المحرر موضوع: من يوميات مهاجر سوريايا يتأبط حقيبة سفره الحلقة الاخيرة  (زيارة 836 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل نزار حنا الديراني

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 325
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
من يوميات مهاجر سوريايا يتأبط حقيبة سفره
الحلقة الاخيرة

نزار حنا الديراني


حين عدنا الى قريتنا كنا نحلم ان ترفع التجاوزات عن اراضينا وتبدأ الهجرة المعاكسة ، كم من الاخوة الذين ضاقت بهم دول المهجر عادوا وبنوا لانفسهم بيتا على امل العودة الى ديارهم وهم يحلمون بمشروع ما ... كنا احدنا يشجع الاخر ونقول لا بد ان ترفع التجاوزات وتزدهر المنطقة ويجمع شملنا في ارض اجدادنا .. اكثر من 10 سنوات ونحن نرفع طلبا بعد اخر لرفع التجاوز على اراضينا وإذ بنا نجد الاخوة المتجاوزين يضاعفون الضغط علينا من خلال بناء دورا جديدة وترك مواشيهم تقتحم بيوتنا ومزارعنا الصغيرة !!! عشرات الطلبات والنتيجة تحت الصفر ، كنا نطلب من قادتنا الحزبيين للعمل على رفع التجاوزات وكان البعض منهم ينظر الينا وكاننا قد كفرنا واخرين يقولون حين نكون في السلطة ( برلمانيين او وزراء) سنطالب بحقوقكم وما عليكم الا وترشحونا .. والشجاع فيهم كانت هذه التجاوزات مادة دسمة في حملاته الانتخابية ... والنتيجة لا تزال تحت الصفر .. واخيرا حملنا قادتنا من رجال الدين بالتدخل واذ بهم يصنعون لنا احلاما وردية منقوشة على قالب ثلج اهدته اليهم حكومة الاقليم في شهر تموز ... وبفضل هذه السياسة الحكيمة تناقص العدد فالقرية التي كانت تحوي 200 بيت لم يبقى منهم الا اقل من النصف لان الحقائب جاهزة والبوق الاعلامي جاهز واولادنا في الخارج ينصحوننا ليل نهار لترك البلاد فلا امل لنا بالبقاء ... حتى احلامنا ابيدت ونحن نحلم ونقول لعن الله امريكا ...  واخيرا بعث الله مخلصا لحكومتنا اسمه (داعش) واصبح العذر جاهزا ليقولوا لمن يتجرأ ويفاتحهم نحن الان منشغلون بداعش ... جاء داعش ليكمل ما تبقى من الواجب الملقات على عاتقه ليهجر من تسمر في ارض الاجداد في نينوى العاصمة الاشورية ويصنع من الايزيديين في سنجار مادة اعلانية دسمة ويتوزع المساكين على قرانا ومدننا في الاقليم والبعض الاخر سافر الى بغداد او دول الجوار وتسارعت المنظمات لتقديم عونها لهم من خلال بعض النشطاء والخبراء ممن استطاع ان يتربع عرشَ التي تسمى بمنظمات المجتمع المدني والحمد لله فنسبة الفساد فيها يحسد عليه فانتفخت من جديد بعض الجيوب ومع كل هذا والحق يقال لولاها لربما كانت هناك كارثة على ابناء شعبنا والايزيديين و... ممن طالهم داعش .... والحق يقال ايضا كان ابناء هذه القرى تتسابق فيما بينها لايواء من قدم اليهم على الاقل لرد جميلهم يوم فتحوا ابوابهم لاستقبالنا نحن النازحون من بغداد عام 1991 و2003، فقدمنا لهم نحن الاخر كل ما بوسعنا ليعيشوا بكرامة بدلا من ذل المخيمات ... هذا هو شعبنا الذي ابتلي بحقيبته واطماع الغزات ..
 ربما كانت في السابق تستغرق عملية التحرير شهر ولكن بفضل الجبروت الامريكي فعلى اكثر من سنتين وقوات التحالف وفواتيرهم التي تتصاعد السنة نارها وحكومتنا في المركز والاقليم لم تمل من شراء السلاح لا يزال اصحاب هذه القصبات تنتظر ساعة الصفر لتعود الى بيوتها واضطر الكثير ممن لم يروا بصيص امل ان يحزموا حقائبهم من جديد ويسافروا الى حيث ارض الله الواسعة...  واخيرا تحررت قرانا في سهل نينوى وستتحرر ما تبقى من احيائنا السكنية في الموصل في الاشهر القادمة ، وفي الوقت الذي ينتظر اهلها لأعمارها واذ بهم يسمعون بصراع جديد من النوع الثقيل على هذه المناطق أي من أحق بها ان تستملكها حكومة الاقليم التي أوتهم ام حكومة موصل التي سهلت طريق داعش لطردهم وسلب ممتلكاتهم وتدمير بيوتهم ام حكومة المركز والتي هي بمثابة قش في مهب الريح ؟؟ ما الذي علينا فعله ان كانت قياداتنا قد توزعت بين معسكرين متصارعين ليكونوا حطبا جاهزا للنار التي ربما ستشتعل والحالة الاقتصادية في الاقليم يرثى لها الى حد اصبح الموظف ينام مبكرا عله ان يحلم بتوزيع ما يسمى بربع الراتب ؟؟ وابنائنا في المهجر بدلا من ان يتحدوا ليشكلوا لوبيا يمكنه الضغط على حكومات المهجر تراهم يتصارعون ليل نهار حول لعبة التسمية ونظرية توزيع الكعكة وقادة كنائسنا اصبحوا كقطبي مغناطيس يتنافرون ليل نهار.. وعلى ساحة الانترنيت صار لنا العشرات من الناشطين ممن اصبحوا مدمنين على لصق صورهم في الفيس بوك ... ولا يملون من شتم هذا ومدح ذاك وصاروا كالقطط التي تتربع لتجد فأرة تقفز عليها ... فمن كان يتجرأ ان يفكر بمشروع ما اضطر ان يقول ما لي ووجع الرأس فلا البطريرك ولا قادة الاحزاب ولا الناشطين سلموا من افواههم وكل هذا ليكون مبررا لمن يريد نصحنا ليقول لنا الم نقل لكم احزموا حقيبتكم وتعالوا ؟؟؟