الاستاذ المهندس والكاتب القدير خوشابا سولاقا المحترم
تحية طيبة
شكرا على على تفضلتم به وما طرحتموه. فلندع الشرق العربي والاسلامي جانبا وان نتكلم عن العراق والذي هو جزء لا يتجزء منه.واذا تسمح لي بان اقول، لكي لا نكون شعب بلا تاريخ ، شعب بلا حاضر، وشعب بلا مستقبل على ارضه. لذلك علينا ان نعلم تاريخنا ونستذكره دائما. وبالتالي استاذ العزيز ان الغاء القوميات والاقليات المتعايشة في الوطن اليوم، ليس من شانه حل اي مشكلة، بل يفاقم المشكلات الموجودة اساسا في الوطن ويزيدها تعقيدا، لقد اثبتت التجربة منذ عام 2003 عقم التعامل وتصهير الاقليات وتهميشها والعملية مستمرا لحد اليوم.وبالتالي على الحكومة الحالية والمستقبلية ضرورة ايجاد حلول صادقة لمشاكل الاقليات بافساح المجال امامها للحصول على حقوقها الكاملة، وفتح باب ممارسة ثقافتها وخصوصيتها ضمن الوطن ،ان تعدد بحد ذاته اغناء واثراء للوحة الديمو غرافية الوطنية العراقية، وليس عامل تنافر وحقد واقتتال والغاء بين القوميات او الاديان المتعايشة ضمن الوطن الواحد هذا اولا.. وثانيا الحكومة الحالية اصبحت شبه فاشلة وامية وغير قادرة على التغيير والاصلاح والانتاج، وبالتالي يعيش شعب العراق في سراديب واقبية الماضي المظلمة، لان الحكام والساسة اصبحوا بنظر الشعب اقدارا الهيا، والنظام السياسي اصبح متقاطع الولاءات بين الطائفية والحزبية والعشائرية، وجماعات دينية يفكروا جميعهم ضمن قوالب ذهنية جاهزة لا يتاجرؤن الخروج منها او حتى انتقادهم. والحكومة عندما تكون بلا رؤية استراتيجية للحاضر والمستقبل، ولا تمتلك اجندة عمل واضحة لحل جميع الاشكاليات الصغيرة والكبيرة وتستعين بحلول تكتيكية وتوفيقية لاخفاء مشاكلها وليس لاستئصالها تعتبر فاشلة. وعندما يتم اسناد مسؤليات الادارة لمؤسسات الوطن على اساس الولاء الطائفي والحزبي والعشائري، ولا يعين الانسان المناسب في المكان المناسب، بل تتخم جميع مؤسسات الوطن باكثر من طاقاتها تعتبر فاشلة.. وايضا عندما تفشل التنمية الوطنية وتغدو حبرا على الورق ويقتات الوطن بصورة اساسية على موارد ريعية او يعتمد على المساعدات الخارجية من هنا وهناك وايضا من الدول المانحة، ويتحدث الساسة الوطن عن منجزاتهم الوهمية ويعضمون الانجازات العادية الصغيرة ويجعلون منها مشاريع استراتيجية وهي في الاساس نسخة رديئة مقلدة لمشاريع حقيقية لبعض الدول الناحجة، ويصبح الفقر وغياب الخدمات الاساسية للشعب فيها، تعتبر حكومة فاشلة.. وايضا عندما يتم تحويل القضاء الى اداة لرسم الاقدار وتصفية الخصوم وليس تحقيق العدالة ويلجا الانسان المظلوم الى هيئات بديلة لاسترداد حقه كالعشيرة والطائفة، وايضا عندما تكون الاجهزة الامنية منصرفا لحماية المسؤولين الفاسدين وعاجزين او مترفعين عن حماية المواطن،تعتبر الحكومة فاشلة.. وايضا عندما يصبح الفساد جزءا متعضيا من كيان الوطن ولا سبيل لاستئصاله عبر اليات الشفافية والنزاهة والقضاء ويغطي الحكام على جبل الفساد ويقلل من شانه او يعتبره امرا مسلما به هذا اذا لم يكن جزءا اساسيا فيه تعتبر الحكومة فاشلة.. وايضا عندما تكون الاليات الديمقراطية ومنها الانتخابات جزءا من الية تكريس وادامة الواقع القائم وليس لتغييره تكون الحكومة فاشلة.. وايضا عندما يتحول الوطن الى اقطاعيات متصالبة كجدول الكلمات المتقاطعة حيث يرسم الدين والطائفة او الاثنيات العرقية الصفوف الافقية، اما العامودية منها فترسمها مصالح الاحزاب والجماعات المتنفذة ومراكز القوة التي تنشا من الصراع على النفوذ داخل الطائفة والحزب والجماعات العرقية او الدينية والقبيلة، ويجب تطابق العامودين معا كما يحدث في الكلمات المتقاطعة للفوز باي مغنم في المناصب والوظائف والخ تعتبر الحكومة فاشلة.. وبالتالي هذا الفشل يفتت الولاء العام للوطن ليتحول الى ولاء مقطع الاوصال.. وختاما ما نود قوله يفترض بالعقل السياسي العراقي ان يواجه الاوضاع المصيرية والوجودية، لانه اليوم يعيش حالة ماساوية فهو هامشي جدا في منظومة الانتاج الوطني بكافة اشكاله الفكري والمادي، بل انه يبدو معيقا للتقدم وسببا لازدهار الوطن.وتقبل مروري والرب يرعاكم
اخوكم
هنري سركيس
كركوك