المحرر موضوع: استذكار للفنانة ناهدة الرماح في مشيكان الامريكية  (زيارة 946 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل نبيل رومايا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 488
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
استذكار للفنانة ناهدة الرماح في مشيكان الامريكية
قالت ناهدة الرماح عن نفسها:
"كم حاول الزمن أن يلويني لكني أنا لويت الزمن، ورغم معاناتي لكني لم أفقد صلابتي ولا زلت أشعر بأني أقوى من الحديد"
وقالوا عنها:
"مسيرتك كانت إشعاعاً وشروقاً لمشهد فرح أبدي، أنوار تضيء في نغمة صافية، ضوء المسرح الذي عشقك كعشق الغيوم للمطر، مصابيح المسرح، كانت تحيط بك، وأعمالك كانت أناشيد تتشوّق لسماعها
الرجل الذي صار كلباً، الضمير المتكلم، المفتاح، النخلة والجيران، فكنت فينوس الروح الصافية. رحيلك أمطرنا بدموع الألم السخية." صلاح القصب - مخرج ومسرحي.
"برحيل ناهدة الرماح فقد العراق فنانة مضحية مخلصة لشعبها ولوطنها وفقد المسرح العراقي أحد رموزه ومبدعيه الذين قد لا يتكررون. وسنبقى نتذكرها ونستعيد ذكرى أدوارها التمثيلية وكيف كانت تمتع جمهورها، بل وتدهشه احيانا. لقد كان رحيلها خسارة وخسارة مفاجئة لم نكن نتوقعها اطلاقاً، فقد كانت في ايامها الاخيرة نشطة رغم تقدم سنها ورغم فقدان بصرها وكانت رغم ذلك ذات بصيرة تُحسد عليها." سامي عبد الحميد - كاتب ومخرج مسرحي.

رحلت فنانة الشعب والتي ولدت عام 1938، وكانت واحدة من رموز الفن العراقي، كرست حياتها وفنها في خدمة المسرح العراقي والتزمت من خلاله بهموم بلدها وقضاياه، وعلى الرغم من المحن التي مرت بها من غربة وفقدان بصر، إلا أنها لم تتوان في تقديم العروض المسرحية الملتزمة في عدة بلدان عربية وأجنبية.
والفنانة ناهدة الرماح التي ولدت عام 1938 واحدة من رموز الفن العراقي، كرست حياتها وفنها في خدمة المسرح العراقي والتزمت من خلاله بهموم بلدها وقضاياه، وعلى الرغم من المحن التي مرت بها من غربة وفقدان بصر إلا أنها لم تتوان في تقديم العروض المسرحية الملتزمة في عدة بلدان عربية وأجنبية.
ووفاءً لهذه الهامة الوطنية الشامخة، اقام الاتحاد الديمقراطي العراقي في الولايات المتحدة الامريكية ومنتدى الرافدين للثقافة والفنون حفلا استذكاريا للفنانة القديرة ناهدة الرماح يوم 4 نيسان 2017 في ولاية مشيكان الامريكية.
وافتتح الامسية الزميل نبيل رومايا مرحبا بالحضور ومشيرا الى دعوة الاتحاد الديمقراطي العراقي للفنانة الكبيرة ناهدة الرماح في اذار 1998، والتي قدمت فيها عروضا مسرحية ولقاءات تحدثت فيها عن حياتها ومسيرتها السياسية والفنية.
وأشار الى تاريخ الاتحاد الديمقراطي العراقي الذي بلغ عمره في هذا الشهر، السابعة والثلاثين عاما، في استضافة العشرات من المبدعين والفنانين والذي كان منهم الفنانة ناهدة الرماح. وكان منهم أيضا: مظفر النواب، وعريان السيد خلف، وفؤاد سالم، وجعفر حسن، ووئام ملا ســــلمان، وكوكب حمزة، وأنوار عبد الوهاب، وزهير الدجيلي، وإسماعيل محمد إسماعيل، ودنيا ميخائيل، وفرقة الرافدين الفنية للجالغي البغدادي، وناظم نعيم، وحمّودي الحارثي، والعشرات من المبدعين والفنانين والشعراء.
