المحرر موضوع: بُرهان شاوي،و أعماقُ الرّغبة في ( متاهة العميان ) ..(3)............  (زيارة 1409 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل هاتـف بشبـوش

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 201
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني

بُرهان شاوي،و أعماقُ الرّغبة في ( متاهة العميان ) ..(3)............



(الحبُّ دون أبديّة يُسمّى قلقا...... والأبديّةُ بدون الحُبّ تُسمّى جحيما ...   غوستاف تيبون) .

تمدّدي على بطنكِ بجذعك الأعلى على السّرير..و ليأتكِ هو من الخلف..!
ارتعبتُ أنا وصرخت:
يا خالة أنا بنت باكر..!
لا تخافي..سيُدخله فيك من الخلف
ربّما لا يُصدّقني أحد إذا ما قلتُ بأنّ الأمّ فتحت ساقيّ وأنا مُستلقية على بطني..وفتحت آليتي مؤخرتي ودهّنت دُبُري بالزّيت..ثم نزعت ثوب ابنها الذي صار عارياً..داعبت عضوه ماسحة إيّاه بالزّيت أيضا فانتعظ ..خفتُ حينما رأيتُ قضيبه المنتصب..كان كبيراً..وفكّرتُ أنُه سيُؤذيني بهذا الحجم..قرّبتهُ منّي..ومسكت هي بقضيبه..ووضعته على فتحة دُبري..وأمرته أن يدفعه فيّ..!.. لحظتها أحسستُ بأنّ شيئاً ما يخترقني..شيئاً ساخنا..وحادّاً كنصل حادّ..دخل بسرعة ربما بمساعدة الزّيت..شعرتُ بالاختناق..صرختُ بها: أنا أختنقُ..فكانت تصرخُ بي بأن أتحمّل إلى أن ينتهي..كنت أبكي من الألم..فكانت تصرخُ بي بأن أصمت وإلاّ ستدعه يزيلُ بكارتي..!! فوضعتُ أصابعي بفمي وعضضتُ عليها..وبعده..إيلاج و إخراج ..أحسستُ بشيء دافئ غمر داخلي..بينما كنتُ أسمعُ لهاثه الغريب.. وابتعد عنّي.. وسمعتها تقول لي : البسي بسرعة......
واستمرّ الحال هكذا لمدّة سنة فتفهمُ الطفلة حواء الجدي من خلال إشارات الأعمى الأطرش أنّ الأمّ كانت تمارس معه الجنس.. يا للهول .
حواء الجدي هذه تبقى مُشوّهة نفسيّا اتّجاه الجنس حتّى كبرت ولم تستطع العيش مع زوجين وانتهت علاقتها بالطلاق نظرا لما لاقته من حيف وظلم على يد امرأة ملعونة.
تنقلنا الرواية إلى أستاذة في جامعة دمشق ( حواء البوسني) التي كانت مُولّعة بالروائية فرجينيا وولف التي كان يغتصبها أخوها على مدار سنين وسنين والتي نتعرّف عليها من خلال الدكتور آدم كارثة الشهير في المتاهات السابقة . حواء البوسني هذه تكتبُ رواية متاهة العميان أيضا،لكنّنا نرى مأساتها هي الأخرى أكثر حزنا عن سابقاتها من الحواءات لكونها تعرّضت إلى ما يسمّى (الزنا بالمحارم) وهذه أبشعُ أنواع الخسّة والسّقوط كما نقرأ أدناه من اعترافاتها  :
(حينما كنتُ في السابعة من عمري دعاني أخي الكبير،أخذني إلى غرفته،أغلق الباب وهدّدني إن صرختُ فسيقتلني،وعراني من ثيابي،أخذني إلى سريره،ألقاني هناك،وتعرّى هو كليّا،وأخذ يداعب فرجي بقضيبه،دون أن يدخل فيّ،وأخيرا قذف عليّ،كنتُ أظنّه حينها بال عليّ،بعدها قام هو بمسح السائل منّي وألبسني ثيابي).
(وحينما صرتُ في العاشرة والزّغب ينمو على فرجي تطوّرت ممارسته معي فأخذ يعصر صدري،ويمصُّ حلمتيّ وأنا أخذتُ أشعرُ بخدر لذيذ فيما بعد،وأخذ يحاول أن يُولّج قضيبه فيّ لكنّه كان حذرا من أن يُزيل بكارتي،لذلك أخذ يقلّب جسدي ويُدخله فيّ من الخلف،كنتُ أتوجع لكنّه كان يكتمُ أنفاسي بكفّه ثمّ أخذ يستخدمُ الدّهون والزيوت فصار الإيلاج سهلا وصار شبه دائم،وكان يُنهي شهوته فيّ . إلى أن شاهدتنا أختي الكبرى،فقام يعتدي عليها هي الأخرى ويمارس معها الجنس ليضمن كتمانها السرّ) .
