المحرر موضوع: من يمثل مسيحيي العراق الكنيسة ام الاحزاب  (زيارة 2161 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل د.عامـر ملوكا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 201
    • مشاهدة الملف الشخصي
من يمثل مسيحيي العراق
الكنيسة ام الاحزاب

بعد خروج اخر والي عثماني من العراق خليل باشا ودخول الجيش البريطاني عام 1917 من دون وجود أية مقاومة فعلية تذكر من قبل الجانب العثماني. كانت قد نشات بعض الاحزاب والتي هي امتداد للاحزاب التي نشاءت في تركيا ومن اهم هذه الاحزاب التي نشاءت في هذه الفترة الاتحاد والترقي الذي افتتح في بغداد 1908 أول تنظیم سیاسي تأسس في العراق، ومن ثم افتتحت فروع لها في جمیع المدن العراقیة الرئیسة. وقد تأسست جمعیات علنیة، كجمعیة الإصلاح في البصرة 1912 ،وجمعیة النادي الوطني في بغداد أوائل 1912 . أما الأحزاب السیاسیة الأخرى التي تأسست في العراق بین سنتي 1908-1914 ،فكانت جمیعھا معارضة لحزب الاتحاد والترقي، وعملت معظم الأحزاب في المراكز الحضریة مثل بغداد والبصرة والموصل والحلة وغیرھا من المدن الكبیرة، وكانت جمیعھا علنیة فیما عدا حزب العھد، فقد تأسس فرع البصرة الحر المعتدل سنة 1911 ،وحزب الحریة والائتلاف في بغداد في كانون الثاني 1912 ،وحزب العھد في بغداد والموصل ما بین سنتي 1913-1914  , فكان لتاسيس الدولة العراقية بالاتفاق مع الادارة البريطانية دور كبير لسياسي العراق و مثقفيه للتفكير في انشاء الاحزاب الوطنية وخاصة بعد صدور قانون الأحزاب الذي صدر عام 1922 وكان أهم هذه الأحزاب: الحزب الوطني برئاسة محمد جعفر أبو التمن، وحزب النهضة برئاسة أمين الجرجفجي، وحزب الحرية برئاسة محمود النقيب، وحزب الأمة برئاسة ياسين الهاشمي وعندما بدأت الحياة البرلمانية عام 1924 فظهرت الكثير من الاحزاب العراقية وبتسميات وتوجهات مختلفة ولم يكن للمسيحيين دور يذكر فيها .
ولان المسيحيين اقلية اضافة الى عدم توحيد الخطاب اذا كان الخطاب خطابا كنسيا ام من خلال المثقفين العلمانيين ويضاف الى ذلك اتجاه معظم المثقفين المسيحيين الى الاحزاب الوطنية كالحزب الشيوعي العراقي الذي اعلن تاسيسه عام 1934 وبعض الاحزاب القومية التي تاسست فيما بعد ظنا منهم بان الاحزاب الاشتراكية والقومية لاتمتلك الصبغة الدينية التي سوف تفرض اجندات دينية لن تكون في صالح الاقليات واتباع الديانات الاخرى فكان للمسيحيين العراقيين والعرب دور كبير وفاعل في تاسيس الاحزاب القومية كحزب البعث العربي وذات الطابع الاممي كالحزب الشيوعي واحزاب قومية اخرى ,  وخاصة بعد التجارب المريرة التى واجهها المسيحيين من الحكم العثماني ذو الطبيعة والصبغة الاسلامية. وهذا مااثبته الواقع المرير الذي يعيشه العراق بعد سيطرة الاحزاب الدينية الطائفية على السلطة فاشاعت الفساد والفوضى واثارها السلبية سوف تكون على جميع اطياف المجتمع وعلى الخصوص الاقليات المسالمة كالمسيحيين والايزيديين والصابئة وهذا الواقع جعل 80% من مسيحيي العراق يهاجر باحثا عن ملاذات امنة.
 
