DATE: 2018 NUMBER: 2/ 2018
تغطية نشاط الصالون الثقافي الكلداني في وندزر – كندا
ليوم الخميس 8 شباط 2018 والموسوم :
ألمتصوفة والمعتزلة
تقديم الأب سرمد باليوس
لم يكن يوم الثامن من شباط 2018 يوماً إعتيادياً بالنسبة للصالون الثقافي الكلداني ورواده الكرام , فقد عاد لمزاولة نشاطاته الدورية على قاعة كنيسة العائلة المقدسة الكلدانية بعد أن أُبعد عنها قسراً منذ شهر مايس 2016 . ومن الممكن اختصار ما حصل بالمثل الشائع " ألعين تحسد الارجح منها " , وما عدا ذلك مجرد حجج كيدية غايتها الأساسية إخماد الشعلة الثقافية المتوهجة في مدينة وندزر الكندية , ومن ثم تشتيت العقل النير والفكر الخلاق الذي يتميز بهما حضوره الواعي .... وصدق من قال " لا يصح إلا الصحيح " , وحبل الكذب مهما اشتد سمكه يظل قصيراً . نعم عاد الصالون إلى حيث كان منذ بدء نشاطه الأول في أيلول 2014 , بعد أن حلّ ضيفاً عزيزاً ومكرماً على كنيسة القديس بطرس المارونية لمدة عشرين شهراً .
أجمل ما تأطر به الحدث السعيد هو شخص الأب الجليل سرمد باليوس راعي كنيسة العائلة المقدسة الكلدانية الكاثوليكية وهو يفتتح العودة المباركة للصالون بمحاضرته الموسومة " ألمتصوفة والمعتزلة " . إقترب عدد الحاضرين من الستين شخصاً من كلا الجنسين ومن أعمار متفاوتة وانتماءات متنوعة تجذبهم الثقافة المعرفية الجادة , وتجمعهم الروح الأخوية المجردة من غريزة الأنا وحب الظهور النرجسي . , وكالعادة كان الخوري جان أيوب من الكنيسة البيزنطية الأرثذوكسية بينهم . كما أرسل المونسنيور إيلي زوين راعي كنيسة القديس بطرس المارونية رسالة اعتذار عن الحضور بسبب التزامه بمناسبة خاصة مع رعيته .
إفتتح الامسية الدكتور جورج متي عضو نواة الصالون مرحباً بالحضور الكريم جميعاً سواء من وندزر أو من مشيكن , وشكر كل من ساهم في رفد المساء بالمعجنات والشاي والقهوة . ثمّ دعى كل من المحاضر الأب الجليل سرمد باليوس والدكتور صباح قيّا لإدارة الجلسة .
شكر مدير الجلسة في مستهل إدارته كنيسة القديس بطرس المارونية المتمثلة براعيها الفاضل المونسنيور ايلي زوين والعاملين في مجلسها ولجانها المختلفة على حسن الضيافة والحفاوة البالغة والتسهيلات المقدمة للصالون من أجل إنجاز نشاطه الشهري على الوجه الاكمل , كما أكد بأن الصالون لم يشعر للحظة واحدة أنه ضيف وقتي , بل على العكس , أنه , والحق يقال , واحد من أهل الدار والترحاب به دائماً وأبداً .
كما ذكر عن الإستفتاء الذي أجراه الصالون بخصوص عودته إلى الكنيسة الكلدانية أم لا , وذلك بعد استلام الراعي الجديد مهام الكنيسة , حيث صوّت 28 من أصل عينة تعدادها أربعون شخصاً لصالح العودة , و 3 لصالح البقاء في المارونية ’ و 9 لصالح اللاأفضلية . وبموجب هذه النتيجة وتماشياً مع مبدأ الديمقراطية الذي نتمتع به هنا في وطننا الجديد حيث القرار للأغلبية , تم مد حلقات النقاش والحوار الودي مع راعي الكنيسة الجديد الذي أبدى تقديره ودعمه ً للفكر الثقافي خصوصاً وللثقافة المعرفية عموماً . فحصل الذي نحن عليه الآن .
