جورج غرزاني \ ناشط سرياني
منذ فترة بعيدة وشعبنا المسيحي في العراق وخاصة في سهل نينوى يسعى إلى الحصول على محافظة في سهل نينوى ومن ثم السعي إلى إنشاء أقليم ذو حكم ذاتي لشعبنا سورايا ( الكلدان السريان الآشوريين) فيها .
فجاء مؤتمر بروكسل فرصة حقيقية لهم لتحقيق حلمهم (حقهم ) الضائع والمسلوب منذ أكثر من 2000 عام . وهذه الفرصة كادت تطير من بين أيديهم بسبب إعتكاف بعضهم من الحضور مثل الحركة الديمقرطية الآشورية (زوعا) والبطريرك الكلداني لويس ساكو وهنا أود أن أقول بعض الكلمات لزوعا : إن إستئثارك بالقرار السياسي والحل والربط كما تشاء طوال هذه المدة من حياة شعبنا لم تجلب لنا إلا الإنقسامات المتكررة وإن عصر أن نكون أهل ذمة لديك أيضاً قد ولَّى الى غير رجعة فأنت لاتمثل كل الشعب بل أنت جزء صغير منه فهناك تنظيمات وأحزاب كثيرة في شعبنا وهناك أيضاً الكنيسة السريانية بشقيها الكاثوليكي والأرثوذكسي .
ونتمنى منكم و من غبطة البطرك ساكو أن تلحقوا قطار المطالبة بحقوق شعبنا وأن لاتعرقلوا هذه المسيرة القومية والفرصة الأخيرة للحصول على حقوقنا القومية قبل فوات الآوان
نعود الى المؤتمر فالمتحدثين من نواب البرلمان الأوربي كانوا واضحين في طروحاتهم ونقاشاتهم وخاصة حمل حل المشكلة لتنظيماتنا وأحزابنا ورجال ديننا فالسيد لارس ادتكسون ممثل الحزب الديمقراطي المسيحي السويدي في البرلمان الأوربي قال حرفياً موجهاً كلامه للحضور المسيحي العراقي : مستقبلكم يجب أن تحددوه أنتم وليس نحن .
وقالت السيدة كينس الإيرلندية في البرلمان الاوربي أيضاً : إن الحلول ممكنة ولكن يجب أن تأتي من صاحب المشكلة .
الموقف الأوربي الغامض كعادته لايبشر خيراً أبداً بوضع حل المشكلة على أكتاف المسيحيين وكأن للمسيحيين قوة عسكرية كبيرة لترسم حدود محافظتهم وأقليمهم ويؤمن حقوقهم المشروعة والضائعة بين الأقليم والحكومة المركزية ولو كان الأمر بالأساس بأيديهم لما حضروا مؤتمر بروكسل ؟؟؟؟ّ!!!
نتمنى أن يعي شعبنا هذه المرحلة الدقيقة والصعبة التي يمر بها ووضع النزاعات الحزبية الضيقة جانباً وعدم التلهي بالقشور وبالمناصب والكراسي والمال وأن تتكاتف كل الجهود لإستحداث محافظة خاصة بنا في سهل نيننوى ومن ثم إنشاء أقليم خاص حسب الدستور العراقي ويتحقق حلمنا الضائع منذ مئات السنين .
وأتمنى من الشعب الكردي والعربي في العراق أن يتفهموا موقفنا ومطالبتنا بمحافظة ومن ثم أقليم وحكم ذاتي وهذا من حقنا المشروع فما تطالبوه لكم من حقوق طالبوه لنا أيضاً فنحن الشعب الأصيل في هذه المنطقة ولسنا دخلاء ؟؟؟!!!
وبإنتظار تحقيق الحلم الضائع أو ضياع الفرصة الأخيرة لشعبنا .
أتمنى لكم كل الخير .
