المحرر موضوع: إفتتـاحيـة رأيـنا - العـدد: 59  (زيارة 1609 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Shoraya

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 107
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
إفتتـاحيـة رأيـنا - العـدد: 59
الأول من نيسـان / 6757/2007
((تصدر عن مكتب التوجيه والإعلام في حزب شــورايا))


يبـدو أن "عدوى التسمية" تنتقل في هذه الأيام بسرعة غير متوقعـة أو منتظرة يتخيل المرء من خلالها وللوهلة الأولى وكأنهـا "مزحة بيضاء" أو "مسحة صفراء" لكنها أمر واقع يومي نتعايشه بساعاته ولحظاته.

إن تاريخ الشـعوب الحافل بالتضحيات على مختلف أنواعها وعلى مر آلاف السنين بات سلعة لدى البعض ولأغراض أو غايات لم تعد بخافية على أحـد. وما انعقاد المؤتمر الأخير لبعض تنظيمات وشخصيات شعبنا في أرض الوطن إلا نموذجـاً حيّاً للمحاولات المباشرة أو غير المباشرة على عمليات التزوير المتبعة من قبل البعض ـ سواء كانت عن قصد أم غير ذلك ـ حيث اتحفنا المؤتمرون الكرام بإضافة تسمية جديدة (سورايا) إلى باقي التسميات التي باتت مدار بحث وجدل وخلاف ضمن البيت الواحد. كما ولا ننسى بالأمس "البيان الانتخابي للمرشح الدكتور طانوس ابراهام ايو ـ  وتحت عنوان سوريا لنا جميعـاً"، حيث أن الدكتور طانوس /قيادي في المنظمة الآثورية الديمقراطية/ سيعمل أولاً من أجل (الاعتراف الدستوري بالشعب الآشوري السرياني الكلداني كشعب أصيل). فالتسـمية الثلاثيـة لشـعبنا قد تأخذ منحىً جديداً في قاموس المنظمـة وفي أدبياتها وكتاباتها المستقبليـة، والمشكلة ليست في البيان الانتخابي للدكتور طانوس وإنما في حذف التسمية القومية الموحدة لشـعبنا ألا وهي الآشـورية والتي كانت متداولة في كل كتابات المنظمة ومنذ تأسيسها (في 25 تموز 1957) ، إلاّ إذا كان المقصود من ذلـك نيل رضى كل مكونات الشعب الآشـوري في سوريا وبمختلف انتماءاته المذهبية لا سيما وأن الانتخابات على الأبواب.

نحن لسنا في صدد قراءة أو تفسير النوايا وإنما في صدد قراءة سياسية للنتائج التي أوصلتنا إليها تصرفات البعض (ومع احترامنا لهؤلاء) ولا سيما بالأمور المصيرية والتاريخية، وعلينا مصارحة هؤلاء الأخوة لعلنا بذلك نتمكن من إيجاد السبل الكفيلة للخلاص من هكذا مآزق.
فمن وجهـة نظرنا، وانطلاقاً من النتائج الملموسة على الصعيد الوطني والقومي والتي أتت نتيجة للخلاف (المصطنع) والحديث الولادة ضمن أغلبية مؤسسات شعبنا الواحد الموحد وضمن اغلبية مفكرينا وكتابنا القوميين... إن السبب في ذلك يعود إلى عدم التوصل لأي قاسم مشترك فيما يتعلق بالتسمية القومية الموحدة والتي (أي التسمية) لم تكن في يوم من الأيام قد وصلت نقطة الخلاف حولها إلى ما هي عليه اليوم، فبدلاً من توحيد وجهات النظر والرؤى المستقبلية لتحقيق حلم شعبنا الكبير، إنشغلت أغلبية مؤسسات شعبنا بالتسمية من أجل دق إسفين الفرقة والتفرقة ضمن أفراد البيت الواحد ولم يتوصل الوعي القومي والشعور بالمسؤولية لدى تلك القيادات والرجالات إلى طرح الأمور من المنظار التاريخي وعدم اعتماد أساليب التزوير التي إذا ما حصلت لا سمح الله ستكون نتائجها كالضربة القاضية على أحلام شبابنا وتطلعاتهم المستقبلية ومن خلال ذلك أيضاً ستكون ضربة مؤلمة في صميم تاريخنا وصولاً إلى كافة التضحيات والشهادات التي مرت بها الأمة الآشـورية، تلك الأمة التي تمكنت من الصمود أمام كل محاولات التزوير والتهجير والإبادة... إلخ.
فكيف وبأي حق ينادي البعض بالعمل التوحيدي (الوحدوي) وفي نفس الوقت يفتت الشعب أو بالأحرى يزيد من تفتيته إلى أقسام وأقسام لن يستفيد من ذلك سوى أعداء الأمة الآشورية وأعداء القومية الآشـورية أيضاً.

نطلقها صرخة إلى كل الضمائر الحية لتنتفض وتنفض عنها غبار الحقد والأنانية وتثور على كل هذه المحاولات المشتبه بها وتعمل من أجل إيقافها إن كان بالابتعاد عنها أو بالتصدي لها وعدم الافساح في المجال أمامها لتعيث فساداً في جسم أمتنـا الآشـورية.

أجل نحن شـعب واحـد ومتعدد المذاهب، وهذا غنى للجميع وليس عامل فرقة وتجزأة كما يحاول البعض إظهار ذلك أو تصوره، لكن هذا لا يعني أن نقبل بمحاولات التزوير تطالنا والتي بدأت بشائرها تظهر منذ العام 2003.

إن تزوير التاريخ يا أيها الأحبة، لا يندرج ولا بأي شكل من الأشكال في وصفه أو وضعه في خانة حرية التعبير عن الرأي أو الكلمة وإنما يندرج في خانة ضرب كل معالم حضارتنا ومحوها عن الوجود، أي حذفنا كمجتمع وشعب ولغة وتاريخ وقومية وحضارة عن الوجود وإتباعنا أو إلحاقنا بعقائد أو معتقدات تضمر لنا الشر والزوال.
نتمنى على العاملين لمستقبل أولادنا، أفراداً كانوا أم مؤسسات، أن يكونوا صريحين وصادقين مع ذواتهم ومن ثم مع محيطهم ومجتمعهم وأوطانهم.