المحرر موضوع: نيراريات -72 –  (زيارة 905 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل نينوس نيـراري

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 127
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
نيراريات -72 –
« في: 02:40 29/04/2018 »

                          نيراريات -72 –

حذار من مرشّحين يعدونك بحليب الحمامْ
ثم يعودون كي يسقوك كأس سعال وزكامْ

سوف ينطفيء الشعبْ
ما لم يأكل نار الغضبْ
ويرتشف عصير اللهبْ


 في جمعة الآلام نزور الميّتينْ
نحمل في أيادينا الياسمينْ
تُردّد ذواتنا كم كانوا طيّبينْ
وحاضرنا يرفض الصادقينْ

إذا كنتَ من آشور أو كنت من بابلْ
فأنتما عدد واحد وللقسمة غير قابلْ
لا تتردّدا وإلا اختلط الحابل بالنابلْ
آنتما سنبلتان مستهدفتان بالقنابلْ
تموت سنبلة وتنمو من بعدها سنابلْ

نا لم أولد بعد ، لا زلتُ في رحم أمي جنينْ
أرفض الخروج الآن لئلا يبلعني ذاك التنينْ
إنني أنتظر ثواراً سوف يلبّون صدى الأنينْ

تطير أكاذيبكم حولنا كالذبابْ
قد شبتم وتمثّلون دور الشبابْ
وأوصدوا في وجوهكم كلّ بابْ
وتورّطتم كزوارق وسط العُبابْ
لو نصحناكم تكيلوننا بالسبابْ

إلى متى نبقى نرث القيودْ
الحرية حلم ليس له حدودْ
نتحجّر رويداً نصفنا جمودْ
أيتها الأنهار إهدمي سدودْ
أيها الأحرار إكتبوا الخلودْ
أنتم االبنادق وأنتم الجنودْ

قد استهزأ الشهداء الثلاثة بالمشانق والشُنّاقِ
الحبال لم تكن في نظرهم سوى أربطة الأعناقِ


سوف يأتي يوم ويُهرّبُ الوطنُ كالنفط على سطح الباخرهْ
والحكومات العرجاء سوف تكون مسرحيات هزلية ساخرهْ
تُعرّي الشعب وتسرق جلده لتصنع منه ملابسها الفاخرهْ
وستصبح أرض العراق مذبحة للمواطنين وبالقبور زاخرهْ
هذا هو العراق ، كتاب جحيم له مقدّمة ولا يُعرف له آخرهْ

يحجبونكِ ثمّ يبنون بين وجهينا حائطاً بعده حائطْ
يجهلون بأنكِ مطبوعة كالوطن على كلّ الخرائطْ
وموجودة في كلّ المواسم وفي زمني مطر ساقطْ
وإنّ ثغركِ عصفور ناقر على حبوب ثغري ولاقطْ



لماذا تتحدين الطبيعة في جمالها وأنتِ تعلمين مقدّماً بأنها سوف تخسر , ولماذا تخرجين في النهار , وأنتِ تعلمين جيداً بأن الشمس سوف تقترف جريمة قتل مع سبق الإصرار بحقّ أشعتها البريئة وتستبدلها بخصلات شعرك الذهبي .




قفي لا تتفحّصيها أشعاري القديمهْ
أنتِ لستِ فيها يا صديقتي الحميمهْ
ما أكثرها العلاقات صارت سقيمهْ
وما أكثر القبلات التي كانت عقيمهْ
نساء قبلك قد دعتني لأحضر وليمهْ
ونساء قد تمرّدن عليّ وألقين شتيمهْ
كيف أُدانُ وأنا لم أقترف أية جريمهْ
طبيعتي أن أعطي لكل امرأة قيمهْ
أعطف كما يُعطفُ على طفلة يتيمهْ
لا أُمثّلُ كي أبقى على علاقة سليمهْ
هذه هي حقيقتي وأنتِ امرأة حكيمهْ
أطلبُ أن تكوني مواطنتي لا مقيمهْ


يا أنتِ يا ذات الجمال الرهيبْ
قد تعشّبتِ في صدري الرحيبْ
صوتك لذيذ مثل عندلة العندليبْ
أنت شمس تشرق دوما ولا تغيبْ
أنتِ شرارة تُشعلني ناراً ولهيبْ
أنتِ وطني وبدونكِ أحيا كالغريبْ
أنا صادق معكِ وأكره الألاعيبْ
يعجبني فيكِ أنك مخلوق عجيبْ
قلتِ عني مسيح الشِعر أكتب الأعاجيبْ
فيا صالبتي متى تنزلينني من الصليبْ !


