المحرر موضوع: ترامب ـ غورباتشوف أمريكا، ألعين بالعين وألسن بالسن، وألية تنفيذ وعوده للمسيحيين والاثنيات غير الاسلامية.  (زيارة 718 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Motowa Denmark

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 128
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
ترامب ـ غورباتشوف أمريكا، ألعين بالعين وألسن بالسن، وألية تنفيذ وعوده للمسيحيين والاثنيات غير الاسلامية.
ليس بخافي على الكثير الاتهامات التي صدرت ضد غورباتشوف أبان حكمه منذ 1985 وحتى اعلانه حق تقرير المصير للشعوب المنضوية ضمن الاتحاد السوفياتي وحله في 26 12 1991، بعد ان لم تنجح محاولاته البريستروكيا ـ أعادة البناء، والغلاسنوست ـ ألانفتاح والشفافية وأيقاف الصراع الداخلي في حزب السلطة الوحيد أنذاك. وأتُهم غورباتشوف بعملاته لامريكا. كل هذه الاسباب كانت ممكن ان تؤدي لو لم يحل غورباتشوف الاتحاد السوفياتي الى حرب دموية في جمهوريات الاتحاد السوفياتي في ألاعوام 1990ـ 1991 الذي ادى الى اضطراب قوى التوازن في العالم، وأنهيار المنظومة الاشتراكية التي كانت تدعم ليس فقط حركات التحرر في العالم العربي والافريقي وأنما الدول النامية أيضاً ودول العالم الثالث ودول عدم الانحياز. حيث وفر النظام الاشتراكي المعيشة والضمان لسكان هذه الدول وليس فقط لجمهورياته، ولكن لم يوفر فرص التنافس والابداع الحر للتطور.
فهل حان الاوان اليوم لروسيا وريثة الاتحاد السوفياتي او الدولة الاعظم فيه، لتأخذ بثارها عن ما سببته سياسة أمريكا وحلفاءها الغربيين في حروبهم وتدخلاتهم ومكائدهم الباردة ضد الاتحاد السوفياتي.
فغورباتشوف لم يكن سوى قمة الهرم الظاهرة للعيان للقيادات السوفياتية أسفله وعلى راسهم يلتسن وزعماء اوركانيين وبيلروسيين وشياشانيين وأخرون كانوا عزموا العزم على تفكيك الاتحاد السوفياتي وعقد اتحادات وروابط اخرى بين جمهوريات الاتحاد السوفياتي. فخسر الاتحاد السوفياتي حلفاء له في العراق وسوريا بوقوفه مع قوات التحالف في حرب الخليج عام 1990، مثلما خسرهم في اليمن الجنوبي وأفغانستان.
فالتطبيق الخاطئ للنظرية الاشتراكية العلمية، الذي ادى الى قمع الاديان والممارسات الشعبية الاخرى، في اتحاد مترامي الاطراف مثل الاتحاد السوفياتي فيه المئات من الملل والاقوام والمذاهب والاعراق والشعوب واللغات، وانتشار الفساد وترهله في هرم الدولة، وعدم ضخه بدماء شابة قادرة أدى الى الكثير من العيوب والنواقص في معالجات الكوارث ومنها حادثة تشيرنوبل 1986 وزلزال ارمينيا 1989، وانهيار انظمة كثيرة موالية لروسيا مثل نجيب الله في افغانستان الذي انهك الدولة الروسية لعشرة سنوات، وتشيلي وكولومبيا، ألتي أستغلتها امريكا أعلامياً.
وفي مطلع عام 1985 كانت كل القيادات القوية في الكريملين قد ماتت، وأصغرهم كان عمره 75 سنة. ولهذا اصبح الطريق مفتوحا لغورباتشوف ليكون زعيم الكريملين الجديد. ففي 26 12 1991 ثاني أيام عيد الميلاد أعلن غورباتشوف للعالم أعترافه بأستقلال الجمهوريات السوفياتية السابقة، وأنشاء رابطة الدول المستقلة، ورفع العلم الروسي بدل علم السوفيات الاحمر. وتنازل غورباتشوف عن الرئاسة لبوريس يلتسن، ألذي كان سينتزعها منه دموياًـ ولم يقدم يلتسن الكثير وكانت فترة حكمه مليئة بالاخطاء توجها بقصفه للبرلمان، التي انهكت ماتبقى من الاقتصاد الروسي الموروث من الاتحاد السوفياتي.
