المحرر موضوع: السب والشتم ومابينهما ؟! ...  (زيارة 1037 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل صباح الزبيدي

  • عضو
  • *
  • مشاركة: 26
  • الجنس: ذكر
  • صباح الزبيدي
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الســـب والشـــتم ومابينهـــما ؟!...

 

في الوقت الذي يحتفل فية الحزب الشيوعي العراقي بمناسبة الذكرى 73 لتأسيسه وجه بعض من الذين يحتاجون الى تهذيب شخصيتم وجعلها اكثر اشراقا بنقد هجومي غير لائق واستعراض عضلاتهم الهشة على هذا الحزب المجيد ومن خلال أسلوب رخيص دنيء واستعمال لغة السب والشتم بدافع الجهل والحمق، وما من مصيبة إلا وللجهل نصيب فيها، وكما هو معروف أن الإنسان إذا جهل شيئا عاداه.

إن السب والشتم والفحش في الكلام ليس من شيم المتقين ، فالسبّ، الذي هو مفردة سلوكية مخالفة تماماً لما عليه الأخلاق الإسلامية والقيم السماوية و في سياق النهي عن السب قوله تعالى: (ولا تسبّوا الذين يدعون من دون الله فيسبّوا الله عدواً) ، وهذا النهي يدل على قبح السب والشتم، وكقوله (صلى الله عليه وآله): (ليس المؤمن بالسبّاب ولا بالطعّان ولا باللعّان).

ان اختيار الإنسان لدين يريده بيقين، و عقيدة يرتضيها عن قناعة، دون أن يكرهه شخص آخر على ذلك هو الطريق الصحيح لان الإكراه يفسد اختيار الإنسان، و يجعل المكره مسلوب الإرادة ، فينتفي بذلك رضاه و اقتناعه و إذا تأملنا قول الله تعالى : ((لا إكراه في الدين )) نجد أن الإسلام رفع الإكراه عن المرء في عقيدته، و أقر أن الفكر و الاعتقاد لا بد أن يتسم بالحرية، وأن أي إجبار للإنسان، أو تخويفه، أو تهديده على اعتناق دين أو مذهب أو فكره باطل و مرفوض، لأنه لا يرسخ عقيدة في القلب، و لا يثبتها في الضمير. لذلك قال تعالى : ((و لو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين )) و قال أيضاً ((فذكر إنما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر )) كل هذه الآيات و غيرها ، تنفي الإكراه في الدين، و تثبت حق الإنسان في اختيار دينه الذي يؤمن به، او عقيدته التي يرتضيها.
 لقد اجاز الإسلام حرية التفكير والتعبير للإنسان لان يقلب نظره في صفحات الكون المليئة بالحقائق المتنوعة، و الظواهر المختلفة، و يحاول تجربتها بعقله، واستخدامها لمصلحته مع بني جنسه، لأن كل ما في الكون مسخر للإنسان، يستطيع أن يستخدمه عن طريق معرفة طبيعته و مدى قابليته للتفاعل و التأثير ،ولا يتأتى ذلك إلا بالنظر و طول التفكير.

لذا فمن الواجب اولا على الناقد ان يتعلم اسلوب النقد الجيد والبـّـناء  لان النقد رؤية جمالية يطلقها الناقد على النص مع الاشادة بجوانب الجمال فيه والاشارة الى الخلل وطرح بدائل له يقتنع بها كاتب النص دون ان يستعرض الناقد (عضلاته الهشة ) في النقد وهو لا يقدر على الاقل الاتيان بالبديل الملائم للنص المنقود !!!!

لذلك نحن بحاجة لناقد واعي ملم بأسس النقد السليم ويمتلك ادواته الكامله والذي يبدأ بالايجابيات قبل ذكره للسلبيات و يجب أن لا نصادر الإيجابية الوحيدة أو الصغيرة إذا كان المنقود كتلة من السلبيات .

لننقد الجديد وندع القديم .. لا نذكّر بالماضي لأنّ صفحته انطوت .. ولانزيد الجراح ، فقد نضيّع الهدف من النقد ، وربّما نغلق مسامع المنقود عن نقدنا ونستثيره لأ ننا نبشنا ما كان دفيناً .
إن أخطاء الماضي قد يخجل المنقود من ذكرها ، وربّما تجاوزها وعمل على إصلاحها فتذكيره بها أو ربطها بالأخطاء الجديدة يجعلنا في نظره  إناسا غير متسامحين ، فلا نصفح ولا نمحو ، وكأ ننا نريد أن نقولل له : ما زلت على ضلالك القديم .

التقاط العيوب وتسقّط العثرات وتتبّع الزلاّت ، وحفظها في سجل لا يغادر صغيرة ولا كبيرة ، بغية استغلالها ـ ذات يوم ـ للإيقاع بالشخص الذي نوجّه نقدنا إليه ، خلق غير اسلامي  وغير انساني. فقد جاء في الحديث : ((إنّ أقرب ما يكون العبد إلى الكفر أن يؤاخي الرجل الرجلَ فيحصي عليه عثراته وزلاّته ليعنّفه بها يوماً ما)).

اننا بحاجة لفن التعامل مع بعضنا البعض، بحاجة إلى تعميق روابط الأخوة والمحبة والتآلف والتآخي والتسامح .. لبناء مجتمع الحضارة المدنية.

 

صـــــــباح ســـــــــعيد الزبيــــــــدي

بلغراد – صربيا

01/04/2007

sabah@sezampro.yu

 

.
صباح الزبيدي