ثم عرج على ذكرياته مع الفنانة الكبيرة عندما جات الى لندن للعلاج بعد ان بدأت تفقد بصرها خلال ادائها دور زنوبة في مسرحية القربان عام 1976. وكيف كان هو وزملاءه من الطلبة في لندن يقومون بزيارتها، وكيف كانت تحتفل بهم وتفتح لهم شقتها المتواضعة، بالرغم من معاناتها.
وتحدث عن الاتصالات التلفونية بينهم والتي استمرت لسنوات طويلة وعن شوقها لزيارة امريكا مرة اخرى. في كل اتصالاتها والتي كانت طويلة، كانت تتحدث عن معاناتها وعدم انصافها من قبل الحكومة العراقية والمؤسسات الثقافية، وحتى المجتمعية منها. وكانت تتحدث عن عدم استقبالها من قبل المؤسسات العراقية الثقافية وحتى الصديقة منها.  وهذه المعاناة هي تعكس معاناة كل المثقفين والمبدعين من جيل الفنانة القديرة ناهدة الرماح.
وبعدها جاء دور الدكتور علاء فائق، (دكتوراه في المسرح)، والذي كان من المساهمين الفاعلين في زيارة الفنانة ناهدة الرماح الى مشيكان بدعوة من الاتحاد الديمقراطي العراقي في عام 1998، وغَير طبيعة لقاءها مع الجمهور من محاضرة الى عمل مسرحي عرض في العديد من المدن الامريكية والاوربية.
وتحدث الدكتور علاء فائق عن تجربته المسرحية مع الفنانة ناهدة الرماح، واشار بتفاصيل كيف جرى تحويل قصة حياتها الى عمل مسرحي فريد من نوعه، واشاد بالإمكانيات المسرحية للفنانة القديرة والتي بدونها لما قُدم هذا العمل المسرحي الى الجمهور.
تطرق الدكتور علاء فائق الى معاناة الفنانة ناهدة الرماح من الاهمال وعدم التقدير والدعم من قبل المؤسسات الثقافية الحكومية والتي هي انعكاس لكل فناني جيلها.
استعان الدكتور علاء فائق بالفلم الذي صوره الاتحاد الديمقراطي العراقي للنشاط المسرحي للفنانة ناهدة الرماح والذي اقيم في مشيكان في أذار 1998. وتم عرض لقطات من الفلم المسرحي الذي يحكي قصة حياة الفنانة بشكل مسرحي.
في احدى مقاطع الفلم قالت الفنانة الكبيرة ناهدة الرماح: "تركت العراق ومعي فقط كرامتي ومفتاح بيتي" وهذا ما يتطلع اليه الفنانون العراقيون الذي قدموا كل عطائهم لخدمة فنهم وشعبهم، يتطلعون الى الكرامة ومكان في العراق ليستمروا في العطاء.
وبهذا اختتم الدكتور علاء فائق مداخلته مطالبا المؤسسات الثقافية العراقية بحفظ كرامة الفنانين المبدعين، وتأمين السبل لاستمرار عطائهم لوطنهم وشعبهم.
حملت الفنانة الراحلة ناهدة الرماح هموم شعبها ومعاناة النساء العراقيات في قلبها طيلة حياتها، وظلت وفية لرسالتها وحبها لفنها وشعبها الى يومها الخير.
الذكر الطيب الدائم لفنانة الشعب ناهدة الرماح، والصبر والسلوان لأهلها ومحبيها.
 الاتحاد الديمقراطي العراقي
منتدى الرافدين للثقافة والفنون
الرابع من أيار 2017
لمشاهدة فلم ناهدة الرماح
https://www.youtube.com/watch?v=lJX36yd_oiQ