الروائي بُرهان يذهب بنا إلى منعطفٍ خطير لرجل دين مُؤمن مصاب بالايدز ( آدم رحمة الله) لشذوذه الجنسي،ويا لبراعة الروائي بُرهان في اختيار هذا الاسم المتناقض لرجل قميء للغاية،ربّما لتعرية الحقيقة بكاملها لرجال هكذا مُقنّعين بمختلف الأقنعة،أو لربّما يكون رحمة على طليقته لما يتركهُ من مالٍ كثير لها ولطفلتيه تكفيراً عن ظُلمه وأذيّتهُ لها . آدم رحمة الله هذا متزوّج من ( حواء الكتبي) التي هي الأخرى تكتبُ رواية متاهة العميان،حواء الكتبي لها حبيباً ملحداً وهو الوحيد الذي اعترفت به كان صادقا معها وهو آدم أبو الهيل تتّهمُهُ بالإلحاد لكونه تحدّث صريحا معها من أنّ الأنبياء نزلوا في الشرق الأوسط فقط،ولم تعرف أيّا من القارات الأخرى بأيّ نبيّ( لا أدري أنا كاتبُ المقال لماذا يكونُ الملحدُ طيّبُ القلب وصادقٌ وأمينٌ ومُحبٌّ للآخرين .. على الأقلّ في مُجمل شخصيّات الرواية الشاذين و إلاّ كيف عرّج الروائي على موضوع هكذا). هذه الحواء فيها من الألم الكبير نتيجة تعامل زوجها الديني الفاسق لها باحتقار شديد..... لنر الهول أدناه مع الاشمئزاز الحقيقي من رجل الدّين هذا المصاب بالإيدز (آدم نقمة عفوا رحمة الله) :
تتزوّجُ حواء الكتبي من رجل دين مُزيف ( آدم رحمة الله) لا يُمارسُ معها الجنس سوى مرّة  أو مرّتين ومن الغريب أنّها أنجبت منه طفلتين،حتّى حصلت القطيعة بينهما تماما بل طلب منها أن تنام لوحدها . يحتقرها على الدّوام فتطلبُ منه الطلاق تتوسّلُ به لكنّه لا يقبل،وفي يوم تدخلُ إلى البيت بغتة ً فتسمعُ أصوات في غرفتها، (ريّحني، تعبتُ،خلّصني ) وكانت ترى رجلا أكثرُ فتوة من زوجها ويعاملهُ كمنيوكا وعاهرة،فتكشّفت لها كلّ أسرار زوجها الورع التقيّ المتديّن،فما كان عليها إلاّ أن تطلب منه الطلاق،وهو في أضعف حاله بعد أن كان أسدا هصورا عليها يعاملها بتعاليم الدّين وبالضّرب و الاحتقار فطلّقها في الحال ولكن توسّل إليها أن تسكت وقال لها أنا هكذا منذ الصغر . ثم بعد فترة من الزّمن يعود إليها ويعطيها أربعة مئة ألف دولار لطفلتيه ولها مائتي ألف دولار،وقال لها أنا مريض وسوف أذهب لأعالج في فيينا،فيموت هناك ويتبيّن أنّه مصاب بالإيدز،ويترك لها شقة بمليون يورو ونصف مليون يورو،يتبيّن أنّ هذا رحمة الله المنيوك هو من رجالات السلطة الحالية اليوم وكلّ هذه الأموال من سرقة الشعب وقوته .. وفي أيّامه الأخيرة أراد أن يُكفّر عن ذنوبه فترك هذه الأموال لطليقته وطفلتيه،،ومات رحمة الله دون رحمةٍ من ربّ العلى .
الروائي بُرهان ذكيٌّ جدّا عندما ذكر هذه الفقرة عن نقل أموال هذا المنيوك إلى امرأته،أراد أن يضرب لنا مثلا أن ّالأموال لدى هؤلاء المناويك حضراً،أمّا الشّرفاء يقبعون في صوامعهم هالكين مُفلسين . أضف إلى ذلك أنّه من الحيف الكبير أنْ نرى هؤلاء المناويك المتديّنون يتطبّبون في فيينا مدينة سيغموند فرويد وهي مدينة الأحلام التي عاش فيها موزار وبتهوفن،شوبيرت،شتراوس وعشرات الموسيقيين ولذلك قالوا عنها ليالي الإنس في فيينا،كما عاشت هناك الإمبراطورة الجميلة ( سيسي) .
