المحرر موضوع: التطرف والتعصب ظاهرة تدمير الأمم وحضاراتها  (زيارة 1513 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل خوشابا سولاقا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2340
    • مشاهدة الملف الشخصي
التطرف والتعصب ظاهرة تدمير الأمم وحضاراتها
خوشابا سولاقا
إن التطرف والتعصب ظاهرة اجتماعية وهي نتيجة طبيعية لأمور أخرى  وتكون في الغالب ردَ فعلٍ لأسباب عِرقية ودينية ومذهبية وجنسية ولون البشرة واقتصادية وثقافية تدعو لها وتبشر بها فلسفات ونظريات فكرية وايديولوجيات شوفينية متطرفة ، وتأتي أحياناً هذه الظاهرة نتيجة لقصر النظر والفهم الساذج والسطحي للمعتقدات التي يدعو إليها من يمارسون التطرف والتعصب بكل أشكاله وألوانه .
ظاهرة التطرف والتعصب تُولدها الظروف الموضوعية المحيطة وتُنضِجُها الظروف الذاتية والسايكولوجية  للشرائح الاجتماعية والأفراد الذين يروجون لظاهرة التطرف والتعصب ويمارسونها على أرض الواقع باعتبار ذلك معياراً للأعتزاز بالأنتماء للخصوصية المعنية قومية كانت أو دينية أو مذهبية ، والذين هم أيضاً نتاج التحولات والتغيرات التي تحصل في المجتمع التي تؤدي الى رفض وعدم قبول الآخر والتعايش معه بسلام متساوين في الحقوق والواجبات على أساس الأنتماء الإنساني والتماثل في الخلق .
          أين يظهر التطرف والتعصب ؟
يظهر التطرف والتعصب بكل أشكاله ويكون على أشده في المجتمعات المتخلفة التي تعيش في مرحلة مخاضات التحولات والتغيرات الكمية والنوعية في شكل وطبيعة الأنظمة السياسية والاجتماعية للأنتقال من نظام سياسي معين الى نظام سياسي جديد بسمات جديدة ، أي في مرحلة ما باتت تُعرف بالمرحلة الأنتقالية ، لأن في تلك المرحلة المفصلية المهمة والحساسة والحاسمة من حياة الأمم والمجتمعات تضعف قوة سلطة الدولة الرادعة للظواهر السلبية بكل أشكالها التي تخالف القانون العام للحياة المنظمة والمنضبطة ويضعف مستوى الولاء للهوية الوطنية  وتُنَضجْ في ذات الوقت الظروف الموضوعية والذاتية لأن ينطلق مارد التطرف والتعصب المصحوب بالعنف من عقاله بقوة وشدة ويسود في المجتمع ويتحكم به كبديلاً لسلطة القانون والدولة ، وأن دور الدولة في مثل هذه المرحلة يصبح دوراً مهمشاً ومقصياً ويكون الصوت الأعلى فيها للتطرف والتعصب للخصوصيات الفرعية في المجتمع الوطني ، وعلى خلفية هذه السيادة شبه المطلقة للتطرف والتعصب ينتشر الخوف والرعب وتنطلق الجريمة بكل أشكالها ، ويَشيع القتل الكيفي على الهوية بدوافع التعصب العِرقي والديني والمذهبي والثأر والانتقام وغيرها من الأسباب ، وتنشط الجريمة المنظمة لحماية وتعزيز المصالح الشخصية تحت ستار تلك الدوافع في المجتمع ، لأن الدولة الرادعة للعنف والتطرف والتعصب تكون في ظل هذه الظروف ضعيفة للغاية إن لم تكون مهمشة ومقصية وغائبة كلياً عن الساحة في المجتمع ، وبذلك تتصاعد وتتنوع وتائر التطرف والتعصب وممارسة العنف المنظم وتسود لغة السلاح وثقافة القتل العشوائي على الهويات الخصوصية الفرعية التي تبرر للتطرف والتعصب والعنف والجريمة بكل أشكالها في المجتمع ، وتختفي لغة الحوار والتسامح والأعتدال على أساس الهوية الوطنية والولاء للوطن وحده ، وعلى أثر هذا الوضع الجديد يسود نظام الفوضى وينتشر الفساد بكل أشكاله في مؤسسات واجهزة الدولة الرسمية بسبب غياب العنف القانوني لسلطة الدولة إن صح التعبير من خلال تطبيق القانون بحزم وصرامة لردع المسيئين الفاسدين المروجين والممارسين للتطرف والتعصب والعنف بكل أشكالها التي تسعى الى إلغاء مؤسسة الدولة كمرجعية أعلى لتطبيق القانون وسيادته .
      من تكون ضحية التطرف والتعصب ؟
