المحرر موضوع: رسالة ليتنا نتعظ منها ... التغيير آت لا محالة فأحسنوا التصرّف هذه فرصتكم التي لن تتكرر دائماَ  (زيارة 1027 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Husam Sami

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1081
  • الجنس: ذكر
  • ماذا ينفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رسالة ليتنا نتعظ منها
التغيير آتٍ لا محالة فأحسنوا التصرّف هذه فرصتكم وفرصتنا التي لن تتكرر دائماً 
[/b]

الانتخابات الأمريكية ليست بالحدث العابر على الرغم من أن الحدث خاص ( يخص أمريكا فقط ) إلاّ ان تأثيرها شمولي أي يشمل العالم كلّه لموقع أمريكا في العالم حيث انها تشكّل القوة العظمى على خارطته . نعم لا ننسى أيضاً دور القوى الأخرى المؤثرة كـ ( روسيا والصين والاتحاد الأوربي ) لكن اللاعب الأكبر هو أمريكا ، لقد شهد العالم هذه المرّة بالذات وبترقّب وحذر شديدين هذه الانتخابات ليس لكون المرشحين ( جمهوري واشتراكي ) الحزبين الأقوى والذين يشهدان صراعاً روتينياً على البيت الأبيّض أنما لكون أحد المرشحين ظاهرة جديدة على السياسة الأمريكية لذلك شهدنا الترقّب من العالم اكثر مما هو في الداخل الأمريكي وصل حد الخشية من وصول ذاك المرشّح ( ترامب ) لسدة الحكم في أميركا لإحساسهم ان هذا المرشّح سيقود أميركا لمفترق طريق يختلف عما سلكته في سنواتها العجاف الأخيرة في تطبيق برامج العولمة ومحاولة تغيير العالم خدمة لمصالحها بل لمصالح رأسمالييها غير آبهين بمصائر الشعوب ومن ضمنها شعبها ذاته هذا ما أدّى إلى انتكاساتها شيئاً فشيئاً وانحدارها نحو أفعال الجريمة بحقّهم جميعاً . اوربا انزعجت لأن رياح التغيير ستشملها ، دول الخليج العربي خشيت ، طهران تترقب ، روسيا والصين ومن معهم هللت ، أحوال الدنيا انقلبت  .. عاشت اميركا والعالم مخاضات كثيرة بسبب تلك السياسات . نعم نحن لا نؤمن بالقدرية لكننا نؤمن بتدخّل الله وقت يرى انه لا مناص من تدخّله لتعديل كفّتي الميزان . لا يهم الله بمن يسمي نفسه برجله او شعبه او حزبه ( يستطيع الله ان يجعل من هذه الحجارة أبناء لإبراهيم وشعباً له ) لأنه إله كل البشر . نعم هناك تميّز يهبه الله لرجالاته ( الذين يعملون مشيئته ) فهو لا يترك أمواج الشر تعبث بهم بالمقابل فهو يدعمهم لمواجهة تلك الأمواج ، والدليل على هذا نراه ونقرأه في الكتاب المقدّس عندما استخدم الرب الإله آشور والكلدانيين لتأديب شعبه ( وهنا المقصود ليس الشعب بل القادة المنحرفين لأنهم أصحاب القرار ) ليبعث برسالة واضحة للشعب (( عليكم ان تقاوموا أفعال الشر في قادتكم وتقوّموها وإلاّ فسيطول العقاب جميعكم )) ( عميان يقودون عمياناً مصيرهم جميعاً في الحفرة ) . إذاً ( الله يستخدم من هم خارج سربه ليغرد بهم في داخله ) كذلك فهو يستخدمهم لتخليص شعبه كما استخدم ( كورش الفارسي ) ونَصَرَهُ على امبراطورية البابليين ( آشور الثانية ) برسالة تبلّغهم بنهاية عقوبتهم التأديبية بعد ان دفع هذا الشعب ثمن سبْيَه وغربته ومذلّته بسبب انحرافات قيادته وعمل الانتهازيين في اجهزته وكان دور الشعب التهليل والتطبيل والتزمير والتمجيد والتعظيم لشخوص تلك القيادة متناسين دور الله ويده في حياتهم .
