المحرر موضوع: هل انتهى الأبتزاز التركي في المنطقة بعد فوز ترامب والتقارب الروسي الأمريكي المحتمل؟  (زيارة 1587 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل جاك يوسف الهوزي

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1114
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
أخذت الحكومة الأسلامية التركية بالتخبط بعد الهزائم المتتالية التي منيت بها نتيجةً لسلسلة من الأحباطات الداخلية والخارجية والتي قوّضت طموحات أردوغان الأستعمارية وأحلامه بإعادة  "السلطنة" بطريقة حديثة تضمن له دورا أساسياً في التحكم بمصير ومقدرات المنطقة.

إن تاريخ تركيا الأنتهازي معروف للجميع منذ سقوط الأمبراطورية العثمانية قبل حوالي قرن من الزمن، حيث عملت الحكومات المتعاقبة على استغلال أميركا والدول الأوربية بعد بروز الأتحاد السوفيتي كقوة عظمى موازية للغرب، وبحكم موقعها الأستراتيجي المحاذي للأتحاد السوفيتي السابق وأهمية هذا الموقع بالنسبة لدول حلف شمال الأطلسي حصلت على أمتيازات كثيرة ساهمت في تطورها بشكل كبير مقارنةً بدول المنطقة والدول الأسلامية الأخرى مقابل سماحها بتواجد قواعد عسكرية لحلف الناتو الذي هي أحد أعضائه، وهو ما وفّرَ لها حماية من هجمات محتملة وحصولها على دعم مادي وسياسي كبير ولمدة طويلة. أزدادت أهمية تركيا بالنسبة للغرب بعد سقوط حليفه الأكبر في المنطقة، أي شاه ايران، وقيام نظام آيات الله الأسلامي ومعاداته لأميركا.

لم يمر هذا الحدث الهام مرور الكرام بالنسبة لتركيا، فوجدتها فرصة ذهبية لزيادة إستغلالها وجشعها وممارسة الضغط على حلف الناتو لتحقيق مآربها وابتزازه في ما يشبه بعملية لوي الذراع، خاصة إنها قامت قبل خمس سنوات من قيام الثورة الأسلامية، أي في عام 1974،  بأحتلال شمال قبرص وأعلان قيام دولة تركية مستقلة فيه ودون معارضة فعلية من دول الحلف الكبيرة، ما جعلها تتشجع في التمادي في تجاوزاتها .

ولم يقفْ الأستغلال التركي عند هذا الحد، بل تعداه ليشمل دول المنطقة بأجمعها، وهو كما يقول المثل المصري الشعبي كالمنشار صاعد واكل نازل واكل، فمع اندلاع الحرب العراقية الأيرانية، رفعت تركيا حصتها من النفط العراقي المصدّرْ عن طريق ميناء جيهان التركي عبر الخط الأستراتيجي لمرات عديدة وفي مدة قصيرة جداً لتصل الى أقصى ما تسمح به القوانين الدولية في هذا المجال ( 49% )، مستغلةً قيام ايران بغلق مضيق هرمز أمام السفن وناقلات النفط المبحرة من والى العراق، وبذلك لم يتمكن العراق من تصدير نفطه عبر موانئه .
هذا، إضافة الى التجارة المزدوجة عبر حدودها المشتركة مع البلدين وصرف بضائعها الكاسدة والحصول على النفط الرخيص من كليهما.

وأستمرت بلعب نفس الدور، وإن كان قد فقد الكثير من أهميته بعد سقوط الأتحاد السوفيتي وأنتهاء الحرب الباردة وتحسن علاقات أميركا بالعديد من دوله السابقة، إلا أن هذا الدور لم ينتهِ تماماً وبرز بشكل آخر بعد صعود أردوغان وحزبه الأسلامي وسيطرته على مقاليد الحكم  وتنحية كل من يخالفه الرأي وتقليص دور الجيش ،الحارس القوي لمبادئ وقوانين جمهورية أتاتورك المدنية الحديثة، لتأخذ طابعا إسلامياً مؤيدا لكل ما هو اسلامي في محاولة لأحياء دور مشابه لدور الأمبراطورية العثمانية وممارسة دور السلطان مع دول المنطقة .

