المحرر موضوع: الاصلاح والتجديد في أحزابنا ومؤسساتنا القومية .. وأختيار القائد الاوحد  (زيارة 1633 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل آشور قرياقوس ديشو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 88
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الاصلاح والتجديد في أحزابنا ومؤسساتنا القومية .. وأختيار القائد الاوحد
آشور قرياقوس ديشو
تورونتو – كندا
ashourdisho@yahoo.com

مصطلحات الاصلاح والتجديد تشير بشكل عام الى التغييرات الرئيسية التي يمكن ان تحدث او تجتاح كيان المؤسسات والاحزاب والافراد على حد سواء ويمكن من خلالها خلق تدابير تهدف الى تعزيز عمل هذه الكيانات الحزبية  والمؤسسية لتضع لنفسها سياسات وأطر وقوانين جديدة أكثر شمولاً وشفافية تخدم أهدافها وشعبيتها وتقيها من الشخصيات التي تحاول ان تتحكم في مسيرة هذه الاحزاب والمؤسسات وقادرين على التلاعب بالنظام الحزبي لصالح بقائهم في رأس سلطة الحزب أو المؤسسة.
والاصلاح أصلاً يشمل معنين رئيسين أولاً : (التعديل ) والثاني هو ( التحسين ) او أعادة الشيء الى حالته الاصلية وكلتا المعنين يتطلب تغيير منهجي وعلمي في أسلوب العمل والاداء في الاحزاب السياسية والقومية . أما مصطلح (التجديد)  معناه ( ولادة جديدة ) وهو أيضاً مطلب ملح وظروري  للاحزاب والمؤسسات التي ظلت متمسكة بالانظمة والمناهج الداخلية القديمة وتعيش في ظلام فكري وثقافي معتمدة على قوانين ودساتير وانظمة داخلية أكل منها الدهر وشرب.

أن الازمة التي ضربت العديد من الاحزاب والمؤسسات السياسية القومية لشعبنا خلال العقد الاخير لم تحدث أعتباطاً بل جاءت نتيجة صراع سياسي وفكري وثقافي بين قيادات ومسؤولي وأعضاء هذه المؤسسات التي فشلت في خلق توازن فكري ومؤسساتي وسياسي وقانوني قد يكون بسبب عدم المساواة واختلاف الرؤية والفكر والادارة والاسلوب .وهذه الازمات التي عصفت بأحزابنا  تدعوا اليوم  الى حاجة حاسمة وجريئة للأصلاحات للحد  من الخلافات والاختلافات التي قادت الى التخاصم و الانقسام والانفصال . ولتكون هذه الازمات جرس أنذار يدعوا أحزابنا ومؤسساتنا القومية في الأسراع للاصلاح والتجديد و التوجه لخلق وأستنباط أساليب وأطر جديدة للعمل الحزبي والسياسي من أجل رأب صدأ الخصام والاختلاف مستقبلاً .

فكما هو حال النظام السياسي العام لأية حكومة أو دولة ديمقراطية متقدمة والذي يتطلب بأستمرار العمل في تحسين القوانين والدستور وفقاً لمصلحة وأرادة الشعب لتظمن من خلالها متطلبات وحقوق جميع شرائح المجتمع وتحفظ  للجميع حقوقاً متساوية في كل شيء . ومشاركتهم على قدم المساواة في عملية صنع القرار من خلال تطوير النظام ألأنتخابي وتطوير الدستور حتى يكون قادراً على العمل من اجل الاصلاحات السياسية في الدولة .

