أشكر كل الذين ناقشوا فكرة الموضوع وحاولوا إيجاد حلول عملية للمشكلة التي نعاني منها ، لأن تأكيد عدم وجود مشكلة بفلسفات فارغة لاتستحق حتى الرد،
لم يقل احد بانه ليس لدينا مشكلة.
ولكن هل انت رايت في حياتك شعب لا يمتلك مشكلة؟ انت عندما تطلب بان يكون كل شعب بان يكون خالي تماما من اي مشكلة والا فان هذه كارثة ونهاية الحياة فانت تستعمل فلسفة فارغة وهي عبارة عن هراء لان هذا الشئ لا يمكنك تحقيقه في الحياة. الكثير من الذين يكتبون هنا هم شرقيين يعيشون في الخارج وكلهم لم يشاهدوا كيف تكون الحياة الحقيقة , فهم ذهبوا للغرب حيث كل شئ حاضر ولا يعرفون بان الغربين امتلكوا مليون مشكلة التي كانوا عليهم حلها قبل ان يصلوا الى ما وصلوا اليه.
ولان ليس لحد الان هناك شخص واحد تمكن بان يكتب ولا حتى سطر واحد يؤيد ما تقوله انت بامكانية ايجاد حلول بطريقتك تكون قابلة للتطبيق فانني ساسالك انت وغيرك السؤال التالي:
لماذا على ابناء شعبنا ان لا يمتلكوا مشاكل؟هل خلقهم الرب ككائنات خارقة مختلفة عن بقية البشر في العالم؟ ام ماذا ؟ اكتب لي حرف واحد... قضية ان كل الاسئلة التي طرحتها انا يستطيع اي شخص ان يسميها بانها مدفوعة الثمن هو شئ لا يحتاج ولا حتى الى دقيقة واحدة من اي مجهود فكري يذكر. ليقولوا ذلك ولكن عليهم ايضا ان يقدموا اجابات ويشاركوا بمجهود فكري قبلها ايضا.
في ان هناك مشكلة في التسميات والنقاش حولها سماها البعض بانها كارثة واخرين بانها تستنزف كل طاقات ابناء شعبنا التي تؤثر على تركيزه لتبعده عن مواجهة المصاعب التي تواجهه واخرين يقولون بانها ستمزق هذا الشعب الخ..
هذه الجمل التافهة هي اذا كانت تمتلك ادنى درجة من الحقيقة فانها ستقول فقط شئ واحد وهو ان هكذا شعب هو شعب متخلف وجاهل.
وهذه تدخل فيها بهكذا شكل مضحك حتى الكهنة وقاموا بلقاءات بين بعضهم البعض وكتبوا تصاريح ومقالات واعطوها عدة اسماء وبانها بسبب ابتعاد ابناء شعبنا هؤلاء عن تعاليم المسيح وعن الكمالية المسيحية..
هذه ما قالوها هي حتى لاهوتيا عبارة عن هراء..., المسيحية لا تطلب من احد الكمالية ..بل المسيحية تقول وتؤكد بان كل انسان قد يخطاء وهنا في المسيحية فقط تاكيد على الاعتراف بالاخطاء وسر التوبة... والمسيحية تعتبر الكمالية (بشر يعيشون بدون اية اخطاء ومشاكل) بانها مرض... وحتى العلم يعتبر الكمالية perfectionism بانها مرض... لو كان سيد المسيح مؤمن بالكمالية ويطلبها لما كان قد اختار هذه النوعية من التلاميذ الذين كانت حياتهم كلها اخطاء واكثر من العديدن منا في يومنا هذا.
في المجتمع الغربي الذي صاحبته حياة راسمالية وعلمية وتطور المنطق عنده خلال تاريخ طويل بشكل تدريجي وتعامل مع كل ذلك افراد تلك الشعوب ليصبح جزء من طريقة تفكيرها فانه ليس هناك هكذا طريقة تفكير: "يجب ان لا تملك مشكلة والا فانت تملك كارثة وستنتهي وهي نهاية الحياة وانت لن تستطيع بعد الان بان تعمل اي شئ مفيد لان المشاكل ستبعد تركيزك وتشوه طريقك ولن تعرف كيف عليك مواجهة التحديات"
في الغرب ليس هناك هكذا هراء. بل العكس , فحتى في الشركات عندما يقدم شخص الى شركة ويكتب عرض عمل وسيرة خبرته الدراسية والعملية فانه عندما تاتيه موعد المقابلة فليس هناك شركة تتنازل عن السؤال التالي: كيف ستتصرف اذا كنت تملك عدة مشاكل في عملك مثل انت تمتلك عدة واجبات التي قد يكون عليك انجازها في وقت متوازي وانت هكذا ستكون تحت ضغط وتحت ضغط عامل الوقت ايضا؟ هذا السؤال يعتبرونه من اهم الاسئلة, لان الشركة تريد ان تعرف بان هكذا شخص يستطيع ادارة المشاكل ويستطيع ان يحتفظ بالهدوء ومن التركيز بالرغم من كل هذه الضغوطات من انجاز عمله بطريقة صحيحة.
