دراسة وتحليل لقضية القس أيوب ( الجزء الثاني ) وذكر عسى ان تنفع الذكرى
المقدمة :
من خلال ما ورد من تحليل في الجزء الأول من الدراسة نستنتج ان هناك منهجاً ( جديداً قديماً ) هو ( منهج التخويف والترهيب ) وهذا ما ورد على لسان غبطته عندما يتكلم مع تابعيه ( تحت مسؤوليته الإدارية والمالية أو القومية ) ( اذا لم يعجبك اذهب واجلس عند امك ....!! ) هذا حديثه مع الأكليروس اما مع الشعب عندما يحاججونه على فساد او انحراف فكلماته ( نعم نحن فاسدون اذا لم يعجبك ففتش على غيرنا ...!! )
رسالتنا المتواضعة لك سيدي الغالي غبطة البطريرك ساكو جزيل الاحترام ...
(( وذكّر عسى ان تنفع الذكرى ))
1 ) سيدي الغالي غبطة البطريرك ساكو جزيل الاحترام لا نزال نحتفظ بالذكرى ونود ان نشاركها مع غبطتكم أتذكر بعد التغيير ( سقوط بغداد ) عندما كنت لا تزال كاهناً مسؤولاً عن كنيسة ام المعونة في الموصل وعندما فوتِحَتْ مؤسستنا الكنسية في الموصل لترشيح عضو في مجلس البلدية رشحت نفسك على الفور ... هل استشرت قيادتك الروحية وهل حصلت على موافقة مطرانك ...؟ الجواب كلا فقد كان قرارك نابع من ذاتك وعندما تمت معارضة قرارك هذا من قبل جميع مجالس الخورنة العاملة في الموصل آنذاك وطلب مطرانكم سحب ترشيحك هل احترمت توصيات الأعلى ام اصررت على موقفك فجعلت رؤسائك في موقف لا يحسدون عليه ولأجل حبهم وعدم خسارتهم لك عقدوا معك صفقة مطرانية كركوك لشغور المنصب فيها . السؤال لغبطتك لو تم تبادل الأدوار يومها وكنت سيادتك مطران الموصل وكان القس أيوب او الراهب نوئيل مكانك اكنت ستتصرّف معهم كما تصرّف معك رؤسائك ... ؟ الجواب مع الأسف : كلا والسبب لأنك اليوم جالس على الكرسي .
من هنا نستطيع ان نقول ان غبطتك ( تتمرّد على الأعلى ولا تلتزم بالقانون ولا تعبر عن طاعتك له عندما لا تكون على الكرسي وتعاقب الأدنى وتطلب منه الطاعة والالتزام بالقانون عندما تكون جالساً عليه ) .
2 ) لن ادخل في تفاصيل جلوسك على كرسي كركوك ولا حتى الظروف والصفقات التي أوصلت غبطتك لكرسي البطريركية لأنها بصراحة يا سيدي الغالي لا تهمني ... لكون الذي يهمني هو ما بعد ذلك أي هل ستستطيع ان تحقق مشيئة الرب يسوع المسيح في شعبك وانا العبد الفقير واحداً منهم بل اصغرهم شأناً ، ولأذكرك بحادثة قريبة عندما التقينا في كنيسة مار اداي وماري في المانيا مدينة ( اسن ) في العام 2016 وكان برفقتك مطرانين وحضرة الأب المرشد الروحي للرابطة وكان من بين الحضور كاهنين من السريان الكاثوليك والأرثدوكس حضروا للترحيب بغبطتك وعندما سألت عن وجود المشاكل في الكنيسة لتقدم لنا الحلول لحلها فتداخلت مع غبطتك وكان قولي : منذ العام 2013 ونحن نناشدك عن الفساد ونطلب حلاً فالفساد هنا ازكم انف الله ... أتذكر غبطتك جوابك حين قلت : نعم نحن فاسدون فماذا تريد ....!! يا سيدي العزيز من أنا لكي اريد ...!! الذي يريد هو ربك يسوع المسيح وليس انا فهل ستستطيع تحقيق إرادته ....؟ أقولها لغبطتك : كلا لأنك قلتها مشيراً إلى مطارنتك : ثلاثة مطارنة لم يستطيعوا ان يحلوا الفساد فهل استطيع أنا ....!!؟ .. جميع الأكليروس والشعب من الحاضرين كانوا ساكتين صاغرين مصدومين من المفاجأة وكأن على رأسهم الطير ، فبادر أحد المرائين الانتهازيين بالتصفيق ( لأن هذا هو دورهم ان يبقى العميان عمياناً لأنه خطر عظيم ان يبصروا ) لكي يرفع عنهم الصدمة فتنبه العميان فصفقوا جميعاً ... اكتفي الآن من سرد بقية التفاصيل واتركها لأحداث قادمة ان شاء الرب واطال عمرنا .... الآن سيدي الغالي لو عكسنا الأدوار وكنت انت واحداً من الأكليروس حاضراً في تلك اللحظة ماذا كان سيكون موقفك ...؟ اقولها لك سيدي ان لم تثور عليه وقتها فكنت ستنتظر إلى خروجك وقيادتك حملة شعواء ضدّه ... لماذا لأنك ساعتها خارج الكرسي . والسؤال الكبير الآن هل التركة الثقيلة ( الفساد ) التي ورثتها من سلفكم حاربتها ونظفت بيت الرب وبيتنا منها ووقفت بوجهها أم تبنيتها وحملتها لتحمّلنا إياها ...؟
