المحرر موضوع: نيجيرفان بارزانى: التعايش المشترك اقدم من الافكار الظلامية بألاف السنين  (زيارة 1082 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل بطرس نباتي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 416
    • مشاهدة الملف الشخصي
نيجيرفان بارزانى: التعايش المشترك اقدم من الافكار الظلامية بألاف السنين
بطرس نباتي
استرعت انتباهنا الكلمة القيمة  التي القاها  السيد نيجيرفان بارزاني رئيس مجلس وزراء اقليم كوردستان السيد  في مراسم افتتاح مؤتمر التسامح والتعايش المشترك اليوم 13/12/2016  حيث وجدت فيها جملة من الأفكار تستحق الوقوف عندها فهي بحق خارطة طريق للتعايش السلمي المشترك ليس في اقليم كوردستان فحسب بل في العراق عموما.
 حيث اكد في مقدمة كلمته على ان كوردستان كانت منذ مطلع التاريخ موطن التعايش والتسامح ومهد الاديان والاعراق والمكونات المتنوعة،وعلى الرغم من كافة الحروب والمآسي وعمليات الاحتلال طيلة التأريخ التي فرضت عليها فانها لم تفقدها هذه الخصال الرائعة، فظلت موطنا لجميع الاديان والاعراق، عليه فان هذه الصفات غدت واحدة من ابرز المباديءالثقافية والتراثية لكوردستان،وان العلاقة الاخوية بين مكونات كوردستان والتعايش السلمي والتواصل المشترك وبناء هذا الوطن معا اصبحت نموذجا قل نظيره في العالم .
هذه العلاقة التاريخية الطويلة اساس متين لترسيخ السلام والتعايش المشترك في كوردستان، ومن هذا المنطلق اصبح المجتمع الكوردستاني من الناحية الثقافية والاجتماعية صاحبة عائلة مميزة ورائعة في الشرق الاوسط، هذه الحالة من التعايش المشترك للقوميات والاديان المتنوعة والمكونات الاخرى في اقليم كوردستان جعلت منها ان ترى كوردستان موطنا لها، وهذا ما جعل من الذين يتعرضون في المناطق العراقية الاخرى بسبب اختلاف الدين والقومية الى حملات الترحيل والتهجير القسري والترهيب ان يتوجهوا الى اقليم كوردستان .
ثم يستدرك سيادته قائلا
حينما نتحدث عن التاريخ ونجاح تجربة التعايش المشترك في كوردستان،علينا الا نخفي حقيقة ان الترهيب وتوسع الفكر الظلامي والضيق للارهاب والتطرف والجرائم الارهابية والابادة الجماعية التي تعرضت لها المكونات الدينية والعرقية في اقليم كوردستان، وعلى وجه التحديد الاخوات والاخوة الايزديين والمسيحيين،  ونقول بانها لم تترك اي اثر على هذه التجربة !.علينا ان نرى حقيقة ان كل هذه الاعمال كانت لها تاثيرات سلبية،وخلقت حالة من القلق والشك وعدم الثقة وجراحات عميقة،وتشكل تهديدا جديا على ثقافة التعايش المشترك في اقليم كوردستان والعراق،لذا فأمامنا مهام عصيبة جدا .
ومن جهة ثانية فان التجربة الناجحة للتعايش في اقليم كوردستان غدت موضع اشادة ودهشة العالم،وانعكس تاثيرها في العديد من الاوساط الاعلامية ومراكز البحث، وكان احد العوامل الرئيسة للدعم والدفاع والحماية التي قدمت لكوردستان من قبل التحالف والمجتمع الدولي  ثقافة التعايش هذه .
ومن اجل ترسيخ حالة التعايش السلمي وثقافة وعدم تكرار ما حدث في الماضي يصوغ سيادته بعض الاّراء التي يستوجب تطبيقها بشكل عملي ومنها :
اولا :الارهاب والتطرف والجرائم الارهابية والابادة الجماعية التي تعرضت لها المكونات الدينية والعرقية في اقليم كوردستان، وعلى وجه التحديد الاخوات والاخوة الايزديين والمسيحيين، هذه الجرائم تركت اثارا سلبية حيث خلقت حالة عدم الثقة  وقلق على التعايش السلمي بين جميع هذه المكونات وبالنظام السياسي  لذلك يتحتم على قيادة الإقليم العمل على:
 ١- يجب تقوية الاخوة بين الاعراق والاديان الموجودة في كوردستان، ويجب في كافة الجوانب السياسية والادارية والتربوية والاجتماعية  تقديم عمل جدي ومتكامل من اجل عودة الثقة والقناعة لمكونات كوردستان، ليشعر الجميع ان كوردستان مسكنهم وموطنهم، وان كوردستان لكل شخص يعيش فيها والجميع احرار في  انتمائهم العقائدي والعرقي؟! . كوردستان التي نشاهد فيها جهود ونضال واتعاب سائر المكونات
