المحرر موضوع: سلحفاة متوكلة على الله ( الطبقة البروليتاريا ) !  (زيارة 1055 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل نيسان سمو الهوزي

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3606
    • مشاهدة الملف الشخصي
سلحفاة متوكلة على الله ( الطبقة البروليتاريا ) ! 
سنعود اليوم من جديد الى عالمنا الحيواني ( هذا العالم مافيهه إنتخابات ) وسنترك الساحة للمهرجين والراقصين البهلوانين والذين تشتد هرموناتهم التسقيطية والسفيهة في فترة الإنتخابات ومن ثم تعود الى وضعها الدنيء بعد المسرحية ( تقصد الدنيء يبقى دنيء قبل وبعد المسرح ) ....
كانت هناك سلحفاة تسكن الغابة مع حيوانات اخرى كثيرة . وكانت تُعشش في حفرتها مع عدد من صغارها . في احدى الليالي الماطرة بدأت السماء تغضب بشكل كبير ، فأهطلت بمياه غزيرة جرفت الكثير من العُشَش والحيوانات الصغيرة مع سيولها . تسلقت اغلب الحيوانت الاشجار وقمم بعض المرتفعات لتجنب الكارثة . شاهدوا السلحفاة هائمة نائمة على صغارها بينما السيول بدأت تَجُرها معها . نادى الارنب : يا سلحفاتنا اسرعي فإن الخطر قريب وستهلكين مع صغارك ! رَدَت السلحفة لا يحصل شيء غير بإرادته ! رآها الثعلب والموت يقترب منها قائلاً يا صديقتنا انهضي وسنأتي لمساعدتك في إبعاد الخطر على صغارك فاسرعي  ! ردت السلحفاة إنني متوكلة عليه ولا ينوبني اكثر مما هو مكتوب !!!!!!
وصلت السيول الجارفة الى اقدام السلحفاة ولم يبقى هناك اي وقت للخلاص فهرع الضبع لمد يد العون وحملها الى بر الامان فصاحت به السلحفة : يا حيوان ألم اقل لكم إنني متوكله عليه وسوف لا يحصل غير ماهو مكتوب وإنه سوف ينقذني مع صغاري كما أنا واثقة من نفسي !
سحبت السيول صغار السلحفة وقذفت بهم في الجرف وفطسوا جميعهم بينما كانت السلحفة تُشبث اقدامها في التربة . شاهدوا الحيوانات كيف قذف غضب الله صغار السلحفة في الوادي نادوا مرة اخيرة : يا سلحفة لقد فطس صغارك وليس لكي امان غير ان تمدي يدكي لنا لِننقذك قبل ان تفطسي الاخرى ! ردت السلحفة : فوالله لا يحصل غير ما هو مكتوب وانه سوف لا يتركني وثقتي باللحظة الاخيرة عظيمة !!!!
شجرة كبيرة تجرفها السيول ضربت ظهر السلحفة قذفت بها امتاراً عديدة في الهواء وقبل ان تسقط وينكسر ظهرها نادت وهي في الهواء : لا تخافوا فلا شيء غير المكتوب فسقطت السلحفة وسحلتها السيول الى غير رجعة .
قصتنا وحال سلحفاتنا البهيمة لا تختلف عن حال النيام والمتخلفين ( قبل وبعد الإنتخابات ) والذين لا يملكون غير الإعتماد عليه معتقدين بأن هناك لحظة اخيرة في كل مصيبة .  هذه اللحظة التي لم تأتي وسوف لا تأتي ابداً ( حتى الرب قال ( بس ماعرف شْوَكت ) منك الحركة ومني البركة ) ! الملايين من النيام فطسوا ومنذ عقود وقرون والى يومنا هذا معتقدين ومعتمدين على ذلك الوهم البعيد ( هواية بعيد ، ماراح يوصل ) .
هذه الإعتمادة والتوكل يتم إستغلالها وبأشبع الطرق من قبل الشيطان والذي اعتماده على هؤلاء النيام . السياسي والمتسلط والمستحوذ والإمام وأصدقائه الباقيين وفي مقدمتهم رئيسهم وقائدهم صاحب الرأس ،  ناهب الرأس المال العظيم ( مصاصو الحليب ) يرمون للنائم رغيف خبز اسود ويوهمونه بأنه من عند الرب ، فابقى نائما ومعتمداً ولا تستيقظ فهو سوف لا ينساك كما لم ينساك اليوم وبعث لك هذا الرغيف ! السياسي وبعض رجال الدين الماكرين  يعلمون كيف ومتى يرسلون ذلك الرغيف ( قبل المسرحيات يضيفون بعض الطحين الابيض على العجينة فيتحول لون الرغيف من الاسود الى البُني فيجن جنون النائم على هذه المعجزة الربانية ) .
شعوب بأكملها نائمة وهائمة في سبات طال وطال ليلهُ . وصل الامر بهؤلاء النعاسى ومن كثرة السبات الخجل من فتح العيون قليلاً . لا يرغبون في فتح عيونهم كي لا يشاهدوا كيف واين تسلقت باقي الحيوانات وهم في الحُجر هائمين . لا يرغبون أن يستيقضوا كي لا  يدركوا عن المسافة الطويلة التي تفصلهم وباقي الحيوانات . لهذا يتمسك كل نائم وهائم بصمونة او رغيف خبز منقوش عليها  توكلتُ عليه وهو يقلبها ويقرأ الكلمة من كل الجهات . لا بل من شدة الألم يتغنى بها في احيان كثيرة وبأعلى صوته ومن موقع القوة والإقتدار معتقداً بأنه سوف يبيع رغيفه الاسود للطحان الذي ارسلها له . انتم في نومكم الهائم اضحيتم العجينة التي يشكلها الخباز الماهر والشاطر ( يعني الشيطان مع إحترامتي للمعجبين ) ويحولها الى انواع حسب رغبته وذوقه وانت تنامون عليها معتقدين بأنها قد تفقس من تحتكم وانتم نائمين عليها ! توكلوا على الخباز  !!!!!
لم يبقى أي امل في إنقاذ السلحفاة وصغارها غير أن تصل يوماً الطبقة البروليتاريا ( انشاء الله تكون طبقة الحلاقين ) في وعيها وادراكها الى مستوى وعي وفكر ليون تروتسكي للقضاء على هذه المجموعة الشيطانية وإحراق كل الزبالة المتراكمة وزرع بدلاً عنها ورود وازهار لتنعم الإنسانية برائحتها الزكية ! كل عام والحلاقين بخير .
لا يمكن للشعوب المتوكلة أن تتقدم دون البدأ من نقطة الصفر !
نيسان سمو الهوزي 01/05/2018