بغديدا ... تسبحة الأمان
إنهاء الياس سيفو
ليتهُ يعلو سقف السماء
فقد ضاقتْ بصراخ شعبي الامكنة ...
أشرقتْ الشمسُ على بغديدا
وبكتْ بمرارة
وغسلتْ بنورها آثار السخام ...
لكن من يمحو من قلوبنا آثار الدمار
نبشتُ بين الركامِ
أبحث عن أحلام العمر
ما تبقى ؟!!
تئنُّ الحجارة
أرى فيها ملامح الصبر
لا ترفعوا هذا الركام
فهو مقدسٌ
ففيه ضاع تعب السنين
وإنطمرتْ ذكريات العمر
لا تمسّوه ... لا
فوسط هذا الخرابِ
طفولتنا ... أمنياتنا ... ضحكاتنا ... جلسات سَمرِنا
تعالو معي
نضع أكاليل الورد
فهنا يرقد مستقبلنا !!
يجثم الظلم على فجر أيامنا
كما الحجر على صدور الراقدين
ما أبشعَ مَن مرَّ من هنا
ما أبشع الموت
حين مرَّ من بغديدا
أكانَ الموت مّن مرَّ من هنا ؟
أم الشر ؟!!
أين تُراها كانت يد الرب ؟!
حين وضع الشر يدهِ على بغديدا ؟؟
نعم بغديدا العروسة
مَن أباحَ للشر
أن يقتحم أسوار البياض في ثوب العروسة
أن يدنّس محرابها
ينزع عنها تيجان برائتها
ويسرق لالئ أيمانها
نعم بغديدا العروسة
من أباح للشر أن يقتل عريسها؟!
طوباكِ أيّتها الأرض
طوباكِ أيّتها الأرض
وأنت تشربين من دم العريس !؟
طوباك أيتها النار
وأنت تلتهمين مجلدات ومخطوطات
طوباكِ وأنت تكبرين بإرث العريس !!
ما بالهُ هوائك يا بغديدا
حائرٌ ... تائه
لعلّه أشتاق لنواقيسك الثملة بالمحبة
ما يبقى لبغديدا حين يسود الشر
آه .. آه
ليته يعلو سقف السماء
فقد ضاقت بصراخ شعبي الأمكنة ...
آه ... لهذا الشعب
علّه يجد تسبحة الأمان
الى وليمة الأسى
يدعونه
ليأكل .. ليشرب
ويدفع وحده ثمن الأسى
شكرا ...
لمن يدسُّ لنا السم ... ويدعونا لنأكل
أليس ذاك الذي يغمس يديه .. يسلّمني !!
أنه زمن أسود
كالطير يفتح للسماء جناحيه
هكذا فتحنا للآخر قلوبنا
لكن الآخر ... قلبه أسود ، عقله أسود ،
إنه زمن أسود
زمن الظلمة ...
ونحن باقون فيه النور