الرّواية تدورُ بنا حيثُ براعة الرّوائي في إعطائنا الجنس ومُحرّماته بجرعات لكي لا نُصدم مع هول الحدث ،حيثُ نرى الجنس في الفُصول الأولى مع الحبيب،ثمّ مع زميل في الجامعة،ثمّ مع الأخوات،ثمّ مع ابن أعمى،ثمّ مع صبيّ صديق ابن حواء الصّائغ،وهذه الحواء زوجة آدم الولهان التي كانت مُتوفّاة في رواية متاهة آدم،لكنّها تظهرُ حيّة هُنا وتكتبُ رواية باسم متاهة العميان . فتروي لنا عن لذّة أخرى تختلفُ عن المألوف إذ أنّها تُمارس الجنس مع صديق ابنها المفقود منذ سنين ( آدم زباتو) الطّفل الذي كبر وأصبح فاتنا وسيما شهيّا وجرفته الصُّدفة لكي يكون خليل حواء الصائغ ويُعطيها من اللّذة التي لم تألفها مع زوجها على مدار سنين وسنين  لنذهب إلى ما ترويه لنا من الشّبق المُريع ...
(و فجأة..رأيته..سحبني من ذراعي وأخذني بين أحضانه والتهم شفتي..بينما يده تسافر في جسدي ..وتهبط تحت ثوبي لتدخل تحت سروالي ..وبين فخذي..ولم انتبه إلى أنّني كنت مبتلة ورطبة..فجأة أدارني إلى الجدار..ونصب جسدي مثلما يشاء،مدّ ذراعيّ لتستندا على الجدار..وباعد ما بين ساقيّ..وبسرعة سحب سروالي إلى الأسفل..واخترقني ..لم أشعر في حياتي بلذة شيطانية ..جهنمية كتلك التي شعرتها في تلك اللحظة..كان يدفعه فيّ و كأنّه ينتقم منّي..وتفجّرت ينابيعه وشلاّلاته في أعماقي..ملأ رحمي بحليبه الساخن المتدفق..! كان يتلفظ بكلمات أعرفها..لحظتها لم أنتبه..لكنّي كنتُ أفهم ما يقول..كان يصرخ بي : ياقحبتي..أيّتها العاهرة المثقّفة..سأجعلك تعبدين أيري..لا يشفيك سوى أيري..!! وأدركت أنّه كان يتحدث بالإسبانية..!. ووجدتُ نفسي في أنهارُ من اللذة)  .
فمن خلال الهمس الجنسي والأصوات بين حواء الصائغ وآدم زباتو تعرفُ من أنّه أسباني،آدم زباتو هذا الذي يحمل إسم الثائر المكسيكي العظيم ( زاباتا) والذي جُسّدت حياته إلى فيلمٍ رائعٍ من تمثيل الراحل مارلون براندو .  فتعرف بعد ذلك من أنّه صديق ابنها،فيقصُّ عليها من أنّ ابنها خُطف على يد فرقة المهدي والأربعة رجال .
تنتهي الرواية ونعرف من خلالها من أنّ جميع المثقفين يقتلون وكأنّ الأمر مُدبّرٌ لكي تبقى بلدان هكذا يحكمها المتخلّفون. حواء الكرخي الكاتبة تُقتل،آدم المطرود مهندس وكاتب يُقتل،حواء الفارسي الموظفة تهربُ من القتل الطائفيّ وفنانّين وأدباء آخرين،حواء البوسني الأستاذة الجامعية تُقتل في شقّتها على يد ضابط المخابرات السوري( آدم الحمصي)  وهذا صديق أيضا إلى حواء الكرخي القتيلة وحواء الساري التي يتعرّف عليها في الدنمارك باعتباره مُعارضا للنظام،لكنّها تجده في سوريا،وتشُكُّ فيه من أنّه هو الذي قام بتفجير المطعم بحقيبة جلديّة سوداء وضعها ثمّ غادر ، وهكذا ينسجُ لنا الرّوائي حبكة تُعطينا دليلا على تلك البلدان التي لا تعرفُ فيها من هو الضحيّة ومن هو الجلاّد، يختلطُ الحابلُ بالنّابل نتيجة وُجود أوغاد أوغلوا في قتل الفرد العربيّ ومازالوا حتّى اليوم. أمّا آدم الشّبيبي فحصّتُهُ الهروب بجلده من البطش بزواجه من الجزائريّة الصوفية حواء الزياني و ما أكثر الهاربين من أوطاننا فحدّث و لا حرج .