كان حبكِ بالأمسِ مشكلتي الصغرى
فصار حبكِ اليوم هو عقدتي الكبرى
وأنا مطعون بكِ للأبد يُمنة ويُسرى
ورغم كلّ هذا لا أحب امرأة أُخرى


أيهما أختار ! فستانكِ الأحمر أم فستان البحيرة الأزرق ؟ أم أخلط الإثنين ببعضهما لأحصل على امرأة بنفسجية
 

لا تأخذيها كبيرة إذ تركتكِ وانشغلتُ بأمور فرعيهْ
تخلّينا عن بعضنا ولكنكِ كنتِ دوماً راعية مرعيهْ
اتخذي أيّ قرار يعجبكِ أنتِ المحكمة الشرعيهْ


إنفجري فأنتِ رومانسية جداً في الإنفجارْ
وما أنا قبل انفجاركِ إلا كتلة من الأحجارْ
وما أنا بعد انفجاركِ إلا غابة من الأشجارْ


احتفظت بخصلة من شعرها الأصفر
في الصفحة الوسطى من الدفتر
قالت ما هذا يا شاعري الأخضر
قلت هذا خط العمر الذي به اعمر
وبه تتناسل قصائدي أكثر
وبه يصير قلبي أكبر
وتصير عواطفي انهر
اقبله كل صباح فاسكر
ابتسمت وقالت يا وردي الأحمر
بك كل شيء في حياتي يزهر


لغتنا شجرة ، جذورها تاريخها ، جذعها وجودها ، أغصانها غِناها ، أوراقها هويتها ، ثمارها حلاوتها .


ضياع الوقت فاجعة كبيرة ، وضياع النفس فاجعة أكبر ، وضياع اللغة هي الفاجعة الأكبر

الذي يخجل التحدّث بلغته ، تخجل به لغته أكثر .

إذا رأيت في الليل نوراً ، فاعلم أنه هناك قمر ، وإذا شعرت بالحرارة في النهار ، فاعلم أنه هناك شمس ، وإذا شممت رائحة وردة ، فاعلم أنه هناك ربيع ، وإذا قابلت آشورياً ، فاعلم أن لغتنا حيّة .

لا تبتأس إذا كسروا جناحيك ، لغتك تمنحك أجنحة تعلو بها


  يمكن للغة أن تكون سيفاً حاداً في يد الجبّارْ
ويمكن أن تكون درعاً قوياً ما لم يأكلها الزنجارْ




تداخلتْ أصابعنا حتى أنني رحتُ أكتب من أصابعكْ
وتعانقتْ زوابعنا حتى صارت إبداعاتي من زوابعكْ
قصائدي سنابل لا تغني ولا ترقص إلا على منابعكْ
ليس لي روائع وكلّ الذي أكتبه ليس إلا من روائعكْ
شِعري أقانيم في أوّلكِ وثانيكِ وثالثكِ وأنا في رابعكْ
أنا ما معي غير وجهكِ وريشتي فقولي لي ما معك ؟


أكتب كلّ يوم عنكِ بيت شعرٍ , يدي كريمهْ
إذا توقّفتُ يوماً عن الكتابة تلك أبشع جريمهْ


شَعركِ وعيناكِ يُعبّرون عن أنفسهم بأجمل عبارهْ
شَعركِ الطويل ما هو إلا بقايا من أعظم حضارهْ
عيناكِ أميرتا بابل وآشور تهاجمانني بكل جسارهْ
فُتنتُ بهم وبك كثيراً يا من سمّيتها ملكة الإثارهْ


لا تفكّري كيف ستكونين وكيف سأكونْ
بعد الإلتحام من مِنّا حركيٌ يأخذه جنونْ
ومن منّا يصير حجراً جامداً يلفّه سكونْ
لكن فكّري أنه في العشق تُخلقُ الفنونْ
وفي الحب نُقتلُ ثمّ نحيا بنظرة العيونْ


إذا لم تكن الوردة لا يكون العطرْ
وإذا لم تكن الغيمة لا يكون المطرْ
إذا لم تكوني أنتِ شِعري في خطرْ
أنتِ كلمتي الأولى في بداية السطرْ

جاءني الإرهاصْ
في دولة الغدر واللاإخلاصْ
ليس لي مناصْ
عليّ أن أبلع الأقراصْ
وإلا الإعدام هو القصاصْ
دولة تكامُلنا فيها انتقاصْ
شخصيات بلا أشخاصْ
إن كنتُ شاعراً أو قاصْ
سوف يخترقني الرصاصْ
من غير أن أرى القنّاصْ

أنا لوني عديم اللونْ
غريب عن هذا الكونْ
لا تُمدُّ لي يد العونْ
بين السماء والأرض بَونْ



تستلقي روحي على هذا الترابْ
حضارة قامت وأصبحت خرابْ
قد صار طموحي وجهاً للسرابْ
إتركني أتسلّى بالكأس والشرابْ
لأنام كالنسر وأصحو كالغرابْ


هل هاتان شفتاكِ ؟ إنني لا أُصدّق ما أرى !
كانتا بستانين من جلّنار واليوم ماذا جرى ؟
ليلة الأمس هبط عليهما ألف نجم وسرى
في النهار تلاشى الكلّ مثل ذرات الثرى
شفتاكِ شرارتان كم أشعلتني قبل الكرى
ما الذي جعلهما يعتزلان شفتيّ يا تُرى !