تكون الأمم والمجتمعات ذات التعدديات القومية والعرقية والدينية والمذهبية والمتخلفة ثقافياً واجتماعياً والتي ينتشر بين أبنائها السلاح غير المرخص كتقليد قبلي وعشائري وكرمز للرجولة والشجاعة بالدرجة الأساس هي ضحايا التطرف والتعصب المصحوب بالعنف الجسدي .
كذلك ينتشر العنف والتصفيات الجسدية في الأمم والمجتمعات المتخلفة التي يوجد فيها تعدديات عرقية ودينية ومذهبية بين التنظيمات السياسية ذات الأيديولوجيات والتوجهات الشمولية العنصرية التي تتخذ من العنف والتصفيات الجسدية وسيلة واللغة الوحيدة للحوار للتخلص من خصومها السياسيين بسبب تطرفها وتعصبها الأيديولوجي ، وهذا النمط من التطرف والتعصب يعتبر بحسب وجهة نظرنا المتواضعة من أخطر أشكال وأنماط التطرف والتعصب ، لأنه يكون موجه ومغطى بغطاء فكري وفلسفي أو ديني ومذهبي يبرر له بشعارات قومية أو وطنية أو دينية مذهبية أو بجميعها معاً في أغلب الأحيان بالرغم من زيفها وبطلانها الواضح في الممارسة العملية على أرض الواقع ، وتجربة العراق التاريخية منذ تأسيسه والى اليوم خير مثال حي على ذلك .
    ظاهرة التطرف والتعصب ظاهرة مقيتة ومرفوضة
في كل الأحوال أن ظاهرة التطرف والتعصب بكل أشكالها وألوانها ، ومهما كانت الأسباب والمبررات التي يسوقها المروجين لها هي ظاهرة مقيتة ومرفوضة وغير مبررة وفق كل المقاييس والمعايير الدولية الاجتماعية والأخلاقية والإنسانية ، لأنها لا تجلب للأمم وللمروجين لها وللآخرين غير الخراب والدمار والكوارث والمآسي .
إن ما هو مؤكد وما هو معروف والذي لا يحتاج الى برهان ودليل تكون أولى ضحايا هذه الظاهرة شعوب ومكونات الأمم التي ينتشر فيها وباء التطرف والتعصب بشكل عام ، وتنال بالدرجة الأساس المكونات القومية والدينية والمذهبية الصغيرة حصة الأسد من الظلم والأضطهاد والتضحيات بشكل خاص ، والتجارب القريبة والبعيدة في التاريخ عبر القرون كثيرة  وهي خير شاهد على ما نقول . كانت أمتنا من الآشوريين والكلدان والسريان عبر تاريخها القديم والحديث من أكبر ضحايا ظاهرة التطرف والتعصب القومي والديني والمذهبي منذ سقوط نينوى عام 612 ق . م وسقوط بابل عام 539 ق . م والى يومنا هذا .
هنا نستطيع القول بما أن المبادر بممارسة التطرف والتعصب القومي والديني والمذهبي بغرض تهميش وإقصاء الآخر من المكونات في الأمة الواحدة عادة يكون الأكثريات الحاكمة ضد الأقليات المستضعفة في ظل الأنظمة السياسية الشمولية القومية والدينية والمذهبية الطائفية ، عليه تنقسم المجتمعات على نفسها الى ظالمين ومظلومين ، أي هناك من يمارس الظلم تحت ستار الأعتزاز بالقومية والدين والمذهب ، ومن يتلقى الظلم ويعاني منه بسبب اختلافه عن من يمارس االظلم بالأنتماء القومي والديني والمذهبي ، وهنا من المفروض والمنطق العقلاني نقول إذا سنحت الفرصة للأقليات المظلومة ووصلت الى موقع ممارسة الحكم والسلطة أن لا تكون ظالمة وتمارس بحق ظالميها والآخرين ما كانت تمارسه الأكثريات بحقها من مظالم ، وأن لا تقابل كل شيء بالمثل ، وإلا بماذا تختلف عن ظالميها ؟؟ لأنها إن فعلت ذلك تكون قد بررت وشرعنة أفعال ظالميها بحقها ، بل عليها أن تكون على العكس منهم ، أي أن تقابل الظلم بالأحسان والتطرف والتعصب بالتسامح والمحبة ، كما قال أحدهم من رواد الفكر الحديث لا أحبذ ذكر اسمه لأسباب تتعلق بمضمون المقال " لا يمكن لأمة مظلومة أن تكون ظالمة " . أي كما قال السيد المسيح له المجد " أفعل في الناس ما تريده أن يفعلوه فيك " ، حيث أن هذين القولين أحدهما يعبر عن الآخر ويجسده بالتمام والكمال . إنهما أقوال عظيمة وحكيمة بعظمة وحكمة قائليها .
          الملاحظات والأستنتاجات
