المحرر موضوع: هل سيصمد التحالف الانتخابي للشيوعي العراقي مع الصدريين ؟  (زيارة 1287 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل انطوان الصنا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 4286
    • مشاهدة الملف الشخصي
هل سيصمد التحالف الانتخابي للشيوعي العراقي مع الصدريين ؟
-----
الحزب الشيوعي العراقي يعتبر واحداً من اقدم الاحزاب الوطنية المبدئية على الساحة السياسية العراقية تأسس عام 1934 وكان ينظر اليه كحزب للشهداء وحزب مناضل ذو قاعدة جماهيرية واسعة وكانت الاحزاب العراقية الاخرى الوطنية والقومية والدينية منها تحسب لدوره وجماهيره ومواقفه ورؤيته الف حساب في اي موقف او قضية وطنية او قومية او اقليمية او دولية مطروحة

لكن المؤسف ان وضع الحزب المذكور الجماهيري والسياسي  والانتخابي  بعد 2003 اصبح مربكا وضعيفا وقريبا من الانتحار السياسي وفي وضع لا يحسد عليه حيث مثلا خاض الانتخابات الديمقراطية في كل الممارسات الانتخابية البرلمانية والمحلية في بغداد والمحافظات واقليم كوردستان منذ 2003 ولغاية اليوم تارة بقائمة مستقلة وتارة اخرى بقائمة تحالف والنتيجة كانت واحدة اما مقعد برلماني واحد او مقعدين او ثلاثة ومثلها في بعض المجالس المحلية وهذا يؤكد مدى انحسار دوره وعزلته عن الجماهير وتحجيم مكانة بحيث اليوم لا يحسب أحد اي حساب له ولموقعه ولنضاله وتضحياته وتأريخه ؟!! وأصبح شبه معزولاً عن الجماهير وبالاخص الاجيال الجديدة من الشبيبة هذا من جهة ومن جهة اخرى  فقد الكثير من المناضلين الشيوعيين السابقين ثقتهم  بالحزب المذكور حاليا ونهجه وسياساته ومواقفه

لهذا اضطر الحزب الشيوعي العراقي مؤخرا (مضطرا وليس مخيرا) الدخول في تحالف انتخابي (السائرون) المثير للجدل بين ستة احزاب أبرزها حزب الاستقامة بديل التيار (الصدري او كتلة الاحرار النيابية) والحزب الشيوعي العراقي والتجمع الجمهوري العراقي وحصلت ردود افعال متباينة بين مؤيد ومعارض له وبشكل خاص من اعضاء وانصار (الشيوعي والتيار الصدري) فمثلا لو نظم الحزب الشيوعي إستفتاءا جماهيريا ديمقراطيا شفافا ونزيها بين قواعد التنظيمية واصدقائهم على هذا التحالف اعتقد ان نسبة كبيرة منهم سترفضه بشكل حاسم وبصدد ما تقدم اوضح رأي الشخصي الاتي :

1 - التيارات الاسلامية السياسية المعتدلة والمتشددة دون استثناء تفتقد للثقة والمصداقية في التعامل وتعتمد الخداع والتضليل اسلوبا لنهجها لانهم غير مؤمنون اصلا بالديمقراطية ومبادئها والتداول السلمي للسلطة رغم انهم يرفعون شعارات الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان والمساواة لاسباب تكتيكيا واداة مرحليا لكن من دون قناعة مبدئية بها او العمل لتنفيذها لتقاطعها اصلا مع عقيدتهم وفكرهم لكن الهدف منها حتى يبعثون بأشارات ايجابية للمجتمع لحين استمكانهم وغرس وتقوية جذورهم في الارض سيكون لها كلام اخر

2 - كما هو معروف ان التيار الصدري او كتلة الاحرار له 34 نائب في البرلمان وستة وزراء في الحكومة العراقية الحالية بمعنى اخر انهم جزء من جميع حكومات الفساد والمحاصصة التي توالت على بغداد منذ 2003 والتيار الصدري كان احد اركان التحالف الشيعي الحاكم والذي كان سببا رئيسيا فيما وصل اليه وطننا من خراب وقد أصبحت الدولة العراقية بزعامة التحالف الشيعي الحديقة الخلفية لايران وفي أسوأ حالات الانهيار والتردي الامني والاقتصادي والسياسي وعلى حافة الافلاس المالي بسبب نظام المحاصصة المقيت والفساد المالي المستشري حيث تركت حدود وطننا مفتوحة حتى اجتاحها داعش الارهابي واذنابه

3 - تحالف السائرون تحالف انتخابي سياسي غير متجانس فكريا وخروج عن مبادىء الحزب وتخلي عن تاريخه النضالي وعن التحالف المدني الديمقراطي لبناء دولة المواطنة والقانون وكأن التأريخ يعيد نفسه عندما حيث يذكرنا بتحالف الشيوعيون عام 1973 بقرار خاطىء وغير مدروس مع البعث الفاشي في الجبهة الوطنية القومية التقدمية ودفع الحزب وكوادره واعضائه ثمنه غاليا

حسب راينا ان هذه الخطوة غير المدروسة بعناية هي بخس بحق الحزب الشيوعي العراقي وتاريخه ونضاله وشهدائه وشرعنة لفساد التيارات الاسلامية و كأن الحزب الشيوعي وصل الى مرحلة العجز و لحظة الاحتظار و لا يمكن ان ينهض من جديد الا بمد يد العون له من قبل الصدريين خاصة ان التيار الصدري مواقفه قلقة وغير ثابتة وغير موثوق به على ضوء التجربة السابقة لهذا اعتقد ان هذا التحالف الهش بمثابة زواج المتعة لن يصمد طويلا بعد الانتخابات وان غدا لناظره قريب

                                    انطوان الصنا
                  antwanprince@yahoo.com