المحرر موضوع: بوش و المغامرة المجنونة في العراق  (زيارة 794 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل صباح الزبيدي

  • عضو
  • *
  • مشاركة: 26
  • الجنس: ذكر
  • صباح الزبيدي
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
 

بوش و المغامرة المجنونة في العراق

صـــــــباح ســـــــــعيد الزبيــــــــدي

 

أكد الرئيس الامريكي جورج دبليو بوش الجمعة 27-4-2007 أنه لن يتردد في استخدام حقه في نقض مشروع قانون للكونغرس يربط تمويل الحرب في العراق بتحديد جدول زمني لانسحاب القوات الاميركية منه مرتين.

جاء هذا الموقف المتزمت والاعمى  في الوقت الذي تصر فيه إدارته على التمسك بما تسميها "إستراتيجية النصر" في العراق بدلاً من اللجوء إلى "إستراتيجية الانسحاب" منه، ولكن انكشاف كذب تلك المسوغات والذرائع والمبررات ادى الى فقدان الإدارة الأميركية آخر ما تبقى من مصداقية لديها، وما زال الرئيس جورج دبليو بوش يختزن في جعبته "المهترئة" المزيد من التلفيقات التي يفاجىء بها العالم من وقت لأخر بمناسبة وبدونها، لتبرير استمرار احتلال العراق والتعمية عن مآرب بلاده الخاصة بفرض السيطرة على نفط الخليج والتحكم المستقبلي بأسعاره وضرب أي توجهٍ نحو الاستقلال الاقتصادي والتخلص من التبعية والاستعمار.

فعندما شنَّ جورج دبليو بوش الحرب على العراق في آذار عام 2003، كان يهدف من ذلك السيطرة على النفط وحماية اسرائيل، وكان يهدف ايضاً الى سيطرة وهيمنة اميركا على منطقة الشرق الاوسط وتوسيع مناطق النفوذ، والسيطرة بشكل خاص على إيران وسورية.

ان جورج دبليو بوش قد تجاوز كل الحدود ويعتبر عهده  العهد الأعظم للفساد في تاريخ الولايات المتحدة، حيث لم تنفجر قضايا فساد بحجم ما انفجرت أثناء رئاسته .

وإن الانتهاكات العديدة والخطيرة التي ارتكبتها إدارة جورج دبليو بوش خلال فترة تزعمها مقاليد الحكم في أعرق ديمقراطيات العالم، تركت بصمات سلبية للغاية على سمعة الولايات المتحدة الأمريكية، قد يتطلب عقودا طويلة من الزمان لإصلاح ما تم إفساده على جميع المستويات والأصعدة..

فمن أول يوم فاز فيه جورج دبليو بوش بالرئاسة، وبطريقة عسيرة تشوبها الكثير من الشكوك في أحقيته بمنصب الزعيم الأول للولايات المتحدة، والفضائح تترى، إلى أحداث الحادي عشر من أيلول 2001، تاريخ مصادرة إدارة بوش حرية التعبير لفئة من الأمريكيين، عبر سن قانون ( باتريوت آكت)، وشن الحرب على أفغانستان والعراق بحجة مكافحة ما يسمى "الإرهاب العالمي"، متجاوزة بذلك "شرعية" الأمم المتحدة، ومنتهكة القانون الدولي وحقوق الإنسان، وارتكاب الجرائم في سجن أبو غريب وغوانتنامو، واختطاف الأشخاص بحجة محاربة الإرهاب والاحتفاظ بهم في سجون سرية خارج الولايات المتحدة، وفضيحة ضحايا إعصار كاترينا، والتجسس داخل وخارج الولايات المتحدة الأمريكية على مواطنين أمريكيين وغيرها من الانتهاكات التي يتم الكشف عنها إعلاميا كل يوم.

أن كل المؤشرات والتحليلات والاستطلاعات تشير إلى أن هزيمة نكراء تطل على أبواب الحزب الجمهوري؟

أن جورج دبليو اجتاز مرحلة صعبة من حياته الشبابية، فإنه ارتدّ إلى طريق الصواب، بعد سنوات طويلة من الترف والصخب وإدمان الكحول، مما اضطر والده إلى معالجته نفسياً وروحياً على يد قس بروتستانتي موهوب، هو والد وزيرة الخارجية كونداليزا رايس، الذي تمكّن بعد جولات وجلسات من إعادة تأهيله، من خلق إنسان جديد من جورج دبليو بوش الذي اختار ابنة هذا القس وزيرة للخارجية لسببين: رد الجميل لوالدها، والافادة من مؤهلاتها السياسية والديبلوماسية والاقتصادية، كونها كانت تدير إحدى كبريات شركات البترول الأميركية. إلاّ أن العقل الباطني لدى هذا الرئيس الشاب، يفعل فعله في بعض الأحيان ،   خصوصاً عندما يتّخذ القرارات الكبرى، ويغامر في الحرب على الارهاب، ولا سيما في أفغانستان، بعد أحداث 11 أيلول (سبتمبر) 2001، مع العلم أن حكماء الحزب الديمقراطي المنافس، وصف هذه الحرب بالمغامرة التي تفتقر إلى أية آفاق ، كما أن جورج الأب اعتبر مغامرة ولده ضرباً في المجهول وقفزة في الفراغ. وقد استطاع جورج دبليو بوش من تحقيق انتصار لأميركا في أفغانستان قبل أن يغرق في مستنقعات العراق، حيث وصل عدد قتلى الجيش الأميركي إلى اكثر من 3000 قتيلا.

