يذكرني الصراع الدائر بين الإخوة من الناشطين الكلدان حول الرابطة الكلدانية بما حصل من انشقاق وتفرقه بعد مؤتمر ديترويت. فكما تم تدمير كل الامال في قيام تجمع كلداني موحد في حينها تجري الان المحاولات على قدم وساق من اجل اسقاط الرابطة الكلدانية. المحرك الرئيسي لهذا الصراع الكلداني الكلداني هو الاعتزاز اللامتناهي لبعض الإخوة بقوميتهم الكلدانية وإصرارهم على المثالية في طروحاتهم وعدم قبولهم بمبدأ الخطوة خطوة وإنما هم مصرون للوصول الى درجة الكمال من اول خطوة. وهنا أودّ ان اؤكد لهولاء الإخوة ان حبكم العميق هذا لكلدانيتكم وغيرتكم المفرطة عليها سوف يقتل كل الامال في نهضتها.
وحتى لاتكون القومية الكلدانية شماعة لقتل الرابطة الكلدانية فأنا اقترح على الإخوة في الرابطة الكلدانية تغيير النظام الداخلي وجعل الانتماء مفتوحا لابناء الكنيسة الكلدانية بدلا من كلداني القومية. وليذهب الإخوة من القوميين الكلدان المعتزين بقوميتهم والذين يرفضون ان تتدخل الكنيسة الكلدانية في شؤونهم الى تشكيل مؤسسة قومية قومية بدون أية إملائات من رجال الدين.
نحن مثلكم نعتز بقوميتنا وعملنا ونعمل الكثير من اجلها ليس بالكلام وإنما بالفعل والمثابرة . وفي نفس الوقت نعتز بكنيستنا ونعمل معها ونعلم جيدا ان ٩٩٪ من الكلدان أولوياتهم في الحياة هي انتمائهم الكلداني الكنسي وليس انتامئهم الكلداني القومي وان الكنيسة وحدها هي التي تستطيع احياء الوعي القومي فيهم وليس أشخاص مثلنا.
كون الرابطة الكلدانية ولدت من حضن الكنيسة الكلدانية فهذا لا يلغي دورها في خدمة أبناء شعبنا والدفاع عن قضاياهم. وهذا لايعني انها اخوية أو جمعية وإنما ستبقى مؤسسة عالمية من منظمات المجتمع المدني (NGO) كما هو الحال في مؤسسات كبرى مثل مؤسسة فرسان كولومبس والتي هي اكبر مؤسسة مدنية كاثوليكية في العالم أسسها قِس كاثوليكي سنة ١٨٨٢. وحاليا عدد أعضائها بحدود ٢ مليون عضو وافتخر ان أكون واحد منهم. وهدفها الرئيسي الدفاع ودعم المسيحين في العالم حيث قامت خلال السنة الماضية بالتبرع بأكثر من ١٠ مليون دولار لمساعدة المسيحين المهجرين كما ساهمت مساهمة فعالة في تثبيت قرار الإبادة الجماعية ضد المسيحين العراقيين.
في الختام، ارجوا ان نركز على ماهو صالح لخدمة أبناء شعبنا وان يؤدي كل منا دوره في دعم اخوننا المهجرين الذين قد يضحكون عندما يتطلعون على ما يكتب على صفحات الانترنت في الوقت الذي هم في أشد الحاجة الى ان نركز معهم وحالهم يقول "عرب وين ... طنبورة وين" !