المحرر موضوع: كل الأمم تتقدم عندما تنتقد تاريخها الاّ الأمة الأسلامية  (زيارة 539 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل نافــع البرواري

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 386
    • مشاهدة الملف الشخصي
كل الأمم تتقدم عندما تنتقد تاريخها الاّ الأمة الأسلامية
نافع البرواري
 
منذ ألف وأربعمائة سنة لم أقرأ أو اسمع عن  باحثين  حقيقيين ,في  جذور الأسلام ومصادر كتابهم "القران" لا من العرب ولا من المسلمين – اذا استبعدنا المستشرقين الغربيين - الاّ في العقود الأخيرة من القرن الماضي وبدايات هذا القرن  أمثال الكاتب والأديب العربي
 المعروف طه حسين (1) والمؤرخ الدكتور جواد علي(2) والسيد القمني (3) والشيخ خليل عبدالكريم (4)   والشاعر العراقي الكبير معروف الرصافي (5)  والكاتب وعباس  عبدالنور (6) وهادي العلوي (7) ونبيل فياض (8)محمد حسان المنير (9) والكاتبة ابكار السقاف (10)  وفرج فودة (11) و ناصر حامد ابو زيد(12) و مصطفى جحا(13) واحمد القبنجي  .
هؤلاء وقلة غيرهم حاولوا: أولا- ازاحة ماهو مستور في التاريخ قبل الأسلام . ثانيا– ويزيلوا الغشاء المقدس عن  القران  ليدرسوا ويخضعوا  نصوص القران للتمحيص علميا وتاريخيا ونقديا . ثالثا - ويكشفوا  الهالة  القدسية عن شخصية محمد الذي ادعى النبوّة زورا وبهتانا ليدرسوا هذه الشخصية  من جميع الجوانب النفسية والجسدية وخلفيته الفكرية والأجتماعية   .
يقول طه حسين في كتابه " في الشعر الجاهلي"
"سيرة النبي نفسها تحدثنا بأنهم (العرب قبل ألأسلام) تجاوزوا الشام وفلسلطين الى مصر ....والهند . واذ كانوا اصحاب علم ودين ، وأصحاب ثروة وقوة وباس ، واصحاب سياسة متصلة بالسياسة العامة متأثرة بها ومؤثرة فيها ، مما أخلقهم أن يكونوا أمة متحضرة راقية  لا أمة جاهلة همجية . وكيف يستطيع رجل عاقل أن يصدق أن القرآن قد ظهر في أمة جاهلية همجية !!!!"
  هناك تعتيم  مقصود أيضا للفترة التاريخية بين انتشار اليهودية والنصرانية (وليس المسيحية) في شبه الجزيرة العربية منذ القرن الأول الميلادي  الى زمن ظهور الأسلام والدعوى المحمدية, فكأنَّ المؤرخون وعلماء المسلمين ورجال الدين تعمّدوا (كما يقول الكثير من المختصين في شؤون التاريخ) طمس هذا التاريخ  لألا يكشف حقيقة جذور الأسلام ومصادر القران وحقيقة النبي محمد الذي ادعى بالنبوّة ونزول الوحي عليه ,فكان مصير الكثيرين من الباحثين عن  هذه الحقائق امّا  القتل أو النفي أو السجن .
امّا المرحوم " نصر حامد أبو زيد" في كتابه "الفزع في الأسلام" يقول:
"لم يعد ثمة مجال مفتوح لمناقشات فكرية حرة تتناول تاريخ الفكر الديني(الأسلامي) تناولا نقديا ....حيث تحوّلت بعض التصورات والأفكار التاريخية للأسف  الشديد ,ثوابت دينية لا يجوز الأقتراب منها".
أما الدكتور علي جواد فيقول في مقدمة كتابه "المفصل في تاريخ العرب":"المؤرخين المسلمين تعمدوا بطمس التاريخ  ما قبل الأسلام ,وأعتمدوا على أساطير وخرافات وقصص ألأولين بعد دخولهم الأسلام ,ومنها أساطير اسرائيلية ويهود دخلوا ألأسلام ".
