صراع الأحزاب والمؤسسات الآشورية يمتد نحو مدننا وبلداتنا وقرانا السريانية الآرامية في ( سهل الموصل ) المنكوب ...إلى متى ؟!قبل أيام بثت قناة العربية خبرا مفاده أن مايسمى بالمرصد الآشوري لحقوق الإنسان يتهم الجيش العراقي وعناصر من الحشد الشعبي بحرق وتدمير كنائس و منازل المسيحيين في مدن وبلدات سهل الموصل ومنها بلدتي (بغديدا وبرطلة ) السريانية الآرامية !!!
وحسب ما أورده موقع مايسمى المرصد الآشوري لحقوق الإنسان وعلى الرابط أدناه ، سوف أقوم بتسليط الضوء على أهم الجوانب الرئيسية من نشر هكذا إدعاء وخبر كاذب ليس له أساس من الصحة ، لا بل إنه يدخل ضمن مخطط سياسي آشوري لتصفية حساباتهم على حساب شعبنا السرياني الارامي المسكين ومدنه المنكوبة ، هذا الشعب الذي أثبت وجوده رغم المخططات المشبوهة والمغرضة التي يقودها دعاة (الآشورية ) الحديثة وبدعم الأسياد الغرباء عن شعبنا وأمتنا السريانية الآرامية !
نعم إن إصدار مثل هذا البيان هو إمتداد وتكملة للصراعات الحزبية والمؤسساتية السياسية الآشورية الطامعة في مدن وبلدات شعبنا في سهل الموصل والذي لم تستطيع أعتى قوى الشر أن تنال منه لإقتلاعه من جذوره وعبر التاريخ !
ولكن للأسف مايشهده شعبنا السريان الآراميون في العراق من غياب واضح وصريح لأحزابه ومؤسساته القومية والسياسية والكنسية هو من جعل من الأعداء يسرحون ويمرحون ويتلاعبون بمصير شعبنا ومدنه وقراه التاريخية في سهل الموصل المحرر من تنظيم داعش ، ومما ادى ذلك الى وصول الحمى الآشورية الى أبناء قوميتنا ومناطقه التاريخية في سهل الموصل ، ومن خلال صراعاتهم يتم الآن تصفية حساباتهم من داخل مدننا وقرانا وعلى حساب السريان الآراميين أصحاب الأرض في سهل الموصل!!
وللحديث حول الجهات التي ضحت من أجل تحرير سهل الموصل التاريخي و الذي تتواجد فيه مدن وبلدات وقرى شعبنا من الكلدان والسريان الآراميون ،فإننا يجب أن نقول الحقيقة لنفضح زييف وكذب وإدعاءآت مايسمى بالمرصد الآشوري لحقوق الأنسان وإتضاح نوايا هذه المجموعة التابعة لطائفة كنسية آشورية والمعروفة مسبقا لدى أبناء شعبنا السرياني الآرامي كسابقاتها من أخواتها كالمجلس الشعبي و الحركة (زوعا) ، فهؤلاء كل منهم ينتمي ويتبع الى من صنعهم ودعمهم ومعروفة هي الجهات التي تدعم هذين الفصيلين وماهي غاياتهم ونواياهم في أرض السريان الآراميين .
في عام 2003 و بعد سقوط نظام صدام كانت للحركة الديمقراطية الآشورية (زوعا) صولات وجولات في مدن وبلدات وقرى شعبنا السرياني الآرامي في سهل الموصل التاريخي ومن هذه البلدات (بغديدا وبرطلة وبعشيقة وبحزاني ) وقرى أخرى كلدانية مجاورة لهذه البلدات وحيث حاولت الحركة (زوعا) أن تنال من شعبنا وبشتى الطرق ، ومنها إقناع أبناء هذه المناطق بوجود مطامع كردية في (سهل الموصل) من خلال سعي بعض الأحزاب الكوردية المتنفذة وحكومة الإقليم لضم مدننا وقرانا الى الإقليم ، وهذا ماكانت تبثه الماكنة الإعلامية الخبيثة والمغرضة التابعة للحركة الديمقراطية الآشورية (زوعا) آنذاك !!..والمضحك في الآمر ان (زوعا) كما تدعي أنها كانت ضمن الجبهة الكوردستانية ، وفي التسعينات ظهرت مع الأحزاب الكوردستانية وعملت معها جنبا الى جنب وتم دعمها من قبل أحد الأحزاب الكوردية بالمال والسلاح، وكذلك معنويا لتدخل الانتخابات ويتم منحها أصوات غريبة عن شعبهم لتفوز بالمقاعد البرلمانية وبحقيبة وزارية واحدة ومديرية ، بالإضافة الى ذلك مديرية عامة ومناصب أخرى وهذا ناهيك عن توظيف اعداد من الآثوريين في وزارتهم ومديرياتهم ووووو إلخ ..ولا أريد ان أدخل في مثل هذه التفاصيل كي لاأخرج من صلب الموضوع .
