و أشرقت شمس الصباح
هي لوحة جدارية ألصقها على حوائط مستشفيات العالم
هي قصة من وحي الخيال المستند الى الواقع ..لا أدري كيف اكتنفني الهائم و لم ينفك عني حتى كتبته أرضاً..
أهديها لأخواتي الفتيات و النساء و الامهات مع الحب
و لاخواني الرجال و الشباب الكرام بما انهم مشاريع آباء أجمعين..
و الى سيد الاخلاق..و سيد العالمفتح الرضيع عينيه يقبل قرة عينيه التي أنجبته للعالم فرحا بالتقائها للمرة الاولى على الارض وجها لوجه.. اقشعرت ابدانه و ارتعش كيانه بالحياة يتلمسها بينما يشرب الحب من ثدييها المقدسين في ضوء فجره المنبلج للتو من بطن انتظارها الطويل.
فجاة هبت ريح شمالية باردة و حادثه روح كيان هائم في أقدار وحشية لوليد لم ينبعث للحياة و لم يحظ بالولادة في عصر الهمجية..
-يا صديقي السجين الحر في العالم..
أناديك من غياهب القادم
هات من لذة الحياة نكهة اذوقها
و من حضنك الدافيء الحنون لحظة اعيشها
أفتح لي مذياع الدنيا لأسمع ضجيجها
فأنا هنا في فضاء السماء أسبح بالصمت منذ موتي
و منذ ان حكم القدر علي بالاعدام شنقا دون ذنب
فأنا يا وليد السعادة
وليد الشقاء التعيس الحزين المتالم المسكين
و على جسدي مرت ألف سكين
انا ابن البؤس الأليم
رحلتُ و تركت روحي
مطبوعة في قلب امي التي أجهضتني مجبرة
قتلت في نفسي الحب و الحنين..
و خلفتني بالبؤس و الظلم المبين.
صمت الوليد بين ثديي امه المقدسين ..أحقا اجهضتك أمك؟ هل كانت اما؟؟؟
- نعم يا رفيقي السعيد الحظ ..دفنتني حيا خلف قضبان الجهل والتخلف و الخوف..فأبي لم يكن أباً*.
و اجهش الوليد بالبكاء باحضان امه ...
أمي ضميني خذيني
روح المسكين تناجيني
من كل صوب تحيط بي
فاملأيني
حبا فيضي
حنانا غمسيني
لأضمه أنا ايضا عله يستريح..
و ما هي قصتك ايها الهائم في الاعالي....؟
الهائم: كانت امي ..آه امي.. كم احبها و ابكي عليها ..كانت آية في الجمال و الرقة..رآها المجرم الذي ترك في جسدي آثار فعلته ..رآها تراقص النجوم ببراءتها و احبها حبا شديدا ..و هناك تكونت بذرة وجودي على الارض..
الوليد: و هل كنت جميلا مثلها؟
كنت اشابهها في كل شيء الا بضعفها و عجزها
كنت قويا في مقاومة الموت ..
صرخت طويلا
توجعت توجعا متواصلا .
تألمت لفقدانها
و اخذت من صبرها صبرا..
و من قلبها قلبا نقيا
روحي تلطخت باحزانها
وعيوني اصطبغت بدموعها..
شابهتها كثيرا
و اشتاق اليها مديدا
ليتك تقابلها و تقبلها عني..آه
الوليد: ما بك امازلت متوجعا؟
الهائم: تذكرت ابي فاختنقت بالكراهية..
طعنة كانت قبلته لأمي
و طعنة حرمتني النور!
لو تدري كم تمنيت أن أكون لها ابنا مطيعا
و أنثر في الوجود شقاوتي ولهوي طربا
وكم من المواهب و الهوايات صممت في تكويني
لو تدري أني خلقت لأكون عازفا لنشيد البقاء
و شاعرا للحب و الجمال
كم من الورود كنت احملها بيدي
لاعطر المكان
كم مرة طرقت بطنها أرجوها الفرار
الى عالم آخر أكثر عدلا وأكثر صدقا
و اكثر رجولة
لكن حبسها كان اكبر من حبسي
ما اجمل حريتك
يا صديقي
تنعم بالحياة
كم أنت محظوظ
لكني لست احسدك ..
فغدا يغتالون حريتك
بقيد الحياة!
و غدا يسرقون منك ضحتك
و يكبلون فرحتك
و يحبسون صوتك و لغتك
و حتى دمعتك
سيحرمونها عليك!
تهيأ لاستقبال قوانينهم
و ارتداء أقنعتهم
غدا!
الوليد: يااااااااااه ..كم احببتك ..ليتني أرى وجهك لأمطره بالقبل..
الهائم: لا لا لا أستطيع ان اكشف لك خلف الستار
فوجهي شوهته أيادي الجراحين
و جسدي ممزق في وضع مهين
أخشى ان ألفك ببردي الانين
فتخسر دفأك و الحنان
أنا هناك جائع عطشان
تائه عريان
و حزييييييين
فاشتد بكاء الوليد و طفقت امه تعتصره بقلبها تغمره بكل رعاية و امان بينما تضاءلت و انكمشت روح الهائم تبحث عن حب يغمرها في عالم اعتم عليها الضوء و حرمها الوجود..
أمعن الوليد بضوء عيني امه و رفع سؤاله للروح الهائمة..
- و كيف كان لقاؤك مع الموت؟
الهائم: في لحظة ولادتك كنت بالقرب منك اشهد لحظة موتي..!
أنت صرخت باكيا بالحياة و انا صرخت أقبل الممات
و اندلعت نارا شديدة
دخلت ليلا حالكا كاتم الانفاس
جذبتني قوقعة شديدة الانجراف
و كنت اتسلق للحياة بقوة لكن الموت ابتلعني سريعا و اندثرتُ
و تمايل الهائم شوقا للحب حتى امتلأت جعبته بالشهقات فاذا بالحب يمد يديه اليه و ينتشله من عتم القهر والموت..
غمره الحب بقوة من كل صوب
ألبسه جسدا بهيا
و بدل وجهه المشوه بوجه مضيء
و اشرقت شمس الصباح
سكنت روحه أخيرا بسلام وارتاح
و كان نهار آخر
*مع احترامي الكبير لأخواني من الجنس الآخر ، وتقديري أن مسببات الاجهاض تتعدى لوم الاخر فقد تكون المراة هي الملامة بحق الاجهاض أو لغيرها من المسببات المرضية..لم يكن القصد الاساءة اليكم أعزائي بل الاضاءة في احدى الزوايا المظلمة فقط و تبقى أبعاد القصة أبعد من ذلك.صباح الأحد
عيد القيامة
07-4-8