اكذبي كما يحلو لكِ فأنا بكذبكِ أتفائلُ
كبّريني صغّريني أنا مقتنعٌ لا أتسائلُ
تنطقين تصمتين ثغركِ كلّ شيء قائلُ
طريقكِ إليّ مهما تغيّر مستقيم أو مائلُ
أنا ضوؤكِ الأبدي , خالدٌ فيكِ لا زائلُ


جمالك هادئ الطبع مثل نغمة الكمانْ
جمالك لا يملك مثيلا منذ بدء الزمانْ
يجعلني أغامر ولا يعطي لي الأمانْ


لا تصدّقوا البعض من الخطاباتْ
التي تعزف على أوتارالإنتخاباتْ
ولا نسمع غناء أو مغنين وأغنياتْ
لا نرى راقصين لا أثر الرَقَصاتْ



أنا وأنتِ نتناقض في أشياء كثيرهْ
أنا رجل كادح وأنت أميرهْ
كلماتي عادية وكلماتكِ مثيرهْ
نظائري عديدة وأنتِ بلا نظيرهْ
أنا عاجز عن إقناعكِ وأنتِ قديرهْ
أنا مرفوض حتى في القلوب الكسيرهْ
وأنتِ مُرحّب بكِ وفي كلّ قلب سفيرهْ
أنا الصغير الصغير وأنتِ الكبيرة الكبيرهْ
أنا لا أتقن لغة العشق وأنتِ الخبيرهْ
فكيف نتفاهم ونتطابق .. في الأمر حيرهْ


في الرابع والعشرين من نيسان لا أفهم لماذا يكتب قلمي من تلقاء نفسه ولا يستشير أصابعي , ويتدفّق نهر الحنان من غير توقّع واستأذان , ويرعد البرق خارج السحابة وكأنه لم يولد منها , ويطرح النحل عسلا غريب اللون والطعم , ويريني الله وجهه مرة في السنة وبالتحديد في الرابع والعشرين من نيسان , أشياء غريبة وعجيبة خارقة للطبيعة , أشياء فيكِ تخترقني في خفاء وتسلخ جلدي لأتجدد كل عام كالأفعى , يعود وجهكِ طفلاً بريئاً , يصبح قلبكِ أكثر صفاء , تصير عيناكِ قنديلان ذهبيان يشعان ليل نهار , وتغدو أصابعك أكثر حيوية لتتنزّه على وجهي , ويشتدّ شَعركِ جنوناً مثل حصان البراري , في الرابع والعشرين من نيسان أسبح في حممكِ البركانية ولا أشتعل , يستلقي جسدي على جمرات جسدكِ ولا يكتوي , ما أنتِ في الرابع والعشرين من نيسان !
ربما أجمل قامهْ
ربما أهدأ حمامهْ
ربما طريق السلامهْ
ربما يوم القيامهْ


من على شفتيكِ حصدتُ الزنابقْ
ومن يديكِ جمعتُ حزمة صواعقْ
دام حصاري لكِ من جميع المناطقْ
لأصابعي مع خصركِ الناريّ سوابقْ
انقطعت جسورنا كما المغارب بالمشارقْ
وما أنتِ لي اليوم سوى ذكرى لعنوان سابقْ


يا من أنتِ لستِ لي الآن بل لهُ
آه لو سكنتِ ظلّي وهجرتِ ظلّهُ
آه لوحضنتِ كُلّي وأبعدتِ كلّهُ
لسجدتُ لجمالكِ فجمالكِ يُؤلّهُ


بالرغم من أنكِ تراقصين العشرات فأنتِ ترقصين لوحدكِ ومع نفسكِ طالما لستُ موجوداً معك على مسرح الرقص , وبالرغم من أن العشرات يكتبون عنكِ فأنتِ لا وجود لكِ في الكتابات طالما الكتابة لا تتدفّق كالنهر من بين أصابعي , وبالرغم من أن العشرات يفكّرون فيكِ فأنتِ خارج التفكير طالما أنا لا أفكّر فيكِ , قرّري من تختارين الآن , الواحد من العشرات أم العشرات في الواحد ! .
                                      *                 *                *
          نينوس نيراري          نيسان / 28 / 2018