وبعد 25 عاماً ربما مثلما يتناقله الاعلام حالف بوتين الحظ للثأر من أمريكا وأوروبا لسقوط الاتحاد السوفياتي. فها هي بريطانيا خرجت من الاتحاد الاوروبي، وتولى ترامب حليف روسيا الزعامة في أمريكا. وتحول ولاء الكثير من دول شمال افريقيا، وحلفاء أمريكا حتى الامس كتركيا، دول الخليج، مصر، وحلفاء لها أيران والعراق واليمن ولبنان سوريا وفلسطين الى روسيا.
ففي الثمانينات خفضت السعودية بالاتفاق مع حلفاءها سعر البترول الى 7ـ 8 دولار، ألذي أسرع في أنهيار الاتحاد السوفياتي، واليوم تحاصر أمريكا المساعدات الروسية الى سوريا، لتنهار سوريا وتتفكك، لتمرير خط أنابيب الغاز من قطر الى أوروبا عبر طرطوس ـ سوريا، لذلك يجب تقسيم سوريا.
فضمان الشعوب، أمنها وسلامتها يكمن في أنتاج أنظمة دولة لاتؤدي ألى الاستغلال والاحتكار وهدر للثروات الوطنية، ولاتؤدي الى تركيز المال وألسلطة بيد نخبة معينة واحدة. من خلال تقسيم المهمات والمسؤوليات وووضع الصلاحيات في أيدي اجهزة الدولة الفعالة التشريعية والتنفيذية وفصلها عن بعض من خلال اجهزة رقابة قانونية وقضائية. . وهذا ما لايحدث في الشرق الاوسط.
فالامبراطورية البريطانية انهارت بعد الحرب العالمية الثانية وكانت ديونها 17 تريليون دولار ومازالت اثار سياساتها الخارجية واضحة في داخلها. وانهارت الامبراطورية الفرنسية في 8 أعوام، وادت ايضاً الى تغييراً واسعاً داخلياً في بنيتها ومواطنيها وأضعفت امنها وأستقرارها، والامبراطورية ألعثمانية انهارت في 11 عام ومازالت مستمرة في التهاوي، والاتحاد السوفياتي في عامين، والانهيار الثاني لبريطانيا 17 عام محسوب منذ حرب الخليج الاخيرة في 2003. وأنهارت حضارات وأمبراطوريات اخرى سابقاً في التاريخ بسبب حروبها ومنها الرومانية، اليونانية، وأمبراطوريتنا الاشورية التي أستمر انهيارها أكثر من 65ـ 500 عام، فممكن ان نتخيل قوتها التي صمدت لخمسة قرون رغم حروبها في شتات عالم ذلك الزمان.
فما هو المتوقع لانهيار الولايات ألمتحدة الامريكية هل هو 2025 ام 2050، كما يستند اليه الكثير من خبراء الدولة.
فالانهيار الاول لامريكا عام 1855 بسبب الحرب بين الشمال والجنوب، والانهيار الثاني في عام 1929 عندما صفر الدولار، وأغلقت البنوك. وعاد الامريكيون الى نظام المقايضة في البيع والشراء. وكان هناك جوع وبطالة 7 سنوات. وتعافت بعد ان فرضت العزلة على نفسها والاعتماد على ذاتها. وفي عام 2012 اغلق 50 ألف مصنع فيها، وتوقف عن العمل 25 مليون مواطن. وفقط للصين تدين أمريكا ب 1.3 ترليون دلار من مجموع ديون بلغت 15ـ 19 ترليون دولار. فأمريكا تعتبر من دول العالم الثالث لانحسار الطبقى الوسطى فيها. فأمريكا لم تصبح دولة عظمى بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، وأنما أصبح الاتحاد الاوروبي، ألصين، اليابان، وروسيا. فتغطي امريكاعلى ضعفها من خلال تبني شعارات الديمقراطية والحرية في العالم، وتهجم على أنظمة دكتاتورية ضعيفة مثلما حدث في غزوها للعراق. فأمريكا ليس لها حالياً ماتقدمه للعالم سوى الحروب والمشاكل.
