المحرر موضوع: لي نظرة في مرآتك لم تألفيها  (زيارة 1008 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل كريم إينا

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1311
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
لي نظرة في مرآتك لم تألفيها
  كريم إينا
                               
إعتليتُ حرّيتي بكلمات منحوتة
خلفي مومياوات تعصفُ برعدها
أتضرّعُ لعطشي وقتَ الظمأ
بنيتُ إخضراري كذيول السحالي
تجرّعتُ المدى فوقَ عناقيدَ النخل
وظلّك يُطاردني كقبلة نائمة
والنعاسُ أعمى قنديَل الشفق
ستظلّ عيني تبوحُ قصائداً لم تألفيها
لأنّ البلابل هامت بتغريدها المنسي
أشباحُ رؤياي تُطفىءُ سراج الظلام
أمرّرُ نهري من دائرة الشبق
أبتّ بها ذروة صحوي
لتُدخلَ في النفوس شعاع الشمس
***
أنتجعُ مواقع المطر لمرآة صافية
تتدفّقُ منها جداول أشعّتي
كأنّها مسجورة في التنّور
تصحو من رُقادها في زمن الشيخوخة
أعفّرُ خلجاتها بنفسي الملتهبة
مسكتُ لجام العنان فتحسّستُ
إرتجاجَ أصابعي
ورذاذ المرجان الندي أومضَ من برد قارس
غسلَ خطيئتهُ ببياضي
تخبو القناديلُ من ذاكرتي
لم تدر من يَنامُ حولَ سرّتها
الغاؤولدُ* أم بربخُ الحوّاء
ما أنا إلاّ نسيمٌ يسكنُ صدرك المفتون
أحاولُ فتحَ أبوابه
للآتي من بعدي
***
عندما دخلتُ صومعة الدير
إمتلأ فيّ الفراغُ
صوتٌ ناداني
نفختُ ظلّي ليدخل في روحي
أراهُ يتبعني خلفَ المزمور
عندما دخلتُ مدار السنة الضوئية
رشفتُ ضوعَ وردة القمر
ذبلت أوراقها وتناثرت
رشفتُ أخرى فإختنقت
من هوائيَ الغير المألوف
بحثتُ عن لغز مكنون
لأعرفّ سرّهُ
فلم أجد فحواهُ
وفي تلك اللحظة ناداني خيط مرئي
يذكّرني بالنزول إلى كوكبي
لم أرَ في تلك اللحظة
من يُدخلني من باب الصمت
***
ليلي يدورُ يبحثُ
عن مثلّث مشنقتي
وهي تتدحرجُ على كرة حمراء
يعلو ضوؤها ويخفتُ
كأنّها.. هسيسُ الحشرات
تُضىءُ أمامي وتختفي
ما زالت ومضة ليلي تنتظرُ
توقيتَ إنهمارها على نقاط حروفي
يُرافقني شبحُ القمر
داخل الزهور الملوّنة
يتوّج وشوشة الليل
في بؤبؤ نسمة البحر
يُقطّرُ مرآتهُ المنسدلة
ويسكبُ من عيونه
دموعاً مدرارةً
تشهقُ بالنواح
***
ترتجفُ يديّ بنظرات الوقت
تتأرّقُ أحلامي
نحو مظاهر الجمال
أطلقُ الكلمة مثل مهر بلا عنان
ظلّي يحرقُ ذاتي العذرية
لينتفخ شعري كريش البجع المجعّد
لتسرقني تفّاحةٌ عالقة في الهواء
آه ٍ، يا لقلبي
داعبهُ النعاس
فصارَ يقبّلُ نسيمَ الحديقة
يلوّنُ الحبّ معهُ
تلتصقُ نفحاتهُ في قحف النافذة
نفحة تُشابكُ نفحة
تحتَ أنفاس الليل المشتعل
كانَ الصمتُ يُرافقني
يُحدّقُ في عيني
يرمقني بحزام من نار
***
ربّما أثبُ من اليمين أو من اليسار
ولكن لا تهرسي قبلتي
بل دقّي روحي في جدارك
ليبقى إطارَ صورتي
نجماً يلوحُ في الأفق
الكونُ كلّهُ وراؤك
معذّباً متدثّراً بالثلج
سنكتفي كلانا بحرارتنا
من دُون كلام
قد نصلُ إلى باب الإبداع
يُؤرجحنا من يشاء من الشعراء
سينفتحُ مصراع لولبي
وأتجاوزُ ساعة الإغلاق
ما بينّ العتمة وشهيقَ الأنفاس
يوماً ما ستغتسلي برغوة صابون شعري
فتنبهرُ لآلىءُ النور من ضحكتك الثملة البيضاء
***
أيّتها الفاختة المعلّقة بالسحابة
لك قلبي تاريخَ مولدي
وساعة رملي،لا تهربي من أمسي
بل أدخلي في صبحي
لأسدل وشاحك عن سواده
أو أقطعُ حبلَ السرّة قبلَ أن تتملّصي
ليسَ لأوهامي الضريرة نظرة في مرآتك
مثل المطر أنشقُ اليبابَ والقحطَ
وبه يزولُ شحوبَ ليلك
سأنتظرك عندما تمرّينَ
وأكنس شارع جوارحك المتبخّرة بنظرة حبّ
عندما يكونُ الصباحُ مضاءاً
أرى موجة ساريك مرفرفةً
ترسو في شواطىء أحلامي
وتنهّدَ ظلّ خفيف
ينثرُ الكحلَ في أفواه خاوية
لا ينسى إشارات اللقاء
هيا لنستعيرَ السعادة
لتصبح للحياة معنى
إعتبريها مصادفةً أو قدراً
أنظري كيفَ يتوهّجُ وجهانا؟
بعدَ أن كنّا تائهينَ في تلك اللحظة
لقد تحقّق الحلمُ الذي حلمنا به
وأصبح حبّي حاضرٌ في ظلّي
لعينيك الساحرتين تعويذةٌ
قد وقعَ قلبي بحبّها.
حاولتُ إقناعهُ بالرجوع
لكن جمالك الأخّاذ
يسبّبُ لي متاعباً سرمدية
يا للتعويذة التي ترسلُ إشعاع نظراتك
في المرآة
دعيني أقبّلُ شبابك
وأنا في حالة النشوة...
.....................................
*الغاؤولد: وهم قومٌ من الفضاء الخارجي.
***