وتحدث أيضاً عن بعض النقاط التي تتعلق بآلية عمل الصالون حيث أن الصالون بدون الحضور صفر , ومعه يصبح رقماً ذا معنى يتزايد أو يقل بحسب عدد رواده . كما ان كل من يحضر نشاط الصالون يعتبر عضواً في الصالون في الوقت الحاضر ولحين تسجيل الصالون رسمياً عندها تتم العضوية حسب ما يرد في نظامه الداخلي . واوضح بأنه لا توجد أية تحديدات للإنتماء إلى نواة الصالون , وأهلاً وسهلاً بكل من ترغب / يرغب للإنتماء , فلن تكون هنالك إلتزامات أكثر من اجتماع إضافي واحد كل شهر , وكل ما نتمناه أن يتمتع الراغب بالمرونة اللازمة وقبول الرأي والرأي المقابل , وأن يقتنع بتصويت الأكثرية سواء إتفق أو تقاطع مع ما يطرحه من مقترحات أو أفكار . هذا هوالأسلوب الديمقراطي الواجب احترامه والتشجيع على العمل بموجبه . وللعلم أن نواة الصالون منذ تأسيسها ولحد اليوم ليس فيها من يشغل منصب الرئيس أو النائب أو السكرتير وما شاكل , و‘نما هنالك فقط توزيع مسؤوليات , فلكل عضو من نواته مسؤولية معينة , فمثلاً وبدون ذكر الكنية المهنية جورج له مسؤوليته , وكذا كمال , صبرية , بان , مها , وأنا . ومن سبق وأن ترك نواة الصالون لم يتركها زعلاناً وإنما بسبب ظرف شخصي خاص , وهم متواجدون معنا في معظم النشاطات , وكتأكيد لما أقول هو وجود الاخ صفاء بيننا اليوم . وحثّ الحاضرين على تقديم عناوين محاضراتهم التي يرتأون تقديمها بالسرعة الممكنة حيث لم يبق سوى شهرين شاغرين لمنهج العام الحالي , وهذا يعني أن الذي يتأخر في إعلام النواة عن نيته في المساهمة كمحاضر , سيؤجل إلى منهج العام القادم . وأكد على الإلتزام بهذف الصالون كمشروع ثقافي يرحب بتقديم كافة المواضيع الثقافية عدا السياسية ألبحتة أوالدينية الصرفة , حيث أن الصالون مشروع ثقافي للجميع يتجنب الخوض في الامور السياسية , ويترك المواضيع الدينية البحتة للأخويات الكنسية وخاصة دراسة الإنجيل . وأوضح أن المدة المقررة لإلقاء المحاضرة لا يتجاوز الساعة الواحدة تليه فترة نقاش لمدة نصف ساعة , وأسبقية النقاش حسب تسلسل السائلين , والرجاء عدم اللجوء إلى الرد والبدل مع المحاضر , فالغاية ليست مباراة ولمن الغلبة , وإنما الإيضاح وزيادة المعرفة , ولا بأس من إكمال المناقشة مع المحاضر خلال الفترة الإجتماعبة بعد المحاضرة .
واعترف مدير المحاضرة عن إخفاقه في تنظيم بعض الأبيات الشعرية بهذه المناسبة , ولم يفلح إلا بنظم بيت يتيم لم يستطع أن يضيف عليه صدراً أو عجزاً , وما جاء في البيت الوحيد :
ما أقوله من شعرٍ ليس مدحُ فالمدحُ من غيرِ الحقيقةِ قدحُ وبعد الإنتهاء من هذا الإيجاز تطرق إلى السيرة الذاتية للمحاضر الأب الجليل سرمد يوسف باليوس وكما أوردها الأب بخطه . وقد تفاعل معها الحضور بفرح ً وابتهاج .
خلاصة السيرة الذاتية ألوالد مؤمن ومثقف علّمني التحدث بلغة الحب والعلم
الوالدة مؤمنة حولت قلبي إلى جزيرة إطمئنان لكل من يحتاج إلى هذا السكون الأبدي
أنهيت الإبتدائية في مدينة بابل
أنهيت الدراسة الثانوية في مدينة بغداد
أكملت دراسة الفلسفة واللاهوت في كلية بابل الحبرية التابعة لروما
دبلوم في الفلسفة وماجستير في اللاهوت
خدمت ككاهن لمدة 18 عام بين بغداد , سوريا , فانكوفر الكندية , وصولاً إلى وندزر بلدتي الحبيبة
أحب القراءة والتبحر في الفكر والطبيعة
إسترسل الأب سرمد باليوس في محاضرته بشرح النقاط التالية :
شذرات خاطفةتطورات الدين , تشابه بعنفوانها التطورات النفسية التي يمر بها الفرد
هنالك معضلة وألم فكري تمر به كل ديانة ومنها الميسحية أيضاً
أ
لمعتزلة :بعد الفتوحات والإحتلال الإسلامي , خرج محامون جدد وهم المعتزلة
عندما يصبح الإنتقام فعلياً ومن رحم العقل . هذه كانت مقاومة الشعوب التي تم تدميرها وفرض التعاليم عليها
مدرسة عقلية وقوية . تحاول أن تحل جميع المسائل الشرعية حلاً منطقياً مقنعاً , مؤمنة بالعقل وسلطانه
أسسهم الخمسة : ألعدل , ألتوحيد , ألوعد والوعيد , منزلة بين المنزلتين , ألأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
بدأت في البصرة من خلال مشكلة عمل الكبائر : من خلال حديث للشيخ حسن البصري وواصل بن عطاء ومشكلة المنزلة بين المنزلتين
ألمتصوفة :تكونت وتقوت بعد موت واضمحلال حركة المعتزلة
أساليب تربوية وفكرية متشبعة في الفكر الديني . أشهرهم عبد القادر الكيلاني كطريقة للتربية الإيمانية
حركة تعبر عن الإحسان في بدايات الدين ’ بجانب الإسلام والإيمان
ألإجتهاد مع الخلوات , والإكثار من الإرشادات , ألزهد وتطهير القلب , والتحلي بالأخلاق الحسنة
مشايخ تتصوف بالفكر وأخرى بالأصوام وأخرى بالوضع المريح مع الطلاب
للطرق الصزفية ألوان : ألرفاعية الأسود / ألقادرية الأخضر / الأحمدية الأحمر / ألبرهانية الألوان الثلاثة سوية
وبعد أن أنهى الاب محاضرته القيمة التي نالت على تثمين الجميع , وإعجابهم بالطريقة التي تناول فيها هذا الموضوع الشائك وأفلح في إيصال جوهر فكرته خلال المدة المقررة للمحاضرة , قرأ الدكتور صباح قيّا نص
الرسالة التي أرسلها الباحث سمير عسكر من مشيكن راجياً الأب الجليل الإجابة على سؤاله وذلك لتعذر حضوره إلى وندزر .
