المحرر موضوع: استقلال كوردستان . . والصراعات الاقليمية  (زيارة 681 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل ادهم ابراهيم

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 111
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني

استقلال كوردستان . . والصراعات الاقليمية
ادهم ابراهيم

يلوح السيد مسعود البرزاني بين حين واخر برغبته لاعلان استقلال كوردستان العراق . . وتاتي هذه التصريحات وسط صراعات دولية واقليمية غاية في التعقيد . ، ونحن في الوقت الذي نؤمن به في حق تقرير المصير للشعوب . . الا اننا نرى ان طرح موضوع الاستقلال في هذا الوقت ماهو الا هروب من المشاكل التي يعاني منها الاقليم نتيجة الصراع التركي الايراني في العراق وسوريا ، والذي انعكس سلبا على اقليم كوردستان . وكذلك التدخل المتواصل للولايات المتحدة تحت ذريعة مكافحة الارهاب . وسنستعرض في ادناه بعضا منها
التدخل التركي
وجدت تركيا نفسها معزولة عن محيطها الاقليمي بعد التمدد الايراني في العراق وسوريا ، فاخذت تبحث عن موطئ قدم لها لضمان مصالحها في المنطقة ، وخصوصا بعد تعذر دخولها للاتحاد الاوروبي . فاتجهت نحو الجنوب . . فبدأت بالتركيز على التبادل التجاري مع العراق لتحقيق الرخاء الاقتصادي لها . ثم ما لبثت ان وجدت الحشود الاقليمية والعالمية المحيطة بها . فاتجهت الى العمل السياسي ، ثم التدخل العسكري بعد ذلك .
وقد حرصت تركيا منذ امد ليس بالقصير على استمالة مركز اقليم  كردستان اليها .  مقابل استحواذ ايران على الحكومة المركزية في بغداد .  ثم حاولت درء الخطر الكردي الذي يمثله حزب العمال الكردستاني            الذي اخذ نشاطه يتزايد خصوصا بعد تحرير مدينة كوباني السورية .  ودخوله الاراضي العراقية واستقراره في قضاء سنجار . . .  وقد استحال اخراجه منها نتيجة التاييد الكبير الذي يحظى به من قبل حكومة طهران.  وقد ادى ذلك  الى ان تقوم تركيا بادخال المزيد من قواتها الى شمال العراق واقليم كردستان للحد من نشاط هذا الحزب ،  ولضمان الحصول على موطئ قدم لها في العراق  .  .  وقد ساعدها في ذلك حكومةكردستان  في اربيل  .  اضافة الى زيادة حجم التبادل التجاري مع الحكومة التركية ،  حتى اصبح الاقليم مدينا لها بمبالغ طائلة
       التدخل الايراني
     ومقابل التدخل التركي في شمال العراق يبرز النفوذ الايراني المتزايد في محافظة السليمانية  ،  معقل حزب الاتحاد الوطني الكردستاني . بالاضافة الى النفوذ الكبير الذي تتمتع به ايران في العراق ،  نتيجة هيمنتها على السلطة المركزية  وامساكها بخيوط العملية السياسية في العراق
        وقد ادركت ايران خطورة التدخل التركي في اقليم كردستان في وقت مبكر فاستمالت حزب الاتحاد الوطني الكردستاني في السليمانية الذي يضمن لها هدفين .  .  الاول ايجاد موطئ قدم لها في اقليم كردستان مواز للتدخل التركي .   .   والثاني تحقيق الانقسام الكردي في اقليم كردستان لافشال تجربة الحكم الذاتي للكورد  ،  لما يمثله هذا الاقليم من خطورة لها
     كما ان ايران حريصة  للاستحواذ على كل العراق  ،  وجعله دولة ضعيفة غير قادرة على تهديدها مستقبلا  . وقيامها  باستغلال البسطاء من الناس لتنفيذ اهدافها التوسعية في المنطقة   
       وكانعكاس لهذه التدخلات نرى ان العلاقة قد توثقت بين حزب الاتحاد الوطني الكردستاني والحكومة المركزية في بغداد  . يقابلها  نفور الحزب الديمقراطي الكوردستاني في اربيل من هذه الحكومة .   .   وقد ادى ذلك  الى تزايد شقة الخلاف بين الحزبين الكوردين .  ثم انشقت حركة التغيير عن الاتحاد الوطني ،  فزادت من التشرذم الكوردي في كوردستان العراق