فحرب فيتنام، أفغانستان، فشلها الذريع في العراق، وفشلها الاخر في أسقاط سوريا، الذي كلفها حتى الان 1.5 تريليون دولار.
فغزو امريكا للعراق من قبل جورج بوش كان بداية الانهيار الجديد للنظام الامريكي من خلال ما تعانيه من أزمات تلفظها يومياً على مواطنيها. فمنذ 2008 لم تعد أمريكا القوى الاقتصادية العالمية الكبرى وبدأت الاموال تتجه من الغرب الى الشرق الى الصين والهند والبرازيل. ففاق الاقتصاد الصيني الامريكي في عام 2010، وسيتخلف الاقتصاد الامريكي عن الهندي في عام 2050، وبسبب سوء نظام التعليم الامريكي لن يكون هناك علماء ومهندسين عباقرة يحلون محل المتقاعدين بعد 2025، بالاضافة الى صعود نجوم اليابان وأوروبا. فأمريكا أكبر دولة مستدينة في العالم، وديونها العامة بلغت اكثر من 15 تريليون دولار. وتحد البنوك المركزية في شتى انحاء العالم من مشترياتها من الدولار، ومن سندات الخزينة الامريكية. ودفع الرئيس الروسي بوتين الى وقف هيمنة الدولار على النظام النقدي العالمي, وستضطر امريكا على الارجح في العام 2020 للانكفاء على ذاتها عسكرياً وتسحب قواتها. وستواجه تحديات متنامية من الصين، الهند، أيران، روسيا وغيرها براً، بحراً، جواً وفضاءاً. وستعاني من اضطرابات اجتماعية وعرقية تهدد النسيج القومي الامريكي الذي ممكن ان يؤدي الى تفكك ولايات أمريكا الاتحادية. فالصين منذ الان تتوقع الحرب مع أمريكا في فترة حكم ترامب. ترامب الذي يود الاقتراب من روسيا،وترامب الذي هو في تصادم داخلي مع جمهرة واسعة من مواطنيه، المؤسسات والاجهزة الامريكة ومنها المخابرات، والقضاء مجددا، حيث اصدر القاضي جيمس روبارت قراراً بوقف المرسوم الرئاسي لترامب بمنع دخول مواطني 7 دول مسلمة الى أمريكا.
 وهذا بحد ذاته كافي ليؤدي الى المزيد من الصراعات والتفكك الداخلي وربما الحروب الداخلية والمطالبة بالاستقلال كولايتي كاليفورنيا وتكساس. فهل سيحدث انهيار امريكا على يد غورباتشوف أمريكا ألجديدـ ترامب.
فالولايات المتحدة تتكون من المهاجرن والاثنيات وتجمعهم الحريات السياسية، الاقتصادية، الاجتماعية، الدينية، المدنية، واتحاد الجمهوريات. وازالة اي عنصر سيؤدي الى زعزعة الاتحاد الفدرالي الامريكي. وضرب غورباتشوف أمريكا ـ ترامب على الجانب الديني ليس فقط موجه للمسلمين وانما ممكن ان يتعداه مستقبلاً ليشمل اليهود والهندوس على سبيل المثال. فالمظاهرات ضد ترامب لم تكن فقط من صنع الاسلاميين، وانما من البيض والمهاجرين. وفي أحصاء لرويتر عام 2014 صوت ربع سكان امريكا لصالح الانفصال. وكاليفوريا لم تكن امريكية، والاسبان من قام بتأسيسها في 1697 وأصبحت مقاطعة مكسيكية في 1821، وأستقلت في 1846، وضمتها امريكا أليها.
فماذا تحمل الايام القادمة من مزيد من التصادمات بين الرئيس الجمهوري المنتخب ترامب وبين الكثير من مؤسسات الدولة الامريكية في القرارات الجديدة التي سيتخذها مستقبلاً. وماذا ستفرزه من تصادمات داخلية. فهجوم الاستخبارات الامريكية والبريطانية مستمر على ترامب. فماذا سيكون البديل لعدم أنهيار امريكا؟؟؟ هل سيكون تفتيت تركيا بعد تقاربها الواضح مع روسيا، وتدخلها في العراق بجيش تركي، بعد ان فشلت أمريكا في زعزعة سوريا، وخسرت العراق، وهيهات ان تكون قادرة على لوي ذراع أيران وباتت مصر في مأمن من الخطر الامريكي.