في بداية تاسيس الدولة العراقية اقتصر التمثيل على بعض الشخصيات المعروفة من خلال التعيين في مجلس النواب (اغلبهم من الكلدان) والسبب بالتاكيد صعوبة فوز احدى الشخصيات المسيحية بالانتخاب المباشر لعدة اسباب تتعلق بطبيعة وتقاليد المجتمع العراقي ذو الاغلبية المسلمة وهي نفس الاسباب التي تجعل من الصعب جدا صعود ممثل مسيحي في الانتخابات المصرية. وواقع التمثيل الحالي يعيش صراع بين كتلتين رئيسيتين
الكنيسة وعلى وجه الخصوص (الكنيسة الكلدانية )
الاحزاب
أما قانونيا، فإن القانون العراقي قد أعترف بأربعة عشر طائفة مسيحية في العراق وفقاً لنظام ملحق نظام رعاية الطوائف الدينية المعترف بها رسميا في العراق رقم 32 لسنة 1981.
خمسة طوائف كاثوليكية واربعة طوائف ارثوذكسية وكنيستين مشرقية وطائفتين بروتستانتية وطائفة سبتية
اما الاحزاب فايضا تتوزع الى اربعة عشر حزب ومعضمها تحمل اسماء قومية ان كانت اشورية او كلدانية او سريانية او اسماء لحضارة هذه الشعوب كالوركاء وحزب وحيد يحمل التسمية المسيحية .
معظم هذه الاحزاب تفتقر الى الجماهيرية والتائيد من فئات واسعة من المسيحيين ولعد اسباب .
1-    معضمها احزاب اشخاص وعوائل وبعض هذه الاحزاب بقائها مرتهن بشخص فبزوال هذا الشخص ممكن ان يؤدي الى زوال هذا الحزب.
2-    الكثير منها عانى من الانشقاق وانسحاب الكثير من كوادرهم المؤسسة والفاعلة .
3-    كثرة عدد الاحزاب لشعب لايتجاوز ال250 الف في افضل التقديرات (داخل العراق)
4-    عدم قدرتها من طرح مشروع قومي متكامل يستطيع ان يحتوي جميع المسيحيين بكافة تسمياتهم وميولهم.
5-    الوضع العراقي الغير مستقر وغياب سيادة القانون والتجاذب الاتحادي مع الاقليم .
6-    سيطرة الاحزاب الاسلامية السياسية على السلطة .
7-    القوانين والتشريعات الدستورية وغير الدستورية تعاملت مع المكون المسيحي كديانة وليست كقومية مما جعل الاحزاب ذات الصبغة القومية تعيش حالة من عدم التوازن . فكان يفترض بالاحزاب القومية ان تدخل معترك الانتخابات خارج الكوتا المسيحية ولكن لضعف هذه الاحزاب وعدم طرحها لرؤية وطنية شاملة جعلها تتقوقع على نفسها وعدم استطاعتها الاتفاق على المقاعد الخمسة بترشيح تكنوقراط اكفاء بعيدا عن الاحزاب ومهمة الاحزاب ان تتنافس مع بقية القوائم الوطنية لكسب مقاعد اضافية للتمثيل المسيحي فبدلا من الاتكال والصراع من اجل خمسة مقاعد يتيمة كان الاجدر ببعض هذه الاحزاب التي تدعي التاريخ النضالي وجماهيرتها الواسعة ان تكون خير من يطرح الافكار والتخطيط في كيفية الارتقاء بتمثيل المسيحيين لكي يكون مؤثرا وفاعلا في الساحة العراقية .
8-    التسقيط المتعمد بين هذه الاحزاب قبل وبعد الانتخابات وهذا قد يكون مالوفا قبل الانتخابات ولكن ان يستمر التسقيط بعده وبكل الطرق والوسائل فهو غير مالوف على الاطلاق وينم عن الاداء والرؤيا القاصرة التي لاتعبر سوى ان هذه الاحزاب ماهية الا مؤقتة لكسب الكثير من المصالح .
9-    فقدان البوصلة واقتصار اهداف اعضاء الاحزاب الحصول على المقاعد البرلمانية والمناصب والمصالح الخاصة.
10-       طبيعة المسيحيين الشرقية وانتمائها الديني للكنيسة .
 