اليس هذا أعترافا خطيرا  من قبل مؤرخ كبير يقول الحقيقة في ان العلماء المسلمين طمسوا الحقائق التاريخية قبل الأسلام لكي لا يعرف المسلم جذوره وتراثه ومعتقداته الدينية قبل الأسلام . لابل حاول المؤرخون المسلمون قطع جذورهم واصولهم عن كل ما هو قبل الأسلام باعتباره عصر الجاهلية  في حين ثبت لنا اليوم ان الغالبية من القبائل العربية كانوا متنصرين اي اهل الكتاب بالأضافة الى اليهود المنتشرين في الجزيرة العربية ، واكتشفنا حقائق مهمة عن جذور القرآن وتاثير الآرامية السريانية في لغة القرآن وكتابته ، وكيف ان كاتب القرآن سرق الكثير من نصوصه من الكتب السابقة سواء اليهودية او النصرانية او الزرادشتية .....الخ .
ويضيف الدكتور  جواد علي في كتابه "المفصل في تاريخ العرب قبل الأسلام"  فيقول:" لم يعتمد المؤرخون والباحثون المسلمين على أسس علمية لكتابة التاريخ ,الآّ في وقت لاحق بعد ألأسلام بمائتين سنة ....وبعد القرن التاسع عشر أستنتج المؤرخون المستشرقون أنّ هناك فجوات وأخطاء في التاريخ الذي دونه المسلمون عن الشعوب والقبائل العربية ما قبل  الأسلام ". ويعترف الدكتور جواد علي بأنَّ المصادر اليونانية والرومانية والسريانية هي الأصح , وقد كتبوا عن الجزيرة العربية قبل ألأسلام لأنتشار  النصارى فيها".
ولكن هيهات فنحن في القرن الواحد والعشرون حيث الحقائق تصل الى بيوت المسلمين عبر ألأنترنت والقنوات الفضائية وأصبح العالم عبارة عن جهاز "كومبيوتر" صغير يحمله كل شخص ولا يمكن أخفاء المعلمومات والحقائق حتى التاريخية ، حيث  يستطيع القارئ أن يكتشف بنفسه هذه الحقائق بالرجوع الى المصادر العالمية والوثائق والمخطوطات ذات المصداقية والمعترف بها عالميا مثل أبحاث المستشرقين و تاريخ الكنيسة  وعلم الآثار ودراسات وابحاث عصرية قدمت وتقدم للقارئ المسلم كما هائلا من المعلومات عن جذور ألأسلام ، ليكتشف القارئ بنفسه مصادر القرآن وحقائق تاريخية حاول علماء المسلمون طمسها عبر التاريخ الأسلامي ايمانا منهم بحديث الرسول بأن "الأسلام يهدم ما كان قبله أي يسقطه ويمحو أثره "
عندما مات رسول الأسلام ارتدت قبائل كثيرة (وخاصة النصرانية)عن الأسلام وحاربها أبوبكر الصديق أول الخلفاء الراشدين وكان سيف خالد المسلول خير شاهد على الآلاف التي قتلها من الناس ليس لسبب الأّ لرفضهم الأنضواء تحت حكم الأسلام بعد أن أنكشفت حقيقة الأسلام القائم على الأرهاب والموت والعبودية .فبعد موت محمد تنفس الناس الصعداء بعد ان تجثم على صدورهم كابوس الأرهاب الأسلامي الذي طالما كان محمد يستره برداء الدين والخضوع والخنوع لأله سادي ونبي كذّاب ادعى النبوة زورا وبهتانا  . يقول الطبري شيخ المفسرين المسلمين :"ولما قيّض الله حياة الرسول ارتدَّ عامة العرب عن ألأسلام "ج6 ص283"
قام عمر بن الخطاب بعد موت ابو بكر باجلاء ما تبقى من القبائل
العربية النصرانية واليهود من شبه الجزيرة العرب تنفيذا لقول النبي محمد قبل موته : "لايجتمع دينان في جزيرة العرب"
السبب الأساسي لبقاء الملايين من  المسلمين تحت حكم الفاشية الأسلامية ، الى يومنا هذا ، هو سيف الأسلام المسلط على رقاب الملايين منهم ، بسبب حديث عن الرسول يقول "من غيّر دينه فاضربوا عنقه"
 فالسيف ،في الأسلام، أصدق أنباء من الكتب"كما يقول الشاعر أبو تمام  .