ليس أمام أمريكا الا العمل مجدداً بأقصى طاقاتها وسرعتها، وأستغلال ما تبقى لها من نفوذ في أعادة التوازن مرة اخرى للمنطقة والدخول بقوة لانصاف ودعم ضحاياها ـ من مختلف الاديان والمذاهب والاعراق والاثنيات الغير مسلمة والغير عربية، أللذين خسرتهم، همشتهم، اضعفتهم وسمحت بابادتهم ومنهم ألمسيحيين بمختلف مذاهبهم الكلدانيين السريان الاشوريين والاقباط، والازيديين وباقي الاديان غير المسلمة، أللذين كانوا ممكن ان يكونوا فعلاً حلفاءها اللذين تأتمنهم، والتي كان ممكن لامريكا ان تضع راسها على الوسادة وتحضى بنوم هنيئ وفي بطنها بطيخة صيفي تنتعش بها، بدون ان يكن لهم نوايا وخطط مبيتة كالاحزاب الاسلامية الاصولية التي قامت أمريكا بدعمهم لوجستياً ومادياً، ولكن كان لهم في الخفي اجندة ونوايا اخرى ضد أمريكا وضد الغرب مموليهم الاساسيين، لذا تنوي امريكا وحلفاءها التخلص منهم.
لو نتخيل فقط خارطة العراق والتوزيع الاثني والديني فيها ، حيث سمحت امريكا بتطهير جنوبه من المسيحيين والمندائيين، وسمحت بتطهير بغداد والوسط من المسيحيين والمندائيين واليهود سابقاً بدون ان يرف لها جفن عين. وسمحت بتطهير الموصل على مدى مالايقل من 9 اعوام من المسيحيين والازيديين والشبك، وهكذا سمحت بتطهير كامل سهل نينوى وسنجار وتلعفر من قومياته واثنياته المسيحية والازيدية والشبكية والتركمانية والمندائية والارمنية وكاف القوميات والاثنيات والديانات غير المسلمة. وسمحت بالتطرف الديني يتغلغل في الاقليم الكردستاني عبر حلفاءها، فما الذي حصدته أمريكا وحلفاءها من سياستهم الهمجاء والمتخلفة الغير علمية والغير مدروسة. أي مبتدأ في السياسة ما كان تصرف على الشاكلة هذه، لقد فشلوا في امتحان السياسة الداخلية والدولية والاستراتيجية. وبأخطاءهم هذه فسحوا المجال للاسلاميين والاصوليين ليؤسسوا لبلوكات وطوابير في مساحات شاسعة بلون واحد شيعي ام سني فقط من العنصر الاسلامي في العراق وسوريا ولبنان واليمن وشبة الجزيرة العربية وتركيا. فما عاد للامريكان اي جحر يختبأون فيه وقوضوا امن المنطقة. بينما كان بمقدورها ان تحول مناطق الاثنيات القومية الى مناطق محمية ومنتجعات ذو أنظمة حرة منفتحة تدعم شعوبها وتحميهم، ليكونو لها سند وحصن منيع تلجم فيها هجوم الضباع من البراري الى ان يتم ترويضهم. بدل ان تستمر في دعم بلدان دكتاتورية متخلفة تقمع وتستغل شعوبها، وتصدر الارهاب لامريكا.
