المحرر موضوع: غرائب الحياة  (زيارة 1123 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل سـلوان سـاكو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 453
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
غرائب الحياة
« في: 04:51 03/03/2018 »
غرائب الحياة
يعجز القلم في هذه اللحظات عن تسطير شيء يذكر، من غرابة الأحداث والوقائع الجارية من حولنا ، أمور يصعب وصفها أو حتى تصنيفها من حيث منطقها أو لامنطقيتها أو حدوثها حتى. 
الحياة تضعنا امام إختبارات وصعِاب بالغة الحدة والتعقيد، الكثير منا لا مقدرة له على تجاوزها فيظل جاثم على تلك البركة ينظر للأسفل يشترّ الماضي والمأساة التي لحقت به، والبعض الضئيل يتجاوز المِحنة ويعبرّ المرحلة الى الضفة الاخرى وهنا يكون رهانه على العيش بسعادة وفرح، وطوق النجاة الذي من خلاله يصل الى ميناء السلامة.
الحياة مراحل ومحطات ومتعرجات تارة تصعد  وتارة اخرى تهبط، نفرح في محطة منها ونعيش السعادة والفرح، وفي محطة ثانية نتألم ونبكي ونيأس حتى يبلغ الحزن  من الكأس فيصل للثمالة، فنكون هنا قد جربنا كل شيء من خلال مرورنا في هذا الطريق، مُرها وحلوها، الشقاء والفرح، الحب والكراهية، وهذا يدعى المتناقضات أو الأضداد في الشيئ أو الموضوع.
 تصوراتنا للحياة لن تأتي في كل الأحوال منطقية أو ضمن سياق واحد تكون على أهوائنا، أو على قياسنا، مجموعة من الشبان يموتون في حوادث متفرقة خلال أسبوع واحد وفي دول متفرقة، رجل مُسن في أقصى الصين يُشفى من مرض السرطان بعد ان كان مستفحل به الى درجة اليأس، أمرآة تسقط مغشية عليه بين قضبان سكة  حديد   القطار  يمر القطار عليها ولكن لا تموت ، رجل يطلب من زوجته شاي وقبل أن تلبي رغبته تجده قد فارق الحياة وبيده جهاز الريموت كنترول، شاب تطلب منه أمه أن لا يسافر على متن الطائرة يأبه ذلك فيصل المطار متأخر تقلع الطائرة دونه وبعد دقائق تسقط الطائرة. صور كثيرة ومتعددة، الرابط بينها هو غرابة الواقعة من حيث حدوثها، ونحن بسذجتنا المعهودة نضعها تحت عنوان القدر، القسمة، النصيب ، انتهت خبزته، ولم نفكر أن للطبيعة منطق أخر غير منطق البشر تسير هي عليه كما هي تراه لا كما نحن نرآه ، فهي غير مبالية بِنَا على الإطلاق لانها أي هذه الطبيعة، لها كينونتها وذاتها وشخصيتها الخاصة وتعمل وفق هذه المتلازمات سواء كنّا نعلم أو لا نعلم بذلك ندري أو لا ندري.
لن  تنتهي في يوم ما الأحداث الغريبة من هذا الكوكب لأنها جزء منه، وجزء من ذلك العالم الخفي والسر  المستور . يبقى على الكائن البشري والذي إنبثق منه إنسان اليوم أن يفهم ويحلل ويُفسّر تلك الظواهر من منظور الطبيعة ذاتها وماهيتها وجوهرها ، ولكن إلى أن يصل هذا الانسان الى ذلك الفهم والوعي بطبيعة الطبيعة يحتاج إلى وقت طويل جداً وعقل يبلغ مداه الاوسع.