 
11-       عدم التاثير الفاعل على مراكز القرار وذلك لاسباب خارجة عن ارادتها واسباب تتعلق بادائها .
12-فقدان ثقة الشعب بهذه الاحزاب من انها قادرة على تقديم مايخدم الشعب (وهي حالة عامة لاتقتصر على الاحزاب المسيحية فقط)
13  - التعالي والنظرة الفوقية  التي اصابت بعض من هذه الاحزاب التي كان لها السبق في العمل السياسي وتمثيل المسيحيين والتعامل الفوقي مع بقية الاحزاب ولهذا نلاحظ الانشطار والانقسام فبدلا من الوحدة العكس هو الصحيح على ارض الواقع  .
 
كل هذه الاسباب والعوامل فسحت المجال والباب واسعا من ان يجعل للكنيسة وخاصة الكلدانية من ان تلعب دورا كبيرا ومهما وفاعلا على الارض والامثلة والشواهد كثيرة .
الدور الكبير للكنيسة في مواجهة اكبر تهجير قسري وتعسفي لابناء شعبنا من الموصل وقرى سهل نينوى امام عجز الاحزاب الكامل وللاسباب التي ذكرت سابقا.
دور الكنيسة المهم في اشاعة الخطاب المعتدل وقيم التسامح واللاعنف وروح المواطنة وقبول الاخر ومفاهيم كالدولة المدنية وسيادة القانون بين ابناء الشعب العراقي .
 
المطالبة بحقوق المسيحيين : امثلة على سبيل الذكر لا الحصر. .
*الناطق الرسمي باسم حكومة الاقليم سفين دزةيي يعلن عن عطلة رسمية ليومي الاحد والاثنين(24 و25 كانون الأول 2017) في عموم اقليم كوردستان بمناسبة عيد الميلاد المجيد في كوردستان مهنئا المسيحيين بمناسبة أعياد الميلاد المجيدة.
*رفع اسم سمكو من احد شوارع اربيل لانه ظلم المسيحيين وقتل عددا منهم.
*البطريركية الكلدانية تشجب الخطاب التحريضي ضد المسيحيين في جامع "أبواب الجنة" بعرفة / كركوك.
*التاثير قدر الامكان على مراكز القرار من خلال العلاقة الطيبة التي تملكها الكنيسة معها جميعا بما يخدم شعبنا المسيحي.
*الاعانات الغذائية والطبية وبناء مدارس وكرافانات للمهجرين وحمل صوتهم الى المحافل الدولية. *متابعة القضايا الخاصة بابناء شعبنا كعمليات الخطف، والاستحواذ على البيوت  والقوانين المجحفة والتوظيف. وهناك الكثير من الامثلة التي لعبت الكنيسة فيه دورا مهما وجزء منه هو في صميم واجبها والجزء الاخر هو اضطرارا لسدالعجز والفراغ للاحزاب المسيحية.
واخيرا ظهرت فصائل مسلحة البعض منها تنتمي للاحزاب ومنها لاشخاص , ارتباطها المباشر او الغير ماشر بالقوى السياسية المؤثرة على الساحة مما زاد المشهد المعقد تعقيدا اكثر.
 
وامام هذا المشهد هناك ايضا عدم تناغم وفقدان العمل المشترك بين الكنيسة من جهة والاحزاب من جهة اخرى ولان الاحزاب هي سياسية وهذه الاحزاب وان كانت تبحث في بعض من جزئيات عملها في خدمة المكون المسيحي ولكن لعبة المصالح والمنافع لاتغيب من اجنداتها وبالمقابل فان الكنيسة تتفوق في هذا الجانب بشكل كبير من خلال ادائها وخدمتها ومواقفها ومكانتها لدى الوسط الحكومي او الشعبي والتي تبتعد كثيرا عن لعبة المصالح بالمقارنة مع عمل الاحزاب.
د.عامر ملوكا
ملبورن/ استراليا


غير متصل جورج اوراها

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 299
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
رائع
احسنت النشر
قول الحق ولو على نفسك ... قول الحق ولو كان مرا