إبتسم الحظ للسلطان أردوغان وسياساته الأبتزازية القذرة في المنطقة العربية نتيجة مايسمى بالربيع العربي، حيث أخذت الأنظمة العربية تتناثر كأوراق الخريف في مصر وتونس وليبيا وحروب أهلية في العراق وسوريا وصعود تيارات إسلامية متشددة تقف وراءها جهات دولية وأقليمية أوجدت عصابات إجرامية كالقاعدة وداعش والنصرة وغيرها، وقام أردوغان بأستغلالها والمنطقة أقصى أستغلال، وأخذ يكشف عن جانبه المظلم وشوفينيته تجاه الدول العربية وإستغلاله للدول الأوربية في مشكلة نزوح اللاجئين.
أما موقفه المخزي من المسيحيين، فليس بمفاجئة ،وما هو إلاّ استمرار لمواقف تركيا السوداء والمخزية بحقهم، إن كانوا شرقيين أوغربيين.

وحاول أردوغان تلميع وجه تركيا بأجراءات تبدو ( إصلاحية ) ليتم قبولها كعضو في الأتحاد الأوربي ما يكنه بث سمومه فيه أيضاً، إلا أنه فشل في كل مرة بأقناع أوربا بأن تركيا أصبحت مؤهلة للأنتماء اليها، وجاء (الأنقلاب الفاشل) وما أعقبه من أجراءات تعسفية وأعتقالات عشوائية وسن قوانين صارمة تتنافى مع قوانين ولوائح الأتحاد الأوربي بمثابة الضربة القاضية لآمال أردوغان بعدما اعلن الأتحاد الأوربي أن تركيا أبعد ماتكون الآن عن الأنضمام إليه مالم تلغي أو تغيّر أكثر من 70 مادة قانونية لاتتماشى مع لوائحها أهمها ما هو متعلق بحقوق الأنسان والأقليات وحرية الصحافة وابداء الرأي، وهو ماتعتبره تركيا خطاً أحمرا ومساساً بأمنها القومي كرامتها الوطنية؟ !!

والضربة القوية الأخرى التي تلقّاها أردوغان والتي أُعتبرتْ القشة التي قصمت ظهر تركيا وطموحاته هي فوز دونالد ترامب في إنتخابات الرئاسة الأمريكية وتلميحه الى إلغاء حلف شمال الأطلسي بشكله الحالي وتوجيهه لأهداف أخرى كمحاربة التطرف الأسلامي وتحمّل الدول الأعضاء تكاليف عملياته ، إضافة الى تعاظم دور روسيا في المنطقة والذي برز بشكل واضح في إشتراكها في الحرب ضد داعش واخواتها وقلبها لموازين القوى في سوريا، والأهم من هذا كله هو التقارب المحتمل بين روسيا واميركا ترامب، وهو ما يغني عن أي دور أو اهمية أستراتيجية لتركيا في المنطقة، خاصة وان أردوغان ونتيجة لتصرفاته الأستغلالية والعدوانية المعلنة وغير المعلنة للدول العربية الكبرى في المنطقة كمصر والعراق وسوريا أصبح بمثابة شخص غير مرغوب فيه.

وبرز هذا مؤخرا في عدم السماح لقوات اردوغان المتواجدة بالقرب من بعشيقة الأشتراك في عمليات تحرير الموصل رغم محاولاته وتهديداته التي لم يكترث لها العراق ولم تلقى آذانا صاغية لدى القوى الكبرى والمجتمع الدولي مما حدا برئيس وزرائه الى الأعلان عن سحب هذه القوات حال تحرير الموصل، وكذلك سيطرة الجيش السوري على مناطق واراضي كثيرة شمال البلاد، وإنتخاب الرئيس السيسي في مصر بعد إزاحة الأخوان المسلمين المدعومين من تركيا، دليل واضح على تراجع دور السلطان التركي الذي وصل الى ذروته مع صعود نجم داعش في المنطقة.

أما على الصعيد الدولي، أخذت الأصوات تتعالى بإعادة توحيد جزيرة قبرص، وتوالي إعتراف دول ومنظمات عديدة بالأبادة الجماعية للأرمن والمسيحيين الشرقيين والغربيين الآخرين أثناء الحرب العالمية الأولى ، كلها دلائل تشير الى إنتهاء الدور التركي، بعدما كانت هذه الدول تتحاشى الأشارة الى هذه الأمور ، التي تُعتبَر من المحرمات، حفاظاً على مصالحها.


غير متصل جورج نكارا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 148
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
في اشارة واضحة على تخبط نظام اردوغان وحقده الواضح لكل ماهو مسيحي بعد فشل مسعاه في الدخول الى الاتحاد الاوربي اقدم على خطوة غريبة لأول مرة حيث منع الاحتفالات بعيد الميلاد ومنعت مديرية تربية استنبول مدرسة ثانوية المانية  طلاب مدرسة المانية في المدينة من المشاركة في احتفالات الميلاد السنوية التقليديةالتي تنظمها القنصلية الالمانية في استنبول ومنعت ترديد اناشيد الميلاد.
انه تصرف غريب وحاقد ويدل على حالة اليأس التي وصل اليها النظام الفاسد بعد ان تم كشف اوراقه محليا وعالميا .
مع التحية.

غير متصل كنعان شماس

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1136
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
يقال  ان رئيس الوزراء البريطاني  قال متهكمــاستنضم تركيا للاتحاد الاوروبي سنة 3000 ملاديـــة  وينسب  لرئيس  اوروبي  اخر   ان الاتحاد الاوروبي  نادي مسيحي  لامكان  لتركيا  فيه    مع  هذا  الا ان  الديناصــــور التركي   قد ابتز  في مواقف  كثيرة  الاتحاد  الاوروبي  وهدد  اغراقه  بالمهاجرين   مالم يدفعوا  له (  جزيــــة )   تصل الى  6 او س7  مليارات  يورو  ولم  يرد  عليه  احد بما يجب   وواقعا  ان  لبنان  يوي  عددا  اكبر من  اللاجئين  السوريين  من  تركيا قياسا الى السكان  لكنه  لايصرخ  ويعربد  كما  يصرخ   هذا الديناصور التركي    .  تحية  يا اخ  جاك يوسف الهوزي  فتاريخ  تركيا   والعثامنـــة  اســــــود  مخزي  ويستحق  كل  التنديد  والشـــجب

غير متصل جاك يوسف الهوزي

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1114
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الأخ نكارا
ويزداد تخبط نظام اردوغان ويفقد هيبته وسيطرته حتى على الأوضاع الداخلية، فبعد تفجيرات اسطنبول وقيصري التي راح ضحيتها عشرات المواطنين وقوات الأمن والهجمات المستمرة على مراكز الشرطة ودوريات الجيش التركي في المناطق الكردية جنوب شرق البلاد،أعلِنَ قبل قليل عن إغتيال السفير الروسي في أنقرة .
من جهتها طالبت روسيا السلطات التركية بتقديم تقرير مفصل عن الحادث الخطير والجهة التي تقف وراءَهُ .
طبعا لم تقتنع روسيا بالتبرير الهزيل الذي صدر عن تركيا بأنه فعل احتجاجي لشخص  ردا على تدخل القوات الروسية والتركية في سوريا (قالت تركيا بأنه قُتلَ بعد الحادث مباشرةً) ربما لأخفاء اثار الجريمة.
تحياتي.

غير متصل جاك يوسف الهوزي

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1114
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الأخ كنعان شماس
عُرِفَتْ تركيا منذ تأسيسها بأنها دولة أنتهازية بأمتياز، نجحت على مدى قرن كامل من أستغلال مصائب المنطقة لتحولّها الى فوائد لها مستفيدة من سكوت الغرب عن جرائمها واستغلالها للأسباب التي ذكرناها في المقال.
الدور التركي أنتهى، ويبدو انها ماتزال تعيش أحلام الماضي.
تحياتي