بينما الرب يسوع المسيح يقول " فمن يأخذ بالسيف، بالسيف يهلك" (متى 26: 52
لا زال المسلمون الى يومنا هذا يهددون ويرعبون  كُلّ من تسوّل نفسه البحث عن الحق في حقيقة الأسلام ,من أين اتى الأسلام -جذوره التاريخية والدينية والسياسية-؟ وهل للقران مصادر استقى منها محمد  في كتابه القران ؟ ولماذا يمنع  خضوع القران والتراث الأسلامي , حاله حال الكتاب المقدس وغيره من الكتب الدينية, للتمحيص والنقد  وتسليط الضوء على نصوصه ؟ لماذا يخاف المسلمون  من نبش التاريخ الأسلامي والبحث عن حقائق ووقائع يندى لها الجبين ؟ ولماذا يتعرض كل من تسوِّل نفسه بالشك بحقيقة نبوة محمد بالتهديد والوعيد؟ بينما نقرأ عن كثير من الكتب التي تعرضت لشخصية المسيح والتشهير به  ولا زال يتعرض  الكتاب المقدس للمزيد من الدراسات والتمحيص لمعرفة الحقائق المدونة فيه والكنيسة تقوم بمحاربة هؤلاء الأشخاص بالحجة والبراهين وبالعقل والمنطق وليس بتهديدهم أو قتلهم كما فعل محمد والصحابة من بعده وكما يفتي شيوخ المسلمين اليوم بهدر دم كل من ينتقد مظمون القرآن او ينتقد افعال الرسول ، فقد تم  قتل جميع من انتقدوه وشكوا في مصدر القرآن كونه من اللوح المحفوظ انزله الملاك جبريل على الرسول . فها هو محمد يقتل حارث بن النظرفي معركة بدر وهو اسير ، لأن الأخير قال انّ ما يقوله محمد ليس الا اساطير الأويلين (وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا قَالُواْ قَدْ سَمِعْنَا لَوْ نَشَاء لَقُلْنَا مِثْلَ هَـذَا إِنْ هَـذَا إِلاَّ أَسَاطِيرُ الأوَّلِينَ(الأنفال 31).
انّ من يشكون في حقيقة نبوة محمد وفي  كون القرآن وحي نزل من السماء على محمد  فهم معرضون للتصفية الجسدية  ، حتى يومنا هذا ،حيثما كانوا ، حتى في البلدان الغير الأسلامية , والغريب أنّ الذي ينتقد أو يشتم اله المسلمين فهو طليق وحر وليس عليه خوف ولا تهديد .كلنا يتذكر سلمان رشدي مؤلف كتاب "الآيات الشيطانية " وكيف  خصص خميني الملايين لقتله  وفرج فودة الذي قتل بسبب انتقاداته للأسلام , وايضا لما تعرض له طه حسين من التجريح ومحاولة محاكمته قضائيا لأنه درس القرآن علميا واعتبر الأسلام دولة بعد هجرة الرسول الى المدينة  ,ونعرف ايضا كيف نفي الكاتب المصري نصر حامد ابو زيد واجبر على طلاق زوجته  . وكيف اطلق النار على الكاتب العربي المشهور حامل جائزة نوبل للآداب نجيب محفوض لكتاباته التي تحمل بين اسطرها انتقادا للأسلام , وكيف طعن بالسكين غدرا كاتب كتاب" محنة العقل في الأسلام "مصطفى جحا  "(ويعتبر كتابه من أجرأ الكتب التي لقبت محمد بالعبقري المجنون والدكتاور المطلق سلطته.
