سركيس اغاجان ليس مسيحاً !
بتاريخ 27/4/2018 يوم الجمعة اقام الاخوة في المجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري تجمعا و احتفالا للدعاية لقائمتهم الانتخابية لمجلس النواب العراقي و خلال هذه الاحتفالية قدم السيد المحترم سلوان جميل السناطي مدير مؤسسة بابيلون الاعلامية و نجل رئيس المجلس الشعبي السيد المحترم جميل زيتو كلمة قال فيها :
" هذه القائمة التي بناها ، و التي تعب من اجلها كاك سركيس باركه الله و الذي عمل بقدرعمل المسيح! بنى الكنائس و المنازل و القاعات و المدارس و المستشفيات و شكل الحراسات و ايضا جمع الالاف من النازحين بسبب داعش ، هذا الانسان نحن قد سببنا له الالم ، هذا الانسان نحن قد اتعبناه ، هذا الانسان الذي ثبت لنا حق الحكم الذاتي في الدستور "بداية اتمنى الموفقية للاخوة و الاخوات في قائمة المجلس الشعبي في الانتخابات القادمة قريبا و لكن لدي الملاحظات ادناه و التي اود ان تؤخذ بصدر رحب من قبل الجميع و خاصة من قبل الاخ سلوان الذي اكن له و لعائلته الكريمة كل التقدير و الاحترام على المستوى الشخصي :
سركيس اغا جان ليس مسيحا !
الاخ المحترم سركيس اغا جان كان موظفا حكوميا برتبة وزير و نائب رئيس وزراء في حكومة اقليم كوردستان و كادرا متقدما في الحزب الديمقراطي الكوردستاني و كل خدمة قدمها لابناء شعبنا خصوصا و لمواطني كوردستان عموما هي من صلب عمله و وظيفته و حسب فكر و نهج الحزب الذي ينتمي اليه ، فالحزب الديمقراطي الكوردستاني و كل كوادره الحزبيين و الحكوميين و في اي مستوى كانوا ملزمين بالعمل في اطار نهج البارزاني الخالد و تعليمات رئاسة الحزب المتمثلة بالرئيس مسعود بارزاني و رئاسة الحكومة المتمثلة برئيسها السيد نيجيرفان بارزاني و برنامج عمل الحزب الديمقراطي الكوردستاني ، اذن كل ما قدمه من خدمة و سيقدمها هو نتاج هذا الفكر و هذا النهج و هذه القيادة الحكيمة التي تؤمن بالتعايش المشترك و المساواة في كوردستان الحبيبة ، و بالمناسبة كل الخدمات التي قدمها الاخ سركيس و غيره لابناء شعبنا و كل الاعمال و الخدمات التي قدمها و سيقدمها كل الكوادر و المسؤولين الحكوميين والحزبيين والقيادة جمعاء وصولا لاصغر موظف و كادر ليست منة او معروفا او حسنة لشعبنا بل هي من صميم عمل الجميع بدأ بفخامة الرئيس و فخامة رئيس الحكومة و المسؤولين الحزبيين و الحكوميين و ضمن واجباتهم اليومية و التزاماتهم القانونية و الاخلاقية التي يقسمون على تحقيقها خلال خدمتهم العامة.
تشبيهكم لاي شخص مهما على شأنه بالذات الالهية تصرف خاطيء وتشبيهكم لمنجزاته و عمله بعمل شخص ربنا و الهنا يسوع المسيح له المجد ليس في محله ابدا و يعتبر تجاوزا على الذات الالهية ... يسوع المسيح له المجد لم يشيد ابنية و لم يبن منازلا و قاعات و لم يشكل حراسات بل قال في انجيله المقدس :
(يو 18: 36): أَجَابَ يَسُوعُ: مَمْلَكَتِي لَيْسَتْ مِنْ هذَا الْعَالَمِ. لَوْ كَانَتْ مَمْلَكَتِي مِنْ هذَا الْعَالَمِ، لَكَانَ خُدَّامِي يُجَاهِدُونَ لِكَيْ لاَ أُسَلَّمَ إِلَى الْيَهُودِ. وَلكِنِ الآنَ لَيْسَتْ مَمْلَكَتِي مِنْ هُنَا.
(مت 26 : 53 ) : أتظن أني لا أستطيع الآن أن أطلب إلى أبي فيقدم لي أكثر من اثني عشر جيشا من الملائكة.