غير متصل يوحنا بيداويد

  • اداري منتديات
  • عضو مميز جدا
  • *
  • مشاركة: 2495
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الاخ العزيز د. عامر ملوكا المحترم
تحية
المقال فيه دراسة شمولية مقتصرة لما حصل خلال قرن سياسيا للمسيحيين في العراق. مع الاسف الناس لا تقبل الحقيقة، لكن انا مضطر ان اقولها، صحيح في زمن البعث الكثير اضطهدوا وتم ترحيل قرانا والكثير استشهد الكثير من شبابنا خلال حروب جنونية وغيرها، لكن المسيحيين بصورة عامة منذ زمن الملكية والى 2003 كانوا يخدمون الوطن بكل الاخلاص وظهر دورهم جليا من خلال وجود مشاركة لهم في كل الحكومات في زمن الخمسينات والستينات والسبعينات وبالأخص الثمانينات. حيث كانوا يعملون في كل محفل الدولة. وهذا لم يكن منية او عطف من أحد، بل استحقاق و جزاء للإخلاصهم للوطن وتفانيهم في العمل النظيف غير المتعصب بعيدا عن التزوير والاختلاس والرشوة.
على اية حال المسيحيين من بعد التغير 2003 اضطهدوا بصورة علنية ومتعمدة من الاحزاب الاسلامية الحاكمة لحد الان، ولا زالوا مضطهدين، وانا قلتها في كثير من المرات السابقة هناك خطة اقليمية لقع المسيحيين من العراق وسوريا وهناك عدة أطراف ولاعب رئيسي معروف؟!.

الملاحظة الاخرى التي لا بد ان اذكرها ايضا في هذه المناسبة هي اننا نفتقر فعلا الى مفكرين وقادة سياسيين مخلصين قوميا ومسيحيا والا لم تكن حالنا هكذا ولم تكن الكنيسة الكلدانية هي اخذت المبادرة انقاذ ما يمكن انقاذه، واصلاح ما يمكن إصلاحه او الدفاع عن حقوقهم.
شكرا
يوحنا بيداويد


غير متصل متي الهرمز

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 50
  • الجنس: ذكر
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
تحية كلدانية طيبة..
توصيف دقيق لوضعية تلك الاحزاب وشخوصها التي كانت السبب الرئيسي هي واحزابها في نشر ثقافة الكره والطائفية بين صفوف المسيحيين عبر احزابها الطائفية الوهمية وسياسات تهميش مالايؤيدها في خرافتها القومية التي دخلت العراق يعد 2003 .نعم هي مامثلت يوما ولن تمثل ابدا مسيحيي العراق لادينيا ولاحتى قوميا حتى وان جاهدت للظهور بذلك المظهر عبر بعض الاقلام والوجوه الماجورة الذي ينتهي عملها بانتهاء المقسوم ..

غير متصل سالم يوخــنا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 503
    • مشاهدة الملف الشخصي
الأخ الدكتور عامر ملوكا المحترم

شلاما د مريـا

توصيف دقيق للحالة التي عاشها شعبنا على مدى قرن من الزمان , نعم الأحزاب التي تأسست في العراق كان لأغلبها طابع ديني تحريضي لا يسمح لأي فئة أخرى أن تؤسس حزباً خاصاً بهم و أن سمح لهم حتماً سيكونون محارَبين , لذلك أقتصر عمل أبناء العراق من المسيحيين و الصابئة و اليزيديين ضمن الأحزاب العلمانية التي كانت هي الأخرى مهمشة الى حد ما . و عليه لم يبق الا أن تأخذ الكنيسة على عاتقها حمل هموم هذا الشعب .
الأحزاب التي تشكلت بعد سقوط النظام في 2003 ما كان ليكتب لها الاستمرار لولا انضوائها تحت خيمة الأحزاب الكبيرة و التي لا تختلف عن الأحزاب المسيطرة دائماً , أذن ما هو الجديد ؟ اذا كانت الأحزاب الكبيرة أحزاب طائفية و دينية تؤمن بالفكر الشمولي و لا تسمح لغيرها بالعمل الا تحت شروطها , و أذا تخلت الكنيسة عن دورها الريادي في خدمة ابناءها . انها بالفعل معضلة كبيرة .
الكنيسة لم و لن تتخلى عن واجباتها تجاه أبناءها فمن خلال دعمها لهم كأفراد و مؤسسات و أحزاب قد توصلهم الى تحقيق أهدافهم و لو بالحد الأدنى , فبدون دعم الكنيسة لا وجود لأي حزب ( و أقصد هنا أحزابنا  ) لانهم و كما نلاحظ لم ينجحوا في الدخول الى قلوب الناس ولا كسبهم لهم , و لأن أرتباط أبناء شعبنا هو بكنيسته أكثر مما هو عليه في أي جانب سياسي اخر , فأي عمل خارج مباركة الكنيسة برأيي هو فاشل .
سلمت أخي د. عامر على هذا المقال الملخص و المركز عن أحوال العراق بصورة عامة و أحوال الأقليات بصورة خاصة ,  شكراً لك .

غير متصل د. بولص ديمكار

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 110
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الاخ الدكتور عامر ملوكا المحترم
تحية
جميل ان ندرك و نروج لحقيقة ان المسيحيين و في المقدمة منهم الكلدان يفتخرون بوطنيتهم و عراقيتهم من دون وجل او خجل بل بفخر متجاوزين بذلك كل من يدعي و ينعتهم بالانقساميون و في المقدمة منهم قسم من اخوتنا المقربين. 
 مقالتك الجميلة ، كما احتوت على سرد تأريخي لدور المسيحيين في تأريخ العراق المعاصر فإنها لم تهمل وضعهم و دورهم و ما ينتظرهم الان عارجاً بذلك على التنافس على من يمثلهم سياسياً في الصراع الدائر ليس من اجل السيطرة و الاستحواذ على النفوذ بإسمهم بل من اجل الحفاظ عليهم و خدمتهم بين السلطة الكنسية و الأحزاب السياسية المختلفة بكل انتماءاتها و تشعباتها.  و حسناً استنتجت و خُلصتَ الى الأسباب المؤدية الى زيادة دور الكنيسة الكلدانية بالذات على الساحة السياسية العراقية و الناجمة تقصير و خلل في دور الأحزاب الكلدانية قبل غيرها في توجبه دفة مسيرتهم نحو النجاح. 
من الجدير بالاشارة هنا الى اننا كمسيحيين باستثناء فترة الحكم الملكي التي اتسمت بنوع من الديمقراطية البرلمانية لم نشعر بالمواطنة الحقيقية أبداً و يخطئ من يظن بأن فترة الثمانينات من القرن الماضي تميز بدور للمسيحيين و شغلوا او منحوا مواقع مهمة في الدولة البعثية ، نعم ذلك صحيح و ينطبق فقط على من ابصم و تنازل عن وطنيته قبل قوميته مُخّيراً و ليس مُجبِراً. باستثناءه المسيحيين حالهم حال بقية العراقيين تعرضوا للتحريم و الاظطهاد و القتل و التشريد و ما اغتيال العلامة الاب يوسف حبي بحادث" مؤسف " الا دليلاً صارخاً على ذلك ناهيك عن رفض النظام البعثي الاعتراف بقوميتنا و نعتنا بالكلدان العرب و الاثوريون العرب، اما عن تدمير قرانا المسيحية وأديرتها في شمال الوطن فحدث و لا حرج.
ملاحظة اخرى لفتت نظري في معرض الإشارة الى خوض الانتخابات خارج سياق الكوتا لاحزاب تمثل مكونات شعبنا. بكل تأكيد في ظل ظروف طبيعية و آمنة يجب ان يكون هذا الأسلوب الوحيد السائد و المعتمد للمنافسة . و لكن سيدي الكريم في ظل تعداد لايتجاوز ٢٥٠ الف مسيحي في العراق الان كما نوهت انت اليه ؛ كيف يمكننا تحقيق ذلك؟ نعم ممكن فقط بضمان مشاركة فعالة لناخبي الخارج  للوزن الكمي و النوعي للمسيحين في الخارج. مع ذلك انطلاقاً من المعلومات المتوفرة لمساهماتها في الدورات الانتخابية السابقة ، اقل ما يمكن قوله عنها انها غير مشجعة، دعك عن العراقيل التي تضعها الجهات المشرفة على الانتخابات امام مساهمة فعالة لناخبي الخارج. عليه و الى حين اعتماد آلية سليمة و نزيهة  تضمن اعتماد أصوات ناخبي الخارج مسيحيين او غيرهم يبقى اعتماد الكوتا السياق الانتخابي الوحيد امام الاثنيات المختلفة من مكونات شعبنا الأصيل. هناك بعض الدعوات لاستخدام القوائم الكبيرة و زُج المسيحين فيها ، شخصياً لا اجد فيه ضير شريطة ان تكون قوائم وطنية الطابع.
لنا أمل كبير بأن قائمة الإتلاف الكلدانية و بدعم و إسناد من الشعب العراقي و في مقدمتهم الكلدان ستتمكن من ولوج برلمان العراق في دورتها المقبلة و سيثبتوا لاخوتنا الاشوريون و السريان قبل غيرهم بأننا تجاوزنا الانقسامات و التشرذم  و وطننا العراق فوق إثنياتنا و تسمياتنا الفرعية و فقط  بانتصار المواطنة الحقة و سيادة الدولة المدنية الحقة نتمكن من الحصول على حقوقنا و مساواتنا. 
مودتي
د. بولص شير