يقول كاتب كتاب "القس والنبي"موسى الحريري :"لم يظهر نبي في التاريخ أحتاج الى الدفاع عن نبوته كما هو الأمر بالنسبة لمحمد"
بينما لم يتعرض كتاب اخر مثل القران للنقد والطعن في صحته كما تعرض له هذا الكتاب في بدايات الدعوة المحمدية من قبل المتشككين لأدعاء محمد النبوة . هؤلاء الذين  فهمواغايات محمد وأطماعه السياسية  وشهواته وغرائزه الجسدية وعقده النفسية التي كان يخبئها  وراء قناع التوحيد والأدعاء بالنبوة
  يقول مصطفى جحا(في كتابه محنتي مع القران):"منذ أمد بعيد أستعمر هذا الرجل (يقصد محمد) عقولنا ونفوسنا ,كما أستعمر التاريخ والتراث وأستغلهما  ولازال يستعمرهما ويستغلّهما بابشع مايكون ألأستعماروألأستغلال.(ص68)...وأنتصر الرب العلي وتعفّن العقل في زنزانته وأحترق.(ص32)...منذ خمسة عشر قرنا أقاموا العقل شاهد زور وأقفلوا(أي العلماء والمؤرخين المسلمين)عليه الزنزانة.
ويتسائل الكاتب في مكان اخر فيقول" الى متى سنبقى  هكذا امنين مطمئنين وقد جمع محمد المعجزات الثلاثة :الله والجنس ,والنبوّة,وكرّس نفسه سيد العالمين وخاتم المرسلين...انها كارثة حقا ,المسلّمات العمياء الطوق في العنق ,القفل في العنق ,مشيئة الله ومشيئة الرسول . ...الشمس قد ان لها أن تشرق علينا والمستنقع الموبوئ حان لنا أن نجفّفه".
هذه هي الحقائق التي يجب أن يبحث عنها كُلّ أنسان باحث عن الحق لكي يتم أعادة القراءة للتاريخ ، الذي حاول المؤرخون المسلمون تزويره وطمسه ، لكي تستطيع المجتمعات
العربية والأسلامية تصحيح اخطاء الماضي لبناء الحاضر والتطلع الى مستقبل أفضل.
بقلم
ن . ش
(1) طه حسين في كتابه  "في الشعر الجاهلي"
(2) المؤرخ المعروف الدكتور جواد علي  في كتابه" المفصل في تاريخ العرب قبل الأسلام"
(3) السيد القمني حروب دولة الرسول
(4) خليل عبدالكريم
قريش من القبيلة الى الدولة المركزية
ألأسلام بين  الدولة الدينية والدولة المدنية
الجذور التاريخية للشريعة الأسلامية
فترة التكوين في حياة الصادق الأمين
(5) معروف الرصافي  كتاب" الشخصية المحمدية"
(6)عباس عبدالنور  كتاب "محنتي مع القران ومع الله في القران
(7) هادي العلوي  كتاب "الأغتيال السياسي في الأسلام"
(8) نبيل فياض  كتاب"
 ام المؤمنين تأكل أبئهائها "
" يوم انحدر الجمل من السقيفة"
(9) محمد حسان منير  كتاب" صور الفكر النصراني قبل وابان ظهور الأسلام"
(10) الكاتبة ابكار السقاف " الدين في شبه الجزيرة العربية "
(11)  فرج فودة كتاب "الحقيقة الغائبة "
(12) ناصر حامد ابو زيد  كتاب" الفزع في الأسلام"
التراث بين الأستخدام النفعي والقراءة العلمية
(13) مصطفى جحا"أ زمة الفكر في الأسلام"