تتعرض الرابطة الكلدانية هذه الأيام لهجوم غير مسبوق من قبل "نشطاء" كلدان يشعرون بأن الرابطة ، متمثلة بشخص غبطة البطريرك ساكو ، قد سحبت البساط من تحت أقدامهم أو تقف كحجر عثرة في طريق العمل القومي الكلداني الذي فقد بريقه بسبب وصاية الكنيسة وسلطتها .
والغريب في الأمر، أن "نشاطهم القومي" إقتصر على التشكيك في نوايا الرابطة الكلدانية ووصفها بالفاشلة والأداة التي يستخدمها البطريرك للسيطرة على الشعب الكلداني ومقدراته، إضافة الى الحملة الأعلامية التي لا تتعدى سوى نشاطات هنا أو كتابات هناك تتحدث عن المثاليات وتتعمد إقحام أسم غبطة البطريرك بشكل سلبي دون الأشارة الى إيجابية واحدة مما يقوم به لصالح المسيحيين والمهجرين منهم خصوصاً والتصريحات الجريئة ضد الأرهاب والقوانين المجحفة بحقهم ومن أرض الوطن، والتي تعرضه للخطر في كل لحظة .
ولكي لايفهم البعض بأني أكتب هذا الكلام دفاعا عن البطريرك تملقاً أو طمعاً في الحصول على مقابل ما كما يحاولون كلما كتب أحدهم كلمة منصفة بحق غبطته أقول لهم لاياسادة، فأنا لست من الذين يبحثون عن المنصب والمادة على حساب المبادئ وحريتي الشخصية ، وتلقيت دعوات للمشاركة في مؤتمر ديترويت والمؤتمر الأخير للرابطة الكلدانية في أربيل ودعوة من الأتحاد العالمي للكتاب الكلدان وعن طريق شخص عزيز عليّ وعضو فيه يدعوني بأسم الأتحاد للانتساب إليه، إلاّ أنني شكرتهم وأعتذرتُ لهم، وأوضحتُ لبعضهم بأني لا أرغب بالأنتماء لأية جهة لأكون حراً في التعبير عن ارائي الشخصية وأتحمل انا مسؤولية ما أكتب، والذي يعرفني من أيام الجامعة في الثمانينات وفي كمبات اللاجئين في تركيا بين عامي (٩١و١٩٩٢) يعلم جيدا بأني كنتُ منفتحا على الجميع وأدافع عن حقوقهم دون مقابل وتعرضتُ لمضايقات كثيرة بسبب ذلك، وقد تلقيتُ رسالة شكر وتقدير من جهة اشورية في أستراليا لمساعدتي عددا من الأخوة الآشوريين الذين وصلوا الى هناك، مع دعوتهم لي للتعاون معهم عندما وصلت الى اوربا في عام ١٩٩٢، إلا انني شكرتهم ايضا وأعتذرت.
لذلك أرجو ان لا يذهب تفكير البعض بعيدا عندما ننصف أحدا نتيجة لما يقدمهُ، لأن القضية الكلدانية ليست حكراً على شخص ما أو مجموعة معينة أو غايات وأهداف محددة حصرا.
أنا كلداني وأدعم كل نشاط كلداني يهدف خدمة الكلدان ولا أستعجل في إصدار الحكم على نشاط قائم قبل أن يأخذ فرصته وأترك القرار للأيام التي ستثبت نجاحه من عدمه.
لقد دافعت عن المؤتمرات الكلدانية أيضاً ضد بعض الهجمات التي كانت تتعرض لها ، وتأملتُ الخير منها، ولمن يرغب مشاهدة ذلك، بأمكانه الاطلاع على أرشيف كتاباتي في هذا الموقع.
والآن لديّ أسئلة للأخوة "النشطاء" الكلدان من المشككين بعمل الرابطة وغبطة البطريرك :
- هل هكذا يكون الرد على الرابطة الكلدانية، أو رابطة (ربطة) البطرك الفاشلة كما تدّعون ؟ عن طريق كتابات لاتخدم القضية الكلدانية مطلقا، بل تزيد من انقسامها وتفككها ؟
- هل لديكم الشجاعة الكافية للأعتراف بأنكم حاولتم وفشلتم، وليس بأستطاعتكم مشاهدة آخرين، تعتقدون بأنهم أقل كفاءة منكم ، يقودون أكبر تنظيم كلداني موجود على الساحة حاليا ومدعوم من أكبر شخصية كلدانية مدنية ودينية ( البطريرك ) وأكثرها تأثيرا محليا ودولياً ، لذلك تحاولون ابعادها عن الساحة بحجة فصل الدين عن الدولة ؟
- منذ متى كان بعضكم حريصاً هكذا على الدين ؟ وهل الوضع مستقر في البلد والأمن مستتب ودولة القانون والمؤسسات قائمة، أو بإمكانكم وقف اصحاب العمامة والمرجعيات من التدخل في شؤون البلاد وسن قوانين كارثية بحق المسيحيين والآخرين لتطالبوا البطريرك بترك الساحة ؟
- وهل تعتقدون بأن صراخكم من وراء البحار له صدى إيجابياً على وضع مسيحيي الوطن، أو يأخذه المسؤولون مأخذ الجد أو حتى يعيروه أي اهتمام ؟ هل سألتم نفسكم مرة ماهو حجمنا وتأثيرنا على الآخرين ؟
وكما يقول المثل:
رحم الله أمرئ عرف قدر نفسه، فأراح واستراح.
ورغم هذا كله، هناك سؤال أخير ومهم يطرح نفسه :
ما هو بديلكم عن ( ربطة البطرك الفاشلة ) ؟
عندما تأتون ببديل عملي أفضل غير الكلام والمثاليات التي شبع منها الشعب الكلداني وتقدمون أعمالاً ملموسة أفضل مما تقوم به الرابطة والبطريرك، عندها فقط ستسحبون البساط من تحت أقدام غبطته ورابطته دونما الحاجة الى الكلام الكثير والتشنجات الفارغة، وهكذا يكون الرد وإلا فلا.
لقد ذهب زمان ترديد الشعارات الحماسية، وشعبنا بحاجة الى أفعال فقط.
جاك يوسف الهوزي
corotal61@hotmail.com