المحرر موضوع: ريان وزوبعة في فنجان  (زيارة 1150 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل سـلوان سـاكو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 454
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
ريان وزوبعة في فنجان
« في: 08:15 21/02/2017 »
ريان وزوبعة في فنجان 
أثرتُ حقاً أن لا أكتب آلا بمرور بعض الوقت وذلك لأطفاء نوع من المنطق للحالة المطروحة ، والتي طال السجال حولها، واستبيان مواقع الخلل والضعف فيه من زواية عدة. كنتُ في مقال سابق شرحتُ وبالتفصيل أسباب تعثر وتخبط وفشل  تشكيل نوع من قوة خاصة بالمسيحيين ، أو نوع من الميليشيات المسلحة اذا تصح التعبير، وأوعزت ذلك الفشل الى قلة الخبرة، ضعف الولاء والإيمان بالقضية، تشتت القيادة الصادقة الحكيمة اذا وجدت أصلاً، تبعية القادة المسيحيين الى قادة أحزاب أخرى لها كلمة الفصل في أتخاذ القرارات، تحدهم مصالح شخصية وضيق في الأفق ، توغل حزب البعث قديماً في قمع كل التيارات المناهضة له وإجهاض آي مشروع أو نشاط سياسي داخل الوطن ، مما أدى الى تهشيم الأفكار والطموحات على صخرة الواقع الصلبة. والكثير من الأسباب والتي ألات في أخر المطاف الى هكذا نهاية سريالية.
فصيل أو فوج بابليون المسلح، الذي يقوده المدعو ريان سالم الكلداني، هو أحد تشكيلات الحشد الشعبي الشيعي، الذي تأسس بعد سيطرة تنظيم داعش على جزء كبير من شمال وغرب العراق عام 2014 بعد فتوى الجهاد الكفائي التي أطلقتها المرجعية الدينية من مدينة النجف، بعد أن أخذت الموافقات من ملالي طهران وقمْ طبعاً، وبأشراف مباشر من  قائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني. صحيح إن الفوج كان موجود قبل الحشد الشعبي ولكن دون فعالية تذكر. أن الفوج الرياني هو شيعي بالأصل ، ومذهبي النزعة بامتياز،  ولا صلّة ألبتة  له بالمسيحيين  غير الاسم  فقط، والذي شارك في دعمه مادياً وتسليحه  وأضهاره على العلن  هو رئيس الوزراء العراقي السابق جواد نوري المالكي اللص الكبير من أموال السرقة والاختلاس والسطو على البنوك في وضح النهار. حينما صرح المدعو ريان أنه سوفة يأخذ بثأر مسيحي الموصل من أحفاد يزيد ،فهو يأُجج الطائفية،  ويخلق مناخ مشحون بنزعة دينية وحرب أهلية تُنذر بسوء، لا حاجة بالمسيحين الباقين في الداخل  لها الان  خاصة في هذه الظروف الصعبة والمفصلية من التاريخ . هذا من طرَف، من طرف أخر أن الديانة المسيحية تحمل في طياتها قيم  إنسانية عالية ، لا تتماه مع العنف السائد مهما حاول البعض إدخال العنف عليها. وهذا يَصْب في صلب العقيدة والتعليم  المسيحي الحقيقي، حيث لا وجود لمبدأ الأنتقام والقتل والثأر  (لكِنِّي أَقُولُ لَكُمْ أَيُّهَا السَّامِعُونَ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ، أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ، (إنجيل لوقا 6: 28) بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ، وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ). هذه ليست كلمات أنشائية تُقال في موعظة قداس يوم الأحد، ولكن هي المتوّن الأصلية التي جاء وبشر  به السيد المسيح على هذه الأرض، والتي تشكلت على أساسه  الدينة المسيحي على مدار 2000 عام ويزيد. فالموضوع ليس ريان الكلداني ولا سلمان التكليفي ولا غيرهم الذين يبتغون الصعود على جماجم الناس، وسرقة المال العام ، ذويْ الأيادي القذرة الملطخة بدماء الأبرياء ، حالهم حال داعش والحشد فهم وجهان لعملة واحدة صكها الارهاب. يأتمرون بقادة الأحزاب الشيعية الكبيرة ، وهم رهنْ إشارتهم ، يصرحون بما يريدون وفِي آي وقت كان ما  تقرره هذه الأحزاب أو المرجعيات. ليفهم ريان وسلمان أن الوقت حرج والشعب  المسيحي في الوطن يمرّ بمنعطف حرج ، وهو الان في عنقْ الزجاجة يحاول الخروج بكل الوسائل المتاحة ، بعد أن بدأت تحرر مدنهم وقراهم، وبدأت تدب الحياة فيها ولو بوتيرة بطيئة، وأعادة رسم خارطة طريق جديدة بعد كل الدمار والخراب والمأسي والويلات التي لحقت بهم، خاصة خلال الأعوام الثلاث الاخيرة.  فلا يدعي أحد الوصية أو المسئولية عليهم، أو يدافع عنهم من منظوره الضيق الغبي ، يتحدثون ويصرحون بما لم ينزل الله بها من سلطان. الناس لها نصيب  من الهَم  والحزن والالم ما يكفي قارات بأكملها فلا يزيد عليهم أحداً.