المحرر موضوع: سكان «قلعة كاور» قلقون علی مستقبلها  (زيارة 1722 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Malka

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 4751
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
سكان «قلعة كاور» قلقون علی مستقبلها
يتحدّثون التركية ويتمسّكون بجنسيتهم العراقية


 

 باتت «قلعة كاور»، أحد أبرز المعالم الأثرية التي تتوسّط كركوك، والتي تضم العديد من شواهد التاريخ بين جنباتها، مغلقة حالياً، ومئات المنازل مهدّمة أو آيلة للسقوط، بعد أن أمر النظام السابق بإخلائها بذريعة ترميمها
 



كركوك ـ مروان إبراهيم

يقول الكلداني صباح هندي (٧٥ سنة) أحد سكان «قلعة كاور»: «بعد وصول صدّام (حسين) الى الحكم رحّل سكان القلعة كونها موقعاً أثرياً، وغالبيتهم من المسيحيين. دفع تعويضات لكثيرين، كما جرت أعمال ترميم، لكن ببطء».

ويؤكّد هندي، وهو صيدلاني وأحد العارفين بتاريخ كركوك، «بقاء أكثر من ألف عائلة في القلعة حتى ٢٠٠٣، عندما بدأ القليل جداً منهم بالمغادرة بسبب الأوضاع، برغم أنهم أقلّ الناس هجرة، وذلك لانعدام صلاتهم مع الخارج».

يقول: «أكثر من ألفي عائلة كانت تسكن القلعة التي تضم كنيسة ومسجداً ومزاراً للأولياء، وقبر النبي دانيال، وسوقاً يعود الى زمن العباسيين يتألف من أكثر من ٣٦ محلاًّ تحت الأرض»، مشيراً الى «حملة لإعادة إحياء القلعة عبر مرحلتين لإقامة منطقة سياحية».

ويتابع هندي أن السكان يملكون أراضي في التون كوبري وطوزخورماتو والحويجه وبيجي وليلان، وهي مناطق محيطة بكركوك. كما أن «أبناءهم يعملون حالياً في الزراعة والهندسة والنفط والتربية والصحّة والتجارة».

أما نديم بطرس، فيقول: «هُجِّرنا من قلعتنا وصودرت أراضينا في العقود الماضية ولم نهاجر، وتعرّضنا للاضطهاد في كل العهود. أقمنا خلال حكم البعثيين علاقات معهم لتسهيل أمورنا ومصالحنا ووجودنا، نظراً إلى استمرارهم مطوّلاً في الحكم».

ويتابع: «مع ذلك، تغيّرت الأمور مع عمليات ترحيل للعائلات الساكنة، بذريعة أنها مواقع أثرية خاضعة للصيانة ويجب إعادة إحيائها».

ويضيف بطرس الأستاذ في الكلية التقنيّة، أن «معظم عائلات قلعة كاور هم من أصحاب الشهادات العليا، ونحن متمسّكون بالعراق، وكلّما تشتد الظروف نجد أنفسنا أكثر ارتباطاً بكركوك، فهي وطننا ومستقبلنا. نتمسّك بالقلعة التي تعكس روحيّة وجودنا».

وفي هذا الصدد، يوضح هندي أن «لغتنا منذ أيام أجدادنا هي التركية التي نعتبرها اللغة الأم، بل أكثر من ذلك، فنحن لا نعلم شيئاً عن الكلدانية. وبحسب ما نقل إلينا عبر الموروث، أنه لم يسكن أحد القلعة وكركوك من دون أن يجيد التركية إبان حكم العثمانيين. فتقاليدنا تركية من طبخ ولياقة وثقافة وملبس».

ويقول: «هناك معنيان لقلعة كاور، أولهما «قلعة الكفّار». فكلمة كاور لدى الترك معناها الكافر. فعندما سكنها التركمان وكنا هناك أطلقوا علينا هذه التسمية لأننا مسيحيون نسكن مدينة مسلمة».

ويتابع هندي: «أما المعنى الآخر، فمن المحتمل أن يكون استنجاد سكان القلعة بأهل الخير، لإنقاذهم من قصّاب شقي وشرس فينادون: «يا أهل القلعة كه ور» أي تعالوا قاتلوا أو إضربوا... ويعود وجودنا في القلعة الى العام ١٥٠٠ ميلادي».

وبعد وصول العثمانيين، سكن التركمان القلعة التي يعتبرونها جزءاً من وجودهم «التاريخي». كما سكنها الكلدان المسيحيون المتمسّكون بديانتهم ولا يتحدّثون الكلدانية بل التركية. وفي القلعة مقبرة لهم.

وكان الولاة العثمانيون وقادة الجيوش يمرّون بقلعة كركوك المواجهة للقشلة (ثكنة عسكرية) التي كانت مركزاً للانكشارية في شمال العراق.

تضم منطقة «قلعة كاور» معالم تاريخية ودينية لحضارات توالت على بلاد ما بين النهرين منذ الحقبات الأشورية والكلدانية، مروراً بالعصر العباسي وانتهاء بالامبراطورية العثمانية.

من أبرز الشواهد الأثرية في القلعة الرابضة فوق مرتفع على شكل دائري، قبر أحد أحبار الديانة اليهودية النبي دانيال (النبي يونس لدى المسلمين).

وعن التوتّر الحاصل حول «هويّة» كركوك، يقول ساعور شامل أحد قساوسة كاتدرائية الكلدان: «نحن اليوم في العراق، وكركوك خصوصاً، على الحياد... لسنا على تماس مع الأكراد لكننا نحترمهم، ليس بمقدورنا تأييد أمانيهم وطموحاتهم، فهناك أصدقاء لنا بين العرب والتركمان».

ويتابع: «لا نعلم شيئاً عن مستقبل كركوك وقلعتها وكل الاحتمالات واردة، فنحن نخشى الفوضى والدمار لأن الكل متمسّك بها، ولا يدرك العواقب ولا يفكر بالمستقبل. كانت قبل ٢٠٠٣ عربية وقبلها تركمانية».

ويضيف: «كركوك تطفو على بحر من النفط وتلقّب بمدينة الذهب الأسود، لكنها ستطفو على أنهار من الدماء إذا لم تحكم صناع القرار العقلانية».

ويقول عماد متى وهو رجل أعمال آشوري: «الأفضل ترك كركوك لساكنيها بعيداً عن تدخّل دول الجوار والقوى السياسية، لأننا لا نستطيع العمل من دون الكردي والتركماني والعربي».

ويؤكّد أن «ظلماً كبيراً لحق بالأكراد والتركمان والمسيحيين على مرّ التاريخ، يجب تصحيحه بالحكمة والتفاهم لا بلغة القوّة والتهديد. ونحن كمسيحيين لا خيار لنا سوى الحياد».

http://www.almushahidassiyasi.com/ar/33/3761/