عندما نقرأ واقعنا على المستوى الوطني العراقي نجد بوضوح أن هناك الكثير من مظاهر التطرف والتعصب القومي والعِرقي والديني والمذهبي الطائفي تمارس هنا وهناك من قبل الكثير من الأحزاب ذات الفكر الشمولي من الأحزاب القومية من كافة مكونات الشعب العراقي من دون أستثناء عملياً او تبشيرياً فكرياً بحسب حجمها ودورها وتأثيرها في الساحة السياسية في صياغة وصنع القرار السياسي ، وكذلك من قبل الأحزاب الأسلاموية الطائفية ( الأسلام السياسي ) من كل الطوائف في العراق الأتحادي وأقليم كوردستان ، وكان مشروع قانون الأحوال الشخصية الجعفري خير مثال يجسد الفكر المتطرف والمتعصب والأقصائي الذي يجتاح عقول ونفوس من يعيش في دهاليز الماضي المظلم ممن هم يمسكون بقرار العراق التعددي في مكوناته القومية والدينية والمذهبية اليوم .
أما على المستوى القومي لأمتنا فإن ملامح ووتائر التطرف والتعصب للخصوصيات الفرعية القومية المزاجية والمذهبية اللاهوتية الكنسية ووالقبلية والعشائرية منذ سقوط النظام في عام 2003 فهي في حالة تصاعد مستمر وتكاد أن تصل الى مستوى التناحر ، وذلك ظاهر للعيان بجلاء في الحوارات والكتابات التي تكتب وتنشر في المواقع الألكترونية التي تخص أمتنا من قبل كتابنا ومثقفينا الأجلاء ، وكان للصراعات السياسية من أجل المصالح الشخصية الآنية بين القيادات المتنفذة للتنظيمات السياسية لأمتنا دوراً أساسياً في تعميق أسباب التطرف والتعصب بكل أشكاله وإذكاء نار الحقد والكراهية والفرقة بين مكونات أمتنا من جهة ، واستضعافنا أكثر من قبل الأحزاب الشمولية للشركاء في الوطن بعد إكتشافهم لظاهرة استعداد قادة أحزابنا السياسية للمساومة والمتاجرة بحقوقنا القومية مقابل ضمان مصالحهم الشخصية والبقاء في كراسيهم الوثيرة من جهة ثانية . هذا ما دفع بأصحاب القرار السياسي العراقي من ذوات الفكر الشمولي المتطرف والمتعصب الى الأمعان في إقصائنا وتهميشنا أكثر فاكثر الى حد الأذلال .
التطرف والتعصب والمغالاة بهما ، والغرق في أحلام اليقضة والتأمل المثالي لا يجديان لأمتنا نفعاً في ظل ظروفها الحالية ، بل إن ما يجدي نفعاً هو نبذ ورفض ومحاربة كل أشكال التطرف والتعصب على المستوى القومي والوطني ، والدعوة الى إشاعة ثقافة التسامح القومي والديني والمذهبي بين مكونات امتنا بشكل خاص ومكونات الشعب العراقي بشكل عام ، والعمل على إقامة نظام سياسي ديمقراطي مدني حقيقي يعمل من أجل تحقيق العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص بين مكونات الأمة العراقية من خلال بناء دولة مدنية ديمقراطية قائمة على أساس المؤسسات الدستورية والقانونية يكون فيها المعيار الوحيد للتعامل مع المواطن في منح الحقوق وتوزيع الواجبات الولاء الوطني والهوية الوطنية وليس غيرهما ، ويتم فيها تناوب السلطة بالطرق السلمية عبر صناديق الأنتخابات الديمقراطية النزيهة التي تسد كل الطرق والأحتمالات الممكنة أمام عودة الديكتاتورية الأستبدادية مرة اخرى ، دولة يشعر في ظلها الجميع بأمن وأمان ويعمل الجميع من أجل إعادة البناء والأعمار لما هدمه الأشرار وسراق المال العام . ندعو جميع أبناء العراق من جميع مكوناته القومية والدينية والمذهبية أن يفهموا ويدركوا جيداً ، إن ما يضر ويفيد العراق يضر ويفيد الجميع ، وإن ما يضعف ويقوي العراق يضعف ويقوي الجميع ، وعليه على الجميع أن يعمل من اجل الجميع ، وإن التطرف والتعصب نار يحرق الجميع لا ينجو من لهيبة وسعيره أحداً وبذلك فهو لا يفيد احداً بل هو يضر الجميع فاقلعوا عنه وقدرنا نحن العراقيين بكل خصوصياتنا أن نعيش سوية في عراق واحد موحد عراق الجميع للجميع .

