الاخ يوحنا بيداويد المحترم
شلام و هويلي مارن و شاتا بريختا لك و للعائلة
قرات نداء غبطة البطريرك ساكو و تابعت عدة مقالات والردود عليها , منها ما نعتز بنضوج كاتبها و تفهمه الامر الواقع و تفسير ما قصد غبطة البطريرك ساكو , لكن و بصراحة ما كتب البعض الاخر يدعو للشفقة اذا كان هذا تفكير البعض فهناك من – لقف – كلمة واحدة من نداء غبطته و بنى عليها و عبّر عن افكاره المريضة و اللامسوؤلة . نعم الطائفية مكروهة كل الكره لكن كيف تعتبر دعوة غبطته هي تركيز الطائفية .
على مر العصور عند تعرض شعوب ما او بعض البلدان لاضطهاد و ظلم ا و خطر يهددها تعقد تحالفات او جبهات تحت اي مسميات لدرء الاخطار و لم يكن الانتماء القومي عائق لتكوين هذه الجبهات او تسميتها كما يحاول اليوم بعض ابناء شعبنا من القوميات – الكلدانية و الاشورية و السريانية - جعل اختلاف القومي عائقا كبيرا لتكوين جبهة – المكون المسيحي - تضم جميع ابناء شعبنا بكل اطيافه , فعلى مر العصور استدعت قيام مثل هذه الجبهات و من ابرز هذه الجبهات تحالف الكلدان مع الاراميين للقضاء على الدولة الاشورية و تحالف أوربّا ضد المانيا في الحربين العالميتين و خاصة في الثانية والتحالف الاهم تحالف اوربا – بقيومياتها العديدة و الملفت للنظر انضمام الاتحاد السوفيتي ذو الايدولوجية الشيوعية التي هي على نقيض مع ايدولوجيات رأسمالية لكن الظروف اجبرتها على التحالف ضد المانيا النازية و ثم حلف الناتو و حلف الاطلسي ضد حلف وارشو و غيرها من الاحلاف و ثم عند غزو الكويت تحالفت عدة دول صاحبة قوميات عديدة في سبيل اخراج العراق من الكويت و كذلك في عام 2003 التحالف لغزو العراق . نعم كان حدوث اي خطر في اي عصر تقوم تحالفات و ادت نتائجها الناجحة في الدفاع عن حقوق الشعوب .
هذا يقودنا لنضع على بساط البحث شان شعبنا المسيحي – المكون المسيحي - اقول شعبنا المسيحي و ليعتبرني من يريد ليعتبرني طائفيا نعم الان و في ما يخص هذه القضية انا طائفي للكشر و ادعو بأعلى صوتي لمثل هذه الطائفية - فشعبنا المسيحي بكل قومياته من كلدان و سريان و اشوريين و بضمنهم الارمن و اليوم يتعرض شعبنا المسيحي لأسوأ كارثة و لإبادة جماعية و تشريد و ذبح خاصة رموزنا الدينية وهدف و غاية كل هذه الحملة الشرسة و المخطط الرهيب هدفه اقتلاعنا من جذورنا نعم نحن المكون المسيحي جميعا – اصحاب النون – وبالمقابل لو نظرنا هل لعبت الاحزاب القومية من كلدانية و اشورية و سريانية دورها كما هو مطلوب منها و عرفت واجبها في مثل هذه المحن و تناست كل خلافاتها مهما كانت و جلست جميعا و كونت غرفة الطواري من كل الاحزاب ففي هذه القضية لا مبرر للاختلاف و التخلي عن ابناء شعبنا فاذا مثل هذه المأساة لا يتوحدون لا خير فيهم جميعا و شعبنا ليس بحاجة لمثل هؤلاء عديمي الاحساس و يكفي مزايدات , شعبنا اخذ على حين غرة في ليلة ظلماء و نال ضربة موجعة افقدته صوابه فهو بأمس الحاجة لمن يمد له – قشة النجاة - و يخفف من معاناته و يداوي جروحه و يواسيه و يقوي معنوياته و يسمّع صوته في المحافل الدولية و من جانب اخر و المهم جدا شعبنا بحاجة الى قيادة موحدة لتدارس وضعه الحالي و ثم ما العمل المطلوب بعد تحرير بلداتنا , شعبنا بحاجة الى قيادة تأخذ بيده و تضع الخطط الكفيلة لاسترداد حقه و حقوقه على اسس يتفق الجميع عليها . اين هي هذه الاحزاب .
ان دعوة غبطة البطريرك ساكو – المكون المسيحي – دعوة تصب في صميم هذا الشأن و ما كان يبادر لمثل هذه الدعوة لولا احساسه بالفراغ الكبير و شعوره بغياب احزاب شعبنا من الساحة في تحمل مسؤوليتها التاريخية في هذه الظروف العصيبة الت تمر على شعبنا , لو ان جميع احزاب شعبنا السياسية منها والقومية اخذت هي المبادرة طوعا حسبما تفرضه و تمليه عليهم ظروف شعبنا الحالية و قامت بتكوين جبهة تحتضن ابناء شعبنا بدل التخلي عنهم و تركهم فريسة سهلة للذئاب الكاسرة و لا يوجد من يدافع عنهم و يشد ازرهم و يرفع معنوياتهم و يدرس مشكلتهم و يضع الحلول لها و يخطط لمستقبلهم و ان كان هناك مبادرات فردية لكن المبادرات الفردية لا تؤدي نتائجها مثل صوت الجبهة الموحد للكيان المسيحي او سموها ما تسمونها فالجبهة الموحدة قوية لها صداها ولها كلمتها المسموعة و ان لا تقدر مقاومة شدة التيار و الطوفان لكن على الاقل تستطيع تنقذ ما تقدر ان تنقذه فعند غياب هذه الجبهة لا بل عند كثرة الخلافات من الطبيعي شعبنا يلجا لمن يفتح له ذراعه و من الطبيعي ان يلتفّ شعبنا حول قيادته الدينية فدعوة غبطته نابعة من محبته و احساسه بمآسي شعبنا فهو الوحيد من قصد كل المحافل الدولية ليُسمِع انين ابناء شعبنا في الامم المتحدة – عمل سياسي – و الاتحاد الاوربي – عمل سياسي و عند لقائه برؤساء الدول - عمل سياسي كلها تتعلق بالعمل السياسي و ان هذا العمل السياسي جذب العديد من رؤساء الدول و الوزراء ليحضروا الى العراق و الجلوس في مخيمات اللاجئين من ابناء شعبنا لرفع معنوياتهم فمهما تعالت الاصوات التي تنادي بان غبطته يتدخل بالأمور السياسية و تقدم له النصيحة للابتعاد عن السياسة يأبى غبطته التخلي عن ابناء شعبنا و تركهم لوحدهم فهل نتوقع منه ان ينزوي في صومعة في الجبل للصوم و الصلاة فقط و يقول لأبناء شعبنا انا اصلي من اجلكم اذهبوا و شانكم انا لا اتدخل بالسياسة لكن مهلا لن يفعل هذا و ليُطلق تدخل بالسياسة على التصاق ابناء شعبنا به و حمايته لهم و تقدم العون لهم فغبطته ليس لا اول و لا اخر بطريرك للكلدان يقوم بمثل هذه الاعمال- السياسية - والتاريخ يشهد لأعمالهم و تدخلهم بالسياسة - و خاصة هناك بطاركة اخرون من يقوم بمثل هذه المهمّة و يلعب هذا الدور فمثلا في لبنان نجد السياسيون انفسهم يقصدون غبطة البطريرك الراعي في بكركي طوعا لأخذ المشورة منه في كثير من الامور و له كلمته المسموعة و لم نجد من السياسيين اللبنانيين من يبادر لإبداء النصيحة لغبطة البطريرك الراعي بعدم التدخل بالسياسة و عندنا كل كلمة يقولها بطريرك الكلدان تتعالى الاصوات مطالبة عدم التدخل بالسياسة .
نتأمل ان يكون هذا النداء دافع لأحزاب ابناء شعبنا و خاصة ممثليهم في البرلمان ان يوازروا غبطة البطرك ساكو بمبادرته هذه و من ثم هم يأخذوا زمام الامور و يتحملوا المسؤولية الكاملة تجاه شعبنا و يخففوا من اعباء غبطته و عند ذلك يتولى هو الامور الدينية.
اقدم تهانئ الخالصة بمناسبة عيد الميلاد المجد و سنة مباركة على ابناء شعبنا المهجرين اولا و عليكم ونامل ان تكون سنة العودة الى ديارهم.