الاستاذ القدير خوشابا سولاقا المحترم :
مرت على العراق اربعة عشر سنه كانت الاسوء من حيث الحكم والادارة وذلك منذ قيام الدولة العراقية الحديثة في العقد الثاني من القرن العشرين , لا يخفى على احد ان من ادار الحكم خلال الفترة الماضية هي ( الاحزاب ) كل الاحزاب من كافة الاتجاهات الفكرية منها الاسلامية , القومية , الاممية , وهناك ايضا" احزاب هجينة تشكلت على عجل للمساهمة في هدر مقدرات البلد , بمعنى كل الاحزاب كانت مشاركة في ايصال العراق الى الوضع الكارثي الذي هو عليه الآن , وبالتالي هي اساس المشكلة ولا يمكن اعادة انتاجها لتكون جزءا" من اي حل مفترض , كيف لنا أن نصدق بعد هذه التجربة المريرة بأمكانية قيام احزاب يمكن الوثوق بها ,شاهدنا بأم اعينا احزاب تتنصل عن كل ما كانت تنادي به في فترات سابقة واتضح بالبرهان بأنها كانت شعارات جوفاء خالية من اي قيمة ذات فائدة , على سبيل المثال لا الحصر , الحزب الشيوعي تغافل عن قيم مهمة ناضل لتحقيقها وذلك من اجل الوصول للبرلمان لما فيه من مكاسب , وكذلك الاحزاب الاسلامية لبست البدلة وغيرت جلدها واصبحت تنادي بما كانت تسميه الى وقت قريب كفر والحاد , واحزاب ذات خصوصية قومية سارت في ذات الدرب من اجل مصالح فئوية لا تخدم من تمثل .
بناءا" لما تقدم اكتسبت هذه الاحزاب سمعة سيئة لدى الشارع العراقي الى الحد الذي جعل الناس تكفر بشيء اسمه ( حزب ) فقد ارتبط اسم الحزب اي حزب بالفساد ولا شيء سواه , ولذلك اعتقد ان العراق ليس بحاجة الى احزاب في المرحلة القادمة , بقدر حاجته لرجال دولة مخلصين نزهيين يؤمنون بأصلاح حال العراق والعراقيين , وهذه الفئة للاسف غير موجودة في صفوف الاحزاب التي ابتلا بها الشعب العراقي , عليه , للخلاص من هذا الوضع المزري الراهن , البدء اولا" بأزاحة احزاب الفساد بهبة شعبية تكون بداية لبناء عراق آمن خالي من الفساد , يعود بالعراق الى مكانته ضمن محيطه , ولتذهب الى الجحيم الديمقراطية التي جعلت كل الاحزاب في الحكومة والمعارضة في ذات الوقت , من اجل المغانم والشعب يموت جوعا".
مع التقدير