كذلك يجب أن تسعى الاحزاب السياسية المتقدمة الى الاصلاح والتجديد في أنظمتها الداخلية لتحسين الديمقراطية التمثيلية لجميع أعضاءها وتعزيزها . ومنها تطوير النظام الانتخابي الداخلي في الحزب الواحد والممارسة الفعلية لهذه الانتخابات لاختيار القيادات المركزية ورئاسة الحزب .
حيث ان الاحزاب تمثل منظمات  حشدية متنوعة  أي انها تتشكل من فصائل مختلفة الارادة والرغبات والرؤى ويجب ان تكون لها آلية أنتخابية خاصة لانتخاب قيادتها المركزية ورئاستها . والتي يتطلب فيها وقبل كل شيء وجود عدد من المرشحين المؤهلين للقيادة ومن ثم ليقوم جميع أفراد الحزب وأعضاءه بالانتخاب ولا يجب ان تنحصر عملية الانتخابات بين شبكة محدودة من الاصدقاء والمنتسبين في الحزب من الحلفاء .
وعلى الاقل في هذا المسعى يجب أن تظهر الاحزاب السياسية وقياداتها بانها لا تتجاهل مطالب وأراء ورؤية الاعضاء الذين في قاع الحزب. بل تسعي الى  ترجمة مطالب واحتياجات هؤلاء الاعضاء والمنتسبين ليكونوا صاحب قول وأرادة تعمل بشكل فعال في النظام السياسي الحزبي .  وأن الاحزاب السياسية والمؤسسات القومية  أنما تقوم بأضفاء الطابع المؤسسي ليكون لقاعدة الحزب التمثيل الاكمل وحينها تكون الاحزاب قد نجحت في تنظيم منافسة سياسية عادلة بين أعضائها ومنتسبيها ويمكننا أن  نقول ان الديمقراطية قد أخذت موقعها .
والقائد السياسي الذي يتحمل مسؤولية الحزب يجب أن يكون متفرغاً للحزب  ليتمكن أن يكرس حياته ووقته من اجل خدمة وتحسين العمل لحماية شعبه وحزبه ويكون مع الاخرين في القيادة مسؤولاً عن وضع وتنفيذ الاستراتيجيات والسياسات التي ترمي الى خدمة هذا الشعب وأمنه وأستقراره  ويجب أن يتم  أختياره من خلال عمليات أنتخابية عادلة وليس من خلال نخبة من النسب أو الموالين والاصدقاء والحلفاء كما هو الحال في معظم الانتخابات الحزبية لشعبنا لان قوة أي شعب وتأثيره السياسي القومي يكمن في قوة مؤسساته القومية السياسية الثقافية وعملها الجماعي أكثر مما عليه في عدة رجال من منتسبيها.

 وفي وضع وأحوال شعبنا ووجوده في الشتات والمهجر وطبيعة توزيعه في بلدان العالم يمكن للاحزاب السياسية ان تقوم بتعديلات تلائم البيئة وطبيعة توزيع شعبنا في عملية أنتخاب لجانها المركزية ورئاستها . كأن تستخدم شبكات الانترنيت ووسائل الاتصالات المتوفرة فيها  لتخلق  بوادر جديدة في أنظمتها الداخلية  تستطيع من خلالها أن تقوم بعملية الانتخابات الحزبية بعد نشر أسماء المرشحين أولاً  ليتمكن الجميع من أعضاء الحزب أينما كانوا المشاركة من خلال الاستفتاء والتصويت وأرسال الرموز الخاصة المهيئة لانتخاب مرشحيهم . كما يحدث في عمليات التصويت والاستفتاء التي نقرأها في شبكات التواصل المختلفة  والتي يمكن للأحزاب أنشاء صفحة الاستفتاء ببساطة لا تحتاج الى جهد كبير والتصويت في صفحة الحزب الموجودة على شبكة التواصل وينبغي أن يكون لجميع أعضاء الحزب الحق في أستخدامها والشاركة بها . وكل ما تحتاجه الاحزاب هو اضافة مهام جديدة الى قائمة اللجنة الراعية لانتخابات الحزب وهو تدريب الكوادر وتثقيفها لحشد جماهيرها للاشتراك في عملية الانتخابات الحزبية وبذلك يكون الحزب قد أعطى صوتاً كبيراً لمن يعيشون في الطبقات الدنيا في الحزب والذين يعيشون في الشتات من الذين  يبذلون جهوداً كبيرة في خدمة الحزب وعندها تكون هذه الاحزاب والمؤسسات قد عززت مبادئ الديمقراطية والعدالة التي تنادي وتصرخ بها .