      موقف الولايات المتحدة
      وازاء هذه التدخلات الاقليمية في العراق وفي متطقة كوردستان  بالذات وجدت الولايات المتحدة الامريكية من الكورد حليفا يمكن الوثوق به اكثر من حكومة بغداد الموالية لطهران. .   .    ولكن امريكا  ترغب هي الاخرى للاستحواذ على كل العراق. ،   لكونه يمثل موقعا استراتيجيا لها  اضافة الى الاحتياطي النفطي الهائل فيه   .  كما انها قد انفقت مليارات الدولارات على هذا البلد الذي لا يمكن التفريط  به في اي حال من الاحوال  .  على عكس ما يجري في سوريا حيث تسعى الى تقسيمها حسب الطوائف لاضعافها تجاه التوسع الاسرائيلي  ،   ولضمان امن اسرائيل ايضا
          ان الولايات المتحدة لم تبد معارضة صريحة او علنية لاسقلال كوردستان العراق  . .  ولكنها اشترطت ان يتم ذلك بالاتفاق مع الحكومة المركزية في بغداد قبل اجراء اي عمل قد يؤدي الى استقلال كوردستان. .   وامريكا تعرف جيدا بان حكومة بغداد لا توافق على مثل هذا الاستقلال. .  وبذلك تكون قد وضعت العقدة في المنشار 
      اما مسالة كركوك  فتبدو هي الاخرى لغما قابلا للانفجار في اي لحظة  .  بالنظر لكونها تضم القوميات الثلاث المهمة في العراق  .  العربية . ،  الكوردية والتركمانية . . وقد ادى تدخل الحشد الشعبي فيها بداعي محاربة داعش الى تعقيد الموقف اكثر    .  .   وربما سيتم السيطرة على محافظة كركوك من قبل الحكومة المركزية لما تمثله هذه المحافظة من خطوط حمراء لدى الاحزاب المتنفذة في بغداد .   .   ونأمل ان لا تشهد نزاعا مؤلما قبل ان يتم استقرارها نهائيا
       يضاف الى مسألة كركوك وجود مناطق كثيرة متنازع عليها ستشهد توترا ملحوظا بعد تحرير الموصل من تنظيم الدولة  .(  داعش ) . حيث  لم يتم حسم المادة .    140      من الدستور لحد الان . وهذه كلها تشكل خلافات حادة اضافية بين رئاسة الاقليم في اربيل وحكومة بغداد
     وازاء كل هذه التعقيدات فان الشقة بين الحزبين الرئيسين في كوردستان العراق قد ازدادت حتى اصبح الاقليم يضم ادارتين شبه منفصلتين واحدة في السليمانية والاخرى في اربيل. .  كما ازدادت حدة الاتهامات المتبادلة بين الطرفين واتهام رئيس الاقليم مسعود البرزاني بالتفرد بالسلطة هو وافراد عائلته وعشيرته  .   .   فتعطل البرلمان  وتوقفت الانتخابات
       ان العداء المستحكم بين الحزبين الكورديين نابع من الصراع على السلطة والثروة.   وتغذيه القوتين الاقليميتين النافذتين فيه. .  تركيا وايران .   .  ولذلك نرى ان السيد مسعود البرزاني يواجه يوميا ضغوطا مستمرة للتخلي عن رئاسة الاقليم مما يدفعه الى تقديم اقتراحات دائمة لاجراء الاستفتاء على استقلال الاقليم. ،  لكي يضمن له ولحزبه  المكانة الطليعية في الدولة المقترحة  .   .   ولكن كل هذه الطموحات  تصطدم بالواقع المرير الذي يعيشه اقليم كوردستان  وكما اوضحناه انفا .  يضاف اليها المشاكل الكثيرة التي تواجه ادارتي الاقليم نتيجة غياب التخطيط والمنهج السليم للعمل  ،  وكذلك الفساد الذي يزداد يوما بعد يوم رغم تناقص موارد الاقليم 
        وهكذا فان احلام الاستقلال لا يمكن ان تتحقق الآن  ولا في المستقبل المنظور  .  .  وعلى الرئيس البرزاني ايجاد وسيلة اخرى للخروج من المأزق السياسي والاقصادي الذي وقع فيه .  وان لا يحاول دغدغة عواطف الشعب الكوردي بموضوع الاستقلال لانه يعلم جيدا عظم الانشقاق الحاصل فيه والذي يتعذر معه تحقيق هذا الحلم
ادهم ابراهيم