( مت 6: 19-21) :لاَ تَكْنِزُوا لَكُمْ كُنُوزًا عَلَى الأَرْضِ حَيْثُ يُفْسِدُ السُّوسُ وَالصَّدَأُ، وَحَيْثُ يَنْقُبُ السَّارِقُونَ وَيَسْرِقُونَ
بَلِ اكْنِزُوا لَكُمْ كُنُوزًا فِي السَّمَاءِ، حَيْثُ لاَ يُفْسِدُ سُوسٌ وَلاَ صَدَأٌ، وَحَيْثُ لاَ يَنْقُبُ سَارِقُونَ وَلاَ يَسْرِقُونَ،
لأَنَّهُ حَيْثُ يَكُونُ كَنْزُكَ هُنَاكَ يَكُونُ قَلْبُكَ أَيْضًا.
( يو 2 : 13-22 ) : فأجابهم يسوع: إهدموا هذا الهيكل، وأنا أبنيه في ثلاثة أيام . فقال اليهود: بني هذا الهيكل , في ست وأربعين سنة ، فكيف تبنيه أنت في ثلاثة أيام ؟ وكان يسوع يعني بالهيكل جسده . فلما قام من بين الأموات، تذكر تلاميذه هذا الكلام، فآمنوا بالكتاب والكلام الذي قاله يسوع .
(مت 11 : 2-11 ):
وسَمِعَ يُوحَنَّا وهو في السِّجنِ بِأَعمالِ المسيح، فأَرسَلَ تَلاميذَه يَسأَلُه بِلِسانِهم
«أَأَنتَ الآتي، أَم آخَرَ نَنتَظِر؟»
فأَجابَهم يسوع: «اِذهبوا فَأَخبِروا يُوحنَّا بِما تَسمَعونَ وتَرَون:
العُميانُ يُبصِرون والعُرْجُ يَمشونَ مَشْيًا سَوِيًّا، البُرصُ يَبرَأُون والصُّمُّ يَسمَعون، المَوتى يَقومون والفُقراءُ يُبَشَّرون،
وطوبى لِمَن لا أَكونُ لَه حَجَرَ عَثْرَة».
فلَمَّا انصرَفوا، أَخذَ يسوعُ يقولُ لِلجُموعِ في شَأنِ يُوحنَّا: «ماذا خَرَجتُم إِلى البَرِّيَّةِ تَنظُرون؟ أَقَصَبةً تَهُزُّهاالرِّيح؟
بل ماذا خَرَجتُم تَرَون؟ أَرَجُلاً يَلبَسُ الثِّيابَ النَّاعِمَة؟ ها إِنَّ الَّذينَ يلبَسونَ الثِّيابَ النَّاعِمَةَ هُم في قُصورِ المُلوك.
بل ماذا خَرَجتُم تَرَون؟ أَنَبِيًّا؟ أَقولُ لَكم: نَعَم، بل أَفضَلُ مِن نَبِيّ.
فهذا الَّذي كُتِبَ في شَأنِه: «هاءَنَذا أُرسِلُ رَسولي قُدَّامَكَ لِيُعِدَّ الطَّريقَ أَمامَكَ».
الحَقَّ أَقولُ لَكم: لم يَظهَرْ في أَولادِ النِّساءِ أَكبَرُ مِن يُوحَنَّا المَعمَدان، ولكنَّ الأَصغَرَ في مَلَكوتِ السَّمَواتِ أَكبرُ مِنه.
اخوتي الاحباء و حتي يوحنا نبي الله العظيم الذي ولد بمعجزة و عاش حياته بمعجزة و استشهد شهادة الابطال قال في ربنا يسوع المسيح له المجد :
( يو 1: 27) : هُوَ الَّذِي يَأْتِي بَعْدِي، الَّذِي صَارَ قُدَّامِي، الَّذِي لَسْتُ بِمُسْتَحِقّ أَنْ أَحُلَّ سُيُورَ حِذَائِهِ.
لست ههنا انا لكي اعض اي شخص و لا لانتقص من الخدمات التي قدمها السيد اغا جان و لكن جل ما قدمه كاك سركيس المحترم من خدمات مشكورا كان من خلال حكومة كوردستان و ميزانيتها و حسب تعليمات مرجعيته الحكومية و الحزبية و تبعا لفكر نهج البارزاني الخالد و برنامج الحزب الديمقراطي الكوردستاني و قيادتنا الحكيمة التي تؤكد على احترام ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري المسيحي و حمايته و صون وجوده و ان كان هنالك من يريد ان يحاورني في حوار مفتوح حول الاداء الحكومي و الاداري و السياسي للسيد اغا جان فاني جاهز لهكذا حوار و نقاش و لكنه ليس موضوع مقالنا هذا و نستطيع مناقشته في وقت اخر قريبا ان شاء الله.