أن دعوتنا هذه للأحزاب القومية والمؤسسات السياسية من اجل الاصلاح والتجديد هو العمل من اجل الديمقراطية وبناء كيان مؤسساتي صلب في هذه الاحزاب. وحتى لا تتوفر الفرصة  للبعض حتى يركز في انتقاده على اداء الاحزاب وبنيتها وزعامتها ومن أجل أن يتم العمل بأنصاف في المنازعات السياسية التي تجري في المؤسسات الديمقراطية التمثيلية مثل احزاب شعبنا .
أن الاصلاح السياسي يجب ان يعالج المشاكل المتجذرة في الاحزاب والمنظمات السياسية واحد هذه المشاكل التي تعيشها أحزابنا القومية والاحزاب السياسية في الوطن هو  هيمنة الاشخاص والاقليات والمحسوبية والطوائف وان لا يكون هناك سلوك سياسي من جانب نخبة مهيمنة في الممارسة ولا تكون السلطة أو اتخاذا القرار في أيدي قليل من الافراد الذين توحدهم في كثير من الاحيان الروابط الاسرية أو المصالح و العلاقات السياسية أو الذين ينتمون الى طبقات اجتماعية محددة .
الامة والشعب من وراء القصد
مع التحيات : أبريل -2017



غير متصل هنري سـركيس

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 976
    • مشاهدة الملف الشخصي
الاستاذ العزيز اشور قرياقوس المحترم
تحية طيبة
شكرا على ما تفضلت به في مقالك.احزابنا القومية كي تستمر في وجودها وتقدم ما هو الافضل، ملزمة باحترام حق اعضاؤها في المناقشات والحوارات، وايضا في النقد والمساءلة والمحاسبة، وفق قوانينها وانظمتها الداخلية، وبحسب التوجهات التي تشكل ثوابت هويتها وديمومتها، ومن دون ذلك اعتقد تنتزع عن هذه الاحزاب اي كانت صفة الاحزاب الديمقراطية. وبالتالي استاذ العزيز مشكلتنا نحن تكمن في منظومتنا الحزبية التي يتعيرها خلل بنيوي، يتطلب من احزابنا القومية اعادة صياغة الكثير من المواضيع للتماشى والظروف والمرحلة التي نمر بها كامة وشعب.وتقبل مروري مع فائق تقديري
هنري سركيس

غير متصل adisho

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 199
    • مشاهدة الملف الشخصي
الاخ و الصديق العزيز هنري سركيس المحترم :
شكراً على مروركم الكريم ومداخلتكم القيمة التي أضافت الى فكرة مقالنا .
أخي العزيز هنري  : أن الاحزاب والمؤسسات السياسية لشعبنا بحاجة ملحة للتجديد والاصلاح السياسي لبناء الهياكل الديمقراطية فيها وللتصدي لعدم المساواة وتعزيز التنوع الفكري والثقافي في الحزب  وتشجيع مشاركة جميع الاعضاء في عملية صنع القرارللوقوف في وجه الاعضاء الذين يحاولون  انشاء قطاعات داخل أطراف المؤسسة السياسية .
والأمر المؤسف ان نجد الكثير من الانتخابات الحزبية والسياسية تجري بعيداً عن الديمقراطية والتي تكون أحد أركانها المهمة هو مشاركة ومساهمة جميع أعضاء المؤسسة الحزبية في الانتخابات وأتخاذ القرار وبدون هذا التمثيل والتدابير القانونية العادلة سيظل التهديد قائما ويبقى ظل الاختلاف والانقسام يهدد كيان هذه المؤسسات .
تقبلوا تحياتنا و أمنياتنا بعام آشوري جديد ومزدهر.