كلمة أخيرة لا بد منها ...
أستطيعُ الاستنتاج من أنّ الرواية تتحدّثُ عن الجنس بشكله الآخر وليس الجنس الرّخيص لغرض الإثارة والترويج التّجاري،بل تتناولُ الجنس النّاجم عن اضطهاد النّساء حتّى و هُنّ فتيات في عُمر السابعة أو الرابعة عشر واغتصابهن من إخوانهنّ أو جيرانهنّ و ما شابه في غرائب لم نسمع منها أبدا ولا أعرفُ كيف استطاع الروائي بُرهان شاوي انتزاع كلّ هذه الاعترافات الطوعيّة من هؤلاء النسوة اللواتي شكلنّ بطلات متاهاته،و ما هي الثقة المُطلقة التي أعطتها أولئك النّسوة لبرهان،إنّ هذا وحده يحتاجُ التّمحيص والتّدقيق لهذا الكاتب الفطحل بامتياز . كما وأنّنا نجد أنّ مُعظم بطلات الرواية في غاية من الأسى والحزن لأنهنّ لم يحصلن على الحبّ الحقيقيّ والأبديّ بل على كلّ ما هو رديء من الرّجل العنيف و اللاّ أخلاقي والذي جعل منهنّ مشوّهات قلقات غير مُستقرات وفي حالة هيجان على الدّوام حتى آخر مشاوير حياتهنّ التي اتّسمت بالظّلم والكرب (الحبّ دون أبديّة يُسمى قلقا...... والأبديّة بدون الحبّ تُسمّى جحيما ...   غوستاف تيبون) .
الرّسالة الأخرى في الرواية من أنّ التطرف يُولّد التّطرف،فهذه حواء الساري وبيئتها الإخوانجية المتطرفة انتهت في بحثها عن الحبّ الدائم والأبديّ لكنّها لم تستطع . ولا نعرف إن كانت ستحصلُ على حبّها الأبديّ في المتاهات القادمة. وهذه مثل تلك المرأة التي أعرفها شخصيّا في الجنوب العراقيّ و التي انتهت إلى الكفر بعد التّطرف في التّقوى والصلاة الدائمة،فكانت تُصلي بمناسبة وبدون مناسبة،انتهت وهي في عمر الخامسة والأربعين أن تكفر أثناء الصلاة،أن تكفر وهي تطبخ،وهي تكلّم الآخرين،وهذا ناجمٌ عن مرض الإسراف في الشّيء يُولّد النّقيض  .
ثمّ يتطرّقُ الرّوائي إلى موضوع في غاية الأهميّة عن الإنسان وأفعاله الرديئة اتّجاه نفسه وبني جنسه،فتأخذُه العزّة بالنّصر والزّهو في القتل والدّمار بينما هو عبارة عن حاضنة للخراء تتمشّى على الأرض،ويروحُ الرّوائي يجمعُ ويطرحُ كمّا من الخراء على سطح الكرة الأرضيّة منذُ بدء الخليقة حتّى اليوم،ليتبيّن أنّنا نسبحُ في كوكب خراء .
تنتهي الرّواية بمشهدٍ لآدم أبو التنك العاجز جنسيّا والذي بدأ يخجلُ من زوجته التي عرفت بعجزه ومرضه والتي هي الأخرى تبيّن اسمها حواء المجنون وهي ليست بكرا كما ادّعت له. فكلٌّ يشكو بلواه للآخر في مشهد حزينٍ للغاية يُثير فينا الأسى على شعوب هكذا ابتُليت بأمراضها التي لا تنتهي،ولم يكن أمام آدم أبو التنك سوى أن يتوجّه إلى غرفة النّوم ليواجه الموقف الزّوجي العصيب،سطرٌ يدُلُّ على أنّ المستقبل العراقيّ عاجزٌ وما من شفاء،ويا لروعة الروائي الذي استطاع أن يقدّم لنا رواية جنسيّة بكل فُصولها،لكنّه استطاع ببراعةٍ كبيرة أن يُخبرنا عن المستقبل العراقيّ العاجز بوصفٍ جنسيٍ محضٍ أيضاً . فالطريقُ مسدودٌ في هذا الوطن الذي أصبح بُؤرة للأمراض و السّراق .
 وتنتهي الرواية وكأنّنا نواجه سدّاً منيعا لا يُمكنُ لنا هدمهُ أو تجاوزهُ إلاّ بمعجزة إلهية وزمنُ المعجزات قد ولّى وانتهى إذا كان موجوداً أصلاً  .
هــاتف بشبــوش/عراق/دنمارك