المصير المجهول
نوال إسطيفان ممو
لاح لي طيف طفلٍ بائسٍ
غريب الخطوات
رث الثياب
متسولاً.. يائساً
منهك القسمات
انهكته الطرقات
مفترشاً الضفاف
على رمل الفرات
غير مدرك
روح رونق البسمات
وأنا في طيفي
خاطبني الحلم
بتساؤلات غريبة
ملأى من الآهات
وكأن الفضول
للتساؤل يقتادني
من أين أنت؟
ومن أين قدمت؟
مباغتاً أياي
من بلدٍ شُرّد أهله
سُلِبَت بيوته ودُمّرَت
فُجّرَت كنائسه وإنمحت
والكثير من نسائه ترملت
والأطفال تيتمت
لأبقى وحيداً
أقتفي الطرقات
تائهاً في الأزقة
ما بين الحارات
أعيش حزني
في النهار, وفي الظلمات
ودموعي تؤرقها الشهقات
فتقودني قدماي إلى المجهول
في هذه الحياة
أتضور جوعاً... أقتات الفتات
أرتعش برداً... أشعر الممات
أتلوع عطشاً... أحتسي العبرات
ليتني ما خُلِقت
بما آليتُ إليه
بمصيري المجهول
من ذاتي التي يلتحفها النحول
ليستقبلها الذبول
وبما لا ترتضيه العقول