أنَّ الأمريكيين قد تورطوا في حرب العراق بناءً على نوايا شريرة بالفعل لفقت لأجلها الإدارة الأمريكيَّة أدلةً زائفةً، في سلوكٍ فاسدٍ لا يمكن بحالٍ من الأحوال أنْ يكون سلوك دولة محترمة، بل هو سلوك مجموعة من عصابات الفساد.

فـقـد بينت دراسة أجراها أخصائيون في علم النفس من جامعة كاليفورنيا أن جورج دبليو بوش ، هو "الأغـبى من بين رؤساء الولايات المتحدة منذ بداية القرن الماضي..!"
وقال الدكتور دين كيت سيمونطون، Dean Keith Simonton الأخصائي في علم النفس ، الذي أجرى الدراسة، أن "ذكاء" بوش لا يعادل ذكاء رؤساء الولايات المتحدة الآخرين خلال 110 سنوات الأخيرة، ما عدا الرئيس وورن هردينغ، الذي أمضى وقتاً قصيراً في البيت الأبيض في العشرينيات من القرن الماضي، واعتبر رئيساً فاشلاً.
وفي مقابلة مع صحيفة "التايمز" البريطانية، قال سيمونطون، أن متوسط ذكاء بوش يقل عن سابقه، بل كلينتون، بـ "20 نقطة". وأضاف أن هذا الفارق قادر على "إحداث تأثير تعاكسي"، من الممكن أن يجعل الفوارق في الذكاء بارزة بشكل كبير!
وكان سيمونطون قد درس القدرات الذهنية الرئاسية استناداً إلى المعلومات التي جمعها باحثون آخرون. وقد استند إلى تحليلات "هيستوريومترية" ، تحليل الشخصية ، استناداً إلى المصادر البيوغرافية، المعترف بها علمياً.
وفي مقالته التي نشرها في مجلـة "عـلـم النـفـس السـياسي" Political Psychology ، كتب أن متوسط ذكاء بوش “لا يزيد عن متوسط ذكاء طالب في مدرسة ثانوية في الولايات المتحدة!”

لقد دخل جورج دبليو بوش صناعة البترول بما يتراوح بين 13 و20 ألف دولار من صندوق ائتمان عائلي، وفشل فيها - ليقبله من عثرته المرة تلو الأخرى - مستثمرون أصدقاء كانوا على استعداد لأن يخسروا المال في سبيل الارتباط باسم بوش.
وقد دعا جورج دبليو بوش بوش إلى شراكة مستثمرين كانوا بحاجة إليه كواجهة لشرائهم فريق تكساس رنيجرز للبيسبول، واضطر بوش لاقتراض حصته في الاستثمار، وتحولت حصته البالغة 6000 ألف دولار إلى 15 مليون دولار عندما أقامت مدينة أرلنجتون بولاية تكساس استادًا جديدًا للفريق بالمال العام، وكان المقصود بشراء هذا الفريق زيادة رؤية الناس لبوش في تكساس؛ لكي يمكنه الدخول في السياسة مثل والده، ودخل بوش انتخابات الكونغرس من منطقة في غربي تكساس سنة 1978م وخسر، رغم أنه لم يكن ينقصه المال الذي وفرته له عائلته وأصدقاؤه في صناعة البترول. وعندما خاض انتخابات حاكم الولاية سنة 1994م طلب شيكًا بمبلغ 100 ألف دولار، وعندما قرر سنة 1999م دخول انتخابات الرئاسة جمع الكثير من المال بسرعة – أكثر من 50 مليون دولار – حتى إنه كان محصنًا ضد الاحتمال السياسي المعتاد وهو أن الهزائم المبكرة في نيوهامبشاير وساوث كارولينا قد تخرجه من السباق.
راجت شائعات حول تعاطي بوش الماريجوانا وشم الكوكايين، لكنها ظلت مجرد شائعات لم تثبت صحتها، ولكن المؤكد أنه كان يكثر من شرب الخمر، وهو الإدمان الذي لازمه حتى سن الأربعين.

هذا وإن الانتهاكات العديدة والخطيرة التي ارتكبتها إدارة جورج دبليو بوش  خلال فترة تزعمها مقاليد الحكم في أعرق ديمقراطيات العالم، تركت بصمات سلبية للغاية على سمعة الولايات المتحدة الأمريكية، قد يتطلب عقودا طويلة من الزمان لإصلاح ما تم إفساده على جميع المستويات والأصعدة...

فالديمقراطية والإصلاح والاعتدال والعولمة والعالم الحر والنظام العالمي الجديد إلى ما هنالك من مصطلحات فارغة وجوفاء ماهي الا مصطلحات تعبر في حقيقتها عن العدوان والاجتياح والاحتلال والتوسع التي تطبع تطلعات ادارة جورج دبليو بوش الهادفة إلى فرض هيمنتها العسكرية والسياسية والاقتصادية على بعض البلدان وشعوبها.

وفي الوقت الذي تقيم فيه ادارة جورج دبليو بوش الجدران الطائفية وتعزز الانقسام الطائفي  في العراق والاستمرار في احتلاله وتمزيقه ،  يصبح  من رابع المستحيلات المراهنة على أي أمل برؤية عصر الحريَّة والديمقراطيَّة في العراق الجديد في ظل هذه الإدارة التي لم تنضج ولم يصلها الوعي السياسي بعد.

 

صـــــــباح ســـــــــعيد الزبيــــــــدي

بلغراد – صربيا

28/04/2007

sabah@sezampro.yu

 

**************************
صباح الزبيدي