المحرر موضوع: الفيلم الوثائقي - مواسم الهجرة يطرق الابواب ...  (زيارة 1594 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Enhaa Yousuf

  • مشرف
  • عضو مميز
  • ***
  • مشاركة: 1748
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • http://www.enhaasefo.com/


الفيلم الوثائقي - مواسم الهجرة يطرق الابواب ...


إنهاء الياس سيفو


مواسم الهجرة .. وثائقي من اعداد واخراج فارس دانيال
بعد حين طويل من الالم والسهر والتعب ، يستفيق الحلم على وسادة من الامنيات التي كادت ان تكون خالدة في زمن الفناء هذا ... امنيات خالدة كونها تشرب من نهر القلوب البيضاء المزروعة على سهل نينوى الحزين المتروك لمصير مجهول ..

حين يقف الجميع على رصيف واحد من السكوت والانتظار .. هناك رصيف اخر لا يكاد يخلو من خطوات المارين ، الكادحين الثائرين الذين لم يختاروا السكوت عنوانا لهم ... ولم يجدوا في الاتكال على الاخرين قوتا لهم .

يضع لنا المخرج فارس دانيال في وثائقي يكاد يكون فريد من نوعه ليس لمحدودية الامكانات وتواضع الدعم ، بل لان واقع سهل نينوى يحتضر بعد عامين من الظلم والاضطهاد . وبحاجة الى ان ننهض به . والنهوض به يبدأ بتوثيق ما حلَّ بنا ورصد المؤامرة الخطيرة التي يحوكها مَن همّه الاول قلع جذوره المسيحيية من موطنها الاصلي .

مواسم الهجرة يقدم لنا على طاولة مستديرة حقائق واحداث جرتْ على ارض سهل نينوى .. يرصد ردود افعال مختلفة تجاه ما حدث . واقول طاولة مستديرة لان الكل هو طرف يتحمل المسؤولية . لابد من الوقوف عند ابعاد هذا الوثائقي وماذا سيترك لنا في صفحات التأريخ ..
لماذا مواسم الهجرة ... تسائل الكثيرون عن ماهية هذا الفلم ولماذا نحتاج ان نرصد كل هذه الاحداث التي مر بها سهل نينوى ... وهنا يجب ان لا ننسى انه من خلال هذا الفلم ندرك كيف تسلل الينا العدو ولماذا سعى بعنجهيته وهمجيته ان يقتل في ايماننا الثبات ... و يزرع الموت في كل شبر من ارضنا التي كانت عامرة بالحياة ... العدو كان مجرد الاداة لتنفيذ مفاهيم بليدة منصوص عليها في كتاب لا يمت للبشرية بصلة ...

علينا جميعا ان نتأمل كيف تبدأ الحياة بعد الموت ... ولماذا ينبغي علينا التجدد في افكارنا والتخلي عن نزاعاتنا وان نطفئ في داخلنا ثورة الانا والتحزب حتى نبصر الآخر بصدقه واخلاصه بدلا من نطعن بمصداقيته ونواياه ... هكذا يكشف لنا الفلم نموذجا من الحقيقة التي ولدت بعد الموت ، علينا ان نؤمن بها ... ان نتعلم من مرارتها كيف ان الشهد صعب المنال.. يدعونا الفلم الى نقول الحقيقة وان نعترف بها ... اننا امام سيناريو حقيقي ومؤلم جدا لواقعنا .. وكيف اصبحنا الصفحة المهترئة في التاريخ ... يجب ان ندرك تماما ما نريده اليوم وكيف نعمل سوية لنواجه هذا الاسى ..

نعم اننا حتما سننهض ، والفلم هنا ليس لليأس ولا التذمر ليس فقط من الاطراف الخارجية بل والداخلية ايضا والتي اسهمت بشكل او باخر في تخريب سهل نينوى... الفلم هنا دعوة حقيقية لنتوقف عند انفسنا اولا ونعرف ما نريد .. ثم نتوقف عند الاخر لنعرف الى ماذا يصبو ... تحية للجميع واهلا بمواسم الهجرة