المحرر موضوع: هل هناك فرق بين الدم الشيعي والسني والمسيحي؟  (زيارة 1469 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

متصل يوحنا بيداويد

  • اداري منتديات
  • عضو مميز جدا
  • *
  • مشاركة: 2496
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
                          هل هناك فرق بين دم الشيعي والسني او مسيحي؟
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن / استراليا

لعله عنوان غريب لدى اخوتنا القراء، ولكن حقيقة جاء نتيجة لطريقة تفكيرنا الضيقة كعراقيين الذين خسرنا الشعور الوطني وكل واحد منا اراد ان يختبيء وراء رداء الطائفية والمذهبية والمقاطعة الجغرافية واخيرا القومية فكانت نتيجة حصادنا ما نراه اليوم.
هذا السرطان الذي اصاب العراقيين في الايام الاخيرة من التاريخ، انها مصيبة كبيرة، من يستطيع ارجاع عقارب الساعة للوراء؟!
ألهذا ناضل بعض الناس طوال عمرهم ومات البعض الاخر في السجون وهم تواقون لرؤية العراق  حرا، وقبل الاخرون صعود المشانق من اجل ان يتعلم الاطفال في مدارسهم في امان معنى الحياة؟ هل كنا نتوقع يوما ما سوف تشتعل الحرب الطائفية بين مكونات العراق بهذا الشكل ؟ لكن السؤال الاهم هنا هل هناك فعلا تمييز بين دم الانسان الشيعي والسني او بين المسيحي و الكردي؟

 لابد ان اذكر هنا سبب اختياري هذا العنوان ، لقد عاتبني  صديق عزيز من الاخوة الشيعة في لقائي الاخير معه عن سبب عدم كتابتي  عن المجزرة الصدرية التي حدثت قبل اسبوع في بغداد؟ وعاتبني عن عدم قيام الكُتاب التنديد بهذه الجريمة البشعة بصورة كافية  .
فقلت له هل تظن هناك فرق بين دم الانسان الشيعي والسني في نظر كل من يحسب نفسه عراقي ووطني سواء كان كاتبا او سياسيا او موظفا او كادحا عاديا  بعض النظر عن ديانته او قوميته او مذهبه؟ او اي هوية اخرى يحملها اي ا نسان داخل المجتمع العراقي؟ ، الذي  نسينا انه ليس وليد اليوم بل انه اقدم مجتمع في تاريخ البشرية باعترافات المؤرخين جميعهم.
وهل هناك جرم اكبرمن ان يفرق الانسان بحسب مفاهيم الوطنية والانسانية  بين دم طائفة ضد اخرى لاسيما اذا كان جزء من النسيج الاجتماعي الذي تعيش فيه؟
نعم اندهشت من كلامي صديقي العزيز، وقلت له لا اظن ان هناك انسان يعرف مفاهيم ومشاعر الانسانية يقبل بهذه الجرائم ، انت تدري نحن كلنا نلنا الظلم من نظام صدام حسين واجبر ابائنا على الرحيل من قراهم وخسروا املاكهم وبيوتهم هذا بالاضافة الى الاعدامات والشهداء وغيرها من الجرائم التي قام بها هذا الرجل ضد كل انسان عراقي، لكن عندما شنق بهذه الطريقة البشعة اعتبرنها جريمة لا بحق صدام حسين كمجرم بل جريمة بحق الانسانية، وقلنا اننا بعملنا هذا لم نروي للعالم سوى ما تعلمنا من دروس صدام حسين نفسه ولم نتعلم من تجارب الانسانية الحديثة شيء بل انما الذي ادخله صدام حسين  من الانتقام في عقولنا  نحن اياه نعلم لاولادنا ، فاذن ثورتنا ستكون فاشلة ان استمر تفكيرنا  بهذا الاتجاه وبهذا الاسلوب .

في نهاية نقاشاتنا وجدالاتنا قلت لصديقي شيئا واحدا ينهي وضع العراق اليوم هو الولادة الجديدة! النظرة الجديدة للحياة،وهي التخلي عن مفاهيم القبلية، عن التحزبية والتبعية والمذهبية.  لننظر واحد للاخر انه عراقي قبل كل شيء،  ونتعامل معه على هذا الاساس ، لنستفيد من تجارب الظلم 35 سنة من حكم الدكتاتورية ، لنقلب القوانين والانظمة بحسب مفاهيم انسانية اكثر شمولية ، لاننا فشلنا في طريقة تقليدنا للافكار القديمة مثل افكار صدام حسين وغيره.
قلت له ايضا ان  علاج مرضنا لا يكون الا بمثل احداث رواية ((الحب في الزمن كوليرا)) للكتاب الكولومبي ماركيس ، فهل نحن مستعدون للقيام بهذه المعجزة  يا صديقي ؟ ام نستمر في تخريب بيو تنا  من خلال اعطائنا مجال لنفوذ الغريب اي من كان، سواء  من قريب او من بعيد ،ونستمر في قبول او السكوت عن المجازر البشعة يوميا كما حدثت في الصدرية؟!!!

ليست مهمة ارجاع العراق الى ايام السلم والوحدة مهمة الحكومة العراقية وحدها ، بل  انها مهمة كل عراقي وطني ، عليه ان يعيد طريقة تفكيره واتخاذ قراراته، ويفكر في ضميره وان يسأل نفسه ، هل فعلا هناك فرق بين دم الشيعي  او السني او غيره ؟!!!!
الى متى نعيش الظلمات يا من كان ابائكم اصحاب النور والمعرفة الاولى في العالم؟