حفاظاً على كرامتنا ووحدتنا طالبوا بإلغاء كوتا المسيحيين.
النتائج الأولية لإنتخابات مجلس النواب العراقي لسنة 2018 قدر تعلق الأمر بكوتا المسيحيين جاءت مفاجئة ومخطط لها مقدما على ما يبدو من قبل بعض الحيتان الكبيرة وبدرجة خاصة منظمات الحشد الشعبي فيما يخص قائمة بابليون التي حصلت على حصة الأسد من الأصوات في حين أنها لم تتمكن في انتخابات سنة 2014 من الحصول على أصوات تضمن لها مقعداً واحداً وهكذا الحال مع حزب المجلس الشعبي الذي حصل بدعم من الحزب الديمقراطي الكردستاني في المناطق الواقعة تحت نفوذه على أصوات لم يكن بالامكان الحصول عليها لولا الضغوطات لا بل التهديدات بالفصل والابعاد ضد سكان سهل نينوى بحسب الإشاعات والتسريبات التي دارت على مواقع التواصل الاجتماعي .
إن فوز قائمة بابليون بهذا العدد الكبير من الأصوات وبصورة خاصة في محافظات الوسط والجنوب لا يمكن تفسيره إلا بوجود تأييد مباشر وقوي من قبل جهات في الحشد الشعبي التي يعتبر رئيسها السيد ريان الكلداني أحد أتباعه لأن الوجود المسيحي شبه معدوم في كثير من تلك المناطق والمحافظات ولولا ذلك التدخل من قبل الاخوة الشيعة لإستحال على قائمة بابليون الحصول على هذه النتائج غير المتوقعة وبأصوات غير مسيحية بهذا فإن هذه الكوتا أصبحت نقمة على المكوِّن المسيحي بدل أن تكون نعمة له.
هل يمكن أن نلوم أحداً من الكبار الذين يحاولون إبتلاع العدد الصغير من الكراسي المخصصة لكوتا المسيحيين المذلة أقول بملء فمي كلا ثم كلا لأنّ فينا البعض ممن يستجدي مساعدتهم بأية وسيلة ويفسح لهم المجال لسلبها بغية الحصول على المردود المادي الكبير الذي يصلهم عن طريق الجلوس على كرسي في مجلس النواب وإن كان على حساب كرامتهم وكرامة الذين يدعون تمثيلهم من أبناء الشعب المسيحي المبتلى بهم.
هناك من يوزع التهم جزافاً بحق هذه الجهة أو تلك من رجال الدين ويأخذ عليهم تدخلهم في السياسة والتأثير على الراي المسيحي العام وقد فات هؤلاء أن التوجيهات من قبل أية جهة دينية ليست تدخلاً في الشأن السياسي قدر ما هي نتيجة حتمية لما وصلوا إليه من شعور باليأس بعد أن تم صد جميع محاولاتهم للم الشمل والتقدم للانتخابات بقائمة موحدة تحت أية تسمية يرضى بها الجميع وكل جهة أصرت على التقدم للمنافسة بصورة منفردة مستندة على أحد الحيتان وقد فاتهم بأن الحيتان من أهل المحاصصة لا يحترمون تعهداتهم إلا بالقدر الذي يخدم مصالحهم الآنية.
ما حصل اليوم أصبح واقعاً لا يمكننا رفضه أو الاعتراض عليه ولنبارك للفائزين فوزهم الذي جاء كنتىيجة حتمية لانقساماتنا سواءً أعجبنا الأمر أم لا ولنبحث عما يرفع عنا هذا الضيم وبحسب رأيي الشخصي أن أفضل وسيلة للوصول إلى ذلك الهدف هو المطالبة بإلغاء الكوتا كلياً واللجوء الى الترشيح المباشر حالنا حال أي طرف آخر يترشح خارج الكوتا والحصول على الأصوات التي تؤهل المترشح للفوز بجهوده الشخصية أو جهود القائمة او الحزب الذي ينتمي إليه وفي حال فوزه يمكن أن يدخل إلى البرلمان مرفوع الرأس وإن لم يتمكن من ذلك فخير له أن لا يدخل إليه كتابعٍ لغيره.