المحرر موضوع: ملائكة وشياطين السلطة!  (زيارة 973 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل كفاح محمود كريـم

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 664
    • مشاهدة الملف الشخصي
ملائكة وشياطين السلطة!
« في: 19:50 14/12/2016 »
ملائكة وشياطين السلطة!

كفاح محمود كريم

      قبل الخوض في عوالم الملائكة والشياطين على كراسي السلطة في الشرق عموما والأوسط خصوصا، دعونا نتطرق إلى العقائد التي توجه الجالسين أو القافزين إلى تلك الكراسي التي غدت واحدة من اخطر مفاتيح كوارث الشرق، والعقائد هنا لا تعني الدينية حصريا، وان كانت جزء منها، فهي تشمل كل شيء يؤمن به الإنسان ويحيله إلى برنامج إيديولوجي يعمل على التميز في تطبيقه، ومنه بالتأكيد العقيدة الدينية والسياسية والقومية.
     وضروري جدا أن نتعرف جغرافياً على ينابيع تلك العقائد، فهي الأخرى ذات تأثير بالغ على تطبيقاتها وتفسيرات نظرياتها، والبيئة هنا تتحكم بشكل كبير في نوعية السلوك، وهي بالتالي ترسم خريطة الانتماء لتلك البقعة الجغرافية أو المكانية، وما بين البداوة والمدنية مساحات واسعة امتلأت ببحور من الدماء، حتى استطاعت البشرية تجاوز تلك المرحلة للوصول إلى أنماط جديدة من السلوك والعقائد، المرتبطة بجغرافية المكان والبيئة وتأثيراتها على أنماط السلوك وتطبيقات العقائد، والبداوة ليست تلك القيم التي يتداولها البعض عن الكرم والشجاعة، بل هي ذلك السلوك البدائي الذي يؤشر مرحلة متخلفة من حياة البشر في تقسيمات حقب التطور الإنساني من البداوة إلى المدنية المعاصرة، مرورا ببقية المراحل التي مرت بها البشرية حتى وصلت إلى ما هو عليه الآن من حضارة وقيم خلاقة، رغم إصرار البعض على التقهقر دوما إلى الوراء ببقايا تلك الثقافات الآيلة للسقوط والاندثار.
     وليس ببعيد عنا في تاريخنا المعاصر ما يُظهر بقايا تلك الأفكار وأنماط السلوك البدائي وممارساته، على خلفية بدوية بدائية مشبعة بهمجية لا مثيل لها حتى في مراحل البدائية الأولى وبداوتها، وهذه الأنماط من السلوكيات ليست لها هوية قومية أو دينية معينة، بل تعكس الجوانب المظلمة في معظم المجتمعات، فقد رأيناها في رواندا وصراعاتها القبلية البربرية التي ذهب ضحيتها أكثر من ثلاثة ملايين إنسان، وقبلها في المانيا ومحرقة اليهود، وأدركنا مذابح الخمير الحمر في كمبوديا ومثلها في لبنان وفلسطين وفي أنفال وكيمياويات الموت بكوردستان والمقابر الجماعي في جنوب العراق ووسطه، وقبل ذلك في أوربا وحروبها الداخلية أو العالمية، وما حصل للهنود الحمر في أمريكا وفي كثير من بلدان العالم المتمدن الآن، إنها حقا حقبة سوداء في تاريخ البشرية، والأكثر منها سوادا وكارثية هو استنساخها دينيا أو مذهبيا أو قوميا، كما تفعل اليوم منظمة داعش التي جمعت ولملمت في هياكلها كل العنصريين القوميين والمتطرفين الدينيين والمذهبيين، بل وحتى المناطقيين بخلفيات تتحكم فيها الكراهية والحقد الأعمى لكل من يخالفها الرأي.
     ونظرة فاحصة لبيئات انتماء عناصرها يؤكد انتشارها في المجتمعات القبلية والأمية الأبجدية والحضارية وفي مناطق الفقر المدقع ماديا وثقافيا وتربويا، حيث يتم استغلال كل هذه المواصفات من قبل مجاميع فاشية، يعاني اغلب عناصرها من إشكاليات سيكولوجية وفكرية، اقرب ما تكون إلى السادية والسايكوباث، كما ظهر في عمليات التقتيل الذي تتفنن تلك العناصر بتنفيذها ذبحا أو خنقا أو حرقا أو إغراقا، بل إنها حتى في هذه الطرق تنحو إلى تفاصيل مقززة في القتل كما في عمليات الذبح بسكاكين مثلومة لمضاعفة آلام الضحايا والتمتع بصيحاتهم وآهاتهم، وكذا الحال في عمليات الشوي بالنار حتى الموت، أو الإغراق التدريجي للضحايا، أو تقطيع الأوصال حتى الموت.
     هذا النمط من السلوك المتوحش لم يلد ليلة أمس، بل هو تراكم هائل لسلوكيات وأفكار وعقائد أنتجته صحراء الفكر وحضارة الغزو والقتل والسبي والاغتصاب، وإباحة الآخر المختلف تحت أي مسمى كان، سواء ديني أو عرقي أو فكري أو سياسي، وإن كان قد استبدل عناوينه ومسمياته لكنه ما يزال يحمل تلك العقيدة البدوية البدائية التي يترجم تفاصيلها بهمجية أدركنا سلوكياتها في حلبجة والأنفال وبعد ذلك في نسختها المعدلة في سبايكر وسنجار وسهل نينوى، وأخيرا في نموذج هو الأكثر خبثا وعدوانية في إشاعة الكراهية بين المكونات وحصار كوردستان منذ 2014م وحرمانها من عصب الحياة بقطع حصتها من الموازنة والمعاشات لإعدامها بشكل جماعي وتدريجي.