اعزائي موضوع مساعدة و اسكان النازحين بسبب داعش الارهابي من ابناء شعبنا لم تقم به قائمة المجلس الشعبي او كاك سركيس بل انقسمت المسؤولية الى جزئين اولا المسؤولية الامنية و التي قامت بتوفيرها حكومة اقليم كوردستان و بيشمركتها الابطال الذين استشهد منهم الالاف في حمايتهم لجميع اطياف الشعب الكوردستاني و اما ثانيا فمعظم المسؤولية التي تختص بالاسكان و الدواء و المدارس كان لكنائسنا و رئاساتنا الكنسية الدور الاكبر فيها ، طبعا بالتنسيق مع حكومة الاقليم و المنظمات الاغاثية الدولية والكنائس العالمية و الحكومة المحلية في اربيل و دهوك و السليمانية و سهل نينوى و طبعا لا ننسى دور جماهير شعبنا المسيحي في عنكاوا و القوش و دهوك و زاخو و القرى و المدن كلها و دور ابناء الشعب الكوردستاني عموما في دعمهم لاخوانهم في وقت محنتهم، فكيف تختزلون هذه المساعدة بقائمة المجلس الشعبي التي استقال وزيرها و ابتعد طوعا من المسؤولية الملقاة على عاتقه تاركا الكرسي الوحيد الخاص بأبناء شعبنا في مجلس الوزراء فارغا في الوقت الذي كان شعبنا في امس الحاجة لوزير قريب من القيادة في هذه الاوقات الصعبة و المصيرية ؟!
و اما بالنسبة لموضوع الحكم الذاتي لابناء شعبنا و الاخوة التركمان و تثبيته في المادة 35 من مسودة دستور اقليم كوردستان التي اقرها البرلمان الكوردستاني للاسفتاء الجماهيري سنة 2009 ، فأن هذا الموضوع تم تثبيته و بشهادة رئيس لجنة صياغة الدستور الاخ فرست احمد من قبل التصويت بالغالبية العظمى من اعضاء البرلمان الكوردستاني و الدعم الكبير لحقوق شعبنا و حقوق الاخوة التركمان من قبل الرئيس مسعود بارزاني و رئيس الحكومة كاك نيجيرفان بارزاني و دعم قائمة التحالف الكوردستاني و الحزب الديمقراطي الكوردستاني و ايضا لا ننسى الجهود الكبيرة لممثل شعبنا الوحيد في لجنة صياغة مسودة الدستور الكوردستاني في البرلمان الاخ روميو هكاري و طبعا بدعم من معظم احزاب شعبنا ، فكيف تجعلون من هذا الانجاز ملكية للمجلس الشعبي و قائمته و الاخ سركيس فقط ؟!
عمل السيد سركيس لا يساوي عمل الرب يسوع المسيح له المجد ابداً ، فكاك سركيس لم يجعل العمي يبصرون و لا العرج يمشون و الموتى يقومون و لم يقدم نفسه ذبيحة حية فوق صليب الالام من اجل احبائه ! لا يوجد انسان في الكون كله يكون عمله مساويا لعمل المسيح الرب له المجد كما يخبرنا الانجيل المقدس :
(يو 21 : 24-25 ) : هذا هو التلميذ الذي يشهد بهذا وكتب هذا. ونعلم أن شهادته حق وأشياء أخر كثيرة صنعها يسوع، إن كتبت واحدة واحدة، فلست أظن أن العالم نفسه يسع الكتب المكتوبة. آمينفي النهاية اتمنى ان يتسع صدركم لملاحضاتي المتواضعة و اتمنى لكم و لكل القوائم المتنافسة في انتخابات مجلس النواب العراقي الموفقية و النجاح في كسب تأييد الناخبين و لكن بدون التقرب للذات الالهية و بدون خصخصة الانجازات القومية و الحكومية و الحزبية و الجماعية ، من احسن صفات السياسي هو ان يكون واقعيا و ان يبتعد عن تأليه الذات او القيادات ، فمهما كانت الشخصيات السياسية و مهما كانت تضحياتها في سبيل الوطن و الشعب لا يمكن مقارنة اعمالها بالذات الالهية و ذات الانبياء و القديسين ... و الله و الوطن و خدمة شعبي من وراء القصد.
آنو جوهر عبدوكا
عنكاوا الحبيبة
30/4/2018
للاستماع الى كلمة الاخ سلوان جميل السناطي
http://www.ankawa.org/vshare/view/10795/salwan-alsanaty/