شكرا لأخي العزيز لطيف ( أسم على مسمى !!..) ومن يمكنه الكتابة عن الموضوع غير أبن قلعة كركوك البار . داعيك , ايوب عيسى بيو أوغنا :-
أتفق معك بأن كلمة /قلعة كاورى بالرغم من ما تعنيه من تحقير وتكفير واضح من معناها بلسان تركماني مبين , ألا أننا تعودنا على تسميتنا بها , بحيث أصبحنا نعتبرها كلمة محببة مثل الكلمة البغدادية / مدللة /أتدلل !!..
هكذا كنا نقبل بوجودنا بين هؤلاء التركمان في القلعة كسكان أو أهالي القلعة من الدرجة الثانية , وربما كنا نتقبلها لتفادي الشر والحقد و الأستعلاء الذي كان تركمان القلعة و بقية أنحاء المدينة , يواجهوننا به على الدوام ,. واقول من الدرجة الثانية , لأن يهود القلعة كانوا يعتبرون من الدرجة الثالثة , أو بلأحرى بدون درجة أنسانية , حيث كانوا يتفادون الخروج فرادا , ولا أزال أتذكر الشاب اليهودي وهو يركض أنقاذا لحياته والدم يسيل من رأسه , وعدد من الشباب التركماني يقذفونه بالحجارة ويقولون :- يهوديدى باشنين قررن ( أنه يهودي أكسروا رأسه ) , و بالرغم من وجود اقلية من يهود القلعة في أربعينيات وخمسينيات القرن الماضي وحتى وأن المسجد الوحيد في القلعة كان يسمى / مسجد دانيال بيغمبار ( مسجد النبي دانيال , ويقال بأن نبي دانيال تم حجزه في القلعة أسفل القبو في المسجد المقام عليه , في زمن السبي البابلي ) , وكان لهم منطقة كعادة اليهود حتى في اوروبا , بما تسمى / الجيتوهات أو الحي اليهودي , وكان لبعضهم مكانة محترمة الى حد ما لتخصصاتهم وخاصة في حرفة الصياغة التي ورثوها من اجدادهم , وكان بينهم يهودي مشهور بعلاج الكسور والعظام , أسمه / عرب أوغلوا ( حتى أن التركمان بدلوا قوميته لتفادي الأشارة الى يهوديته) , ولقد كان مراقب/ حارس ثانوية الصناعة في حي المصلى , والذي كان محروما علينا من دخولها خوفا من أولاد الشقاوى التركمان , بالرغم من ان أخي المرحوم دنحا تخرج مع عدد من العنكاويين من تلك الثانوية , ربما كانوا يخرجون معا تفاديا من التحرش و أعمال عدائية متوقعة من تركمان المحلة , , ومن حسن حظي قام عرب اوغلوا , بعلاج يدي المكسورة , بعد ان أخذني الوالد أليه , وكان ذلك نتيجة شجار مع احد الطلبة التركمان , في مدرسة الخالدية الأبتدائية في منطقة القورية و حيث تحولنا الى تلك المدرسة بعد ان تم أنتقالنا اليها من القلعة و ومن مدرسة الطاهرة للبنين , والوحيدة في القلعة , حيث أكملت هناك الى الصف الخامس الأبتدائي و وحتى بعد انتقالنا الى القورية بفترة لاباس بها و حيث كنا نمشي الى القلعة ونصد المدرج ونعبر خاصة صو من الجسر القديم و .
ولم نتمكن من أعادة الأعتبار والتخلص من وصمة الكفار , ألا بعد انتقالنا الى كركوك الجديدة / العرفة , , ولكن حتى في العرفة , كنا نعتبر من الدرجة الثانية من قبل اخواننا الآثوريين و بالرغم من أننا كنا نتكلم معهم بلغة آثورية , وكما كنا نتحدث قبلها مع التركمان باللغة التركمانية , وعلى الأقل تفادينا وصمة التكفير وهكذا كانت الحياة الجميلة لأيام الطفولة والمراهقة عزيزة في ذكرياتنا بالرغم من كل ذلك !!!..
( يمكن القراء الأعزاء الرجوع الى عدد من المقالات التي نشرتها في الحوار المتمدن و عنكاوة دوت كوم و الأنترنيت عن / ذكريات قلعة كركوك والنفر على أسم/ أيوب عيسى أوغنا .
والشكر للأخ العزيز / لطيف نعمان , والذي اتذكر أيام طفولتنا معا في كركوك , وأعتبره كركوكلي وعنكاوي أصلي لأنه لم يغادر العراق بالرغم من الأغرائات للهجرة كغيره , مع كل المحبة والتقدير ...