المحرر موضوع: دهوك نافذة على كوردستان السياحة كالذهب والنفط ، قوة وجمال وسمعة دولية  (زيارة 1080 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عصمت شاهين الدوسكي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 460
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
دهوك نافذة على كوردستان
السياحة كالذهب والنفط ، قوة وجمال وسمعة دولية




عصمت شاهين دوسكي

دهوك هذه الواحة الخضراء الجميلة تطل عليك وأنت آت من طريق الموصل عبر منفذ سد الموصل وبدرية وجمبور وفايدة  إليها ، وفي أول طله لها وأنت تدخل إليها يقابلك وادي بساتين وبيوت عامرة تحس بنسيم جديد يهب عليك ، ينعش القلب والروح وتذكرت أمي الله يرحمها عندما كنا في الموصل ونحن صغار كلما واحد منا أصابه مرض تقول لنذهب لدهوك فنسيمها يشفي كل مرض وكل عليل ، بعد النزول في الوادي يقابلك جسر صغير لتعبر الوادي ثم صعود لتشرف على مدينة دهوك العروسة التي تحمل تاج الجبال والهضاب والتلال والروابي والسفوح الخضراء ، مدينة عصرية سياحية تجددت فيها أماكن كمناطق أفرو ستي وتناهي وزركة وحي الملايين ودابين 1 ودابين 2 وغيرها من المناطق الحديثة وعلت العمارات والأسواق الكبيرة الواسعة وأماكن الترويح عن النفس ،
 
 هي مهد ولادتي في قلبها النابض في منطقة شيخ محمد التي أصبحت الآن منطقة تجارية عمارات وأسواق ومطاعم تضج بالناس والزوار ، ولا شك كتبت عنها قصائد عديدة " عروسة الشمال – أيتها السمراء – دهوك – وغيرها " ورغم الركود الاقتصادي والأزمات التي من أسبابها الأساسية هي القضايا والمسائل السياسية العالقة التي لا تحل بسرعة ، كل الأزمات تكود محدودة الزمن وليست هناك أزمات مفتوحة للأبد ، عندما تنتهي الأزمة تعود الحياة كما كانت بل أكثر تطورا وتجديدا وإبداعا ويبدأ النمو والتقدم والأعمار في كل المجالات الإنسانية والعمرانية ، حين تبقى الأزمات لفترة طويلة يكون ضحيتها الفرد المجتمع وكأن وجودها لعبة سياسية منهجية على بقاء الأزمة كما هي بلا حل ، رغم وجود حلول كثيرة فنحن في عصر الحرية والديمقراطية والحقوق الإنسانية والانفتاح نحو عالم وفكر متطور ، هذا الركود الاقتصادي يؤثر على الجميع ما عدا من لهم سلطات معينة
 

فالأزمات تغنيهم أكثر ولا تفقرهم كتجار الحروب يتاجرون بالسلاح لقتل الأبرياء فهم في وجود الحرب أغنياء وعدم وجودها أغنياء ، ولا أريد السرد في هذا المجال لأنه متشعب وطويل فقط أقول حل الأزمات موجود ولكن لم لا تحل الأزمات التي تؤثر تنازليا على جميع أطر الحياة ؟ فمن لا يكون بقدر المسؤولية في أي مجال كان عليه أن ينسحب ويعطي مجالا لآخر وليس عيبا أو نقصا فكل إنسان له طاقة فكرية وجسدية معينة ، ولمن لا يعرف دهوك ، منذ بداية القرن التاسع عشر تجلى اهتماما كبيرا بالمدن بدراسات وبحوث ، وخاصة من الاختصاصات الأوربية في تطور الحضارة لكل مجتمع وأمة ، تقع دهوك في شرق خط الجرينتس وإلى الجنوب من خط الاستواء ( 585 م ) على مستوى سطح البحر ، موقعها مهم واستراتيجي تحيط فيها الجبال من ثلاث جهات ، وهناك نوعان من الأنهار الصغيرة داخل المدينة الأول يسمى نهر دهوك الكبير والثاني يسمى ( Heshkara ) ويعني النهر الجاف ، يجف في الصيف ويرتبط النهرين مع بعض في الجنوب الغربي من المدينة لهما أهمية في ري البساتين والمزارع داخل المدينة ، في 4 / يونيو / 1980م  بدأ العمل لبناء سد على نهر دهوك ليغدو بعد إكماله إلى منطقة سياحية مهمة ،
 