وهكذا إستمرت الحركة (زوعا) في نشر سياستها المعروفة بعدائها للكورد قيادة وشعبا وحاولت مرارا وتكرارا ان تقنع أبناء شعبنا السريان الآراميون وخاصة أبناء بلدة (بغديدا) ، ولكنها في النهاية فشلت مخططاتها الرامية لجعل أبناء شعبنا حطبا لمآربهم وأغراضهم المشبوهة والتي تهدف الى إقامة إقليم آشور المزعوم على حساب شعبنا ومناطقنا التاريخية في (سهل الموصل ) !!!؟
والطامة الكبرى هي تناقضات في سياسة الحركة (زوعا) قولا وفعلا ، لكونها كانت ولاتزال تستلم نثرية مالية شهرية من حكومة الإقليم وتظهر موقفها على أنها في عداء مع بعض القيادات والأحزاب الكوردية!! ...فكيف سوف تمرر مثل هذه الأكاذيب على العقلاء من أبناء شعبنا ومن سيصدقها سوى بعض المنتفعين والضاليين اللاهثون وراء المنصب والمال ؟!!!
كما وإستمر مسلسل الصراع السياسي والحزبي الآشوري وأطماعهم في مدننا وقرانا في سهل الموصل إلى أن ظهر لنا شخصية سياسية حزبية ينتمي الى الحزب الديمقراطي الكوردستاني حيث كان يشغل منصب وزير المالية في الإقليم وهو السيد (سركيس آغاجان) ،وبظهور هذه الشخصية كانت إنتكاسة الحركة (زوعا) واضحة تماما ، وذلك بسبب الأموال الضخمة التي قام بتوزيعها هذا الرجل المدعوم لغرض ترميم الكنائس والأديرة ومساعدة الفقراء والمحتاجين وتسليح أبناء المدن والقرى المسيحية الكلدانية والسريانية الآرامية في سهل الموصل ،وذلك لحماية وتأمين هذه المدن والقرى من الأرهاب ، وأن هذه الميليشيات او القوات كانت غير نظامية وغير مدربة جيدا و الغرض الرئيسي من تشكيلها هو إستغلال أصواتهم في إنتخابات مجالس المحافظات والاقضية والنواحي وايضا الإنتخابات البرلمانية العراقية ، فكانت اللعبة أقذر وأقبح ماقام به المدعون بالآشورية في مناطقنا التاريخية في سهل الموصل وأخص هذه المرة بالذكر التنظيم السياسي الآشوري (المجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري ) الذي تأسس في عام 2007 هذا التنظيم الآشوري القح الذي صنعه ودعمه السيد سركيس آغاجان كان ولايزال يرتبط بأجندات خارجية وغريبة عن بيتنا القومي السرياني الآرامي ، ومجيئه الى مناطقنا كان ولايزال خلف مسمى قطاري (كلداني سرياني آشوري) ، كما أن هذا التنظيم قام بصنع مؤسسات وجمعيات ومجالس أعيان وبتسميات مختلفة وكل ذلك من أجل الإستيلاء والإستحواذ على مراكز صنع القرار لتمرير مخططاتهم المشبوهة بخصوص إقامة الحكم الذاتي المنشود والذي سوف اتطرق إليه لاحقا... وأتذكر جيدا عندما كانت مجموعة من الحركة (زوعا) في بغديدا يستهزؤن من هذه التسمية القطارية المركبة و المبتدعة ، متناسين هؤلاء المستهزؤن كيف قامت(زوعا) بإختراع تسمية (كلدوآشور) البدعة والتي قام السيد يونادم كنا بوضعها في الدستور العراقي كتسمية زائفة لشعبنا .
وهكذا إستمر الصراع الآشوري الآشوري بين المجلس الشعبي (ك-س-أ) والحركة الديمقراطية الآشورية وإشتد الصراع ضراوة عبر وسائل الأعلام المرئية والمقروءة ودخلنا في (صراع التسميات) الذي لازال قائما الى يومنا هذا والمسبب الرئيسي لهذا الصراع هم المدعون بالفكر السياسي الآشوري الحديث .
ولكي لاننسى الاحزاب الأخرى التي كانت ولازالت ايضا تحمل تسميات شعبنا المسيحي المختلفة من كلدان وسريان وآشوريين والتي كان ولايزال لها دور رئيسي في الصراع الحزبي والسياسي الدائر حول مناطق شعبنا في سهل الموصل !!
ومع إشتداد الحرب الكلامية والإعلامية بين هذه الأحزاب والمؤسسات والجمعيات الآشورية لأجل إرضاء الداعمين والأسياد وللتسابق فيما بينهم لتحقيق أهدافهم والمتاجرة بدماء شهدائنا وقضيتنا القومية من أجل إقامة إقليم آشور على أرض السريان الاراميين ، وكانت الحركة (زوعا) واضحة وصريحة في اطماعها وحلمها من خلال المطالبة بإستحداث محافظة (سهل نينوى) تكون مرتبطة بحكومة المركز في بغداد !!، وجاء بعدها مطلب المجلس الشعبي (ك-س-أ) بإقامة حكم ذاتي مرتبط بالإقليم !!!