اما اذا قال شخص بانه من المستيحل انجاز شئ لان هكذا ضغوطات تعتبر مشكلة كبيرة له وبانها ستبعده عن التركيز الخ فانه لن يحصل على فرصة عمل ولا ليوم واحد.
لذلك ما هي الطريقة الصحيحة التي يجب ان نتحدث بها مع ابناء شعبنا؟
جوابي: ان نقول لابناء شعبنا بان كل شعب يمتلك مشاكل وهذا شئ طبيعي في الحياة.. وبان الجدارة تكمن في ان نتعلم كلنا التعايش مع وجود مشاكل وبان نتقبل الحقيقة التي تقول بانه لا توجد حياة بدون مشاكل وبان نتعلم بان نتضامن ونتعاضد ونشارك بعضنا البعض لتحقيق انجازات بالرغم من وجود مشاكل وهذه كطريقة لتعلم ادارة المشاكل.وحتى في الغرب عندما يكون هناك مشاكل كبيرة جدا وضخمة فلا يقولون هناك بان نهاية الحياة اقتربت وكل شئ سينهار وسيتمزق وانما يقومون فورا بانشاء لجان يسمونها ب problem management او Crisis management
وانا اذهب الى ابعد من ذلك لاقول بان هذا التفكير الخاطئ موجود للاسف حتى بين احزاب ابناء شعبنا, فهؤلاء عندما يلتقون ولا يتفقون على نقطة معينة فانهم بعدها يتهمون بعضهم البعض بانها بسبب مشاكل مع ذاك الحزب او غيره والتي هو من يسببها.. ولكن نحن نعرف مسبقا بانه سيكون هناك هكذا مشاكل ولكن كما قلت فان الشخص الذي يمتلك جدارة وعقل صحي سليم ويفكر بطريقة صحية ومنطقية هو الشخص الذي يتمكن من التعامل مع المشاكل ويستطيع ان يصل الى حل ما بالرغم من وجود مشاكل.
ملخص: لا وجود لحياة بدون مشاكل.. وبان ابناء شعبنا يمتلكون مشاكل هو شئ طبيعي جدا..الجدارة تكمن بان نتعلم التعايش مع وجود مشاكل ونتقبل الحقيقة التي تقول بانه لا وجود لحياة بدون مشاكل... وبان نتعلم من ان نتضامن ونتعاضد ونفكر بايجاد حلول بالرغم من وجود مشاكل...بان نتعلم ادارة المشاكل...
الشعب الذي لا يستطيع ذلك هو شعب لا يمتلك هكذا جدارة ولا يمتلك هكذا خبرة وبالتالي سيفشل في كل شئ ,وهكذا شعب سيكون شعب متخلف وجاهل ويستحق الفشل.... ومن هنا لن يفيد اي شخص ان يقوم بالصلاة يوميا بان يصل الى الكمالية ليحصل على حياة بدون مشاكل لانه لن يحصل عليها مطلقا... ولن يفيده بان يكتب يوميا "انا شخص خير وساقوم يوميا فقط بلعن المشكلة"...لانه هكذا سيقوم بتعليم ابناء شعبنا بان يستسلموا لان هناك مشاكل ويعلمهم ويقوم بتعويدهم على الاحباط ...
ملاحظة: انا اعرف مسبقا بان هناك اشخاص لا يمتلكون اية خبرة في الحياة ولا يمتلكون اي مجهود فكري يذكر ليناقشوا اي شئ ليقولوا بانني تقاضيت مبلغ الف دولار مقابل هذه المداخلة الانترنيتية ومن ثم سيدخل شخص اخر ليشكرهم على ذلك ويقول له كثر الله من امثالكم وزاد من ميزان حسناتكم كما يفعل العربجية السعودجية...