خوشــابا ســولاقا
بغداد – 22 / آذار /  2018 م 



غير متصل هنري سـركيس

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 976
    • مشاهدة الملف الشخصي

استاذ المهندس والصديق العزيز خوشابا سولاقا المحترم
تحية طيبة اتمنى بان تكون بخير
لا يصح الا الصحيح. استاذ العزيز التطرف والتعصب داء هذا العصر وكل العصور، وهو السبب الاول والاخير للفساد والتناحر والقتل والارهاب بين الشعوب، ان كان بالسلاح او باللسان والكلام وحتى بالكتابة، انما يرتكز على الثقافة التي تنتجها العقلية المتطرفة والمتعصبية، التي تختزل الحق في ذاتها،وتقتل الحق في الاخرين ولا ترى الامور الا بمنظارها ان كان اسود او ابيض،وهي التي تولد السلوك العنفي بكل اشكاله والوانه ومستوياته.وتاسيسا على هذا نرى ضرورة نشر ثقافة التسامح والمحبة ونبذ ثقافة التطرف والتعصب الدخيلة على ثقافتنا العراقية، لاننا في الوطن لابد وان تتجه كل الجهود والطاقات الى تحقيق ذلك والحفاظ على مجتمعنا متماسك موحد في اطار الدستور والقانون.وكما تعلمون ان قاعدة تقدمنا اجتماعيا وثقافيا وسياسيا، واي تطور تنموي نرغب فيه،لابد وان نوفر حالة من السلم والامن في مجتمعنا والوطن، واي ضرر يصيب هذه الحالة سينعكس على حالة تقدمنا. لهذا فان واجبنا كعراقيين هو العمل على تعميق وحدة الشعور الوطني، وامن الوطن،حتى نحافظ جميعا على الانجازات ونصون المكاسب التاريخية والوطنية للعراق الجديد الخالي من كل انواع الارهاب والتعصب والتطرف،وبالتالي المحافظة على هذه الانجازات الوطنية القادمة، لا تتاتى من الكلام المجرد، بل من سلوك انساني ووطني صادق مستمر، يعلي من شان مصلحة الوطن، ويصون وحدة شعبه. وهذه المسالة عملية تاريخية مفتوحة لابداعات العراقيين ومبادارتهم الخيرة في هذا السبيل. لهذا فاننا جميعا ينبغي ان نعالج ثقافة الكراهية ونزعتها الشريرة حتى نتمكن من تقليل ظاهرة التطرف والتعصب والعنف والخ في وطننا ومجتمعنا اليوم قبل الغد. وختاما اشكرك استاذ العزيز على مقالك القيم والذي بالفعل تنور العقول بطروحاتك المتميزة وتشخيصك الدقيق ومعالجاتك الواقعية للمواضيع. وتقبل مروري مع فائق محبتي.

غير متصل خوشابا سولاقا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2340
    • مشاهدة الملف الشخصي
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب السياسي المبدع الأستاذ هنري سركيس المحترم
تقبلوا محبتنا الصادقة مع أرق وأطيب تحياتنا الأخوية
نشكر لكم مروركم الكريم بهذه المداخلة الفكرية الثرة والرائعة بمقالنا والتي أعتبرها إغناءاً وإضافة له بكل ما أوردتموه فيها من أفكار ورؤى ... حقيقة إن المتضرر الأكبر من فكر التطرف والتعصب هم عادة أبناء الأقليات القومية والدينية  ، وعليه يكون المستفيد الأكبر من الحد من انتشار أفكار التطرف والتعصب على الخصوصيات ونشر ثقافة التعايش السلمي في المجتمعات المتعددة التنوع القومي والديني والمذهبي هم بالمقابل أيضاً أبناء الأقليات ، ولذلك نجد أن الرواد الأوائل لنشر الأفكار الوطنية التقدمية التي تؤسس لثقافة التعايش السلمي كانوا في أغلبهم من أبناء الأقليات ليس في العراق فحسب بل في كل بلدان العالم لأنهم كانوا الضحية والضحية هي أول من تشعر وأكثر من تعاني من ظلم واضطهاد الفكر المتطرف الشوفيني بكل ألوانه وعليه وجدت أبناء الأقليات خلاصها في الأفكار المناصرة للتعايش السلمي بين مكونات الوطن الواحد .... ودمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                       محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد

غير متصل جان يلدا خوشابا

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1834
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
اخي مهندس الوطن الاستاذ خوشابا سولاقا المحترم
تحية
مقالة فيها الحقائق مترتبة ومنسقة وفيها الكثير من الحقيقة
اما عن وضعنا القومي الاثني  فارجوا ان تقيل ان أضيف ومن خلال تجربتي الاجتماعية والثقافية والقومية
ان لبعضنا  ظاهرة التكبر والإحساس أنهم ابناء تلك العشيرة او تلك القرية او تلك الناحية او ذلك القضاء ويعتبرون أنفسهم الأفضل والأرقى والأنقى
هذه الظاهرة خربت بيوتنا وكسرت طموحاتنا وأغلقت عيوننا وأطاحت  بحواراتنا وابعدتنا عن الوحدة والتعاون  كشعب معذب  وأقلية  .
نحن اصبحنا ظالمين لبعضنا بصراحة لا تطاق أخلاقياً وادبياً 
متكبرين  لا نرضى  بذلك الاسم او بذلك المذهب  او ابناء تلك القرى 
متعصبين كنسياً  ، مذهبياً ، قروياً  ، اجتماعياً  وووووووووووووو 
وهذه كلها أمراض  ما كنّا نعرفها قبل السقوط .
ما كتبته سيدي الكريم في مقالتك اعتبره دارسة نموذجية عن واقع مرير يجب  ايقافه وإسقاطه  والتنبه منه  .
لهذا فان أبواب مدرسة الحياة التي اكتب عنها  لازلت مفتوحة وتقبلك كمدرس وبدرجة امتياز . 
 تحياتي ايها العزيز

والبقية تأتي
جاني   

غير متصل خوشابا سولاقا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2340
    • مشاهدة الملف الشخصي
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب والشاعر الطيب الأستاذ جان يلدا خوشابا المحترم
تقبلوا محبتنا الخالصة مع أطيب وأرق تحياتنا الصادقة
شكراً على مروركم الكريم بهذه المداخلة الرائعة بمقالنا وكما أشكر لكم متابعاتكم الدائمة لكل ما أكتبه وأنشره في هذا الموقع وهذه المتابعة تدل على مدى قربنا الفكري من بعضنا البعض ووحدة أهدافنا التي نسعى الى تحقيقها من وراء هذه الكتابات .
صديقنا العزيز جان .... إن ما قصدناه من مفهوم التطرف والتعصب ليس محصوراً فقط بالتطرف والتعصب القومي أو الديني والمذهبي بل أنه يشمل كل أشكال التطرف والتعصب للخصوصيات الفرعية كالتي ذكرتموها في مداخلتكم ومنها التطرف والتعصب للقدرات الشخصية الفردية النابعة من الأنانية وحب الذات والأستعلاء لأنها جميعاً تساعد على تفرقة الصفوف وتصعيد طبيعة الخلافات وبالتالي تنعكس سلباً على الموقف العام للفرد من القضايا الكبيرة كالقومية منها والوطنية والدينية وهذا الشكل من التطرف والتعصب في تقديرنا الشخصي هو الأكثر الذي عانت منه أمتنا في تاريخها الحديث قومياً وكنسياً وهو ما أوصلنا الى ما نحن فيه من وضع مزري مقرف منقسم على ذاته وبتنا مشتتين كالخراف الضالة مشتتين في كافة أرجاء العالم فاقدين بوصلتنا في التوجه الى هدف ما وكل فرد منا بات لا يهتم إلا بما يخصة والحديث بكلام في المناسبات بما لا يُقدم ولا يؤخر والتغني بالماضي العتيد لأجدادنا والتباكي على أطلال حضارة الأجداد والنزيف مستمر لأستنزاف وجودنا القومي في أرض الأباء والأجداد التاريخية .... إنها لمعادلة صعبة ومعقدة للغاية يا أعز الأصدقاء !!! ... ودمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                       محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد