معقودا على البرلمانيين الوطنيين , خاصة وشعبنا يخوض حربا مصيريه ضد الدواعش,عليهم ان يقفوا وقفة عراقيه متحرره من تاثيرات العوامل الدينيه المذهبيه والقوميه العراقيه في مواجهة الذين يستغلون انتصارات العراقيين ضد داعش ليجيروها لأنفسهم ولتمرير ما تمليه عليهم مخططات بلدان الجوار وأطماعهم .
الوطن والشعب من وراء القصد