ولكن لو عزمت امريكا وحلفاءها على أصلاح ما أتلفه تهورها وسياستها المراهقة، وبالاتفاق مع روسيا، فخطة مارشال شرق أوسطية جديدة لاعادة دعم وبناء وتقوية كيانات الاثنيات في الشرق الاوسط ومنها في العراق وسوريا واليمن ومصر الاكثر الحاحاً الان، ومنحهم الحكم الذاتي والفدراليات ووصولاً الى الدولة مهما صغر شأنها وحجمها كفيل لان ينعش الاقتصاد الامريكي أستناداً الى طرق ومصادر نزيهة. كفيل بأن يخلق وارد وربح وفرص عمل لامريكا لاكثر من 100ـ 300 عام قادم ينتعش فيه الاقتصاد الامريكي ويطوره، بدلاً من مضيعة وقتها في دعم التيارات الاسلامية ضد بعضهم البعض للسيطرة على العالم، الذي هيهات ان يحدث، والذي في النهاية سيؤدي الى انهيار امريكا سريعا وتأكلها، وينعكس الارهاب عليها داخلياً فتقلق امنها وتخرب دولها.
وماذا سيكون مصير أقليم كردستان، ألذي هو الاخر لم يحسم حتى الان صراعاته الداخلية مع بعضه البعض، ولا أعترف بالشكل الصحيح بالمكونات العرقية والاثنية التي تعيش معه في الاقليم ولا بحقوقها فعلياً على أرض الواقع، ولم يمنحها الصلاحية لمزاولة مهامها ورعاية شعوبها لازدهار مناطقهم وتطويرها. وبخسارة هذه الاثنيات لمناطقهم في سهل نينوى، سنجار وتلعفر فقد الاقليم الكردستاني خير حلفاء وجيران، وبدون ان يعيد حساباته ويعترف بحقوقهم كاملة ويفسح المجال لهم كشركاء حقيقين في الاقليم يمارسون السياسة ويشاركون في ادارة الاقليم وادارته لن يكتب للاقليم النجاح والديمومة وسيأتي على نفسه ويتأكل من داخله مثلما هو حاصل الان. فتم تقريباً تعطيل مؤسسات الدولة فيه ووضعت بيد جهة واحدة، وأجبر البقية ان يعيشوا خاملين فيها.
فهل هناك بعض الصحة في تصريحات ترامب حول حماية المسيحيين والاقليات الاخرى في الشرق الاوسط، وكبح جماح الاسلاميين اللذين غذتهم أمريكا نفسها؟ ونرجو ان لايفهم اشقاءنا من الاسلام المعتدل وعامة الشعوب العربية أراءنا سلباً، أذ ان ماقام به الاسلاميون لم يجلب الخير ليس لنا فقط ولا لامة الاسلام ولا للعرب، بل الدمار الماحق لنا ولهم.
وهل هناك خطة مدروسة لكيفية اعادة التوازن الى البلدان التي هدمتها سياسة امريكا؟ أذ اننا مازلنا لم نلحظ ولم نلمس أي اقدام وجرأة في تشخيص والاعتراف بالاخطاء والكوارث التي سببتها هذه الحرب منذ 2003 ولحد الان. فحتى هذه اللحظة القوميات الكلدانية السريانية الاشورية ـ ألمسيحية التي ابيدت في الموصل وسهل نينوى، وهكذا الازيديين والشبك والتركمان في الموصل وسهل نينوى وسنجار وتلعفر لايتم الحديث عنهم، ويتم تهميشهم، رغم الكوارث والجينوسايد الذي مورس بحقهم. فهل ستصحى الادارة الامريكية الجديدة وحلفاءها، وتسمي الاشياء بمسمياتها وحقائقها، أم سينشغل غورباتشوف امريكا ـ ترامب بالصراع الداخلي حتى يسبب في انهيار ولاياته ألاتحادية الامريكية. وبالكاد يتم انتزاع الاعتراف بالجينوسايد ضد الشعب المسيحي ـ الكلداني السرياني الاشوري والازيدي من أفواه الامريكان والاوروبيين والبرلمان العراقي. الذي والحقيقة تقال ليس هناك ضرورة لاثباته وتقديم الوثائق لبرهنة هذه المجازر والابادات فكلها توجت بموافقات وتوازنات وتحت مرأى الاقمار الصناعية الامريكية فهي التي قادت التحالف والهجوم والضربات، فكان عليها فوراً أن توجه برلماناتها لاعتبارها مناطق منكوبة يجب ان يتم تعويضها واعادة بناءها ليس كما صرح البرلمان العراقي بمنحة مليون ونصف دينار لكل من يعود الى خرائبه في دياره.
تيريزا ايشو
thereseisho@hotmail.com
05- 02- 2017