اليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلفين ...
في الثالث والعشرين من نيسان الجاري ، يحتفل العالم باليوم العالمي للكتاب وحماية حقوق المؤلفين ، تثمينا واجلالا لهؤلاء الباذلين ، بأروع ما لديهم نابعة من عصارة افكارهم ، يقدمونها بكل حب واخلاص ، دون أن يبخلوا بما تجود بها اقلامهم ، من افكار تنويرية تثقيفية توجيهية ، لرفد الفكر والثقافة والبحث العلمي والفن بكافة فروعه ،والتي تصب في المجمل لصالح البشرية ، لتكون الحياة اكثر يسرا وسلاسة ومتعة وتقدما وازدهارا ، والتبصير بمايكتنف حولنا من حقائق واوهام .فالاكتشافات العلمية لم تأت اعتباطا ، وانما بنيت على جهود من سبقونا من الفلاسفة والمفكرين والباحثين العظام ، في سهر الليالي والبحث والتمحيص والانكباب على التجريب ، والتي تمخض عنه ، اكتشافات علمية داحضة
نظريات مغلوطة واعتقادات بالية ، فندتّها البراهين القاطعة ودمغت الحقائق جبين الشعوذة والخرافات والتنجيم والدجل والخزعبلات البعيدة عن ارض الواقع ، والتي لا تزال اثارها باقية وذيولها منتشرة في مجتمعات العالم الثالث.على وجه الخصوص . فالعلم شمس تشرق فتبدد الظلمة ، وتظهر البديهيات ناصعة جلية قاطعة لا تقبل الاجتهاد والتخمين والفرضيات فلا يتطرق اليها الشك ، فلا مندوحة الا الاقرار بها وتصديقها بيّد اننا لا بدّ من التنويه ، بأن هناك اقلاما مسمومة لا تخدم البشرية ، بل تسيْ اليها ، فخي محبطة ومعرقلة ،
لأن غالبيتها مأجورة وكتّابها مرتزقة لأنظمة شمولية استبدادية ، تكتب ما يملا عليها ، لخداع الرأي العام ، وايهامهم واستدراجهم لتصديق ابواقهم الدعائية ، لتحسين صورة تلك الانظمة في اعين الجماهير ، واضفاء المزايا والصفات وهالات من العبقرية المزعومة مما لا يملكون ، والاخلاص والتفاني في سبيل الشعب ، في الوقت الذي هم مصاصي
الدماء وسارقي الثروات ومبدديها على ملذاتهم وترفهم ، في الوقت الذي يكممون الافواه وبسلبون الحريات ويهينون الكرامات ، للبقاء اطول فترة ممكنة في السلطة والنفوذ والجاه تحيط بهم طوابيرا من الخدم والحرّاس والمنتفعين .
فمرحى بالكتابات البناءة الهادفة ، والسبل المؤدية الى ينابيع السعادة وروض المسرّة ، التي تقود البشرية الى النور والثقافة والتوجيه الى بحر الأمان ، فينبذو الافكار البالية ، ويسبروا الاغوار ، فلا يكتفون بالقشور ، فينفذون الى الجوهر والمكنون ، فيكونوا اكثر وعيا وحذاقة ، فتتبدل نظرتهم الى الحياة , فيبتعدون عن الشواطىْ السرابية ، بعد أن
يتمّ انضاجهم ، فيتجاوزوا فراغات المعرفة القاصرة ، والمعوقات والمطبات المحبطة في طريق الرقيّ والتقدم .
وفي الختام ، لا يسعنا الا أن نقف ، اجلالا واكبارا لكل الاقلام الشريفة الحرة المعطاءة التواقة الى خدمة البشريةوازدهارها في كافة الصّعد والمنطلقات ، واقلامهم لا تقبل المساومة او التسخير وغير قابلة للبيع ، ديدنهم الحّب والحرية وحق الحياة المشترك لبني البشر ، فهي لا تألوا جهدا ولا تتوانى ، في بذل الغالي والنفيس من مال وجهد ووقت ، فتقدم خلاصة عصارة افكارها على طبق من ذهب ، فتجود اقلامهم في سبيل الحياة الاكثر يسرا واستقرارا وسلما ، فلهم انبل رسالة يقدموها بسخاء ، ولهم من لدننا اخلص تحية واوقر افتخار لكتابنا النجباء ، وكل عام والجميع بالف خير والى المزيد من العطاء .
بقلم – منصور سناطي