ج ) الآن سنتحدث عن اليوم وموقفك هذا من القس أيوب (( ولن اتكلّم عن بقية الرهبان الخارجين عن القانون ...!! )) وأذكرك يا سيدي الفاضل الغالي هل احترمت مشيئة الأعلى منك موقعاً ( قداسة البابا والمجمع الشرقي بكرادلته ) عندما قرروا اعتاق الراهب أيوب من نذوره وقبوله ككاهن كاثوليكي في مؤسستهم الكنسية ولعلمهم انه ينتمي للمؤسسة الكلدانية فكان من ذوقهم الرفيع وادبهم الجم ان يطلبوا من مطران الأبرشية قبوله في ابرشيته وهذا شأن قانوني بحت لأن ابرشيات الخارج تتبع لهم إدارياً ومالياً وقانونياً وان كانت هناك تبعية أخرى فبالقومية ولإحساسك بأن الأمر قد خرج من يدك كان لابد ان تدمر هذه القضية ولم تهتم بتفاصيل ما يحدث بعدها من متراكمات فاتصلت بسيادة المطران شليطا المحترم منزلاً اوامرك عليه بأن يرفض القس أيوب في ابرشيته ( وإلاّ ... فليلتحق به ... !!ّ ) فتقلب احتفالية الفرح إلى ميتم والسبب ( لأن اسمك لم يكن موجوداً في الحل ....!! ) .... لقد كان كل شيء قانونياً وحسب السياقات الرسمية ولا غبار عليها ... بهكذا عمل تكون قد قضيت على روح الحكمة والمبادرة والاجتهاد ( التي يفترض ان تكون من صفات القائد الميداني لدى من تنيبهم عنك لتولي مسؤولية قيادة الشعب المؤمن وبهذا تكون قد مارست إرهاب السلطة عليهم . لتجعلهم تابعين خاضعين خانعين وليس فعالين مجتهدين .
عندما اتم الرب تعليم رسله ارسلهم للبشارة وترك لهم ( اجتهادهم ) فيها فلم يتدخّل في أعمالهم التي كانت ضمن سياق العقيدة لكنه نبههم على خروجهم من سياقاتها ( عندما اصابهم الغرور والكبرياء فلم يستطيعوا اخراج شيطان من شاب عانى منه مما اضطر ابيه ليقدمه له شخصياً ) عندما قال لهم ( هكذا نوع من الشياطين لا يخرج إلاّ بالصلاة والصوم ... وانتم تجاهلتم ذلك ...!! ) . وهذا معناه الخروج عن السياقات التي قامت عليها ارسالياتهم وبهذا تحدد فعل السلطان الذي وهبه لهم . وعن الاجتهاد نذكر البشائر الأربعة وكيف تصرّف فيها كتبتها كلٌ تحدث باجتهاده ملتزماً بسياقات ارساليته بهذا جاءت كتاباتهم متناسقة على الرغم من اختلاف تعليمهم الطبيب مع الفيلسوف ( الحكيم ) مع العشار ونستطيع ان نعبر عن ذلك فنقول (( الصورة واحدة لكن زوايا الكامرة مختلفة )) ( إذاً قتل روح الاجتهاد تعني اعداد قائد ضعيف غير متوازن ) وهذا ما لا نتمناه في قادتنا المؤسساتيين مستقبلاً . لذلك فمن الخطأ ان نبني عظمتنا بأضعاف شخصيات من نعينهم قادة
4 ) لقد دققت اسفيناً كبيراً جداً في شعاركم ( أصالة ، وحدة ، تجديد ) هذا الشعار الذي كنّا نتأمل فيه انقاذ ما يمكن إنقاذه من ( الإرث الثقيل الذي جئت لتحمله فحمّلته علينا وازدت عليه منك علينا فزحفت بنا خارج أهلنا واخوتنا واضعفتنا بدونهم فلا اتحاد نأمله ولا وحدة نطمح إليها بسبب طموحكم الجامح للكرسي والسلطة والتسلّط ( تذكّر سيدي من هنأكم بمناسبة جلوسكم للسنة الرابعة على كرسي مؤسستكم هل تذكر واحداً من اخوتك ...!! ) لماذا لأنك تركت غصة كبيرة في قلوبهم ... أتذكر بعدها عندما ارسلوا لك وفداً برئاسة بطريرك ومعه عدد من الأساقفة ليرجون عودتكم إلى المجلس أتذكر ما كان جوابك لهم ...!! ( تنفيذ شروطك ...!! ) . هل نفهم من هذا انه التعليم الجديد الذي اتيت به لينتهج به خلفائك وليسير على هداه الشعب المؤمن ...!!