.
الاحباء هيئة نواة الصالون... الحبيب الاب سرمد باليوس ... الاحباء الحضور الكرام..
أتابع نشاطات نواة الصالون شهرياً . نواة الفكر والمعرفة . يؤسفني لعدم الحضور برغم الدعوات الموجهة
محاضرة الشهر (التصوف والمعتزلة) للأب الفاضل سرمد باليوس مؤكد سيكون موفقاً بمضمونها.
كما وارجو قبول استفساري بعد السرد المقتضب للموضوع.
التصوف موجود في كل الاديان المطلقة الايحائية والطبيعية. التصوف وهو وسيلة للتقرب الى الله، وتتركز الصوفية باربعة جوانب للأبعاد الشخصية وهي: الجانب العقلي، النفسي، السلوكي، الجسماني.
يوحنا المعمدان وبولس الرسول من اوائل الزاهدين في ملذات الحياة. الرسول بولس قال: ان الفضائل الإلهية ثلاثة: الإيمان والمحبة والرجاء. والتصوف في الاسلام: الإسلام والايمان والاحسان .
القديس الروحي الاب متى المسكين قال: ما الفرق بين التصوف في الاديان الشرقية والتصوف في المسيحية؟ وقال لأن كلمة راهب تحدّد شخصية دينية وحسب ، فقد يكون متصوفاً وقد لا يكون لأن التصوف منهج والرهبنة نظام. التصوف في الاديان الشرقية يعتمد على القدرة النفسية والتطهيرات والجهد، اما التصوف المسيحي فلا يعتمد على القدرة النفسية وحدها بل يعتمد بالدرجة الاولى على الوسيط وهو الرب يسوع المسيح الذي يمسك بالنفس ويؤمّن لها المسير. والمسيح يهب قداسة للنفس فهي لا تحتاج الى تطهيرات بصورة عامة او أساسية. فالجذب هنا هو في اعلى قبل ان يكون دفعاً في اسفل: (وأنا إن ارتفعت عن الارض أجذب اليّ الجميع؛ يوحنا 12: 32). وهنا أهم واخطر ما يفرّق بين التصوف المسيحي وبين أي تصوف آخر. غاية التصوف في الاديان الشرقية ان يفنى المتصوف في الله. وغاية التصوف في المسيحية هو المسيحية.
السؤال والاستفسار هو: البطريرك الكلداني مثلث الرحمات على روحه روفائيل بيداويد نال الدكتوراه في اللاهوت سنة 1946. ونال شهادة الدكتوراه باطروحته الثانية عن الغزالي الطوسي الصوفي الشافعي في البحث عن (فلسفة الغزالي الدينية الاسلامية). والمعروف عنه بانه من اشهر فلاسفة الصوفية واشهر مؤلفاته في التصوف الاسلامي (إحياء علوم الدين). والبطريرك كان من المعجبين بالغزالي . ما هي الاسباب والحكمة من بحثه في المنظور الفكري المسيحي من اختياره هذه الاطروحة دون سواها.
ســــمير عســــكر أجاب الاب سرمد بأن التصوف يقترب من الرهبنة المسيحية , واشار إلى تدرج المعرفة عند الغزالي .
ثمّ فتح مدير الجلسة باب النقاش , فكانت هنالك
مداخلات حسب التسلسل من كل من الفنان الباحث وردا اسحق , ألمهندس جو سمعان , ألخوري جان أيوب , والدكتورة مها الريس . أجاب عليها المحاضر مشكوراً بوضوح .
. بعدها أعلن مدير الجلسة الموضوع الثالث للعام الجديد والموسوم " العفونة وأبعادها الحيلتية " تقديم المهندس مازن رمّو , ودعا الجميع للتجمع مع الأب الفاضل لقص الكيك إحتفالاً بعودة نشاط الصالون مجدداً إلى رحاب الكنيسة الكلدانية , وتزيّن الكيك بنقش :
Thank You Father Sarmad
-
موعدكم مع النشاط الثقافي لمساء الخميس 12 نيسان 2018 والموسوم " حكايات أسير عائد من الأسر " يقدمه الأخ شليمون إيشو .
- فأهلاً وسهلاً بالفكر النيّر والعقل الواعي الملتزم -