التاريخ اليوم يعيد تلك القراءة فبعد ان طالت يد الشر ( الإنسانية ) التي هي المبدأ الرئيسي للرب الإله والسبب الأساسي لوجود الإنسان كان لا بد من إيقاف عجلتها لأن يد الشر والفساد ( المصالح " الكرسي والمال " ) كلما اتسعت مساحتها قلّت مساحة الخير ( الإنسانية ) وبذلك فالميزان سيختلف . إذاً الله لا يستخدم فقط المحسوبين عليه لفعل التوازن بل وكما اسلفنا فهو يستخدم القويّ مهما كان انتماءه لتعديل تلك الكفّة .
الآن هل من الممكن ان نستفيد من تلك المقدّمة في تقييم حالنا وحال العالم اليوم لكي نعرف أين نحن منه .
العالم كلّه كان يعيش مخاضات كبيرة ترجّح كفة انحرافه نحو الشر ( المصالح ) التي ازدادت حدّتها منذ تولي بوش الأب رئاسة الجمهورية الأميركية ولغة المصالح تعلو على لغة الإنسانية هذه اللغة التي أدّت إلى تدمير أهم بقعة على الأرض وهي وادي الرافدين ( موطئ قدم الله الأولى ) فعمّ الخراب والحروب العالم كلّه ولم تنجوا بقعة من الأرض إلاّ واصابها هذا الخراب ( قتل ، سبي ، سرقات وتدمير وصولاً لغضب الطبيعة ) طالت كل العالم ولم تنجوا منه حتى صانعته أميركا ومن موّلت هذا الخراب لأن الشيطان وأياديه واحدة هي التي عبثت في الميزان وأمالته لصالحه مستفيدة من فساد الإنسان ونقصه ( عشقه لذاته وملذاته ) .
شهدنا انتخابات المارد اميركا وكيف ان العالم كلّه وأميركا نفسها صحت على فوز ( ترامب ) الغير متوقّع ابداً من 95 % منهم ... ألا يعطيكم هذا مؤشراً ان هناك تغييراً سيحدث داخل وخارج أمريكا .. ألا يعطيكم هذا المؤشر ان هناك يداً تبغي تحريك كفتي الميزان لتعادله بعد ان ذاقت ( شعوباً مراً واكل الشياطين عسلاً ) ... من امتلك البترول استغل العالم وتحكّم في اقتصاده ، ومن سيطر على البترول واستعمر ارضه قتل شعبه وأذلّهم وسباهم لكي يتنعم به هو وزبانيته أما ( أصحاب البترول الشرعيين " البشر أصحاب الأرض "  اصبحوا حطب ناره لم تدفئهم يوماً بل احرقتهم كل الأيام ) . نعم الشيطان لن يسكت وسيحاول تحييد يد الخير ليبقي على مكتسباته . لكن يد الخير شاءت ولا مناص من مشيئتها فلنتعظ .
اليوم اصبح لزاماً على مسؤولي الكنائس أولاً باعتبارهم الصوت الذي يتكلّم عن جموع الشعب المسيحي المشرقي خاصة والعالمي عامة التحرّك باتجاه دعم محاولة التغيير هذه وغلق الأبواب امام محاولات الشياطين سحب البساط من تحت اقدامهم ودراسة هذه الملاحظات علّها تسهم في نهضتهم الحقيقية وإعادة حقوقهم المشروعة في الأرض والعرض والمال :
1 ) إعادة الثقة بين كراسي السلطة الكنسية باتحاد يضمن كرامة وموقع كل كرسي وترك محاولات القفز على بعضهم البعض بفرض القيادة من هذا الكرسي أو ذاك بحجة الأغلبية أو الفهم . لأن هذه اللغة ليست لغة الرب يسوع المسيح ولا الكتاب المقدس الذي بين أيدينا والذي يقول ( اعظمكم أكبر خادم لكم ولشعبه ) وان اردت ان تكون عظيماً في شعبك فكن لهم خادماً حقيقياً لا متسلطاً باسم قداسة الإنسان متواضعاً سامعاً طويل الأناة لا مفتخراً متبختراً منفوخاً غروراً وكبرياء تعطي يداً وتؤخر الأخرى ليقبلها المؤمن رافعاً ذاتك وكأن الله لم يخلق سواك عظيماً . فالكبرياء والغرور يخيف الآخرين ويزيدهم شكوكاً في الصلاح والأمانة وبالتالي يفقدون ثقتهم حتى في جدوى الاتحاد فلا تفيد عند ذاك ( النوايا الحسنة ) والنتيجة فرقة وتشرذم وتشتت .