٢- جميع الاطراف من الحكومة والشعب وكافة مكونات المجتمع،عليهم تقديم خطاب واضح وصريح لؤلائك الذين يرومون تشويه تجربة اقليم كوردستان باسم الدين او الامة الحاكمة. او تحت مسمى الدين اوالقومية ينوون ارهاب الاديان الاخرى وتعريض معتنقيهم الى القبر الجماعي وهم احياء، وان يتم تعريضهم للترحيل والقتل،يجب ان يصلهم هذا الخطاب وان يشاهدوا حقيقة ان اقليم كوردستان ومكوناته لا يسمحون بتشويه هذه الثقافة وانهاء تجربة التعايش والتسامح على مر آلاف السنين في هذا البلد
٣- اتفاق واقعي ووطني مخلص مبني على اسس الواقع السياسي والاجتماعي والجغرافي وديموغرافيا المنطقة في الموصل واطرافها التي تعد منطقة لها خصوصيتها وتتألف من مكونات عرقية ودينية متنوعة، الضامن الوحيد لمستقبل هاديء لكافة المكونات، ويمنع نشوب حريق تجري المحاولات من قبل العديد من الاطراف بموجب اجندات محلية واقليمية ايقادها،ومنذ الآن فاذا لم يتلق الاهتمام من كافة الاطراف فلا احد بمقدوره توقع ظرف مستقر ومستقبل هاديء للمنطقة، على الجميع ان يكونوا حذرين لان ذلك تهديد حقيقي وجدي
٤- في عصر المشاكل وتهديد الارهاب يجب تقوية الاخوة بين الاعراق والاديان الموجودة في كوردستان، ويجب في كافة الجوانب السياسية والادارية والتربوية والاجتماعية  تقديم عمل جدي ومتكامل من اجل عودة الثقة والقناعة لمكونات كوردستان، ليشعر الجميع ان كوردستان مسكنهم وموطنهم، وان كوردستان لكل شخص يعيش فيها والجميع احرار في  انتمائهم العقائدي والعرقي؟! . كوردستان التي نشاهد فيها جهود ونضال واتعاب سائر المكونات
٥- تحطيم وابادة الارهاب والقضاء عليه لا يتم فقط عن طريق تحطيم القوة العسكرية للارهابيين، فمنذ البداية لم يكن هناك ادنى شك ان داعش كقوة عسكرية وكسلطة تستطيع اخضاع منطقة جغرافية لحكمها وان تؤسس عليها ما سمتها الدولة الاسلامية لا تعد اكثر من حلم فارغ!. وكلما طالت ففي النهاية داعش وامثالهم في التفكير ليسوا سلطة او حكما يمكنه البقاء
ثانيا :  اما بالنسبة لداعش وما خلفه من تدمير وخلق حالة من التشرذم بين المكونات العراقية  فقد عبر سيادته عن حالة ما بعد داعش بقوله .
ذهب داعش وينتهي غير انه اذا لم نواجه الفكر والعقيدة الداعشية،الذي أوجد القاعدة بالامس 
١-  علينا ان نقتلع  جذور هذا الفكر الظلامي الذي كان قد انتج القاعدة اول امس والانصار بالامس واليوم داعش فانه بدون ادنى شك سيظهر غدا وحش آخر وتحت مسمى آخر، وبعد غد يظهر البلاء نفسه في لباس آخر،
 ٢- على اقليم كوردستان والعراق والمنطقة عموما وبدعم وتعاون من قبل العالم الحر بدء حملة جدية  وباسرع ما يمكن لمواجهة لهذا الفكر الخطير
اذا كان داعش بالضبط عكس الحياة والبقاء فبدون ادنى شك لا يمكنه الحياة والبقاء،لذا فان مسألة القضاء عليه وعدم بقاءه ليس الا مسألة وقت فحسب،بيد ان الخطر الذي لا يمكن القضاء عليه عن طريق الاسلحة والنار هو الفكر الاسود والظلامي للداعشيين الذي يعد الاخطر بكثير من جرائمهم واعمالهم الدنيئة.
٢-  قبل الجميع فان السادة الاساتذة وعلماء الدين، وبالاخص علماء الدين الاسلامي ورجال الدين في كافة الاديان الاخرى تقع على عاتقهم المسؤولية بالدرجة الاولى لنشر الوعي  باستمرار والا يفسحوا المجال ان يتحول الدين من العلاقة بين الانسان والله تعالى الى وسيلة لرفض الاخرين ومعتقداتهم والمكونات الاخرى .
 3- وكذلك على المؤسسات التربوية ايلاء اهتمام اكبر بهذا المجال وتوسيع منهاج التدريس وتحفيز ثقافة التنوع والتعايش المشترك والتسامح انطلاقا من مراحل الروضة والاساس وصولا الى الاعدادية ومرحلة الجامعة،
4- لا شك ان المثقفين والمؤسسات الفكرية والثقافية وكذلك الصحافة والاعلام بامكانهم لعب دور كبير في هذا السياق . فاذا لم نفعل ذلك ولم نضرب في صلب وجذور الفكر الارهابي والمتشدد ولم نقطع عنه الطريق فبدون ادنى شك فان التعايش والتسامح وثقافتنا التاريخية تتعرض للمخاطر الحقيقة للفناء..
نص الكلمة على الرابط
TUE, 13 DEC 2016 14:29 | KRG Cabinet
http://cabinet.gov.krd/
وعلى موقع www..gov.krd