المحرر موضوع: مذابح إبادة الآشوريين في الذكرى الثانية بعد المئة  (زيارة 7106 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل جميل حــنا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 166
    • مشاهدة الملف الشخصي
مذابح إبادة الآشوريين في الذكرى الثانية بعد المئة   
     

الدكتور   جميل حنا 

نقف اليوم امام حدث جلل إلا وهي ذكرى المذابح التي أرتكبت ضد أبناء الأمة الآشورية بمختلف كنائسهم وتسمياتهم على يد العثمانيين الأتراك بمشاركة الغالبية الساحقة من العشائر الكردية.والتي نفذت جرائمها البشعة بوسائل بربرية يندى لها جبين الإنسانية,استشهد خلال سنوات الإبادة 1914-1918 والسنوات القصيرة التي تلتها 750.000 إنسان.أننا نتمسك بحقنا, بل هو واجبنا القومي والوطني والديني أن نحافظ في عقولنا وقلوبنا على ذكرى المذابح ونعني بها كافة المذابح التي أرتكبت ضد شعبنا. أن الحفاظ على شعلة ذكرى أرواح شهداء الإبادة (سيفو) هو كفاح من أجل الحقوق القومية, وكفاح من أجل آشور ومن أجل العدالة والحق والسلام,وهو كفاح من أجل الوجود والثبات في أرض وطننا.وحث العالم القيام بواجبها المنصوص عليه في المواثيق الدولية تجاه الشعوب الأصيلة ومنها شعبنا الآشوري,والاعتراف بجميع المذابح التي كادت أن تنهي على وجود شعبنا.أن السكوت على المذابح التي أرتكبت ضد شعبنا شجع على الاستمرار في ارتكاب المذابح على يد ذات السلطات الحاكمة الدينية والقومية والمجموعات الإرهابية التابعة لها.النهج العنصري الديني والقومي لتركيا الحالية وللغالبية الساحقة من العشائر الكردية بسمياتها الحزبية والعائلية وقواها القومية الشوفينية وولاية الفقيه الفارسية وكافة السلطات العروبية الإسلامية الحاكمة في بلاد ما بين النهرين وبلاد الشام تتحمل حتى هذه اللحظة مسؤولية كافة المذابح التي أرتكبت وترتكب حاليا ضد أبناء الأمة الآشورية.ونحن نتذكر مذابح الإبادة (سيفو) قبل أكثر من مائة عام , إلا أننا نعيش إبادة مستمرة على أرض آشور وأكرر على يد ذات القوى والمجموعات الإرهابية التابعة لها.أن غزوات المجموعات الإرهابية في نينوى 2014 وما قبلها خلال سنوات طويلة وكذلك غزوة داعش الإرهابية في الخابور 2015 وما يجري في سوريا والعراق وعلى أرض آشور يدخل في أطار التطهير العرقي القومي والديني وفقا لمبادىء مجازرالتطهير العرقي ألتي أقرتها الأمم المتحدة " اتفاقية منع جريمة إبادة الجنس البشري " نجد أن كافة البنود الواردة في هذه الوثيقة الهامة تنطبق جميعها على أبناء الأمة الآشورية بمختلف مذاهبهم الكنسية :
أ . قتل أفراد أو أعضاء الجماعة
ب . إلحاق أذى أو ضرر جسدي أو عقلي خطير أو جسيم بأعضاء الجماعة.
ج . إخضاع الجماعة لظروف وأحوال معيشية قاسية يقصد منها إهلاكها أو تدميرها الفعلي كليا أو جزئيا.   
د.فرض تدابير ترمي إلى منع أو إعاقة النسل داخل الجماعة.
هـ- نقل أطفال أو صغار الجماعة قهرا وعنوة من جماعتهم إلى جماعة أخرى.