أهمية دهوك الاستراتيجية إنها تقع عند تقاطع حدود العراق وتركيا وسوريا وقد ذكر الألبان عام 1907 م إن دهوك منفذ كوردستان ، تعددت مصادر تسمية دهوك ولكن الأكثر شهرة هو رأي المؤرخ الكوردي ( Husni Mokriani ) إن سبب اسم دهوك هو أن الأمير الكوردي " Akh Shindo  " في منتصف القرن الرابع يأخذ ضرائب على المحاصيل وكان الأخذ اثنين بقبضة يد من المحاصيل والأديب حجي جعفر مع الرأي الذي يقول إن كلمة دهوك جاءت من جا هوك ، وهناك رأي آخر شائع عند الكثيرين من كبار السن في المنطقة يقول إن أصل كلمة دهوك جاءت من ( ده روك ) أي المدخل أو الباب لأنه في جميع الأزمنة كانت دهوك مدخلا للمناطق التي حولها ، يعيش في المدينة بغالبية الكورد الآشور والكلدان والارمن والعرب واليزيديين والصابئة ، الاسلام هو دين الشعب الكوردي مع احترام خصوصية كل الأديان ، قابلت صديقي الفنان التشكيلي والمصمم والشاعر نزار البزاز في مطبعته في حي الشهداء ثم اتجهنا نزولا بين الأزقة والشوارع إلى أن وصلنا إلى منحدر بدرجات عدة وقفنا نتأمل المنظر البديع الذي أبدعه الله في هذه المنطقة الجميلة
 




حيث البساتين والتطور العمراني ومنظر قمة الجبلين الشاهقين الجبل الأبيض لوجود الصخور البيضاء وجبل مام سين كأنهما عاشقين منذ الأزل بكبرياء وشموخ وجمال يا ترى كم شهدا على حكايات تاريخية وملاحم عشق إنسانية حدثت ومرت من هنا ، على مدى النظر نرى البساتين التي كنت أراها منذ صغري ويتحدث صديقي نزار ويتذكر عن أيام كانوا صغار يلعبون في هذه البساتين بين الأشجار وعندما ينهكهم الجوع يأكلون التين والعنب والرمان وغيرها من الفاكهة المتدلية في أغصان الشجر ، عبرنا جسر صغير يمتد للضفة الثانية ثم لمحت لصديقي نزار أن ننزل إلى النهر الذي أصبح مقسما بين مجرى يمين ويسار وعلى أطرافه أقيمت الكازينوات وكراسي منتظمة كتب عليها دائرة السياحة كذلك توجد بعض الأشكال الهندسية مطلية بلون أبيض ،
 

وسرنا مع نسيم وادي النهر المنعش الذي يلامس ملامح الوجه ليضيف النشوة الطبيعية والإحساس بالوجود ، ويدب النشاط في الأعضاء الجسدية ، وإذ بنا في سيرنا نقابل باب مسرح مفتوح بلا باب على جداره الأيمن وجهان من برونز مجسم بارزان واحد يضحك والآخر يبكي ، كضحكة الأهل بولادة مولود جديد ، كبكاء الأهل عليه عند فراقه ، يلخص الحياة برمتها ، ودخلنا على اليمين مساحة للمسرح الطلق وبابان على يمين المسرح والثاني على يساره وإذا نظرت إلى أمامك والمسرح في ظهرك تجد منظر بهي كأنك في إحدى مدرجات الرومان في أعلاها أعمدة عالية بيضاء اللون ومذهبة اللون بين أطرافها نعم صورة مصغرة من المسرح الرومانية أو الأثينية وفي الثمانينات عندما ذهبت إلى الأردن رأيت نفس المدرجات في ساحة واسعة وسط المدينة وكان السياح يجوبون المنطقة ويستريحون على مدرجاتها ،
 
