تحية لك اخي كفاح وشكرا لارسالك نسخة من مقالاتك الواقعية..
مقالتك اليوم جامعة , شاملة, وواقعية بنفس الوقت , تحتوي على معاني شتى.
لقد ركزت في البداية على الشئ اللذي يؤمن به الفرد ليحوله الى برنامج ايديولوجي يرتكز في تطبيقه على عقائد الدين والسياسة والقومية, ثم تحدثت عن البداوة والمدنية والمساحة الواسعة بينهما, والسلوك المتبع في التطبيق,,,,,
من هنا ارتايت ان اذكر بعض الامور التي ارى من خلالها ترجمة لما جاء اعلاه,, فالعقيدة الدينية والسياسية والقومية لا ترتبط ببعضها ارتباطا جدليا بل ممكن ان يكون الوازع دينيا بحتا او سياسيا بحتا اوقوميا بحتا وقد ذكرت امثلة على ذلك في رواندا ذات الصراع القبلي البحت وكمبوديا والخمير الحمر والهنود الحمر ..الخ
اما لو نظرنا الى مجتمعاتنا "العربية" فنرى التجانس والامتزاج بين كل هذه " العقائد" واستخدامها كوسيلة لمحو الاخر والعقيدة الرئيسية هي عقيدة الدين الذي تشعب منها عقيدة المذهب الى غير ذلك .. وبما ان الدين هو المحرك الاساسي للعقل الشرق اوسطي فقد وضع صبغته في العقائد الاخرى مثل السياسة والقومية ,, الكل يعلم ان الشرق الاوسط يغلب عليه دين رئيسي وله من التعاليم واللافكار المتنوعة ما لا يوجد لها مثيل في اي مجتمع اخر وله من المذاهب المختلفة في تفاسيره الى حد بقينا حبيسي عقولنا نؤمن بامام سيظهر ونترك الحظارة ,نؤمن بتكفير الاخر ونترك العلم وما اكثر علمائنا الدينيين الذين حولوا الارنب الى حشرة. الدين الذي ينفي القومية الغير عربية لان الله انزله عربيا والله يتكلم فقط اللغة العربية , الى غير ذلك من الجهل المتقع البالي الرخيص الذي تسلق مقاليد حكم البلاد ليؤسس دولة لها من الدين وتفسيراته "وهذا كان منذ عصر البداوة" ما اذكى الواقع المجتمعي الشبه متخلف مع الاسف ونحن في نهاية عام 2016 لنصبح افضل حاضنة وبفعل 35 آية تحرض على القتل اصبحنا حاضنة فكرية لظهور داعش الان والذي ممكن ان يحمل اسما آخرا مستقبلا حسب المتغيرات, وكما صرح الازهر "الشريف" بانه لا يستطيع تكفير داعش لانه لا يجوز تكفير المسلم مهما كثرت ذنوبه,,,,, اليس هذا منهجنا , اليست هذه هي اللبنة الاساس لبناء سياستنا ؟ نعم طالما آمنا بالتخلف فلا مكان للحظارة بيننا, سياستنا ممزوجة بالدين ولهذا هي سياسة فاشلة بامتياز , فلا نضع رؤوسنا في الرمال لنهرب من الواقع المساوي الذي يزداد يوما بعد يوم في تخلفه وتراجعه عن المدنية العالمية لقد فقد عنصر المواطنة. انا معك يا اخي كفاح بان معظم حاكمي العراق لهم من الكلام المعسول وكانو كالملائكة "وليس ملائكة" قبل تسنم مناصبهم ونزعو الثوب الملائكي الذي كان يضايقهم ليظهروا على حقيقتهم من فساد واجرام ومص دماء الابرياء, ولا زالوا يلطمون ويطبرون ويصلون لربهم وتعاليمهم المؤيدة لتصرفاتهم.. اذكر مقولة للامام علي ابن ابي طالب حين قال "ولا تحاججو بالقرآن لانه حمال اوجه " بمعنى افعل ما تريد وهناك نصا يحميك....
ولك فائق التقدير والاحترام وادامك الله