وكان لهذه المطالب الحزبية الآشورية نتائجها وآثارها السلبية على شعبنا ومدنه وقراه التاريخية ، وما أثارته هذه المطاليب هو لفت أنظار القوميين العرب نحو مشروع (سهل الموصل) آنذاك !!.. و في ضل الصراعات القومية والطائفية التي كانت ولازالت قائمة الى يومنا هذا والتي تدور حول مستقبل ومصير هذه المناطق التي يطلق عليها بالمناطق المتنازع عليها !!...فهذا الصراع المزمن على (سهل الموصل ) الذي يقع ضمن ماتسمى بالمناطق المتنازع عليها لم ولن يتوقف عند هذا الحد، ، فالمشكلة الأساسية تكمن في صمت أصحاب الأرض الحقيقيين ضمن (سهل الموصل) من الكلدان والسريان الآراميين وعجزهم عن الوقوف بوجه المخططات الغريبة والمشبوهة التي تهدف للنيل من مدننا وبلداتنا وقرانا التاريخية !
وهكذا عاودت الأحزاب الأشورية ومؤسساتها ومجالسها مجددا بعد التحرير الى ممارسة أنشطتها السياسية والقومية المشبوهة بعد سبات دام سنتين وبضعة شهور ، أي منذ دخول داعش لإحتلال مدننا وبلداتنا وقرى سهل الموصل وتهجيره ،فمنذ ذلك الحين لم نكن نسمع خبرا ونشاطا لهذه الاحزاب والمؤسسات والجمعيات والمجالس ومنها أيضا من يحمل عنوان سرياني او كلداني ولكن شعبنا براء منهم ، وذلك لتخاذلهم وفشلهم سياسيا وقوميا ولولا الكنائس والمنظمات الدولية لكان الآن شعبنا المسيحي المهجر في خبر (كان) .
وبعد أنتظار دام طويلا جاء الخبر المفرح ببدء عمليات (قادمون يانينوى) العسكرية لتحرير محافظة الموصل من داعش ، وكانت البداية من سهل الموصل وتم تحريره خلال أيام قلائل ،علما أن القوات التي شاركت في التحرير هي قوات مكافحة الإرهاب والجيش العراقي وقوات البيشمركة ، وبمساندة طيران قوات التحالف الدولي مع غياب واضح وصريح ومعلن عنه عبر وسائل الأعلام عن عدم مشاركة قوات الحشد الشعبي في تحرير مدن وبلدات وقرى شعبنا في سهل الموصل ،وكانت وسائل الإعلام والفضائيات المحلية و العربية والعالمية ترافق القوات المحررة في جميع تحركاتها ، فكيف تتهم الاحزاب والمؤسسات الآشورية القوات المحررة بأنها هي من قامت بإحراق منازل وكنائس أبناء شعبنا في مدن وبلدات وقرى سهل الموصل ؟!!!
لصالح من يلعب الآشوريين لعبتهم هذه ومن خطط لمثل هكذا إدعاءآت وزييف لتشويه صورة جميع القوات المشاركة في التحرير ؟!!!
هل أدرك مايسمى بالمرصد الآشوري لحقوق الإنسان ان مثل هذه الإتهامات الخطيرة والمغرضة لاتخدم شعبنا في الوقت الحاضر وإنما تخدم أعدائه ؟!!!
وهل يعلم المرصد الآشوري أن للحركة الديمقراطية الآشورية (زوعا) ميليشيا وقوة صغيرة تتكون من أبناء هذه المناطق والبلدات الكلدانية والسريانية الآرامية التي كان يحتلها داعش ، وكما تدعي الحركة أن هذه الميليشيا و القوة الصغيرة كانت قد شاركت مع الجيش العراقي والبيشمركة في دخول هذه المناطق والبلدات ، وبالإضافة الى ذلك تتواجد ميليشيات أخرى تتبع (حركة إتحاد بيث نهرين وحزب بيث نهرين الديمقراطي ) ، كما ويوجد ميليشيا (حراسات الكنائس ) وهي مجموعة مؤسسات كانت منتشرة في مدن وقرى وبلدات شعبنا في سهل الموصل قبل إحتلال داعش .
إذن فما هي الغاية والهدف من نشر مايسمى بالمرصد الآشوري لحقوق الإنسان لمثل هذه التصريحات والبيانات المفبركة ومن خولهم وأعطاهم الحق للتحدث بدلا عن السريان الآراميون أصحاب الأرض الحقيقيين!
وكما أشرت أعلاه أن الأحزاب والمؤسسات السياسية الآشورية تقوم بتصفية حساباتها فيما بينها وعلى حساب شعبنا المسكين ومناطقه المنكوبة في ظل غياب واضح وصريح لقبطان السفينة السريانية الآرامية .
رابط البيان المغرض الخاص بالمقال :
https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=632386500301459&substory_index=0&id=275099519363494Wisam Momika
ألمانيا