أبهرني هذا المكان الجميل في وادي نهر دهوك رغم صغر مساحته خاصة نسيم النهر يضفي المكان سحرا وراحة وسعادة روحية وسألنا أنا وصديقي نزار يا ترى لماذا هذا المكان السياحي متروك هل شيد لفترة زمنية معينة طارئة وانتهت الفترة أم أصبح المكان مع الزمن منسيا كالأديب والمفكر والعالم والشاعر المنسي ؟ هل تقام نشاطات فنية على هذا المسرح لمدارس ومعاهد وكليات أم إنه مجرد أثر جميل شيد على نهر دهوك  وأصبح مع الزمن منسيا مثل كثير من الأشياء المنسية ؟ هذه صورة مصغرة من جمال دهوك السياحي ، فالسياحة كالذهب والنفط والاهتمام فيها قوة وسمعة وهي نعمة من الله للبشر فدعونا نهتم بنعم لله في كل مكان لتكون واجهة حضارية جميلة للعالم .

غير متصل حنا شمعون

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 760
    • مشاهدة الملف الشخصي
الأستاذ عصمت شاهين دوسكي المحترم،
تحية دوسكية منگيشية،
دهوك كنت أراها كلما سافرت من والى قريتي منگيشي وعشت فيها فترة قصيرة وأُكلت من ثمار بساتينها التي كان أشهرها المشمش . نهرها الصغير الذي أظن ان اسمه "روبار" وانت هنا تسميه نهر دهوك الكبير مارست السباحة في ماءه البارد حيث يتقابل الجبلين العاشقين الذين اوردت ذكرهما. دهوك نسميها " أتوك" بلغة السورث، لغتي وكان فيها محلة خاصة للمسيحيين تسمى محلة النصارى ، اعرف انها الآن اثر بعد عين، وتحولت بيوتاتها القديمة الى شوارع وأبنية حديثة. ولكن الذي لا أمل تغيره هو سوق دهوك القديم الذي كان تحفة نادرة بضجيجه في امكان معينة وهدوءه في أماكن اخرى وكان يقصده أبناء المدينة والزوار من كل صوب وحدب.
دهوك يا استاذ عصمت اشتقت لأن امر بها وانا ذاهب الى قريتي وآخر مرة رأيتها كان عام ١٩٨٠ حيث كان عليّ ان التحق بخدمة الأحتياط من خلال دائرة تجنيدها، ومنذ ذلك الحين انا أعيش غربة الوطن مرة اتحسر وأخرى أتشكر، لأن ياأخي عصمت حكام الوطن من صدام حسين الى الحكام الحاليين لم يبغو سعادة المواطن والّا ما كنا قد غادرنا أصلاً وان كنا قد غادرنا لكنا قد رجعنا افواجاً افواجا الى حيث تنتمي جذورنا.
شكراً لهذا التحقيق الذي أعادني الى الذكريات الجملية حين كان صوت تحسين طه يصدح " دهوكي چند فروشة " وأظنها تعني دهوك كم انت جميلة. وهي حقاً كانت جميلة ولا زالت هكذا كما فهمت من مقالك هذا.
نتمنى لها ولأهلها الطيبين امثالك استاذ عصمت كل الخير والازدهار.

مع التحيات العطرة،
              حنا شمعون / شيكاغو

غير متصل maanA

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 236
    • مشاهدة الملف الشخصي
عشت..ست سنوات.. في دهوك بحدود 2008 لغاية 2014..من اجمل ايام حياتي...التقيت..فيها بكل مكونات دهوك..فعلاً..ناس اصلاء وكرماء الى حد كبير..رغم اني لا اتكلم اللغة الكوردية.. ومازالت قطعة الارض التي ترجع بالاصل لوالدتي..موجودة..في منطقة نزاركي محامين... وقبل ان اغادر... دهوك..لاسباب كثيرة... كنت قد انجزت معاملة البناء..تقريباً..ولكن الظروف المادية حالت دون ذلك.. اتمنى ان تسمح الظروف..واشيد منزل صغير لامي.. في دهوك.