المحرر موضوع: القيم العليا هي أختبار للمواقف في ايام المحن!!!!!!!!!  (زيارة 573 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل علي سيدو رشو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 104
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني

القيم العليا هي أختبار للمواقف في ايام المحن!!!!!!!!!
كم هو عظيم عندما يفهم الانسان نفسه ومقدار الضرر الذي وقع عليه، وأن الشعوب العظيمة فقط هي التي تأخذ منها العِبر وتسموا فوق الصغائر ليلتحموا ويهبوا سوية للعمل الصالح. إن تطبيق هذا الحال على واقع شعب تعرض إلى هكذا درس قاسي ليس بالأمر السهل ومن هنا فعلى الإيزيدين في هذا الظرف أن يعطوا درسا في الأخلاق والتعاون والمحبة لمن لم يفهمهم لحد الآن. وكذلك عليهم هم تعلّم الدرس القاسي وغربلة المسيرة بحيث يوثقوا المواقف بشقيها السلبي والايحابي وعدم نسيان تلك المواقف لكي تنقلها الاجيال عبر الاجيال بالحكاية والرواية والاغنية والفصيدة والكتابة واللوحة والتعاون والمحبة لكي يفهم الآخرين لماذا قاوم الشعب الإيزيدي كل هذه التحديات ويجعلوا من تجربتهم فناراً تهتدي بهم الشعوب الأخرى.
هنا يجب أن نقر ونقول بكل أمانة بأن الشعب الذي يختار له قيادة واعية (كما هو الحال مع أهالي بحزاني وبعشيقة)، فسوف لن ينخدع، بل سيخلق المبادرة تلو الاخرى ويسموا فوق كل الاعتبارات الضيقة والشخصية ويحرك جميع القوى والكفاءات ويوجهها نحو غاية مدروسة وسامية. فكان لمبادرة أهل بحزاني في العمل على الافتتاح والدخول إلى المنطقة بترتيل الأدعية والمراسيم التراثية الدينية على الدف والشبّاب والاقوال الدينية كان من أقوى الردود على فكر داعش السلفي الذي لا يعرف سوى الدمار والتخريب والهمجية، وكانت كذلك أبلغ رسالة للإيزيديين لكي يعرفوا قيمة رسالتهم السمحاء وأعطوا درساً في الاخلاق عندما تعاملوا مع الناجيات وتسميتهم قديسات.
طوبى لكم أيها الأخيار على هذا العمل الرائع وهذه المبادرات الخلاقة ونحن على ثقة بأنكم أهلاً لها وستفوزون كقدوة في المنطقة وشعلة تنير وتفتح قنوات التواصل وخلق المبادرات من خلال هذه الكفاءات التي عرضت خدماتها في جميع ميادين البناء وتقديم الخدمات اللوجستية التي تشجع وتزيد من تلك الحركة الايجابية الخلاّقة.
هنا نقول لرؤساء العشائر في سنجار ونوجه لهم كلمة في هذا المفصل "كونوا ولو لمرة واحدة أهلاً للثقة وقوموا بعمل نوعي لكي تسجلوا مثابة يمكن الإعتداد بها في تاريخكم المليء بالمواقف الشخصية والمنافع المادية". إعملوا على تحشيد عشائركم لتنظيف قراكم وبناء ما يمكن بناؤه بحيث يتم البدء من جهة واحدة من كل قرية بدون تمييز أو اولوية أو مكانة إجتماعية بحيث يحصل عهد وعقد إجتماعي جماعي بدون تمييز لحين الانتهاء من تلك القرية ومن ثم البدء بالاخرى وهكذا.
من الممكن أيضاً أن يتم بدأ العمل بأول قرية من جهة الغرب (بارة) ومن ثم بعد الأنتهاء منها يٌحوِّل العمل الجماعي إلى القرى الأخرى لخلق وعي جمعي وتعاوني نوعي بعد هذه الكارثة التي استهدفت الجميع بدون استثناء ليكون الرد بنفس القوة التي تعرضوا لها ولكن ليس في البناء والتعاون وخلق الامل لدى الاجيال وارسال رسالة الى العالم مفادها أننا عكس ما نٌقِل عنا من مفاهيم خاطئة وعنصرية. أتمنى أن تصل هذه الرسالة بامانة إلى ذوي الشأن ليفهموا قيمة التعاون ونبذ الخلافات الشخصية والمنفعية وخلق ونشر الوعي الايجابي فيما بين الشعب الايزيدي. مع كامل الاحترام.
علي سيدو رشو