( 5 ) نصل إلى آخر الأسئلة ... ماهي النتائج التي ستحصل ..... ؟
عندما نقول ان القشة هي التي ستقصم ظهر البعير نحن نعي ما نقول ومن خلال تحليلنا للأحداث نقول (( ان الحفرة لا تحفر نفسها انما بزيادة المعاول فيها )) ...
قبل ان تحفر حادثة أمريكا اثرها في جسد كنيستنا كان هناك معاول الكهنة الفاسدون من بائعي الأسرار الذين حولوا كنائسهم إلى متاجر وسوبر ماركتات ( جعلتم بيت ابي مغارة لصوص ) وممن أشار إليهم قداسة البابا فرنسيس إضافة للكهنة الذين يكيلون بمكيالين فيفصلون الغني عن الفقير يقربون الأول منهم ويبعدون الأخير يهينونه لأتفه الأسباب لكي يثبتوا سلطانهم على الآخرين عدا الذين يمارسون الرذيلة منهم كل هذه الأسباب أدت إلى نزوح العديد الكثير من أبنائنا إلى كنائس أخرى وعقائد اخرى تاركين أهلهم وقوميتهم مقابل الفوز بكرامتهم من كثرة ما حل من الفساد بديارهم ... جاءت حادثة كندا لتعمّق الجرح اكثر لكن نقولها ونحن مؤمنين بها ( لولا وجود القائد الحكيم سيادة الأسقف عمانوئيل شليطا المحترم وتأثيره على الشعب ووحدته كذلك تصرّف الكاهن أيوب للحفاظ على تلك الوحدة برفضه قبول الشعب المؤمن به للمسير خلفه لشهد المكوّن الكلداني في عهد غبطتك اول انشقاق جماعي ) ( البعير يا سيدي لا يزال يتحمّل القشة لكن حذار من تحريكها من جديد ) .
اسمع مني يا سيدي الغالي وابي الفاضل وصديقي العزيز ( والصديق هنا هو من يحبك فيُصْدِقُكَ القول لا يرائيك ) .
1 ) المحبة قوّة وليست ضعف .
2 ) الكرسي لا تحميه قوانين او شرائع غير متطوّرة أي لا تحسب حساب الظرف الموضوعي ومتغيراته .
3 ) الحكمة ليس لها علاقة بالكرسي والسلطة .
4 ) الثورات لا تقوم إلاّ من زيادة الاضطهاد والكيل بالمكاييل .
5 ) العصا الواحدة يسهل كسرها ومجموعة العصي يصعب كسرها
6 ) القائد المحنك هو من يستطيع ان يعبر بشعبه لبر الأمان فيحافظ على وحدته ونسق إيمانه
7 ) القائد الحقيقي هو من يهيأ قادة مستقبليين يتمتعون بشخصية الاجتهاد فينميها لديهم لا ان يكبتها تحت عباءته لكي يظهر للآخرين انه الأعظم والأحكم فحكمة القائد تبان من عدد القادة المتميزين الذين يخرجون من عباءته .
8 ) إلهنا وإلههم ليس واحداً فلنلتزم بمبادئ إلهنا ولا نزج عقيدتنا في السياسة كونها تشوّه صورة إلهنا وتنحرف عن مبادئه ، ولنا في هذا الموضوع رأي وكلمة .
9 ) أخيراً وليس آخراً اذكركم سيدي الغالي ان
( القشة تستطيع ان تقصم ظهر اعظم بعير ) فحذار من القشة ...!!
و ( المعول يحفر اعظم حفرة ) فحذار من الذين يحملونه ( الانتهازيين والمرائين ) .
الرب يبارك حياتكم جميعاً ..
الخادم حسام سامي 10 – 5 – 2017