غير متصل سامي ديشو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 941
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الدكتور عامر ملوكا المحترم

مقالة تحليلية رائعة، وضعت فيها النقاط على الحروف، واصبتَ كبد الحقيقة، خاصة ونحن على أبواب الانتخابات البرلمانية.

نعم، وكما تفضّلت، فان المسيحيين عموما والكلدان خصوصا، يضعون الوطن والوطنية فوق الكل. ولهذا نراهم في السابق والى زمن غير بعيد، ينخرطون في الاحزاب الوطنية والأممية مع أقرانهم العراقيين، لكونهم مكوّن صغير لا يستطيع التنافس على أساس القومية والدين ايضاً. ولكونهم أكفّاء واذكياء ومخلصين في عملهم، نرى الحكومة العراقية في العهد الملكي تُشاركهم في المناصب، فكان البطريرك الكلداني مار عمانوئيل، والذي لعب دورا مؤثراً في ضم ولاية الموصل الى العراق، عضوا في مجلس الأعيان، اضافة كون وزراء المالية من الكلدان واليهود. ولقد برع السيد يوسف رزق الله غنيمة بتقلّده منصب وزير المالية ووزيرا للتموين في سبع حكومات عراقية، من ١٩٢٩- ١٩٤٧ اذ تعيّن في سنة  ١٩٤٧ وزيرا للمالية بعد استقالة نوري السعيد.

اما اليوم ، فالموضوع مختلف.  فالأحزاب على الساحة العراقية دينية بامتياز، وتم تثبيت كوتا للمسيحيين على أساس ديني وليس قومي. ولكون الوضع مصيري لشعبنا في هذه الفترة الحرجة، فلا بد من تدخل رجال الدين لتكون لهم كلمة في السياسة،  لتقرير هذا المصير، ولا يمكن تركه لأحزاب شعبنا وحدهم. من هذا المنطلق، دعا قداسة البطريرك ساكو الى اختيار شخصيات مسيحية مستقلة وكفوءة لتمثيل المسيحيين. هذا لم يحصل لان احزاب شعبنا لها اجنداتها ومصالحها، كما أوضحتَ في بطن مقالتك.

لذا نأمل المسيحيين عموما، والكلدان خصوصا دعم الائتلاف الكلداني الذي يحوي شخصيات مستقلة وكفوءة لكي تصل الى البرلمان ، وبالتالي أخذ دورها للمشاركة في القضاء على الفساد والنهوض ببلدنا العراق وشعبه، الذي عانى كثيراً، نحو الافضل.

سامي ديشو - استراليا