المحرر موضوع: عتابُ شاعرة ومرارة العيد  (زيارة 801 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل لطيف ﭘولا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 283
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني


              عتابُ شاعرة ومرارة العيد
                                         لطيف پولا
تـــــــضــامــنــاٌ مــع شاعرة بــاطــنــايــا ســمــر صــومو وهي تطلق صرختها وتنتحب على قريتها ,المدمرة المهجورة , عشية العيد ..اطلق صرختي لـنُــسمعَ من به صَمَـمُ كي يعيدوا المهجرين الى ديارهم وبيوتهم والحياة الى قراهم وحقولهم  ومصانعهم ومدارسهم....
فكلما يطلُ العيد ترنوا قلوبُ النازحين الى قراهم المهجورة وتهفوا قلوبهم الى بيوتهم المحروقة , لتحرقهم نار الحزن والأسى, فيهربُ العيد خجولاً, ولكن الشاعرة سمر صومو من قرية باطنايا تناجيه بألم  فتخاطب العيد قائلة :
جئتنا ياعيد بفرحة خجولة
جئتنا ياعيد وقرانا مهجورة
جئتنا وبيوتنا العامرة مطمورة
قلوبنا ثكلى وعيوننا بدمعها مغمورة
جدران الدار واﻻبواب والنوافذ مكسورة
قرانا غادرتها الزهور والحمام والعصفورة
سكنتها الغربان واللصوص والكﻻب المسعورة
اﻻعين ياعيد بصيرة واﻻيادي مبتورة
صدأت نواقيس الكنائس لم تعد مسرورة
غابت القداديس والصلوات والنذورا
عذرا ياعيد .. مللنا اﻻنتظار والوعود المأجورة
متى ياترى متى ياعيد تكتمل الصورة ؟
                 ــــــــــــــــــــ
ترى من يلجم قلبي من المناجاة معها؟ فقلت للشاعرة سمر صومو مُعقباً على قصيدتها :

تعقيب على شاعرة مُهّـجَّرة                   
لطيف پولا               
نوحي على عشكِ يا حمامةَ  الدوحِ   
                 فمن دون عشكِ هيهات أن تستريحي
جروحك تنزفُ في المساءِ والصبحِ   
                وصوتك  قد بَـحَّ  مع أدراج الريــحِ
وباطنايا ذُبحت دون ذنبِ أو جُنحِ     
                 من يُعاقب  نـذلاٌ أصابها  بالرمحِ؟!
 ما من آسٍ يسمعُ صوتَ الشعبِ الجريحِ
                العالمُ  مشغولٌ  بالسمسرةِ  والربحِ       
والمجرم ُ طـليـقٌ لا يخشى لا يستحـي
               كالجرادِ زحـفـوا على حـقـولِ القمحِ
وخـفاياهم  بانت رياتٌ على  السطـحِ   
                والحـق لا  يـنال  بالهجاءِ  والقَـدحِ   
 ولا تنـتظر خيرا ياتـيـك مـن القَـرِحِ 
                 فالآمالُ  ورودٌ  لا تنبتُ في المـلحِ
 فعلوا  ما أرادوا  من  تدميرِ وذبحِ 
                فعلُ  غرابِ  البينِ  إتـَّـسـمَ  بالـقُـبحِ
نهيبُ  بمن تبقى من المـَعـشرِ السَمحِ
                       أمّـا حـقـكـم فلا يحتاجُ الى شــرحِ
                    ــــــــــــــــــ
ومثل كل الحمامات التي تدمر أعشاشهن الغربان اطلقت صرختها وهي تنتحب في قصيدتها وترثي بلدتها باطنا المُدمَّرة والمهجورة قائلة :
   
الى شفعاء باطنايا ....
سمر صومو
حزينة بلدتي حزينة
لايروق لك ان تكوني حزينة
كنت بهجة الدنيا ولا مجال للضغينة
كنت كل الفرح والحب ولم نسمع انينا
 ضحك الاطفال حديث الشباب والمسنينا
دبيب الاقدام بخطى فرحة كالمحبينا
ورود زنابق حشائش متعانقة تغنينا
وليلينا طويل ليل السمار والعاشقينا
افراحنا كل يوم وبالحنة مصبوغة ايادينا
اليوم .. يتيمة وحيدة تلفها السكينة
كأن ليس لها أهل لا خل ولا خليل
حزنك كبير جرحك ودموعك مهينة
عار علينا ديارنا لم تعد أمينة
عار علينا تركنا أرضنا الثمينة
هي تبكي ونحن نبكي لا جواب ولا معينا
مللنا الانتظار وزدنا شوقا وحنينا
ضاعت بلدتي وكثر ملاحي السفينة
قالوا وقالوا وقالوا : وبعدها رهينة
غابت ضحكاتنا وكثرت الحسرة والونين
أسيرة لؤلؤة الكلدان من سنين
يامار قرياقوس يا مار أوراها ألم تصلوا آمينا
متى تفيقون وتفكون الأسر اللعينا
ياشفعاء باطنايا هل مازلتم نائمينا
أأ نتم أكذوبة : آه ياربي ضيعنا الشمال من اليمينا
أولستم حراس القرية أين الشفاعة والدينا
لا أزوركم بعد لم تحموا لا القرية ولا أهالينا
جعلنا لكم أعيادا وقدمنا نذورا وقرابينا
اتنتظرون أعجوبة منا نحن الخاطئينا
لم يعد لنا أمل لا بالبشر ولا من قديسينا
                ـــــــــــــــ
وتضامنا معها اطلقت صرختي لأسمع من به صمم ُ
فقلت :

          ها قد هزنا صراخكِ... !
لطيف پولا
يا لهــذا اللهيب  قد فـاقَ البراكينا !
               صُبّي جامَ الغضبِ واهتكي الدجالينا
ليس من البشر من أفنى الملاينا   
                  إنهم  من الذئابِ  نهشوا  المساكينا
يا شاعرة باطنايا أمسيتم قرابينا 
                  منقذكم  أوغادُ من  يصبح  معينا ؟
اصرخي من الأعماقِ وسبي الظالمينا
                 والأقربينا أولى قد امسوا سلاطينا!
باعوا كلَّ شيء حاضرَنا وماضينا 
                    كالجرادِ أحرقوا حقولا, بساتـيـنا
وجـعلـوا  الديارَ  ثــاكــلـةً حزينة   
                      خرائـباً تـُـفرِح ُضِـباعاً ثـعابـينـا
واطلالٌ  البيوتِ  تـنـتظر سـنـينـا   
                 كالذي  يحتضرُ يـلـتمــسُ  اليـقـيـنا
والطبيب ُقد باع  ضميرَه والــدينا 
                  وأرواحُ  الاجدادِ ترقــبُ العابــرينا
تسـتـغـيثُ  لـنـمُــدَ  لها  أيـاديـنـا 
                   ومِن  تحتَ القبورِ تنادي النازحينا