لا شك أنه لكل جريمة ترتكب دوافع محددة تكون سببا للمجرمين بتنفيذها,وإذا كانت مجازر إبادة التطهير العرقي وفقا لمختلف التعاريف المتداولة تعد جريمة بحق الإنسانية,بل هي من أخطر الجرائم التي تتعرض لها البشرية ,لأنها ترتكب بدوافع دينية أو عرقية أو سياسية أو اجتماعية.
ولذا يتوجب على الأمم المتحدة وكافة المؤسسات التابعة لها,ومنظمات حقوق الإنسان وكافة الدول التي تحترم شرعة الأمم المتحدة ومواثيقها,وحكومات الدول واتحاد الدول الأوربية بكافة هيئاته ومؤسسات المجتمع المدني أن تعمل على فضح وإيقاف المجازر التي ترتكب في العالم وتقديم الجناة إلى المحاكم الدولية,من أجل صيانة السلم الأهلي والعالمي.
ولو ألقينا نظرة سريعة ولكن بتحليل موضوعي وعلمي على المذابح التي تعرض لها الشعب الآشوري سنجد أن كل البنود المذكوره أعلاه تنطبق عليه تماما.فإذا مذابح أبناء الأمة الآشورية,أتخذ بحقها كافة هذه الأساليب بدأ من القتل الفردي والجماعي على اسس عرقية ودينية,ألحق به الأذى العقلي والنفسي جراء السياسات القومية الشوفينية التي مارسها حزب البعث في كلا من سوريا والعراق وسياسة التعريب وعدم الأعتراف بالهوية الإثنية لهذا الشعب وعدم الاعتراف به دستوريا كمكون اساسي وأصيل من النسيج الوطني وحرمانه من تعلم لغته الأم في المدارس,وفرض عليه الثقافة والتفكير والسلوكية العربية الاسلامية.خلق ظروف إقتصادية دمرت عماد الحياة المعيشية للمجتمع الآشوري كفئة مؤثرة ومساهمة في بناء الوطن,من خلال الاستيلاء ومصادرة الأملاك,حرمانه من حقوقه القومية والسياسية والثقافية.إضافة إلى ذلك ممارسة الأضطهاد والتمييز العنصري القومي,وممارسة الضغوط بالتهديد والتخويف والأعتداءات الفردية والجماعية والتخوين والملاحقة من قبل الأجهزة الأمنية والإعتقالات والسجون,والهجرة القسرية بسبب هذه الظروف.كما يتعرض الشعب الآشوري إلى حملة شرسه بألغاء دوره التاريخي وتزوير الحقائق التاريخية.وفرض واقع جديد على الأرض من خلال التغيير الديمغرافي التي تمارسه السلطات العشائرية الرجعية المسيطرة على آشور في شمال العراق على ما تبقى من الأراضي وممتلكات هذا الشعب بتسمياتهم المختلفة من الكلدان والسريان الآشوريين.وكذلك ما يحصل في الجزيرة السورية لفرض مشروع قومي شوفيني بالتنسيق والتعاون الكامل مع سلطة الاستبداد وبدعم القوى الكبرى العالمية.وما زالت سياسة التتريك والتكريد والتعريب مستمرة, وهذه القوى تمارس كافة أنواع الإضطهاد القومي والديني وتستخدم أنواع مختلفة من القتل الفردي والجماعي والتهجيرالقسري من أجل الأستيلاء على ما تبقى من الممتلكات وعلى أرض آشور.
ذكرى شهداء مجازر إبادة شعبنا ستبقى حية في قلوبنا وسنعمل من أجل نيل اعتراف الدولة التركية والأكراد بهذه المذابح وكذلك دول العالم وخاصة الكبرى منها والمؤسسات الدولية ذات الشأن,وتنفيذ ما يترتكب عن ذلك من اعتراف بالهوية الإثنية للأمة الآشورية وقيام كيانها الحر على أرض آشور.
أقدم للقراء الكرام هذا العمل المتواضع تخليدا لذكرى شهداء الإبادة (سيفو)
" قصة إبادة الآشوريين بمذابح (سيفو) 1915 "
https://www.youtube.com/watch?v=KyTVN8EMEu0&feature=youtu.be   

23- 04-2017