2 ) شد أزر الأحزاب المسيحية جميعها دون استثناء ليس فقط التابعة بل وحتى المختلفة ( من ليس عليكم فهو معكم ) ما دامت تبغي اللحمة الواحدة ودعمها مع جميع الجمعيات بكل اشكالها الحقوقية منها والاجتماعية وتحفيز الرابطات للعمل المشترك لا لصالح شخصية معيّنة بل لصالح المكوّن المسيحي كلّه فالاختلاف هو تعدد الرأي ودليل تكامل النقص البشري يؤدي إلى الحكمة في القرار ( سأل الرب يسوع تلاميذه ماذا يقول الناس عني : فأجابوه يوحنا المعمدان وبعضهم يقول إيليا وآخرون نبي من القدماء قام ... أختلف الناس في من هو يسوع المسيح هل هم أخطأوا ؟ كلا بل أصابوا لأنه هو كل هؤلاء رآه الناس من خلال نقصهم نعم هو خلاصة الأنبياء والكتاب . إذاً هم سائرون للتكامل في معرفته والذي أتم فيهم هذا التكامل عمل الروح القدس على فم بطرس . فأجابه : أنت مسيح الله ) .
3 ) التواضع .. التواضع .. التواضع ... لا تهللوا ولا تدقوا وتزمروا لأي شخص بل للمنجز فالمنجز لا يولد إلاّ بتظافر الجهود ووحدة الكلمة وكما نحن واحداً في المسيح فاتحادنا بالتأكيد سيكون من أجل شعب المسيح ولكون المسيح هو ( الإنسانية ) جمعاء إذاً انجازكم سيكون ليس في حقلكم فحسب بل في حقل الإنسانية جمعاء . فأعرفوا حجمكم وأعملوا بنكران الذات لأن من ( يضع ذاته يرفعها ومن يرفع ذاته يضعها ) والتطبيل الذي تسمعونه اليوم لن تسمعوه بعد رحيلكم لأنه سيدق لغيركم لأن الطبالين انتهازيون مرضى بمصالحهم إيمانهم وعلمهم لا يتجاوز إلاّ تعظيم ذوات المسؤولين ونفخهم ليشملهم ( الفُتاة الساقط من موائدهم ) .
4 ) انتخبوا بينكم من يمثلكم جميعاً رجال دين وسياسيين واقتصاديين وعلماء اجتماع وتاريخ ولا تفرزوا منهم أحداً بل ليكونوا كلمة واحدة ابعدوا المرائين عنهم وماسحي الأكتف لتكون الرسالة شاملة هادفة لصالح الشعب ومستقبله في ارضه ووطنه وليتمجّد اسم الرب فيها .
5 ) أقل من شهرين تفصلنا عن بداية عمل التغيير فتسابقوا مع الزمن وأعملوا من الآن جميعاً مؤسسات كنسية وأحزاب ومستقلين كتّاب ومؤلفين أدباء شعراء قصصيين مواقع التواصل الاجتماعي كلٌ من موقعه لا تتراخوا بحجة الأعياد والمناسبات لأن عيدنا هو التغيير ... وكما جاء الرب يسوع إلى العالم فغيّره فأصبح عيداً لكل العالم فأعملوا انتم أيضاً لتغيير العالم بالمسيح يسوع فيكون للجميع عيداً لن تنساه الأجيال القادمة . 
في الجعبة الكثير ... الرب يبارك حياتكم جميعاً .
                حسام سامي ... ألمانيا 11 / 11 / 2016 .



غير متصل Husam Sami

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1081
  • الجنس: ذكر
  • ماذا ينفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
أخوتي المتابعين المحترمين .
سنشهد ان هناك تحرك بالاتجاه الصحيح ... ان كان تشكيل العائلة المسيحية التي تشمل كل الأطياف المسيحية دون تمييز بينها لا تدخل فيها الصراعات اللاهوتية او هيئة سياسية التي تضم كافة الأحزاب على ان لا تدخل أيديولوجية على أخرى المهم ان نتجاوز خلافاتنا ونعمل على أساس الاتحاد من اجل الشعب المسيحي المضطهد . لننسى الكراسي والمصالح واعملوا كما قال رب المجد (( احبوا بعضكم بعض كما انا احببتكم )) .
الرب يبارك حياتكم