     إن الكثير من حاكمي العراق ومعظم بلدان الشرق كانوا ملائكة في سلوكهم قبل أن يتسنموا مقاليد الحكم، لكنهم تحولوا الى  شياطين وطغاة حينما جلسوا على كرسي السلطة!؟

kmkinfo@gmail.com






غير متصل مسيحي سنجاري

  • عضو
  • *
  • مشاركة: 29
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
رد: ملائكة وشياطين السلطة!
« رد #1 في: 09:48 15/12/2016 »
تحية لك اخي كفاح وشكرا لارسالك نسخة من مقالاتك الواقعية..
مقالتك اليوم جامعة , شاملة, وواقعية بنفس الوقت , تحتوي على معاني شتى.
لقد ركزت في البداية على الشئ اللذي يؤمن به الفرد ليحوله الى برنامج ايديولوجي يرتكز في تطبيقه على عقائد الدين والسياسة والقومية, ثم تحدثت عن البداوة والمدنية والمساحة الواسعة بينهما, والسلوك المتبع في التطبيق,,,,,
من هنا ارتايت ان اذكر بعض الامور التي ارى من خلالها ترجمة لما جاء اعلاه,, فالعقيدة الدينية والسياسية والقومية لا ترتبط ببعضها ارتباطا جدليا بل ممكن ان يكون الوازع دينيا بحتا او سياسيا بحتا اوقوميا بحتا وقد ذكرت امثلة على ذلك في رواندا ذات الصراع القبلي البحت وكمبوديا والخمير الحمر والهنود الحمر ..الخ
اما لو نظرنا الى مجتمعاتنا "العربية" فنرى التجانس والامتزاج بين كل هذه " العقائد" واستخدامها كوسيلة لمحو الاخر والعقيدة الرئيسية هي عقيدة الدين الذي تشعب منها عقيدة المذهب الى غير ذلك .. وبما ان الدين هو المحرك الاساسي للعقل الشرق اوسطي فقد وضع صبغته في العقائد الاخرى مثل السياسة والقومية ,, الكل يعلم ان الشرق الاوسط يغلب عليه دين رئيسي وله من التعاليم واللافكار المتنوعة ما لا يوجد لها مثيل في اي مجتمع اخر وله من المذاهب المختلفة في تفاسيره الى حد بقينا حبيسي عقولنا نؤمن بامام سيظهر ونترك الحظارة ,نؤمن بتكفير الاخر ونترك العلم وما اكثر علمائنا الدينيين الذين حولوا الارنب الى حشرة. الدين الذي ينفي القومية الغير عربية لان الله انزله عربيا والله يتكلم فقط اللغة العربية , الى غير ذلك من الجهل المتقع البالي الرخيص الذي تسلق مقاليد حكم البلاد ليؤسس دولة لها من الدين وتفسيراته  "وهذا كان منذ عصر البداوة" ما اذكى الواقع المجتمعي الشبه متخلف مع الاسف ونحن في نهاية عام 2016 لنصبح افضل حاضنة وبفعل 35 آية تحرض على القتل اصبحنا حاضنة فكرية لظهور داعش الان والذي ممكن ان يحمل اسما آخرا مستقبلا حسب المتغيرات, وكما صرح الازهر "الشريف" بانه لا يستطيع تكفير داعش لانه لا يجوز تكفير المسلم مهما كثرت ذنوبه,,,,, اليس هذا منهجنا , اليست هذه هي اللبنة الاساس لبناء سياستنا ؟ نعم طالما آمنا بالتخلف فلا مكان للحظارة بيننا, سياستنا ممزوجة بالدين ولهذا هي سياسة فاشلة بامتياز , فلا نضع رؤوسنا في الرمال لنهرب من الواقع المساوي الذي يزداد يوما بعد يوم في تخلفه وتراجعه عن المدنية العالمية لقد فقد عنصر المواطنة. انا معك يا اخي كفاح بان معظم حاكمي العراق لهم من الكلام المعسول وكانو كالملائكة "وليس ملائكة" قبل تسنم مناصبهم ونزعو الثوب الملائكي الذي كان يضايقهم ليظهروا على حقيقتهم من فساد واجرام ومص دماء الابرياء, ولا زالوا يلطمون ويطبرون ويصلون لربهم وتعاليمهم المؤيدة لتصرفاتهم.. اذكر مقولة للامام علي ابن ابي طالب حين قال "ولا تحاججو بالقرآن لانه حمال اوجه " بمعنى افعل ما تريد وهناك نصا يحميك....
ولك فائق التقدير والاحترام وادامك الله