المحرر موضوع: اي عشق يسربه الشوق لمكان ولادتنا  (زيارة 981 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل حبيب الشابي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 220
  • الجنس: ذكر
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
في كل مرة احاول فيها ان اسافر لاجمع شتات الروح بداخلي وابتعد عن رائحة ترابك يا بلدتي الحبيبة الذي مازال محفوظا ببصمات قدمي الحافيتين وهما يمرحان فوق ترابك احس ببكاء القلب والروح يعتق باعماقه كنائسك وتليك ونبعيك وكرومك ومزارعك وربيعك وكل شهقة تعيدني الى سماء الافق الذي لا يتزحزح كما كان لمسته بيدي وداست اصابعي في افقه عندما كنت طفلا تعلمت معنى العيش في محيط هو جزء مني ولازلت اتذكر جميع الحكايات التي سمعتها من عجائز البلدة ومشايخها التي التقطها اثناء جلوسي في مجالسهم كنت في كل مرة احفظ فيها بعض قصصهم الى اليوم واحاكي الطيور التي تجعلني اشم رائحة الهواء الطلق الصافي اماكن في القلب لم اكن اعلم في تلك السنوات ما كانوا يتحدثون عنه لكن الكثير منه اليوم تحقق وسوالفهم تبقى محفورة في القلب وان الروح تتعلق بارض بلدتنا الطيبة التي تبقى مهما كبرنا تسرقك حتى حينما تغادرها تبقى هي سارقتك  فاي عشق يسربه الشوق لمكان ولادتنا واي عشق الذي ترشف عذاباته حينما تخطفك الذاكرة الى تمتمات الجيران الطيبين الذين يأخذون بداية الطيب من حكاية الكروم والمزارع والبساتين وجز الصوف والمزارع الخضراء التي تذكرك دائما انك انسان ابن الارض الطيبة. افكر حينما اغادر بلدتي فانني لا انسى ان اخذ قليلا من ترابها بيدي لأدس انفي فيه واشمه على ان يعلق طيبه بروحي حينما اغادرها لا استطيع ان اخفي دموعي التي تتدحرج على وجهي فتشعل الحنين والاشواق التي تلتهمني غادرتها واعدها انني ساعود اليها مجددا ان بقيت حيا لانها مسقط رأسي  فان عشقي الاول والاخير هي تاج راسي وريحة اجدادي وماالحبيب الا الحبيب الاولي نعم انني مشتاق لقريتي لان رائحة امي وابي في كل ركن من اركان البيت القديم الذي ترعرعت فيه  قريتي   الجميلة بكل معاني الجمال اهلها ولا اروع  جوها ولا اصفى
ارضها ولا اطيب و مزارعها ولا ابدع
 وباول دموع الفرح نعود زائرين الى قريتنا التي غادرناها لنجدها تنتظرنا بذات الشوق وبذات الحكاية التي لا تشبع من ترديدها. نعود اليها فنفرك اصابعنا ونطلق  ابتساماتنا لنتوقف ونتساءل هل مازال كل شيء على حاله ؟ 
[/size]